الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأما النَّفس فتنال هَواهَا وتدرك مناها بفكرها فِي لذات دنياها فَإِنَّهَا مجبولة على حب العاجل والإعراض عَن الآجل
وَقد حذرنا الرَّحْمَن من الشَّيْطَان فَقَالَ {إِن الشَّيْطَان لكم عَدو فاتخذوه عدوا} أَي لَا تلتفتوا عَلَيْهِ وَلَا تصغوا إِلَيْهِ
وحذرنا من النَّفس بقوله تَعَالَى {إِن النَّفس لأمارة بالسوء إِلَّا مَا رحم رَبِّي} يُوسُف وَقَلِيل مَا هم
23 -
فصل فِي بَيَان الْإِخْلَاص والرياء
الْإِخْلَاص أَن يُرِيد الله بِطَاعَتِهِ وَلَا يُرِيد بِهِ سواهُ وَهُوَ أَقسَام
أَحدهَا أَن يُرِيد الْخَلَاص من الْعقَاب
الثَّانِي أَن يُرِيد الْفَوْز بالثواب
الثَّالِث أَن يُرِيدهُمَا جَمِيعًا
الرَّابِع أَن يفعل ذَلِك حَيَاء من الله تَعَالَى من غير خطور ثَوَاب أَو عِقَاب
الْخَامِس أَن يفعل ذَلِك حبا لله تَعَالَى من غير مُلَاحظَة ثَوَاب أَو عِقَاب
السَّادِس أَن يفعل ذَلِك إجلالا وتعظيما
وَأما الرِّيَاء فَهُوَ أَن يُرِيد النَّاس بِطَاعَة الله تَعَالَى وعبادته وهما ضَرْبَان
أَحدهمَا أَن لَا يُرِيد بِتِلْكَ الطَّاعَة إِلَّا النَّاس
وَالثَّانِي أَن يُرِيد بِطَاعَتِهِ النَّاس وَرب النَّاس وَهَذَا أخف الريائين لِأَنَّهُ أقبل على الله من وَجه وعَلى النَّاس من وَجه
وَأما الأول فَإِنَّهُ إِعْرَاض عَن الله بِالْكُلِّيَّةِ وإقبال على النَّاس وَكِلَاهُمَا محبط للْعَمَل لقَوْل الله عز وجل (أَنا أغْنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك فَمن عمل عملا أشرك فِيهِ معي غَيْرِي تركته لشَرِيكه) وَفِي رِوَايَة (تركته لشريكي
وَلَا يتَصَوَّر شرك الرِّيَاء لمن عبد الله تَعَالَى تَعْظِيمًا وإجلالا لِأَن تَعْظِيمه يمنعهُ من أَن يعصيه بشرك الرِّيَاء
وَكَذَلِكَ الْحيَاء أَيْضا يزعه عَن ذَلِك
وَكَذَلِكَ الْحبّ مَانع من عصيان المحبوب فِيمَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْهِ