الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.»
كِتَابُ الْعِلْمِ
.
بَابُ النَّهْيِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مُتَّبِعِيهِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الِاخْتِلَافِ فِي الْقُرْآنِ
(2665)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ.»
(2666)
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: «هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
= وأعمال الغواية والضلال (احرص على ما ينفعك) من الطاعة والعبادة (ولا تعجز) عن ذلك بالكسل أو لأجل ضعف النفس (فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا) هذا النهي عن قول "لو" إذا كان على سبيل التحسر والتأسف على ما وقع من قدر الله مع اعتقاد أنه لو لم يخطىء في التدبير لم يقع المحذور، بل لوقع خلاف المقدور (فإن لو) أي كلمة لو إذا استعملت في مثل هذه المواضع (تفتح عمل الشيطان) أي يلقي في القلب معارضة القدر فيوسوس به الشيطان.
1 -
قوله تعالى: {أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} أي القرآن {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي أصله الذي يُعوَّل عليه في الأحكام، ويعمل به في الحلال والحرام، ويرجع إليه غيره فإن وافقه يقبل، وإلا فيحكم ببطلان ما فهمنا منه {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} قال الحافظ في الفتح: قيل: المحكم من القرآن ماوضح معناه، والمتشابه نقيضه، وسمي المحكم بذلك لوضوح مفردات كلامه، وإتقان تركيبه، بخلاف المتشابه. وقيل: المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل، والمتشابه ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة وخروج الدجال، والحروف المقطعة في أوائل السور. وقيل أقوال أخرى. انتهى باختصار. وقال النواب صديق حسن خان في فتح البيان (1/ 6) أخذًا من فتح القدير للشوكاني (1/ 284): الأولى أن يقال: إن المحكم هو الواضح المعنى، الظاهر الدلالة، إما باعتبار نفسه، أو باعتبار غيره، والمتشابه ما لا يتضح معناه، أو لا يظهر دلالته، لا باعتبار نفسه، ولا باعتبار غيره {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أي ميل عن الحق إلى الباطل {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ} أي يبحثون عنه ويتعلقون به لينزلوه على مقاصدهم الفاسدة {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} أي طلبًا منهم لفتنة الناس في دينهم، والتلبس عليهم لا تحريًّا للحق {وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} أي تفسيره على الوجه الذي يشتهونه، ويوافق مذاهبهم الفاسدة {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي الكاملون في علم الدين، وهو مبتدأ خبره "يقولون آمنا به"(فأولئك الذين سمى الله) أي سماهم بأهل الزيغ (فاحذروهم) أي لا تجالسوهم ولا تكالموهم ولا تصغوا إليهم حتى لا تقعوا في فتنتهم وزيغهم.
2 -
قوله: (هجرت) من التهجير، أي ذهبت إليه في الهاجرة، وهي نصف النهار.