الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على أمور الدنيا والدين الحمد لله الّذي جعل حظّنا «1» نبيّه وحبيبه؛ سيدنا محمّدا الذي أدّبه فأحسن تأديبه، وزكّى أوصافه وأخلافه ووفّر نصيبه، ووفّق للاقتداء به من أراد تهذيبه، وحرم عن التخلّق بأخلاقه من أراد تخييبه، صلوات الله تعالى عليه وسلامه، وتحيّاته وبركاته وإكرامه، وعلى آله أجمعين، وأصحابه والتابعين، ما ذكرت محاسنه وفضائله وسرّت السامعين؛ صلاة دائمة على تعاقب الأوقات والسنين.
أمّا بعد؛ فيقول الفقير إلى رحمة العظيم الباري؛ عبد الله بن سعيد محمد عبادي اللحجي الحضرمي الشحاري، غفر الله ذنوبه، وستر بفضله عيوبه:
إنّه يتعيّن على كلّ مؤمن أن يثابر على ما يتقرّب به إلى مولاه، ويبادر إلى اتّباع أوامره في سرّه ونجواه، ويقتفي في سيره آثار نبيّه المصطفى، ويقتدي به في أخلاقه التي تكسبه في الدارين شرفا، إذ هو الميزان الراجح الذي بأقواله وأعماله وأخلاقه توزن الأخلاق والأعمال والأقوال، وبمتابعته والاقتداء به يتميّز أهل الهدى من أهل الضلال، وهو قطب السعادة التي مدارها عليه، وباب الطريق التي جعلها سبحانه موصلة إليه، فلا نجاة لأحد إلّا به، ولا فلاح له في الدارين إلّا بالتعلّق بسببه، والوصول إلى الله سبحانه وإلى رضوانه بدونه محال، وطلب الهدى من غير طريقه عين الخسران والوبال.
وأنت باب الله أيّ امرىء
…
أتاه من غيرك لا يدخل
لذلك كان أولى ما صرفت إليه العناية، وجرى المتسابقون في ميدانه إلى أفضل غاية؛ فنّ الشمائل المحمّدية؛ المشتمل على صفاته السنية، ونعوته البهيّة، وأخلاقه الزكيّة، التي هي وسيلة إلى امتلاء القلب بتعظيمه ومحبّته، وذلك سبب
(1) يشير به إلى ما رواه الإمام أحمد في «مسنده» : «أنا حظّكم من النبيين وأنتم حظّي من الأمم
…
الخ» . انتهى.
لاتّباع هديه وسنّته، ووسيلة إلى تعظيم شرعه وملّته، تعظيم الشريعة واحترامها وسيلة إلى العمل بها والوقوف عند حدودها، والعمل بها وسيلة إلى السعادة الأبديّة والسيادة السرمدية، والفوز برضا ربّ العالمين؛ الذي هو غاية رغبة الراغبين، ونهاية آمال المؤمّلين.
ولمّا كان كتاب «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول» من أجلّ ما ألّف في محاسن قطب الوسائل ومنبع الفضائل؛ الحائز لكل المفاخر الفاخرة، وسيّد أهل الدنيا والآخرة، فإنه جمع شمل شمائل سيّد الأنام؛ من متفرقات كتب علماء الإسلام، ورتّبها أحسن ترتيب ونظمها أحسن نظام؛ بحيث إنّ مطالع هذا الكتاب كأنه يشاهد طلعة ذلك الجناب، ويرى محاسنه الشريفة في كل باب.
دعاني حبّ سيّد الأحباب إلى وضع تعليقات على هذا المجموع المستطاب؛ تكون مرجعا لي في تفهّم عبارته عند إقرائه وقراءته؛ راجيا أن أفوز بقسط من التعلّق بجناب الرسول الأعظم، وأن أكون معدودا من جملة خادميه وحزبه؛ صلى الله عليه وسلم، وأن أنخرط في سلك المحبّين لسيّد المرسلين، وأن أدلي بدلوي معهم في بحر فضل خاتم النبيين، إذ الخوض في جداول بحاره يكسب الإنسان شرفا وفخرا، والتعلّق بشيء من أسبابه فيه سعادة الدنيا والأخرى، مستمدّا ذلك مما كتبه الأئمة الأعلام على أصوله المأخوذة من دواوين الإسلام، ك «حاشية الباجوري» ، وشروح «المواهب» ، و «الإحياء» ، و «الجامع الصغير» ، وقليلا ما عرّجت على غيرها ك «شرح القاموس» ، و «نهاية» ابن الأثير؛ معتمدا عليها في عزو الأحاديث ومالها من تفسير، وربّما تصرّفت في النزر النادر بالتقديم والتأخير، أو راجعت لتخريج الأحاديث من الأمهات وغيرها وذلك شيء يسير، وسمّيته:
«منتهى السّول على وسائل الوصول إلى شمائل الرّسول»
وأنا أسأل الله العظيم، ربّ العرش الكريم؛ أن يجعله سببا لمحبّته ومحبّة رسوله الرؤوف الرحيم، وأن ينفعني والمسلمين به كما نفع بأصله الأصيل، وأن يتقبّله مني ويعفو به عني، وهو حسبي ونعم الوكيل.
