الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابْنُ صَفْوَانَ.
(2884)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «عَبَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ؟ فَقَالَ: الْعَجَبُ، إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فِيهِمُ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ، يَهْلِكُونَ مَهْلِكًا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى، يَبْعَثُهُمُ اللهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ.»
بَابُ نُزُولِ الْفِتَنِ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ
(2885)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ)، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَقَالَ الْآخَرُونَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ.»
(000)
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
(2886)
حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ)، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
8 - قوله: (عبث) بكسر الباء، أي حرك أطرافه واضطرب بجسمه على خلاف عادته في النوم (قد يجمع الناس) أي فيدخل في الجمع من لا يعرف قصدهم وغايتهم (المستبصر) هو من يكون على علم وبصيرة من قصد الجيش وغايته، ويدخل فيهم قاصدًا لما قصدوه وموافقًا لهم (والمجبور) هو من أجبر أي أُكره على مصاحبة الجيش، وهو في داخلة نفسه غير موافق لهم (وابن السبيل) كان مسافرًا إلى منزل له، فلما وجد الجيش يسير في نفس الطريق صحبهم، ولا علاقة له بهم إطلاقًا (يهلكون مهلكًا واحدًا) أي كلهم يهلكون بالخسف (ويصدرون مصادر شتى) أي يبعثون يوم القيامة حسب نياتهم ومقاصدهم وأعمالهم.
9 -
قوله: (أشرف على أطم) أي علا عليه واطلع منه، والأطم بضمتين: الحصن والقصر، والآطام جمعه (مواقع الفتن) أي مواضع وقوعها (خلال بيوتكم) أي في نواحي بيوتكم (كمواقع القطر) أي المطر، وذلك في الكثرة والعموم، يعني كما أن المطر إذا وقع في جهة يعمها كذلك الفتن تعم بيوتكم، ولفظ البخاري في الفتن "فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر" وهذا أوضح في التعبير. وقد وقع ما شاهده النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من الفتن في المدينة أيام مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأيام الحرة مباشرة، وكان الجمل وصفين من نتائج مقتل عثمان، وكان لأهل المدينة فيهما حظ وافر، فهما أيضًا من هذا الباب.
10 -
قوله: (من تشرف لها) بفتحتين وتشديد الراء، أي تطلع لها بالتصدي والتعرض وعدم الإعراض (تستشرفه) أي تجلبه إلى الوقوع فيها، أو إلى مكان يشرف منه على الهلاك، يريد أن من انتصب لها انتصبت له، ومن طلع فيها =
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ.»
(000)
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي، وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا، إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ:«مِنَ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ، مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» .
(000)
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ فِتْنَةٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْيَقْظَانِ، وَالْيَقْظَانُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، فَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَسْتَعِذْ.»
(2887)
حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ إِلَى مُسْلِمِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَهُوَ فِي أَرْضِهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: هَلْ سَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ فِي الْفِتَنِ حَدِيثًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ، أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي إِلَيْهَا، أَلَا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ؟ قَالَ: يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ، فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ.»
(000)
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. (ح) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
= بشخصه قابلته بشره، ومن خاطر فيها بنفسه أهلكته (ملجأ) يلتجىء إليه من شرها (فليعذ به) أي فليلذ به، وليعتزل فيه، ليسلم من شر الفتنة.
11 -
قوله: (من الصلاة صلاة) هي صلاة العصر (وتر أهله وماله) وتر مبني للمجهول، وضبط أهله وماله بالرفع والنصب، أما الرفع فبناء على أنَّه نائب الفاعل، أي سلب أهله وماله، وأما النصب فبناء على أنَّه مفعول ثان، ووتر يتعدى إلى مفعولين، أي أفرد عن أهله وماله، وإنما يفرد الرجل عنهما إذا سلب الأهل والمال. فهو بمعنى السابق.
13 -
قوله: (عثمان الشحام) بتشديد الحاء، هو بائع الشحم (وفرقد السبخي) كان من أهل أرمينية، وانتقل إلى البصرة، وكان يأوي إلى السبخة بها فنسب إليها، كذا في اللباب.
قوله: (فيدق على حده بحجر) حتى لا يصلح للقتال، فيبتعد بذلك عن الفتنة، وينتهي إمكان الدخول فيها. قيل: الأمر محمول على ظاهره وحقيقته، وقيل: مجاز عن ترك القتال، والابتعاد عن الفتنة (ثم لينج إن استطاع النجاء) أي ليفر ويهرب عن مواضع الفتن إن وجد موضع الهرب والفرار (أحد الصفين أو إحدى الفئتين) المقاتلتين (يبوء) أي يتحمل ويرجع (بإثمه) الذي ارتكبه، وهو القتل (وإثمك) الذي كنت ارتكبته في حياتك؛ لأنه أودى بحياتك دون حق فيتحمل مسئوليتها وتبعاتها.