الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 -
بيان
اشتداد غربة الإسلام في آخر الزمان
س: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل «يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل (1) » ما المقصود بالكفر في الحديث وكيف يكون بيع الدين؟ (2)
ج: لقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم (3) » بادروا بالأعمال يعني الصالحة «فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل (4) » المعنى أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلما، ثم يمسي كافرا، وبالعكس يمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا، وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمنا ويأتيه من يقول له: تسب الله
(1) صحيح مسلم الإيمان (118) ، سنن الترمذي الفتن (2195) ، مسند أحمد (2/304) .
(2)
من أسئلة حج عام 1415 هـ، شريط 49\ 9.
(3)
صحيح مسلم الإيمان (118) ، سنن الترمذي الفتن (2195) ، مسند أحمد (2/390) .
(4)
أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال برقم 118.
وتسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافرا، أو يمسي كذلك أو يقولوا: لا تكن مع المؤمنين نعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير، فيكون وليا للكافرين، وعدوا للمؤمنين، وأنواع الردة كثيرة جدا، وغالبا ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، لهذا قال:«يبيع دينه بعرض من الدنيا (1) » وفي لفظ آخر: «بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا، أو موتا مجهزا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، أو الدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر (2) » المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجأة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته، فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته
(1) صحيح مسلم الإيمان (118) ، سنن الترمذي الفتن (2195) ، مسند أحمد (2/390) .
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل برقم 2306.