قال المصنف- رحمه الله تعالى- في ذيل كتابه «وسائل الوصول» :
قال جامعه الفقير: يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد ناصر الدين النّبهاني؛ عفا الله عنه:
لمّا كان هذا الكتاب الشريف الفائق، المشتمل على الكثير الطيّب من شمائل خير الخلائق؛ متفرّعا عن كتاب «الشمائل» للإمام أبي عيسى الترمذي، وأصول كتب الحديث المعتمدة التي أجلّها وأشهرها الكتب الستّة؛ وهي دواوين الإسلام.
«صحيحا البخاري ومسلم» ، و «سنن أبي داود» ، و «جامع الترمذي» ، و «سنن النسائي» ، و «سنن ابن ماجه» ؛ رأيت من الصواب أن أذكر أسانيدي فيها إلى مؤلّفيها؛
فأقول: إنّي أروي هذه الكتب وغيرها بالإجازة عن علّامة عصره الإمام الكبير سيّدي الشيخ: إبراهيم السقا المصري الشافعي شيخ مشايخ الجامع الأزهر، وقد ذكرت إجازته لي في ذيل كتابي «الشرف المؤبّد لآل محمد» في ضمن ترجمة لي، اقتصرت فيها على بيان بعض ما تمسّ الحاجة إليه من التعريف بي، وهو رحمه الله تعالى يرويها عن عدّة أشياخ أجلّاء؛
منهم الأستاذ العلّامة وليّ الله تعالى الشيخ ثعيلب، عن شيخيه الإمامين:
الشهاب أحمد الملوي، والشهاب أحمد الجوهري؛ عن شيخهما مسند عصره وفريد زمانه الشيخ: عبد الله بن سالم البصري صاحب الثبت الشهير.
ومنهم الأستاذ محمد بن محمود الجزائري، عن شيخه علي بن عبد القادر بن الأمين، عن شيخه أحمد الجوهري، عن شيخه: عبد الله بن سالم البصري.
ومنهم الأستاذ العلّامة المحقّق الشيخ: محمد صالح البخاري، عن شيخه رفيع الدين القندهاري، عن الشريف الإدريسي، عن عبد الله بن سالم البصري رحمهم الله تعالى.
قال عبد الله بن سالم بن محمد بن محمد بن عيسى البصري منشأ، المكيّ مولدا وإقامة وإفادة، الشافعي مذهبا: أخذت كتاب «الشمائل» للترمذي عن الحافظ البابلي؛ عن سالم السنهوري، عن النجم الغيطي، عن القاضي زكريا، عن الحافظ ابن حجر بسماعه؛ عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي؛
بسماعه عن الفخر علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري، بسماعه عن أبي اليمن زيد بن حسن بن يزيد الكندي، قال: أنبأنا به أبو شجاع عمر بن عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، قال: أنبأنا به أبو القاسم أحمد بن محمد الخليل البلخي، قال: أنبأنا به أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، قال: أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشامي؛ قال: حدّثنا به مؤلّفه أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت «صحيح البخاري» عن شمس الدين: أبي عبد الله محمد بن علاء الدين البابلي القاهري من أوّله إلى قوله «بوادره» ، وأجازة لسائره في سنة سبعين وألف بقراءة الشيخ عيسى المغربي عام مجاورته بمكّة المشرّفة عليه؛ لكونه ضريرا، عن أبي النّجا سالم بن محمد السنهوري سماعا عليه لبعضه وإجازة لسائره. قال: قرأته جميعا على المسند النجم الغيطي؛ بقراءته لجميعه على شيخ الإسلام القاضي زكريا؛ بقراءته لجميعه على شيخ السّند أبي الفضل ابن حجر العسقلاني؛ بسماعه لجميعه على الأستاذ إبراهيم بن أحمد التنوخي؛ بسماعه لجميعه على أبي العبّاس أحمد بن أبي طالب الحجّار؛ بسماعه لجميعه على السراج الحسين بن المبارك الزبيدي الحنبلي سماعا. قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي؛ قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي؛ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي؛ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري؛ قال أخبرنا به مؤلّفه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
…
، فذكره.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت «صحيح مسلم» بن الحجاج القشيري؛ عن الشيخ محمد البابلي المذكور؛ بقراءة الشيخ عيسى المغربي المزبور، من أوّل (كتاب «الإيمان» ) إلى حديث ضمام بن ثعلبة، وسائره بالإجازة عن أبي النجا سالم بن محمد السنهوري؛ سماعا عليه لبعضه وإجازة لسائره؛ بقراءته على النجم الغيطي؛ بسماعه لجميعه على شيخ الإسلام القاضي زكريا؛ بقراءته لجميعه على الحافظ أبي نعيم رضوان بن محمد العقبي؛ بسماعه لجميعه على الشرف أبي الطاهر محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن الكويك،
بقراءة الحافظ ابن حجر في أربعة مجالس سوى مجلس الختم؛ عن أبي الفرج عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي؛ سماعا عليه لجميعه، عن أبي العباس أحمد بن عبد الدائم النابلسي؛ سماعا لجميعه عن محمد بن علي بن صدقة الحرّاني؛ سماعا لجميعه عن فقيه الحرم: أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي؛ سماعا لجميعه عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي سماعا؛ قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي النيسابوري سماعا؛ قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الزاهد سماعا؛ قال: أخبرنا مؤلّفه إمام السند والمسلمين: أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري سماعا
…
