المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فهرست مطالب الكتاب] - منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول - جـ ١

[عبد الله عبادى اللحجى]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌كلمة الناشر

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الله اللحجي

- ‌فأخذ عن مشايخها وهم:

- ‌السيد عبد الرحمن بن محمد الأهدل

- ‌ومن شيوخ الشيخ اللحجي في المراوعة: الشيخ العلامة السيد: عبد الرحمن بن حسن

- ‌ومن شيوخ الشيخ عبد الله اللحجي في اليمن: الشيخ العلّامة الحبر البحر الفهّامة أبو الفضائل عزّ الدين السيد: محمد حسن هند بن عبد الباري

- ‌رحلته إلى مكة المكرمة:

- ‌اتّصاله بالوالد السيد علوي المالكي:

- ‌ومن شيوخ الشيخ عبد الله اللحجي بمكّة المكرمة: الإمام العلّامة المحدّث شيخنا الشيخ: حسن بن محمد المشّاط المكّي المالكي

- ‌ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي بمكة المكرمة العلّامة الإمام المؤرّخ المحقق شيخ المشايخ السيد الشيخ محمد العربي

- ‌ومن مشايخ عبد الله اللحجي بمكة المكرمة العلّامة المسند الشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكّي

- ‌ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي من أهل مكة المكرمة العلامة السيد: محمد أمين الكتبي المكيّ الحنفي

- ‌ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي بمكّة المكرّمة العلّامة الشيخ: محمد يحيى أمان المكّيّ الحنفي

- ‌ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللّحجي من أهل المدينة المنوّرة العلّامة الشيخ: أمين بن أحمد الطرابلسي- طرابلس الغرب- المالكيّ

- ‌ومن مشايخ الشيخ عبد الله اللحجي بمكّة المكرّمة العلّامة الشيخ: إسحاق بن إبد بن محمد نور الصامولي

- ‌روايته وأسانيده:

- ‌[مناقبه]

- ‌صلتي بالشيخ اللّحجي

- ‌صلة خاصة:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌تعريف بكتاب منتهى السول على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌[فهرست مطالب الكتاب]

- ‌[المقدّمة: وهي تشتمل على تنبيهين]

- ‌[التّنبيه الأوّل: في معنى لفظ الشّمائل]

- ‌[التّنبيه الثّاني: في الفوائد المقصودة: من جمع شمائله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب الأوّل في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسمائه الشّريفة]

- ‌[الفصل الأوّل في نسبه الشّريف صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثّاني في أسمائه الشّريفة صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب الثّاني في صفة خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الأوّل في جمال صورته صلى الله عليه وسلم، وما شاكلها]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة بصره صلى الله عليه وسلم واكتحاله]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة شعره صلى الله عليه وسلم، وشيبه، وخضابه، وما يتعلق بذلك]

- ‌[الفصل الرّابع في صفة عرقه صلى الله عليه وسلم ورائحته الطّبيعيّة]

- ‌[الفصل الخامس في صفة طيبه صلى الله عليه وسلم وتطيّبه]

- ‌[الفصل السّادس في صفة صوته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل السّابع في صفة غضبه صلى الله عليه وسلم وسروره]

- ‌[الفصل الثّامن في صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم وبكائه]

- ‌[الفصل التّاسع في صفة كلامه صلى الله عليه وسلم وسكوته]

- ‌[الفصل العاشر في صفة قوّته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب الثّالث في صفة لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفراشه وسلاحه]

- ‌[الفصل الأوّل في صفة لباسه صلى الله عليه وسلم من قميص وإزار ورداء وقلنسوة وعمامة ونحوها]

- ‌[الفصل الثّاني في صفة فراشه صلى الله عليه وسلم، وما يناسبه]

- ‌[الفصل الثّالث في صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الرّابع في صفة نعله صلى الله عليه وسلم وخفّه]

- ‌[الفصل الخامس في صفة سلاحه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل السّادس كان من خلقه صلى الله عليه وسلم أن يسمّي سلاحه ودوابّه ومتاعه]

- ‌فهرسة الجزء الأول من كتاب منتهى السول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌[فهرست مطالب الكتاب]

[فهرست مطالب الكتاب]

وقد رتّبته على مقدّمة،

للاختصار ولا سيما فيما أوّله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متّصفا بكذا؛ أو يفعل كذا. فإنه جعل ذلك أوّل الكلام وحذف اسم راوي الحديث، ومخرّجه؛ اعتمادا على ما ذكره في الخطبة من الكتب التي نقل الأحاديث منها، فيلزم حذف قوله «تابعا في جميع ذلك الأصول المذكورة» ؛ نبّه عليه المصنف رحمه الله تعالى نفسه في طرّة بعض مؤلفاته.

(وقد رتّبته) أي: الكتاب؛ أي المقصود منه بالذات، فلا ينافي أنّ الخطبة مقصودة. والترتيب- لغة-: جعل كلّ شيء في مرتبته، وعرفا-: جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد، ويكون لبعض أجزائه نسبة إلى بعضها بالتقدّم والتأخر. والمراد ألّفته مرّتبا حال كونه مشتملا (على مقدّمة) : ما يذكر قبل الشروع في المقاصد، وهي بكسر الدال وفتحها، فإن كسرتها؛- وعليه اقتصر السعد في «شرحي التلخيص» - فإمّا من «قدّم» اللازم مثقّلا- من باب التفعيل- بمعنى «تقدّم» ، ومنه قوله تعالى (لا تُقَدِّمُوا)[الحجرات/ 1] !!، أي: لا تتقدموا.

