الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناشر
الحمد لله خالق الثقلين الهادي إلى النجدين، والصلاة والسلام على رحمة الدارين، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
يولد الإنسان على فطرة سليمة، وهيئة قويمة وطريقة مستقيمة، ثم ما يلبث أن يغمس في الفتن ويبلى بالمحن، ويتأرجح في الإحن، ويختلط عليه الحابل بالنابل، فلم يزل مرتبكا وغافلا؛ لا يستطيع أن يمسك بزمام نفسه، ولا يدري إلى أين تقوده، وكيف يكون مصيره إلى أحسن تقويم؟ أم إلى أسفل سافلين؟!.
نعم؛ إن الإنسان في هذه الحياة مثله مثل الغريق السابح في بحر متلاطم يصارع أمواجه، ومن ثمّ تخور قواه، وينتظر طوق نجاة ينشله إلى برّ الأمان، ولكن ما هو طوق النجاة هذا؟ وما هي أحباله؟ إنه الإيمان، وأحباله شمائل الرسول النبي العربي الهاشمي المطّلبي أبي البتول، فإليها ينتهي السّول، وعلى وسائلها يتمّ الوصول إلى كل مأمول، ويكون بها القبول في المعلوم والمجهول، والكيف والكم، والأخص والأعم فيما علم وما لم يعلم؛ من الكنز المطلسم والسرّ المكتّم، والسلسبيل المطمطم، وفيض الله الأعظم؛ يلهمه من يلهم، وكل مغرم بصبابته متيّم، وفي علم الله هام وهيّم.
اللهمّ؛ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد طوق النجاة، وعلى ذريّاته الطاهرات وزوجاته المطهرات، وأصحابه العدول الثقات، والتابعين من المحسنين والمحسنات، والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات؛ عدد ما في الحياة والممات ويوم الحسرات، مما أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو جعلته عندك في الغيبيّات من الخيرات، وعدد ما جرت
وتجري به الألسن من الدعوات، وما أتت وتأتي به الجوارح من الطاعات، وعدد ما لم تنبس به الشفاه، وما لم يمر بالنفوس من خطرات، وبالعقول من خاطرات؛ بعدد المعلومات والمجهولات، في عالم الأرضين والسماوات، وما بينهما وما فيهما من مخلوقات، صلاة تغفر لي بها الزلّات؛ الكبيرات منها والصغيرات، السابقات منها واللاحقات، وتصلح لي ما مضى من أعمالي وما هو آت، كما توفقني لجميع الخيرات، وتسدّدنا بجميع الصالحات، حتى تشهد ذاتي الفانية ذاتك الباقية؛ يا من بيده الفضل، ومنه الوصل وعليه الوكل، كن لي مخرجا من جميع الضائقات، ومتحمّلا عني جميع التبعات مما قصّرت فيه من التكليفات وأداء الأمانات، بدافع الشهوات أو بعارض السهوات، وانفحني اللهمّ بالنفحات في جميع الأويقات واللحظات، مع لطفك والعفو والعافية والمعافاة؛ من كافة الشرور وجميع الآفات والبليات.
ربي؛ واجعل مثل ذلك لوالديّ ولزوجي وذرّيّتي أزواجا وزوجات، ولمن تعلّق بزمامي من محبين ومحبّات، وكان في خدمتي وكنت في خدمته من الصالحين والصالحات، والصدّيقين والصدّيقات من أهل الأرضين والسماوات.
اللهمّ؛ إني أعوذ بك من شرّ النفس وسيئآتها والموبقات، والكفر والمكفرات؛ من الأقوال والأفعال والنيات.
اللهم؛ بالنبوات المعجزات، والرسالات الباهرات، والولايات المتواصلات، والكلمات التامّات وبالباقيات الصالحات، وبالطاعات المتقبلات، وبالحسنات المضاعفات، وبالأمنيات المتحقّقات، وبالأعطيات الجزيلات، وبالخيرات الكثيرات، وبأهل الكرامات، وبأعلى المقامات للوارثين والوارثات، وبسيّد السادات طوق النجاة.
اللهمّ؛ ألزمنا العروة الوثقى وأحملنا على المحجّة البيضاء، وجمّل
أحوالنا بالتقوى، وألبسنا حلل السعادات وأكرمنا بدوام المناجاة، وأتحف البصيرة بالمشاهدات والشكر بالعبرات، ولا تجعل لي إلى غيرك التفاتا ولا عنك انفلاتا، لا إله إلّا أنت بك وعليك توكّلت في جميع الحالات.
اللهمّ؛ إن الفوت موت وأنت الوارث الباعث؛ فانظر إلى عبادك وتقبّل منهم القليل يا جليل.
اللهمّ؛ وانظر من عبيدك الحال يا ذا الجلال، ويا من عطاؤه وثوابه ليس بتحصيل حاصل الأعمال، بل بجود جواد وتفضّل مفضال، أكرمنا يا كريم بحسن خواتم الأعمال، وحسن الخاتمة عند دنوّ الآجال.
اللهمّ؛ ولا تجعل في رزقنا حائلا بيننا وبينك يا شديد المحال، إنّ في تدبيرك ما يغنيني عن الحيل، وإنّ في كرمك ما هو فوق الأمل، وإنّ في حلمك ما يسدّ الخلل، وإنّ في عفوك ما يمحو الزلل.
اللهمّ؛ فبقوّة تدبيرك وفيض كرمك وسعة حلمك وعظيم عفوك؛ صلّ وسلم في كلّ حال على سيدنا محمد مزيل الضلال، ودائرة كؤوس السلسال، ويتيمة عقد الآل؛ باب حضرة الجلال، وساقي كؤوس الوصال، وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين بإحسان إلى يوم المآل، ولك الحمد كما قلت وكما ينبغي أن يقال.
الناشر السيد الدكتور: هاشم محمد علي مهدي