، فذكره.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت ( «سنن» الحافظ أبي داود) ؛ عن الشيخ محمد البابلي المذكور؛ بقراءة الشيخ عيسى المغربي المزبور، من أوّله إلى (باب كراهية استقبال القبلة عند الحاجة) ، وبإجازة سائره عن سليمان بن عبد الدائم البابلي؛ عن الجمال يوسف بن القاضي زكريا؛ عن والده قراءة، وسماعا لبعضه، وإجازة لسائره؛ قال: أخبرنا العزّ عبد الرحيم بن الفرات؛ سماعا عليه لبعضه وإجازة لسائره؛ عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الجوخي إذنا؛ عن الفخر علي بن أحمد بن البخاري سماعا؛ عن أبي جعفر عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي سماعا؛ قال: أخبرنا به الشيخان: أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكروخي، وأبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدّومي سماعا عليهما ملفّقا؛ قالا: أخبرنا به الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، عن أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي؛ عن أبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي؛ قال: أخبرنا به مؤلّفه: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني؛ سماعا لجميعه....، فذكره.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت «الجامع» للحافظ الترمذي؛ عن الشيخ محمد البابلي بقراءة الشيخ عيسى المغربي لجميعه عليه؛ عن علي بن يحيى الزيادي؛ عن الشهاب أحمد بن حمزة الرملي، عن الزين القاضي زكريا بن محمد الأنصاري؛ عن العزّ عبد الرحيم بن محمد بن الفرات مشافهة؛ بإجازته من
أبي حفص عمر بن حسين المراغي؛ عن الفخر ابن البخاري؛ عن عمر بن طبرزد؛ قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي؛ قال: أخبرنا بجميعه القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي؛ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي المروزي؛ قال: أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي؛ قال: أخبرنا به مؤلّفه الحافظ الحجة: أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي
…
، فذكره.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت «السنن الصغرى» المسمّاة ب «المجتبى» للنسائي عن الشيخ محمد البابلي؛ بقراءة الشيخ عيسى المغربي لجميعه؛ عن الشهاب أحمد بن خليل السبكي، وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري؛ كلاهما عن النجم الغيطي؛ عن القاضي زكريا؛ سماعا لبعضه، وإجازة لسائره؛ بقراءته لجميعه على الزين رضوان بن محمد؛ عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي إجازة مشافهة لجميعه؛ بسماعه على أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار؛ بإجازته من أبي طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن القبيطي؛ بسماعه لجميعه على أبي زرعة: طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني سماعا؛ قال: أخبرنا به القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسّار؛ قال: أخبرنا به أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ الشهير ب «ابن السّنّي» الدينوري؛ قال: أخبرنا به مؤلّفه الحافظ: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحمه الله تعالى
…
، فذكره.
قال عبد الله بن سالم البصري: وأخذت «السنن» لابن ماجه؛ عن الشيخ محمد البابلي؛ بقراءة الشيخ عيسى المغربي من أوّله إلى (باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبالإجازة لسائره عن البرهان: إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللّقاني، وعلي بن إبراهيم الحلبي، عن الشمس محمد بن أحمد الرملي؛ عن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري؛ عن أبي الفضل الحافظ ابن حجر العسقلاني؛ قراءة عليه لغالبه، وإجازة لسائره؛ بقراءته على أبي العبّاس أحمد بن عمر بن علي البغدادي اللؤلؤي نزيل القاهرة؛ عن الحافظ أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي سماعا لجميعه؛ عن شيخ الإسلام عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة المقدسي
سماعا؛ عن الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة؛ سماعا على أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي؛ عن الفقيه أبي منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي القزويني سماعا؛ قال: أخبرنا به أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب؛ قال: حدّثنا به أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القطّان؛ قال: حدّثنا به مؤلّفه الحافظ: أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني رحمه الله تعالى.
قال المصنف الشيخ يوسف النبهاني أيضا: قلت:
وقد رويت هذه الكتب وكثيرا من كتب العلم النقلية والعقلية؛ بعضها سماعا، وبعضها إجازة؛ من طرق أخرى؛ منها:
طريق الشاميين: أجازني بها العلّامة السيد الشريف محمود أفندي حمزة (مفتي الشام كان) - عليه الرحمة والرضوان- بإجازة مطوّلة حافلة كتبها بخطه الفائق الحسن سنة: - 1292- اثنتين وتسعين بعد المائتين والألف؛ في شهر شعبان المعظّم بعد أن قرأت عليه قسما من أول «صحيح البخاري» في منزله في دمشق الشام.
