المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حكم مرور الطفل غير المميز بين يدي الصف - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز - جـ ٢٩

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌باب الآنية

- ‌ حكم استعمال آنية الذهب والفضة

- ‌ حكم استعمال الذهب والفضة في الأبواب والجدران

- ‌باب الاستنجاء

- ‌ حكم من صلى وبه سلس بول ولم يستنج

- ‌ حكم الاكتفاء في الاستجمار بالمناديل ونحوها

- ‌ حكم الاستجمار مع وجود الماء

- ‌ حكم مسح أثر الغائط والبول بالورق

- ‌ حكم صلاة من كان متهاونا بالطهارة

- ‌ حكم الاستنجاء من الريح

- ‌ حكم نتر الذكر عند البول

- ‌ حكم غسل رشاش البول

- ‌باب سنن الوضوء وسنن الفطرة

- ‌ فضل السواك

- ‌ حكم التلفظبالشهادة أثناء الوضوء داخل الحمام

- ‌ حكم السلام ورده في المواضئ

- ‌ حكم التسمية والوضوء داخل الحمام

- ‌ حكم قراءة القرآن في الحمام

- ‌ وجوب إعفاء اللحيةوتحريم حلقها أو قصها

- ‌ إعفاء اللحية اقتداء برسول الله وامتثال لأمره

- ‌ حكم أخذ شعر الخدين وأعلى الحاجب للرجل

- ‌ حدود اللحية

- ‌ حكم قص وتقصير اللحية

- ‌ بيان أن شعر العارضين من اللحية

- ‌ حكم صبغ اللحية باللون الأسود

- ‌ مسألة في تحريم حلق اللحية

- ‌ حكم حلق اللحية

- ‌ حكم تقصير المرأة شعرها

- ‌ حكم وصل الشعر

- ‌ حكم قص الشعر للمرأة

- ‌ حكم وضع الحناء على اليدين والرجلين للرجل

- ‌ حكم حلق شعر العانة والإبط

- ‌ حكم إطالة الأظافر

- ‌ الختان من آكد سنن الفطرة

- ‌ حكم المضمضة من آثار الطعام قبل الصلاة

- ‌ الاستنجاء ليس من فرائض الوضوء

- ‌ حكم من صلىبالناس وهو على غير طهارة

- ‌ وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالماء

- ‌ كيفية وضوء من كان يسبح في البحر

- ‌ مسألة في الوضوء

- ‌ حكم مسح الشعر في الوضوء بعد دهنه

- ‌ حكم قراءة القرآن بدون وضوء

- ‌ حكم قراءة الأطفالللقرآن في المصحف بدون طهارة

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌ بيان مدة المسح على الجوربين

