الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِمَعْنَى حَدِيثِ زُهَيْرٍ.
(000)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ - كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي حَيَّانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ:«كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ» .
(000)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدٍ وَهُوَ ابْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ:«دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ: لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا، لَقَدْ صَاحَبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ - وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَلَا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللهِ عز وجل، هُوَ حَبْلُ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَفِيهِ. فَقُلْنَا: مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ نِسَاؤُهُ؟ قَالَ: لَا، وَايْمُ اللهِ إِنَّ الْمَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الْعَصْرَ مِنَ الدَّهْرِ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَبِيهَا وَقَوْمِهَا، أَهْلُ بَيْتِهِ أَصْلُهُ وَعَصَبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ» .
(2409)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: «اسْتُعْمِلَ
عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ، قَالَ: فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا، قَالَ: فَأَبَى سَهْلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتَ فَقُلْ لَعَنَ اللهُ أَبَا التُّرَابِ! فَقَالَ سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي التُّرَابِ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا. فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِإِنْسَانٍ: انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ: قُمْ أَبَا التُّرَابِ، قُمْ أَبَا التُّرَابِ.»
بَابٌ فِي فَضْلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه
37 - قوله: (قال: دخلنا عليه) القائل يزيد بن حبان، وضمير الغائب المجرور لزيد بن أرقم (هو حبل الله) إذ يوصل به إلى رضاه (فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا) وفي الحديث السابق: "قال: نساؤه من أهل بيته" وجمع بينهما بأنه جعل نساءه صلى الله عليه وسلم من أهل البيت باعتبار أنه كان يساكنهن ويعولنهن، ويقوم عليهن، واختصصن به ونحو ذلك، ونفاهن عن أهل البيت باعتبار أنهن لا يدخلن تحت بعض الأحكام التي تختص به وبأهل بيته الآخرين، مثل تحريم الصدقة (وعصبته) هم الأقارب من جهة الأصل والفرع، أي الأب وأصوله وفروعهم، والابن وفروعه.
38 -
قوله: (فلم يقل عندي) بكسر القاف من القيلولة، وهي الاستراحة في نصف النهار مع نوم أو بغير نوم.
(2410)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:«أَرِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ! قَالَتْ: وَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: يَا رَسُولَ اللهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ.»
(000)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ. (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:«سَهِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ! قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ سَمِعْنَا خَشْخَشَةَ سِلَاحٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي خَوْفٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ أَحْرُسُهُ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَامَ.»
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ رُمْحٍ فَقُلْنَا: مَنْ هَذَا.؟
(000)
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «أَرِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ» - بِمِثْلِ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ.
(2411)
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «مَا جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ جَعَلَ يَقُولُ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» .
(000)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ.
39 - قوله: (أرق) بفتح الهمزة وكسر الراء، ماض من الأرق من باب سمع، أي سهر ولم يأته نوم، ومنه يقال: أرقني الأمر، بتشديد الراء، تأريقًا. أي أسهرني (غطيطه) هو صوت النفخ في النوم. وكانت هذه الحراسة لأجل ما يخشى عليه من دهم العدو، وقد روى الترمذي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحرس ليلًا حتى نزل {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال: يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل. ومعناه أن الحراسة استمرت في كل موقع خطر إلى أن نزلت الآية. ويبدو أن نزول الآية تأخر إلى ما بعد حنين لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرس في معظم المعارك، وقد حرسه في حنين أنس بن أبي مرثد، وكان العباس فيمن يحرس النبي صلى الله عليه وسلم، وهو إنما لازمه من زمن فتح مكة.
40 -
قوله: (مقدمه المدينة) ليس المراد به أول قدومه المدينة، لأن عائشة إذ ذاك لم تكن عنده، ولا كان سعد أيضًا ممن سبق. بل المراد أوائل الأيام مطلقًا (خشخشة سلاح) هي صوت سلاح، يحدث لاصطدام بعضه ببعض.
