الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 -
فصل فِي تَفْضِيل عمل السِّرّ على عمل الْعَلَانِيَة
اخْتلف الْعلمَاء فِي ذَلِك
فَقَالَت فرقة عمل السِّرّ أفضل من عمل الْعَلَانِيَة للقدوة وَغير الْقدْوَة وَعمل الْعَلَانِيَة للقدوة أفضل من عمل الْعَلَانِيَة لغير الْقدْوَة
وَالْفرق بَينهمَا أَنه فِي إِظْهَار عمل السِّرّ لَا يَأْمَن الرِّيَاء فيمكنه أَن يحفظ عمله عَن الرِّيَاء بإسراره وإخفائه وَحفظ إخلاص الْعَمَل أولى من المخاطرة بِهِ
وَأما عمل الْعَلَانِيَة فَلَا يقدر على التَّحَرُّز فِيهِ من الرِّيَاء
وَقَالَت طَائِفَة عمل السِّرّ أفضل من عمل الْعَلَانِيَة لغير الْقدْوَة وَعمل الْعَلَانِيَة للقدوة أفضل من عمل السِّرّ لِأَن من تسبب إِلَى خير أَو سنّ سنة حَسَنَة أجر على ذَلِك أَجْرَيْنِ أَو أجورا كَثِيرَة على عدد المقتدين بِهِ
وَجَاء فِي حَدِيث (إِن عمل الْعَلَانِيَة يُضَاعف على عمل السِّرّ إِذا اسْتنَّ بعامله بسبعين ضعفا)
وَعمل السِّرّ مَا شرع إسراره من أول أمره كالنوافل والأذكار
وَعمل الْعَلَانِيَة مَا شرعت الْعَلَانِيَة فِي أول أمره أَو مَا لَا يَتَأَتَّى عمله إِلَّا فِي الْعَلَانِيَة كعيادة المرضى وتشييع الْجَنَائِز وَحُضُور الأعياد
فالإسرار بأعمال السِّرّ أولى إِلَّا رَجَاء الِاقْتِدَاء لمن يَأْمَن الرِّيَاء وَعمل الْعَلَانِيَة مَعَ مجاهدة النَّفس من خطرات الرِّيَاء أولى من تَركه مَخَافَة الرِّيَاء
وَقد ترك جمَاعَة من السّلف الْأَعْمَال لما اطلع عَلَيْهِم مَعَ كَونهم أعْلنُوا مَا هُوَ أفضل وَمِنْهَا وَمَا تركُوا ذَلِك إِلَّا عِنْد ضعف الْحَال فِي بعض الْأَوْقَات خوفًا من خطرة التصنع والرياء