ومنها طرق أخرى كطريق شيخ المشايخ الراسخين، وعلّامة العلماء العاملين؛ شيخ مشايخي: الشيخ إبراهيم الباجوري؛ عن شيخيه العلّامتين: محمد الفضالي، وحسن القويسني، وغيرهما- رحمهم الله تعالى أجمعين-، فقد قرأت على علماء أعلام من أجلّاء تلامذته، وأجازوني؛ أجلّهم شيخنا العلّامة شيخ الإسلام سيدي الشيخ: محمد شمس الدين الأنبابي شيخ الجامع الأزهر الآن حفظه الله، وفيما ذكر هنا غنية عمّا لم يذكر.
وصلّى الله وسلم على سيّدنا محمّد سيّد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. انتهى كلام النبهاني رحمه الله تعالى.
يقول الفقير إلى الله مؤلّف هذا الشرح: عبد الله بن سعيد اللحجي وفقه الله تعالى:
إنّي أروي الكتب الستة: «الصحيحين» البخاريّ ومسلما، وأبا داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه؛ بالإجازة العامّة عن عدّة مشايخ أعلام؛ بأسانيدهم المعروفة لديّ عن علماء الإسلام، وأخصّ بالذكر منهم شيخي العلّامة وليّ الله تعالى وجيه الدين: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن حسن بن عبد الباري الأهدل، وهو يروي عن عدّة مشايخ كرام؛ أخصّهم والده العلّامة جمال الدين: محمد بن عبد الرحمن الأهدل، وهو يروي عن شيخه العلّامة مفتي الديار اليمنية، شيخ الإسلام البدر الساري الأكمل، السيد: محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل، وهو يروي عن عمّه صنو أبيه وليّ الله تعالى شرف الإسلام:
الحسن بن عبد الباري بن محمد بن عبد الباري بن محمد الطاهر الأهدل، عن شيخ الإسلام ومفتي الأنام العلّامة المسند وجيه الدين السيد: عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي، وهو يروي عن مشايخه المذكورين في ثبته:
«النفس اليماني» ، ومن أخصّهم: والده العلّامة نفيس الإسلام السيد: سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل؛ عن شيخه العلّامة وليّ الله تعالى صفيّ الدين:
أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل، عن شيخه وخاله خاتمة المحدّثين العلامة عماد الدين: يحيى بن عمر مقبول الأهدل؛ عن الشيخ العلّامة محدّث الحرمين:
عبد الله بن سالم البصري المكي بأسانيده المذكورة في ثبته المسمّى ب «الإمداد» الذي جمعه ولده سالم بن عبد الله بن سالم البصري.
وأما سندي إلى المؤلف فإني أروي كتابه هذا عن شيخنا العلامة: الشيخ محمد العربي بن التبّاني بن الحسين بن عبد الرحمن بن يحيى بن مخلوف الواحدي- نسبة إلى قبيلة في الجزائر يقال لهم بنو عبد الواحد-، الجزائري ولادة ومنشأ؛ قراءة لبعضه، وإجازة لباقيه، وكذلك سائر كتب المؤلف أرويها عن شيخي المذكور بالإجازة العامة، وشيخنا المذكور يروي عن المؤلّف الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني بالإجازة العامة «ح» .
وأعلى من ذلك: إنّي أروي هذا الكتاب «وسائل الوصول» وسائر مؤلفات الشيخ يوسف النبهاني عن مؤلّفها مباشرة بالإجازة العامّة منه لأهل عصره؛ كما صرّح بذلك في كثير من مؤلفاته، ومنها كتاب «حزب الاستغاثات بسيد
السادات» ؛ فإنّه ذكر في طرّته ما نصّه:
يقول مؤلّفه: قد أجزت بهذا الحزب وبكتابي «مفرج الكروب» و «مزدوجة الأسماء النبوية» وغيرها من مؤلفاتي ومرويّاتي كلّ من قبل الإجازة من أهل عصري بشرط الأهلية؛ ولو بعد حين، اقتداء بمن فعل ذلك من أئمة العلماء والمحدّثين رضي الله عنهم أجمعين. انتهى.
وقد قبلت الإجازة، وأدركت من حياة المؤلف سبع سنوات تقريبا، فإنّ وفاة المؤلّف كانت في سنة: - 1350- خمسين وثلثمائة وألف هجرية؛ وولادتي في سنة: - 1343- ثلاث وأربعين وثلثمائة وألف هجرية تقريبا.