- ‌ شروط المسح على الجوربين

- ‌ المسح على الجورب والنعل

- ‌ مسألة في المسح على الجورب والنعل

- ‌ مسألة في المسح على الجورب

- ‌ مسألة في المسح على الشراب والكندرة

- ‌ حكم المسح على الشراب المثقوب

- ‌ حكم نقض الوضوءبأكل شحم وكرش الجزور

- ‌ حكم إزالة طلاء المناكير عند الوضوء

- ‌ حكم وضع المناكير لمدة خمسة فروض

- ‌ حكم انتقاض الوضوء بالنوم

- ‌ حكم من شكفي طهارته للصلوات الفائتة

- ‌ مسألة في لمس المرأة بعد الوضوء

- ‌ دخول المقابر لا ينقض الوضوء

- ‌باب الغسل

- ‌ من أحكام غسل الجنابة

- ‌ وجوب الغسلعلى من جامع أهله ولو لم ينزل

- ‌ مسألة في الغسل من الجنابة

- ‌ حكم الجمع بين الوضوء والغسل من الجنابة

- ‌ حكم إزالة " المناكير "للوضوء والغسل من الجنابة

- ‌ حكم قراءة القرآن للجنب

- ‌ مسألة في قراءة القرآن للجنب

- ‌ حكم لمسالجنب للثوب ونحوه قبل أن يغتسل

- ‌ حكم أخذ الجنبمن شعره وأظفاره قبل أن يغتسل

- ‌باب التيمم

- ‌ بيان كيفية التيمم

- ‌ حكم التيمم مع وجود الماء

- ‌ حكم غسل الدم الخارج من السبيلين

- ‌ حكم الصلاة في ملابس أصابها مني

- ‌ حكم من صلى بالنجاسة وهو لا يعلم

- ‌باب الحيض والنفاس

- ‌ بيان مدة الطهر في الحيض

- ‌ الفرق بين دم الحيض والاستحاضة

- ‌ حكم طهارة المرأةمن الحيض إذا كانت عادتها مبعضة

- ‌ حكم استعمالالدواء لمنع الدورة الشهرية

- ‌ حكم صلاة المرأة وهي حائض

- ‌نزول دم الحيض بعد الوضوء

- ‌ حكم الكدرة والصفرة بعد الطهر

- ‌ الإحساسبنزول دم الحيض أثناء السعي

- ‌ وجوب الغسلإذا رأت الكدرة في وقت العادة

- ‌ حكم قراءة الحائض للقرآن

- ‌ حكم قضاء المرأةلصلاة الظهر إذا طهرت وقت صلاة العصر

- ‌ النفساء إذا طهرت تلزمهاالصلاة وكذا الصيام ولو لم تكمل الأربعين

- ‌ مسألة في طهارةالمرأة من دم الحيض والنفاس

- ‌ صلاة من أسقطت جنينا دون أن يتخلق

- ‌ حكم أذان المنفرد

- ‌ مسألة في الأذان

- ‌ الترجيع في الأذان

- ‌ حكم قول: حي على خير العمل في الأذان

- ‌ حكم أداء تحية المسجد أثناء الأذان

- ‌ حكم إقامة الصلاة بدون إقامة

- ‌ حكم قول: " أقامها الله وأدامها " عند إقامة الصلاة

- ‌ حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا

- ‌ عقوبة تارك الصلاة وهو مؤمن بوجوبها

- ‌ حكم تارك الصلاة

- ‌ ترك الصلاة كفر يحبط العمل

- ‌ حكم من حج وهو تارك للصلاة

- ‌ حكم قضاء الصلوات الفائتة لمن تركها تهاونا

- ‌ حكم قضاء الصوم وأداء الحج عمن مات وهو متهاون بالصلاة

- ‌ حكم من صام رمضان وهو تارك للصلاة متهاونا

- ‌ حكم من ترك الصلاة كسلا متكاسلا

- ‌ حكم من يصلي أحيانا ويترك الصلاة أحيانا

- ‌ حكم تأخير صلاة الفجر لغير عذر

- ‌ حكم غيبة تارك الصلاة للتحذير منه

- ‌ حكم قول: ترك الصلاة ليس بكفر

- ‌ حكم هجر تارك الصلاة

- ‌ حكم من ترك الصلاة بحجة ارتكابه للذنوب

- ‌ حكم صلاة مرتكبي المعاصي

- ‌ من ارتد عن الإسلام ثم تاب فلا قضاء عليه للصلوات

- ‌ التكاليف الشرعية تثبت على المكلف بعد بلوغه

- ‌ الواجب على الآباء أن يلزموا أبناءهم بطاعة الله ورسوله

- ‌ حكم صلاة الطفلة دون خمار

- ‌ من بلغ الحلم وجبت عليه المحافظة على الصلاة

- ‌ وجوب تعليم الكبير الجاهل لصفة الصلاة

- ‌ حكم تعويد الأبناء للصلاة مع الجماعة

- ‌ بيان وقت الزوال

- ‌ حكم صلاة المرابط والحارس في مكانه

- ‌ وقت صلاة المرأة للظهر يوم الجمعة

- ‌ حكم تأخير الصلاة لعذر

- ‌ حكم تأخير صلاة العشاء للمنفرد

- ‌ العناية بالاستيقاظ لصلاة الفجر

- ‌ حكم الصلاة في الباخرة

- ‌ حكم إعادة صلوات أقيمت في مسجد علم انحرافه عن القبلة

- ‌ مسألة في استقبال القبلة

- ‌ حكم من صلى وليس على أحد عاتقيه ثوب

- ‌ حكم الصلاة في الملابس الضيفة

- ‌ حكم الصلاة في ثياب بنصف الكم

- ‌ حكم انكشاف الفخذ في الصلاة

- ‌ حكم الصلاة في ثياب، ملطخة بدم الهدي

- ‌ صلاة المسبل

- ‌ حكم إظهار اليدين والقدمين من المرأة في الصلاة

- ‌ تغطية الرأس للمرأة عند سجود التلاوة

- ‌ حكم صلاة المرأة بالقفازين

- ‌ حكم الصلاة بالنعال

- ‌ حكم الصلاة إذا كان الحمام في قبلة المصلي

- ‌ حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌ حكم الصلاة في مسجد في مؤخرته قبر، بينهما حاجز

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌ نحن مأمورون أن نصلي كما صلى عليه الصلاة والسلام

- ‌ الكلام على حديث في آداب المشي إلى الصلاة

- ‌ حكم إرسال اليدين حال القيام في الصلاة

- ‌ سنية وضع اليدين في الصلاة

- ‌ السنة للمصلي أن ينظر إلى موضع سجوده حال القيام

- ‌ إحضار القلب في الصلاة سبب في الخشوع

- ‌ حكم الاستعاذة والبسملة في كل ركعة

- ‌ مسألة في الإسرار بالبسملة

- ‌ مسألة في دعاء الاستفتاح في الصلاة

- ‌ حكم قراءة المرأة في الصلاة الجهرية والسرية بصوت مسموع

- ‌ حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌ حكم قراءة الفاتحة للمأموم