41 -
قوله: (ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد غير سعد) في هذا الحصر نظر، فقد روي في المصنف وصحيح البخاري في مناقب الزبير بن العوام أنه لما أتى بخبر بني قريظة يوم الخندق جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال:"فداك أبي وأمي" وثبت جمع الأبوين منه صلى الله عليه وسلم لغيره أيضًا، أما عذر علي في بيان هذا الحصر فهو أنه لم يطلع على ذلك.
(ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. (1)(ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَاقُ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ - كُلُّهُمْ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِهِ.
(1)
كذا في الطبعة التركية، وطبعة عبد الباقي، والصواب:(وكيع عن سفيان) وقال المزي في تحفة الأشراف سقط سفيان من كتاب مسلم، قال أبو مسعود: هكذا روى مسلم حديث أبي بكر، عن وكيع، أسقط منه سفيان وتوهم الناس أنه وكيع عن مسعر. وإنما رواه أبو بكر في المسند والمغازي وغير موضع عن وكيع، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم. والله أعلم
(2412)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ:«لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.»
(000)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ رُمْحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ. (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ - كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.
(000)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! قَالَ: فَنَزَعْتُ لَهُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ فَأَصَبْتُ جَنْبَهُ فَسَقَطَ فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى نَوَاجِذِهِ.»
(1748)
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ نَزَلَتْ فِيهِ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ
أَنْ لَا تُكَلِّمَهُ أَبَدًا حَتَّى يَكْفُرَ بِدِينِهِ، وَلَا تَأْكُلَ وَلَا تَشْرَبَ! قَالَتْ: زَعَمْتَ أَنَّ اللهَ وَصَّاكَ بِوَالِدَيْكَ، وَأَنَا أُمُّكَ، وَأَنَا آمُرُكَ بِهَذَا!
42 - (
…
) قوله: (قد أحرق المسلمين) أي أكثر فيهم الجراح فكأنه أحرقهم كما تحرق النار (ليس فيه نصل) أي زج (فأصبت جنبه) بالجيم والنون. قال النووي: وفي بعض النسخ حبته، بحاء مهملة وباء موحدة مشددة ثم مثناة فوق أي حبة قلبه. انتهى. وحبة القلب سويداءه (نواجذه) أي أنيابه وقيل: أضراسه. وقد ذكر صاحب السيرة الحلبية [2/ 22] ما يقارب هذه القصة، ويبين اسم الكافر وسبب الضحك. وهي أن أم أيمن لما رأت فلول المسلمين سارعت إلى ساحة القتال، فأخذت تسقي الجرحى، فرماها حبان بن العرقة بسهم فوقعت وتكشفت، فأغرق عدو الله في الضحك، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فدفع إلى سعد بن أبي وقاص سهمًا لا نصل له. وقال: ارم به، فرمى به سعد، فوقع السهم في نحر حبان، فوقع مستلقيًا حتى تكشف، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: استقاد لها سعد أجاب الله دعوته. انتهى. وحبان بالكسر ثم التشديد والعرقة بالفتح ثم الكسر، وهي أمه واسم أبيه قيس وهو الذي رمى سعد بن معاذ يوم الخندق بسهم في أكحله فانقطع أكحله، ومات لأجله بعد غزوة قريظة.