ثم رأيت في «الفتوحات الربانية على الأذكار النووية» للشيخ محمد بن علي بن علّان الصدّيقي المكي في آخرها ما نصّه: قال المصنّف- يعني النووي- في «الإرشاد» :
إذا أجاز لغير معيّن بوصف العموم؛ كقوله: «أجزت للمسلمين» ، أو «لكل أحد» أو «لمن أدرك زماني»
…
وما أشبهه!!، ففيه خلاف للمتأخرين المجوّزين لأصل الإجازة، فإن كان مقيّدا بوصف خاصّ! فهو إلى الجواز أقرب، وجوّز جميع ذلك الخطيب، وجوّز القاضي أبو الطيب الإمام المحقّق الإجازة لجميع المسلمين الموجودين عندها. ثم قال: وأجاز أبو عبد الله بن منده؛ لمن قال «لا إله إلّا الله» . وأجاز أبو عبد الله بن عتاب وغيره من أهل المغرب لمن دخل قرطبة من طلبة العلم. وقال أبو بكر الحازمي الحافظ: الذين أدركتهم من الحفّاظ كأبي العلاء وغيره كانوا يميلون إلى جواز هذه الإجازة العامّة.
قال الشيخ- يعني ابن الصلاح- رحمه الله تعالى: ولم يسمع عن أحد يقتدى به أنه استعمل هذه الإجازة فروى بها، ولا عن الشرذمة التي سوّغتها. وفي أصل الإجازة ضعف؛ فتزداد بهذا ضعفا كثيرا لا ينبغي احتماله.
وهذا الذي قاله الشيخ خلاف ظاهر كلام الأئمة المحقّقين والحفّاظ المتقنين، وخلاف مقتضى صحّة هذه الإجازة. وأيّ فائدة إذا لم يرو بها!!. انتهى.
قلت: وقد أجاز كذلك جماعة من المتأخرين الحفّاظ؛ كالحافظ السيوطي، فأجاز لمن أدرك عصره، وأجاز كذلك ابن حجر الهيتمي في آخرين.
انتهى كلام ابن علان في «شرح الأذكار» رحمه الله تعالى.
وفي «النفس اليماني» : وقد اختار الخطيب صحّة هذه الإجازة، وكذلك الحافظ ابن منده؛ فإنّه أجاز لمن قال «لا إله إلا الله» . وإلى هذا ذهب الحافظ السلفي. وقال القاضي عياض: وإلى الإجازة للمسلمين «من وجد منهم ومن لم يوجد» ذهب جماعة من مشايخ الحديث. وذكر الحافظ السخاوي أنّ الإمام النووي استعملها، فإنّه رأى بخطه في بعض تصانيفه: وأجزت روايته لجميع المسلمين.
حتى إنّه لكثرة من جوّزها أفردهم الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسن البغدادي بمصنّف رتّبهم فيه على حروف المعجم. وكذلك جمعهم أبو رشيد بن الغزالي الحافظ في كتاب سمّاه «الجمع المبارك» .
قال النووي مشيرا إلى التعقّب على ابن الصلاح، حتى إنّه لم ير من استعملها، ولا حتّى من سوّغها: إن الظاهر من كلام من صحّحها جواز الرواية بها. وهذا يقتضي صحّتها، وأيّ فائدة غير الرواية!!.
ومن فروع هذه المسألة: ما سبق نقله عن المحقّقين من المحدثين والأصوليين والفقهاء؛ كالحافظ مغلطاي، وتلميذه الحافظ الزين العراقي، وتلميذه الحافظ ابن حجر العسقلاني، وتلميذه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وتلميذه العلّامة:
المحقّق ابن حجر الهيتمي من جواز الإجازة لفلان، ولمن سيولد له من ذريّته تبعا.
وأنّه يجوز العمل بها؛ تحمّلا، وأداء، وأخذا.
هذا؛ وقد استعمل جمع من علماء الحديث من المتقدمين والمتأخرين الإجازة لمن أدرك حياته، واستعمل ذلك من مشايخنا سيّدي الوالد، وسيّدي العلّامة عبد الله بن سليمان الجرهزي، فإنّهما في سنة: - 1194- أربع وتسعين ومائة وألف هجرية أجازا لمن أدرك حياتهما، وكان ذلك بمحضر جمع من العلماء والأعيان، واستدعى ذلك منهما السيد الولي العلامة قاسم بن سليمان الهجام.
انتهى كلام «النفس اليماني» .
ثم قال فيه أيضا: وأجزت كافّة من أدرك حياتي، ولا سيما من وقعت بيني وبينه المعرفة، وخصوصا من وقعت بيني وبينه الاستفادات العلمية، وأولادهم، ومن سيولد لهم؛ راجيا بذلك- إن شاء الله- من الربّ الكريم الخير الشّامل الكثير، فإنّه القادر على ذلك. انتهى ملخصا.
وفي «النفس اليماني» أيضا: وهذا الشيخ المعمّر الحافظ الشهير سيّدي محمد بن سنّة العمري؛ هو شيخي بطريق الإجازة العامّة، لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين، وكانت وفاته في عشر التسعين بعد مائة وألف، كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين الشريفين رووا عن تلميذه العلّامة صالح الفلّاني المغربي عنه.