- ‌ حكم صلاة من لا يحسن الفاتحة

- ‌ حكم قول: استعنا بالله عند قوله تعالى: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

- ‌ حكم ترك الجهر بالتأمين في الصلاة

- ‌ حكم من أدرك الإمام وهو راكع

- ‌ حكم قول (بلى) في الصلاة

- ‌ حكم قبض اليدين بعد الرفع من الركوع

- ‌ حكم قول: ربنا ولك الحمد والشكر، بعد الرفع من الركوع

- ‌ حكم قول: الله أكبر بعد الرفع من الركوع

- ‌ حكم مباشرة المصلي بوجهه لموضع السجود

- ‌ الدعاء في السجود ليس له حد محدود

- ‌ حكم جلسة الاستراحة

- ‌ حكم تحريك السبابة في الصلاة

- ‌ حكم رفع إصبعي السبابة لكلتا اليدين في الصلاة

- ‌ حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير

- ‌ مسألة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد

- ‌ حكم زيادة "وبركاته" في السلام

- ‌ حكم المصافحة بعد سلام الإمام

- ‌ حكم رد السلام بعد الصلاة

- ‌ حكم قول: (تقبل الله) بعد السلام من الصلاة

- ‌ حكم القنوت في صلاة الصبح

- ‌ حكم القنوت في النوازل

- ‌ حكم استعمال المسبحة في إتمام أذكار الصلاة

- ‌ حكم المرور بين يدي المصلي

- ‌ حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام

- ‌ مسألة في المرور بين يدي المصلين

- ‌ حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام والمسجد النبوي

- ‌ حكم مرور الطفل غير المميز بين يدي الصف

- ‌ بيان كيفية مكافحة الوساوس في الصلاة

- ‌ حكم صلاة المصاب بسلس البول

- ‌ حكم صلاة من شك في خروج الريح

- ‌ وجوب تعليم الجاهل أحكام الصلاة

- ‌ حكم صلاة من يدافعه الأخبثان

- ‌ حكم الاضطباع في الصلاة

- ‌ حكم صلاة من كشف إحدى كتفيه

- ‌ حكم الضحك في الصلاة

- ‌ بيان كيفية قضاء صلاة الفجر بعد طلوع الشمس

- ‌ حكم قراءة ما تيسر من القرآن بعد قراءة الفاتحة

- ‌ بيان حكم ما يفعل المصلي إذا دق جرس الباب

- ‌ حكم الحمد بعد العطاس في الصلاة

الفصل: ‌ حكم مرور الطفل غير المميز بين يدي الصف

من باب قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (1) وهكذا المسجد الحرام فيه حكم هذا، فإنه في الغالب مظنة الزحام وعدم القدرة على دفع المار؛ فلهذا رأى أهل العلم المسامحة في المسجد الحرام؛ لأنه - لا سيما أيام الحج - في الغالب لا يستطاع دفع المار، وهو معفو عنه إن شاء الله، وأما المسجد النبوي فقد يكون فيه زحام وقد لا يكون فيه زحام، وإذا كان فيه زحام شديد فالأمر مثل ما في المسجد الحرام، يعفى عنه لأجل المضرة والعجز وعدم القدرة.

(1) سورة التغابن الآية 16

ص: 327

188 -

‌ حكم مرور الطفل غير المميز بين يدي الصف

س: ما الحكم إذ مر طفل دون الخامسة من عمره أمامنا في الصلاة، وإذا قمنا بمنعه يزيد في المرور، أو يجلس موضع السجود، أو على رأس المصلي خصوصا أقل من ثلاث سنين؟ فماذا يجب عمله مع مثل هذا الطفل أفيدونا مأجورين؟ (1)

(1) نشر في مجلة الدعوة، العدد (1689) في 13\1\ 1420هـ.

ص: 327

ج: الواجب رده؛ لعموم الأدلة الشرعية في ذلك، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:«إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان (1) » متفق عليه. ومعنى فليقاتله: فليدفعه بقوة. والله ولي التوفيق.

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب يرد المصلي من مر بين يديه برقم 509، ومسلم في كتاب الصلاة باب منع المار بين يدي المصلي برقم 505.

ص: 328

189 -

الجمع بين حديث:

«يقطع الصلاة الحمار والمرأة (1) » . . .