43 -
قوله: (نفلني) أي أعطني على سبيل النفل، وهو ما يعطى الغازي زيادة على سهمه في الغنيمة (فأنا من قد علمت حاله) من حسن البلاء في الحروب (في القبض) أي في المال المقبوض وهو الغنيمة. وقد روى الإمام أحمد ما يبين الغزوة ومآل السؤال. فعنده عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر، وقتل أخي عمير قتلت سعيد بن العاص، وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكتيفة، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اذهب فاطرحه في القبض. قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي. قال: فما جاوزت إلا يسيرًا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فخذ سلبك. وروى هذه القصة أيضًا الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من =
قَالَ: مَكَثَتْ ثَلَاثًا حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهَا مِنَ الْجَهْدِ، فَقَامَ ابْنٌ لَهَا يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ فَسَقَاهَا، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى سَعْدٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْآيَةَ:{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} ، وَفِيهَا:{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} . قَالَ: وَأَصَابَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنِيمَةً عَظِيمَةً، فَإِذَا فِيهَا سَيْفٌ فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: نَفِّلْنِي هَذَا السَّيْفَ فَأَنَا مَنْ قَدْ عَلِمْتَ حَالَهُ. فَقَالَ: رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ. فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُلْقِيَهُ فِي الْقَبْضِ لَامَتْنِي نَفْسِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَعْطِنِيهِ! قَالَ: فَشَدَّ لِي صَوْتَهُ رُدَّهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ! قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ} . قَالَ: وَمَرِضْتُ فَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَانِي فَقُلْتُ: دَعْنِي أَقْسِمُ مَالِي حَيْثُ شِئْتُ. قَالَ: فَأَبَى، قُلْتُ: فَالنِّصْفَ. قَالَ: فَأَبَى، قُلْتُ: فَالثُّلُثَ. قَالَ: فَسَكَتَ، فَكَانَ بَعْدُ الثُّلُثُ جَائِزًا. قَالَ: وَأَتَيْتُ عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا: تَعَالَ نُطْعِمْكَ وَنَسْقِكَ خَمْرًا - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُمْ فِي حُشٍّ - وَالْحُشُّ الْبُسْتَانُ - فَإِذَا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْوِيٌّ عِنْدَهُمْ وَزِقٌّ مِنْ خَمْرٍ. قَالَ: فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُمْ. قَالَ: فَذَكَرْتُ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرِينَ عِنْدَهُمْ، فَقُلْتُ: الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ! قَالَ: فَأَخَذَ رَجُلٌ أَحَدَ لَحْيَيِ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي بِهِ فَجَرَحَ بِأَنْفِي، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل فِيَّ - يَعْنِي نَفْسَهُ شَأْنَ الْخَمْرِ:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} ».
(000)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ «أَنَّهُ قَالَ: أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ - وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ زُهَيْرٍ عَنْ سِمَاكٍ، وَزَادَ
فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا شَجَرُوا فَاهَا بِعَصًا ثُمَّ أَوْجَرُوهَا. وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا: فَضَرَبَ بِهِ أَنْفَ سَعْدٍ فَفَزَرَهُ، وَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا».
(2413)
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ: «فِيَّ نَزَلَتْ {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} ، قَالَ:
= طرق وألفاظ مختلفة، وقد تقدم الحديث عند المصنف في كتاب الجهاد. قوله:(زق) بالكسر هو السقاء (لحيى الرأس) أي فكيه، تثنية لحي بالفتح فالسكون، وهو منبت اللحية من الإنسان وغيره.
44 -
قوله: (أنزلت فيَّ أربع آيات) وهي المذكورة في الحديث السابق، صرح فيه بثلاث منها، والرابعة تعرض لذكر سببها، ولم يذكر الآية، وهي آية الوصية بالوالدين (فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها) أي أم سعد بن أبي وقاص التي كانت امتنعت عن الأكل والشرب حتى يرجع سعد عن دينه (شجروا فاهًا) أي فتحوه (ثم أوجروها) أي أدخلوا الطعام في فمها، وإنما كانوا يفتحونه بعصا لئلا تطبق الفم فلا يصل الطعام إلى الجوف، وبهذا يعرف الشدة التي اختارت على إسلام سعد (ففزره) أي شقه (مفزورًا) أي مشقوقًا.
45 -
قوله: (عن سعد في) وفي نسخة: (فيَّ نزلت: ولا تطرد
…
إلخ) وذلك أن أشراف قريش من الكفار طلبوا من =