الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَاعِز والأعرابي الَّذِي وَاقع فِي رَمَضَان وَكَذَلِكَ الْإِقْرَار للعباد بحقوقهم ومعصية الله تَعَالَى فيهم فَيلْزمهُ تَعْرِيف الْمُسْتَحق لذَلِك ليبرئه أَلا يُقيم عَلَيْهِ الْعقُوبَة الشَّرْعِيَّة
57 -
فصل فِي التباس سَبَب الرِّيَاء بِالْحَيَاءِ
اعْلَم أَن الله عز وجل جبل الْآدَمِيّ على أَوْصَاف جالبة للنفع وعَلى أَوْصَاف دافعة للضر فخلق صفة الْجُوع لِأَنَّهَا جاذبة لنفع تَنْفِيذ الْغذَاء وَخلق صفة الظمأ لِأَنَّهَا جالبة لنفع تنفيذه للغذاء وَخلق شَهْوَة الْجِمَاع لِأَنَّهَا فِي الْغَالِب سَبَب للنسل وَخلق الْغَضَب لدفع الضيم وَخلق الْحيَاء لجلب النَّفْع وَدفع الضّر جَمِيعًا
فَيحمل الْحيَاء العَبْد على فعل مَا يستحي من تَركه
وَترك مَا يستحي من فعله فقد جمع من الْخَيْر مَا تفرق فِي غَيره وَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (الْحيَاء من الْإِيمَان) شبهه بِالْإِيمَان لِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْحَث على كل حسن والزجر عَن كل قَبِيح وَقد يفعل الْإِنْسَان الْبر حَيَاء وَقد يَفْعَله رِيَاء
مِثَال مَا يَفْعَله حَيَاء أَن يسْأَل شَيْئا من أَنْوَاع الْبر فيدفعه حَيَاء من السَّائِل أَن يمنعهُ فَلهُ أَرْبَعَة أَحْوَال
إِحْدَاهُنَّ أَن يَدْفَعهُ رِيَاء فَهَذَا مَذْمُوم لِأَنَّهُ قدم الْحيَاء من الْخلق على الْحيَاء من الله سبحانه وتعالى
الثَّانِي أَن يَفْعَله إخلاصا وحياء فَهَذَا ممدوح مأجور لِأَنَّهُ اسْتعْمل الْحيَاء فِي مَوضِع يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الْحيَاء فِيهِ
الثَّالِث أَن يتَرَدَّد بَين كَونه مرائيا أَو كَونه مستحيا فَلَا يقْضى بإثمه