وبين حديت «أن عائشة كانت تنام أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي (2) »

س: كيف نجمع بين حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يقطع الصلاة إلا المرأة والكلب الأسود والحمار، وبين حديث «أن عائشة رضي الله عنها كانت تنام أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حتى إذا أراد أن يوتر غمزها فقامت (3) » ؟

(1) صحيح مسلم الصلاة (510) ، سنن الترمذي الصلاة (338) ، سنن النسائي القبلة (750) ، سنن أبي داود الصلاة (702) ، سنن ابن ماجه الصيد (3210) ، مسند أحمد (5/161) ، سنن الدارمي الصلاة (1414) .

(2)

صحيح البخاري الصلاة (508) ، صحيح مسلم الصلاة (512) ، سنن النسائي الطهارة (168) ، سنن أبي داود الصلاة (714) ، مسند أحمد (6/132) ، موطأ مالك النداء للصلاة (258) ، سنن الدارمي الصلاة (1413) .

(3)

صحيح البخاري الصلاة (508) ، صحيح مسلم الصلاة (512) ، سنن النسائي الطهارة (168) ، سنن أبي داود الصلاة (714) ، مسند أحمد (6/132) ، موطأ مالك النداء للصلاة (258) ، سنن الدارمي الصلاة (1413) .

ص: 328

ج: ليس بين الحديثين تخالف؛ لأن وجودها أمامه وهي في الفراش لا يسمى مرورا، وهكذا انسلالها من الفراش ليس مرورا.

ص: 329

س: ما حكم السترة وهل مرور الكلب والمرأة والحمار يقطع الصلاة؟ وما موقفنا من كلام عائشة رضوان الله عليها عندما قالت: أجعلتمونا كالكلاب والحمير؟

ج: السترة سنة مؤكدة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها (1) » رواه أبو داود بإسناد جيد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره إذا سافر تنقل معه العنزة، وكان يصلي إليها عليه الصلاة والسلام، فهي سنة مؤكدة وليست واجبة، لأنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى في بعض الأحيان إلى غير سترة.

وأما ما يقطع الصلاة فهو الحمار والكلب الأسود والمرأة البالغة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل، المرأة والحمار

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه برقم 697.

ص: 329

والكلب الأسود (1) » . أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه، ورواه مسلم أيضا من حديث أبى هريرة رضي الله عنه بدون ذكر الأسود، والقاعدة أن المطلق يحمل على المقيد، وفي حديث ابن عباس: المرأة الحائض، أي البالغة، والصواب ما دل عليه الحديث أن هذه الثلاث تقطع.

وأما قول عائشة فهو من رأيها واجتهادها، قالت: بئس ما شبهتمونا بالحمير والكلاب، وذكرت أنها كانت تعترض بين يدي رسول الله وهو يصلى، وهذا ليس بمرور؛ لأن الاعتراض لا يسمى مرورا، وقد خفيت عليها رضي الله عنها السنة في ذلك ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، فلو صلى إنسان إلى إنسان قدامه جالس أو مضطجع لم يضره ذلك، وإنما الذي يقطع هو المرور بين يدي المصلي من جانب إلى جانب، إذا كان المار واحدا من الثلاثة المذكورة بين يديه أو بينه وبين السترة. وإذا كانت المرأة صغيرة لم تبلغ أو الكلب ليس بأسود، أو مر شيء آخر كالبعير والشاة ونحوها فهذه كلها لا تقطع، لكن يشرع للمصلى ألا يدع شيئا يمر بين يديه وإن كان لا يقطع الصلاة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا صلى أحدكم إلى

(1) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب قدر ما يستر المصلي برقم 510.

ص: 330

شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان (1) » متفق على صحته.

وكان عليه الصلاة والسلام إذا أرادت البهيمة أن تمر بين يديه تقدم حتى تمر من خلفه، والخلاصة أن على المصلي أن يدفع المار حسب طاقته، ولكن لا يقطع الصلاة إلا هذه الثلاثة المتقدمة وهي المرأة البالغة والحمار والكلب الأسود.

وحديث ابن عباس في ترك أتانه ترتع بين يدي بعض الصف، ليس بحجة في عدم قطع الصلاة بالحمار؛ لأنها مرت بين يدي بعض الصف والمأموم تبع الإمام لا يقطع صلاته مرور المرأة ولا غيرها، لأنه تابع للإمام فلا يقطع صلاته إلا ما يقطع صلاة الإمام، فلو مرت بين يدي الإمام أو المنفرد قطعت، فالحاصل أن كلام عائشة رضي الله عنها لا يعارض السنة، بل السنة مقدمة على رأي عائشة وعلى غير عائشة، وهذه قاعدة معلومة عند أئمة الأصول ومصطلح الحديث، والله يقول سبحانه:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (2)(3)

(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب يرد المصلي من مر بين يديه برقم 509، ومسلم في كتاب الصلاة باب منع المار بين يدي المصلي برقم 505.

(2)

سورة النساء الآية 59

(3)

سورة النساء، الآية 59.

ص: 331