الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن شيوخ الشيخ عبد الله اللحجي في اليمن: الشيخ العلّامة الحبر البحر الفهّامة أبو الفضائل عزّ الدين السيد: محمد حسن هند بن عبد الباري
بن محمد بن حسن بن عبد الباري الأهدل، حضر دروسه وسمع منه، وقرأ عليه في الفقه والحديث والمنطق والعقائد والأصول والتجويد والعروض وغيرها، ولازمه واستفاد منه وقرأ عليه كثيرا، فله عليه منّة كبرى بعد شيخه السيد عبد الرحمن محمد الأهدل رحمهم الله تعالى. آمين وقد أجازه إجازة عامّة.
رحلته إلى مكة المكرمة:
رحل إلى مكة سنة: 1374 هـ، ومكث بها سنة واحدة، ثم عاد إلى اليمن، ثم رجع إلى الحجاز عام: 1377 هـ؛ واستقرّ به المقام في مكة المكرمة إلى وفاته.
اتّصاله بالوالد السيد علوي المالكي:
اتصل الشيخ عبد الله اللّحجي بالوالد في أول سنة جاء فيها إلى مكّة؛ وهي سنة: 1374 هـ، فقرأ عليه في المسجد الحرام، وأخذ عنه مدّة أقامته الأولى؛ وهي سنة كاملة. ثم رجع إلى بلاده، ثم جاء إلى مكة المكرمة مرّة ثانية عام: 1377 هـ، واستقرّ بها إلى وفاته؛ ملازما لسيّدي الوالد السيد علوي المالكي ملازمة تامّة. وقرأ عليه في المسجد الحرام بباب السلام، وفي بيته، وبالقرارة ثم بالحلقة، ثم بالعتيبية كتبا عديدة؛ في التفسير والحديث والأصول والمنطق والتاريخ وتاريخ التشريع والقواعد والتصوف.
وممّا قرأه عليه: «موطأ الإمام مالك» ، و «صحيح البخاري» ، و «صحيح مسلم» ، و «سنن أبي داود» ، و «سنن الترمذي» .
وكان الشيخ عبد الله هو القارىء أمام الوالد في الدرس في المسجد الحرام.
وكذلك قرأ عليه كتاب «بلوغ المرام» و «رياض الصالحين» و «الشفا» و «الشمائل» للترمذي بالمسجد النبوي في الروضة الشريفة جوار الحجرة
المشرّفة؛ في الدروس الخاصّة.
و «ألفية السيوطي» ، و «طلعة الأنوار» ؛ وشرحها:«رفع الأستار» ، و «نيل المرام في تفسير آيات الأحكام» ؛ في الدروس العامّة بالمسجد الحرام. وكان الشيخ عبد الله هو القارىء فيها.
و «رسالة» جدّي السيّد عبّاس المالكي في الاستعارات، و «رسالة في علم المناظرة» و «رسالة في علم الوضع» وطائفة من «الإتقان» ، وطائفة من «الموافقات» للشاطبي وكتبا كثيرة، ولازمه ملازمة تامّة، وخدمة في كثير من شؤونه العلمية، وكتب له كثيرا من فوائده، وأملى عليه كثيرا من رواياته.
وكنت لا أرى مجلسا من مجالس والدي إلّا وأرى الشيخ عبد الله اللحجي في ذلك المجلس؛ سواء كان مجلس علم، أو مذاكرة، أو ضيافة، أو ذكر، أو دعوة. ونسخ بيده كثيرا من المخطوطات المفيدة، والمجاميع العديدة، والرسائل النادرة باسم سيّدي الوالد. أي: هديّة له.
وكان كلّ منهما يحبّ الآخر وينظر إليه بعين الفضل. وكان الشيخ عبد الله المذكور يقول: أنا لا أشبع من مجالسة شيخنا السيد علوي. وإني إذا أصبحت أفكر في الذهاب إليه وأهيّىء نفسي لذلك، وكان يقول أيضا عنه: هو شيخنا الذي فتح قلوبنا وزكّى نفوسنا، وأمدّنا بما لا ننساه، وعرّفنا بالناس، وأخذنا إلى الأفاضل من أهل الحرمين الشريفين، واجتمعنا عنده وفي رحابه بكبار علماء المسلمين من الوافدين في الحج والعمرة والزيارة. واتّصلنا بهم وأخذنا عنهم واستجزناهم ببركته وإشارته، فعنه أخذنا، وبه تخرّجنا، ولولاه ما كنّا ولا أصبحنا ولا أمسينا. هكذا سمعته منه بلفظه رحمه الله.
وقد كان لسيّدي الوالد الحبيب علوي المالكي عناية خاصّة وتامّة بالشيخ عبد الله اللحجي؛ فقد كان يأخذه معه في أكثر مجالسه واجتماعاته ورحلاته خارج مكّة المكرّمة للوعظ والإرشاد، أو للإصلاح بين الناس، أو لزيارة العلماء والصالحين، أو لحضور مجالس الذكر وقراءة القرآن. فقد حجّ معه