انتهى كلام «النفس اليماني» .
وممّن أجاز لمن أدرك حياته: أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء، وأبو الحسين عبيد الله بن الربيع القرشي، والقطب محمد بن أحمد بن علي القسطلّاني، وأبو الحجّاج المزّي الحافظ، والفخر ابن البخاري، وخلق من المسندين؛ كالحجّار، وزينب بنت الكمال.
واستجاز بها خلق لا يحصون؛ منهم أبو الخطّاب بن دحية، فإنّه سأل أبا جعفر بن مضاء الإجازة العامة في كلّ ما يصحّ إسناده إليه على اختلاف أنواعه لجميع من أراد الرواية من طلبة العلم الموجودين حينئذ؛ فأسعفهم بها.
ومنهم: أبو الحسن محمد بن أبي الحسن الورّاق، فإنّه سأل أبا الوليد بن رشد الإجازة لكلّ من أحبّ الحمل عنه من المسلمين حيث كانوا أحياء في عام الإجازة فأجابه لذلك؛ كما ذكره السخاوي في «شرح ألفية الحديث» رحمه الله تعالى.
وكذلك أجاز لأهل عصره: الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني؛ ذكره الشيخ ابن عابدين في «ثبته» ؛ ناقلا من «القول السديد باتصال الأسانيد» ثبت الشهاب أحمد المنيني، فإنّه قال فيه: وقد أخبرني بإذنه لأهل عصره الشيخ محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة المنورة، وهو ثقة ثبت. والله أعلم. انتهى.
وكذلك أجاز لأهل عصره: الشيخ العلّامة الفقيه المحدّث محمد عابد بن أحمد بن علي الحنفي السندي ثم المدني، فإنّه قال في كتابه «حصر الشارد» : وقد
أجزت كافّة من أدرك حياتي من المسلمين أن يروي عني جميع ما اشتمل عليه هذا السّفر بالأسانيد التي ذكرتها.
وكذلك أجاز لأهل عصره: العلّامة الفاضل خاتمة المحققين مولانا الشيخ فالح بن محمد المدني؛ فإنّه قال في آخر ثبته «حسن الوفاء» : وقد أجزت بهذه المرويّات وبما تضمّنته من الأثبات المذكورة، وبجميع ما يؤثر عني كلّ من أراده ممن أدرك حياتي
…
إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى.
وممن أجاز لمن أدرك حياته: العلّامة الحافظ عبد الرحمن بن علي الدّيبع اليمني الزبيدي المتوفى سنة: - 922- اثنتين وعشرين وتسعمائة هجرية؛ قال رحمه الله تعالى نظما:
أجزت لمدركي وقتي وعصري
…
رواية ما تجوز روايتي له
من المقروء والمسموع طرّا
…
وما ألّفت من كتب قليله
ومالي من مجاز من شيوخي
…
من الكتب القصيرة والطّويله
وأرجو الله يختم لي بخير
…
ويرحمني برحمته الجزيله
انتهى.
ولنبدأ بترجمة المصنف؛ فنقول: هو بوصيريّ العصر، الأديب الشاعر المفلق، العلّامة المتقن الورع، الحجّة التقي العابد، الطائر الصيت، المحبّ الصادق المتفاني في حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المكثر من مدائحه؛ تأليفا، ونقلا، ورواية، وإنشاء وتدوينا، ناصر الدين أبو الفتوح؛ وأبو المحاسن:
يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن محمد بن ناصر الدين النبهاني.
«نسبة لبني نبهان» : قوم من عرب البادية؛ نزلوا بقرية «اجزم» بصيغة فعل الأمر، وبها ولادته، وهي قرية واقعة في الجانب الشمالي من أرض فلسطين؛ تابعة لقضاء حيفا من أعمال عكا.
وكانت ولادته يوم الخميس سنة: - 1265- خمس وستين ومائتين وألف هجرية تقريبا.
وحفظ القرآن على والده؛ وكان شيخا معمّرا بلغ الثمانين، وكان إذ ذاك ممتعا بكمال عقله، وحواسّه وقوّته، وحفظه ومحافظته على ضروب الطاعات وحسن تلاوة القرآن العظيم، وكان يختم كلّ ثلاثة أيّام ختمة، ثم وفّق إلى قراءته ثلاث مرّات كلّ أسبوع، ولهذه المزايا والفضائل أبلغ الأثر في تكوين هذا الناشىء الذي تغذّى بلبان الهدى والتقى بين يدي والده الصالح؛ في تلك البيئة النقية الطاهرة.
