الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو سنة مؤكدة، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب ذلك في حق الرجال، والختان سنة في حق النساء إذا تيسر من يحسن ذلك من الرجال أو النساء، فيشرع لأهل الإسلام أن يحافظوا على ذلك للحديث المذكور.
35 -
حكم المضمضة من آثار الطعام قبل الصلاة
س: الأخ ع. ص. ش من القنفذة يقول في سؤاله: يحين وقت صلاة الفريضة وأنا على وضوء، ولكني قد أكلت شيئا وربما بقي من آثاره شيء في أسناني، فهل يجب علي المضمضة لإزالته أم لا؟ أفتوني مأجورين يا سماحة الشيخ. (1)
ج: المضمضة مستحبة من آثار الطعام، ولا يضر بقاء شيء من ذلك في أسنانك بحكم الصلاة، لكن إذا كان المأكول من لحم الإبل فلا بد من الوضوء قبل الصلاة؛ لأن لحم الإبل ينقض الوضوء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «توضئوا من لحوم
(1) سؤال موجه من المجلة العربية.
الإبل (1) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله بعض الصحابة قائلا:«أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، فقال السائل: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ فقال: إن شئت (2) » أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب الطهارة، باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل برقم 497، والإمام أحمد في أول مسند الكوفيين حديث أسيد بن حضير رضي الله عنه برقم 18617.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحيض، باب الوضوء من لحوم الإبل برقم 360.
36 -
حكم من صلى
أكثر من فرض بوضوء واحد
س: هل يجوز أن أصلي صلاتين بوضوء واحد؟ (1)
ج: يجوز، وأكثر من صلاة، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء واحد عدة صلوات يوم الفتح.
(1) نشر في مجلة البحوث، العدد 46 ص 197.
صفحة فارغة
باب فرائض الوضوء
37 -
كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
س: يعلم سماحتكم أن نية الوضوء للمسلم واجبة، لذلك أريد أن أعرف كيف كان يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم؟ وماذا يقول بعد الفراغ من الوضوء؟ وهل يقول أثناء الوضوء شيئا؟ (1)
ج: النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ومرة مرتين، وثلاثا ثلاثا، فالوضوء شرط للصلاة، قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (2) الآية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول (3) » ، وقال عليه الصلاة والسلام:
(1) من فتاوى الحج، الشريط الرابع.
(2)
سورة المائدة الآية 6
(3)
أخرجه الإمام مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة برقم 224.
«لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ (1) » ، فالوضوء شرط للصلاة لا بد منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ كالآتي: يغسل يديه ثلاث مرات أول ما يبدأ، ويسمي الله عز وجل، ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم يغسل وجهه، ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع الأذنين، ثم يغسل رجليه مع الكعبين.
هذا هو وضوؤه عليه الصلاة والسلام، يغسل كفيه أولا ثلاث مرات، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم يغسل وجهه، ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع الأذنين، ثم يغسل رجليه مع الكعبين، مرة مرة هذا مجزئ، وربما غسل مرتين مرتين، يغسل وجهه مرتين، يتمضمض مرتين، ويستنشق مرتين، ويغسل وجهه مرتين، وذراعيه مرتين، ويمسح رأسه مرة واحدة، الرأس يمسح مرة واحدة دائما، ويغسل رجليه مرتين مع الكعبين، والغالب أنه يغسل ثلاثا ثلاثا، هذا هو الغالب وهو الأفضل، يتمضمض ويستنشق ويستنثر ثلاث مرات بثلاث غرفات، ثم يغسل وجهه ثلاثا، يعني ثلاث مرات، ثم يغسل ذراعيه مع الكعبين ثلاث مرات، كل يد ثلاث مرات، ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين ثلاثا ثلاثا.
هذا هو الوضوء الكامل، وهذا هو
(1) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب لا تقبل صلاة بغير طهور برقم 135، ومسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة برقم 225.
الغالب على فعله عليه الصلاة والسلام، وإن توضأ الإنسان مرة مرة، أو مرتين مرتين، أو ثلاثا ثلاثا، في بعض الأعضاء، أو مرتين في بعض الأعضاء، أو مرة في بعض الأعضاء، أجزأ هذا كله والحمد لله، وإذا فرغ يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، هذا سنة بعد الوضوء، وفي الحديث:«ما من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء (1) » ، وهذا فيه فضل عظيم، أما الدعاء أثناء الوضوء فليس فيه شيء أثناء الوضوء مأثور، بل عليه أن يبدأ بالتسمية ويختم بالشهادة، أما عند غسل الوجه أو اليدين فليس فيه شيء، وكل ما قيل فإنما هي أحاديث موضوعة غير صحيحة.
(1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب الذكر المستحب عقب الوضوء برقم 234، وأحمد مسند الشاميين، حديث عقبة بن عامر الحهني عن النبي صلى الله عليه وسلم برقم 16863.