الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَن الْأَكْثَرين هم الأقلون يَوْم الْقِيَامَة وَأَن الله عز وجل قد عافى الْفُقَرَاء من التَّعَرُّض لهَذِهِ الْفِتْنَة وخلصهم من هَذِه المحنة وَأَن غنى قَارون كَانَ سَببا لإهلاكه
75 -
فصل فِي الْكبر
الْكبر أَن يتعظم على غَيره أَنَفَة مِنْهُ واحتقارا لَهُ
وَله أَسبَاب من جُمْلَتهَا الْعجب وَهُوَ أكبرها وَكَذَلِكَ يُطلق الْكبر على الْعجب لِأَنَّهُ سَبَب عَنهُ وَلَا يتكبر إِلَّا من جهل قدره وعظمة ربه
وَقد تهدد الله تَعَالَى المتكبرين فِي كِتَابه الْعَزِيز وعَلى لِسَان نبيه صلى الله عليه وسلم لِأَن العظمة والكبرياء لَا يليقان إِلَّا بِرَبّ الأرباب
وَقد تسمى أَخْلَاق الْكبر كبرا أَيْضا لكَونهَا مسببة عَنهُ
وَالْكبر أَقسَام أَحدهَا الْكبر عَن بعض طَاعَة الله تَعَالَى
الثَّانِي الْكبر عَن مُتَابعَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
الثَّالِث الْكبر على الْعباد أَن يرى أَنه خير مِنْهُم فَينْظر إِلَيْهِم بِعَين الازدراء والأنفة والحقرية وَأَن لَا يقبل مِنْهُم الْحق لعلمه أَنه حق فَمن أمره بِخَير تكبر عَن قبُوله مِنْهُ مَعَ علمه أَنه صَوَاب كَمَا تكبرت الْيَهُود عَن مُتَابعَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم وكما تكبر إِبْلِيس على آدم مَعَ علمه بِأَن الله تَعَالَى فَضله عَلَيْهِ
وَقد يحمل التكبر على الْمَخْلُوق على التكبر على الْخَالِق كَمَا فعل إِبْلِيس إِذْ حمله التكبر على آدم على التكبر عَن السُّجُود فَمن رأى أَنه خير من أَخِيه حقرية لَهُ وازدراء بِهِ أَو رد الْحق وَهُوَ يعرفهُ فقد تكبر على الْعباد
وَمن تعظم وأنف عَن الذل والخضوع لطاعة الله تَعَالَى فقد تكبر على الله تَعَالَى
فَأصل الْكبر التَّعْظِيم وَحَقِيقَته الأنفة والازدراء ورد الْحق مَعَ الْعلم بِهِ