ولما أتمّ حفظ القرآن الكريم وحفظ بعض المتون؛ أرسله والده إلى مصر، وكان عمره إذ ذاك سبع عشرة سنة، فالتحق بالأزهر الشريف في غرّة محرّم الحرام سنة: - 1283- ثلاث وثمانين ومائتين وألف هجرية، وجاور في رواق الشوام، ودأب على الدرس والتحصيل، وتلقّى العلم من كبار الأئمّة وجهابذة علماء الأمّة؛ المبرّزين في علوم الشريعة واللغة العربية، من أهل المذاهب الأربعة، وكان موفّقا حسن الاختيار والاهتداء إلى الراسخين في العلم؛ المحققين في المعقول والمنقول، الذين لا يشقّ لهم غبار؛ كالشيخ إبراهيم السقا الشافعي المتوفى سنة:
1298، والشيخ محمد الدمنهوري الشافعي المتوفى سنة: 1286، والشيخ إبراهيم الزرو الخليلي الشافعي المتوفى سنة: 1287، والشيخ أحمد الأجهوري الضرير الشافعي المتوفى سنة: 1293، والشيخ عبد الهادي نجا الأبياري الشافعي المتوفى سنة: - 1305- خمس وثلثمائة وألف، والشيخ أحمد راضي الشرقاوي الشافعي، والشيخ مصطفى الإشراقي الشافعي، والشيخ عبد اللطيف الخليلي الشافعي، والشيخ صالح أجياوي الشافعي، والشيخ محمد العشماوي الشافعي، والشيخ محمد شمس الدين الأنبابي الشافعي (شيخ الجامع الأزهر) ، والشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي، والشيخ أحمد البابي الحلبي الشافعي، والشيخ شريف الحلبي الحنفي، والشيخ فخر الدين اليانيه وي الحنفي، والشيخ عبد القادر الرافعي الطرابلسي الحنفي «شيخ رواق الشوام» ، وشقيقه الشيخ عمر مفتي طنطا الحنفي، والشيخ مسعود النابلسي الحنفي، والشيخ حسن العدوي المالكي المتوفى سنة: 1298، والشيخ محمد الحامدي المالكي، والشيخ محمد روبه المالكي، والشيخ حسن الطويل المالكي، والشيخ محمد البسيوني المالكي، والشيخ يوسف
البرقاوي الحنبلي «شيخ رواق الحنابلة» رحمهم الله تعالى وجزاهم عن الأمة المحمدية أحسن الجزاء.
ثم بدا لصاحب الترجمة أن يسافر من مصر ليساهم في خدمة الإسلام؛ فرجع في رجب سنة 1289، وأقام في مدينة عكا ينشر العلم، فأفاد المسلمين، وأعلى منار الدين، ثم في سنة 1292 رحل إلى الشام، واجتمع على جماعة من العلماء، أحدهم بل أوحدهم- الإمام الفقيه المحدّث البارع في أكثر الفنون؛ مفتي الشام المرحوم السيد محمود أفندي الحمزاوي، وحصلت بينه وبينه مودّة، فاستجازه بعد أن قرأ عليه في منزله بحضور جملة من طلبة العلم الشريف؛ فأجازه بإجازة مطوّلة فائقة إجازة عامة بجميع مروياته، وجال في بلاد الشرق العربي، وبرّ الترك؛ فدخل الأستانة والموصل وحلب وديار بكر وشهر زور وبغداد وسامرّا وبيت المقدس والحجاز.
ولما شاع ذكره، وأشرقت شمسه، واهتدى به الناس؛ تقلّب في مناصب القضاء في ولايات الشام؛ حتى صار رئيسا في محكمة الحقوق العليا ببيروت؛ وذلك سنة: - 1305- خمس وثلثمائة وألف، وحجّ عام ألف وثلثمائة وعشرة، ثم دخل الحجاز بعد ذلك، وأقام بالمدينة المنوّرة مدّة؛ وألّف المؤلفات النافعة التي سارت بها الركبان، وانتشرت في سائر البلدان، وهي:
إتحاف المسلم بأحاديث الترغيب والترهيب من البخاري ومسلم.
إرشاد الحيارى في التحذير من مدارس النصارى.
أسباب التأليف.
أفضل الصلوات في الصلاة على سيد السادات.
الأحاديث الأربعين في أمثال أفصح العالمين.
الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين.
الأحاديث الأربعين في وجوب طاعة أمير المؤمنين.
أربعين الأربعين من أحاديث سيد المرسلين.
الأنوار المحمدية مختصر «المواهب اللدنية» .
أحسن الوسائل في أسماء النبي الكامل.
الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة.
- بلوغ الآمال مختصر كتاب «فتح المتعال في مثال النعال» .
تهذيب النفوس في ترتيب الدروس؛ وهو مختصر «رياض الصالحين» للإمام النووي.
تفسير «قرة العين من البيضاوي والجلالين» .
جواهر البحار في فضائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم «أربع مجلدات» .
جامع كرامات الأولياء «مجلدان» .
جامع الصلوات على سيد السادات.
جامع الثناء على الله تعالى.
حزب الأولياء الأربعين المستغيثين بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
خلاصة الكلام في ترجيح دين الإسلام.
الدلالات الواضحات شرح «دلائل الخيرات» .
رياض الجنة في أذكار الكتاب والسنة.
الرائية الصغرى في ذم البدعة ومدح السنة الغرا.
الرائية الكبرى.
سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين صلى الله عليه وسلم.
سعادة الميعاد في موازنة «بانت سعاد» .
السابقات الجياد في مدح سيد العباد صلى الله عليه وسلم، وهي المعشّرات.
سبيل النجاة في الحب في الله والبغض في الله.
الاستغاثة الكبرى بأسماء الله الحسنى.
الشرف المؤبّد لآل محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أوّل مؤلفاته.
شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
سعادة الأنام في اتّباع دين الإسلام.
الصلوات الألفية في الكمالات المحمدية.
الصلوات الأربعين للأولياء الأربعين.
صلوات الأخيار على النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
صلوات الثناء على سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
- طيبة الغرّاء في مدح سيد الأنبياء. وهي همزيّته.
العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية، وهو ديوانه.
الفتح الكبير في ضمّ الزيادة إلى «الجامع الصغير» ، وهو كتاب جمع فيه بين «الجامع الصغير» وذيله المسمّى «زيادة الجامع الصغير» ؛ كلاهما للحافظ السيوطي في ثلاث مجلدات.
الفضائل المحمدية. ترجمها بعض السادة العلوية للغة الجاوية.
القول الحقّ في مدح سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم.
المجموعة النبهانية في المدائح النبوية، ومعها أسماء رجالها المسمّى «الخلاصة الوفية في رجال المجموعة النبهانية» «أربع مجلدات» .
المزدوجة الغرّاء في الاستغاثة بأسماء الله الحسنى.
مفرّح القلوب ومفرج الكروب.
منتخب الصحيحين، مذيّلا بتعليقات اسمها «قرة العين على منتخب الصحيحين» .
المبشّرات المنامية.
مختصر «إرشاد الحيارى» .
مثال نعله الشريف. وذكر حوله كثيرا من الفوائد.
كتاب «الأسمى فيما لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الأسما» .
نجوم المهتدين ورجوم المعتدين في معجزات سيد المرسلين والرد على أعدائه إخوان الشياطين.
النظم البديع في مولد الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم.
الورد الشافي؛ يشتمل على الأدعية والأذكار النبوية.
وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو الكتاب الذي نحن بصدد شرحه.
هادي المريد إلى طرق الأسانيد. وهو ثبته الجامع النافع.
البرهان المسدّد في إثبات نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
دليل التجّار إلى أخلاق الأخيار.
الرحمة المهداة في فضل الصلاة.
حسن الشرعة في مشروعية صلاة الظهر بعد الجمعة.
- رسالة التحذير من اتخاذ الصور والتصوير.
تنبيه الأفكار لحكمة إقبال الدنيا على الكفار. كلها «1» طبعت في مجموعة واحدة، وكلّ هذه التصانيف مطبوعة تداولتها الأيدي في سائر بلاد الإسلام.
وأوّل ما ظهر من مؤلفاته كتاب «الشرف المؤبّد لآل محمد صلى الله عليه وسلم» ، ثم همزيته المسماة «طيبة الغراء» ؛ وبها اشتهر، وتناقل الناس ماله من خبر، وذلك لبلاغتها وانسجامها وطلاوتها.
ثم عظم ذكره بما صنّف وابتكر، ونظم ونثر، وطبع ونشر، خصوصا في الجانب المحمدي الأعظم، فقد خدم السيرة المحمدية والجناب النبوي أرفع الخدمات، ووقف حياته على ذلك؛ فنشر وكتب ما لم يتيسّر لغيره في عصرنا هذا ولا عشر معشاره، وذلك من آثار بركته صلى الله عليه وسلم.
ولما أحيل إلى المعاش شدّ أزره وشمّر عن ساعد الجدّ، وأقبل على العبادة بهمّة عالية وعزيمة صادقة، وقلب دائب على الذكر وتلاوة القرآن، وكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحيا ليله ونهاره بإقامة الفرائض ونوافل الطاعات؛ لا يفتر ولا يسأم، حتى عدّ ما يقوم به من خوارق العادات.
وكان يتردّد إلى المدينة المنوّرة للزيارة النبوية ويقيم فيها مدّة أيام الشتاء، وكانت أنوار العبادة وتعظيم السنة والعمل بها ظاهرة على وجهه المبارك، ولم يزل على الحال المرضيّ حتّى دعاه مولاه؛ فأجابه ولبّاه.
وكانت وفاته في بيروت في أوائل شهر رمضان الكريم سنة: - 1350- خمسين وثلثمائة وألف هجرية، عن عمر يناهز الخمس والثمانين، وهو قويّ البدن، تامّ الصحّة، مستوف لقراءة أوراده وما اعتاده من الطاعات وأعمال الخير. أجزل الله ثوابه، وألحقنا به على الإيمان الكامل في غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، بفضله ورحمته. آمين.
وهذا أوان الشروع في المقصود مستعينا بالله ذي الكرم والجود:
(1) أي: الكتب الستة الأخيرة.