وإمّا من «قدّم» المتعدي مثقّلا أيضا، والمفعول هو نفسها، لأنها اشتملت على أمور تقتضي تقديمها، أو المفعول هو قارئها وعارفها. وإن فتحت الدّال؛ فهي اسم مفعول من «قدّم» المتعدي مثقّلا أيضا. لكن الكسر أحسن؛ لإشعاره بأن التقديم لها ذاتيّ؛ لا جعلي، ولأجل هذا- والله أعلم- اقتصر عليه السعد. وصرّح الجلال المحلي في شرح «جمع الجوامع» بأن فتح الدال فيها قليل.

واعلم أنّ المقدمة؛ إمّا مقدمة علم، وإما مقدّمة كتاب.

فمقدمة الكتاب تطلق على طائفة من كلامه؛ قدّمت أمام المقصود لارتباط بها وانتفاع بها فيه.

ومقدمة العلم تطلق على أمور يتوقّف الشروع في العلم بالبصيرة على معرفتها، كحدّه، وموضوعه، وغايته؛ كما أفاده السعد في «المطوّل» و «المختصر» .

فمقدمة الكتاب: اسم للألفاظ المخصوصة الدالّة على المعاني المخصوصة،

ص: 88

وثمانية أبواب، وخاتمة.

المقدّمة تشتمل على تنبيهين:

التّنبيه

ومقدّمة العلم: اسم للمعاني المخصوصة. فبين المقدمتين التباين، أي: باعتبار الحقيقة والتعقّل، وأما باعتبار المصدوق الخارجي، فبينهما العموم والخصوص بإطلاق، فمقدّمة العلم أعمّ، فكل مقدّمة علم فهي مقدمة كتاب، ولا عكس.

فمقدّمة كتابنا هذا هي مقدّمة علم، لأنه ينتفع بها في هذا الكتاب وغيره من كلّ ما ألّف في فنه، وهي مقدمة كتاب أيضا، لأن هذا الكتاب مؤلّف في ذلك الفن الذي جعلت مقدمة له.

ومقدمة الإمام النووي في «المنهاج» الذي أشار لها بقوله: فحيث أقول «في الأظهر» أو «المشهور» فمن القولين أو الأقوال.. الخ ما قال، هي مقدمة كتاب فقط، لأنه إنما ينتفع بها في ذلك الكتاب الذي هو «المنهاج» ، ولا ينتفع بها في غيره من الكتب المؤلفة في فن الفقه، إذ لم يلتزم فيها اصطلاح «المنهاج» ، وهناك أبحاث تتعلّق بنسبة ما بين المقدمتين فراجعها إن شئت.

(وثمانية أبواب) عدد أبواب الجنة، وحريّ به أن يقال فيه:

هذا الكتاب جنّة

أبوابها ثمانيه

أما تراها وهي لا

تسمع فيها لاغيه!!

(وخاتمة)، الخاتمة- في الأصل-: وصف؛ أي مسائل خاتمة. لكن صارت علما بالشخص على المسائل المذكورة فيها.

(المقدّمة) المذكورة- ف «أل» للعهد الذكري- (تشمل) أي: تحتوي (على تنبيهين) اثنين.

(التّنبيه) هو- لغة-: الإيقاظ. وقال الجرجاني: هو- لغة-: الدلالة عما غفل عنه المخاطب. وفي الاصطلاح-: ما يفهم من مجمل بأدنى تأمّل إعلاما بما

ص: 89

الأوّل: في معنى لفظ الشّمائل.

والتّنبيه الثّاني: في الفوائد المقصودة من جمع شمائله صلى الله عليه وسلم.

الباب الأوّل: في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسمائه الشّريفة، وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: في نسبه الشّريف صلى الله عليه وسلم.

الفصل الثّاني: في أسمائه الشّريفة صلى الله عليه وسلم.

الباب الثّاني: في صفة خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يناسبها من أوصافه الشّريفة، وفيه عشرة فصول:

في ضمير المتكلّم للمخاطب. وقيل: التنبيه قاعدة تعرف بها الأبحاث الآتية مجملة. انتهى.

(الأوّل: في معنى لفظ الشّمائل) لغة واستعمالا. (والتّنبيه الثّاني: في) ذكر (الفوائد المقصودة) بالذّات (من جمع شمائله صلى الله عليه وسلم ، ليكون ذلك من أكبر الدواعي إلى صرف العناية إليها، والاهتمام بها.

(الباب الأوّل: في) ذكر (نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسمائه الشّريفة) المنبئة عن كمال أخلاقه المنيفة، (وفيه) أي: هذا الباب (فصلان:

الفصل الأوّل: في) ذكر (نسبه الشّريف) الذي طهّره الله من سفاح الجاهلية، والذي هو أشرف الأنساب، فهو صلى الله عليه وسلم سلالة آباء كرام.

(الفصل الثّاني: في) ذكر (أسمائه الشّريفة صلى الله عليه وسلم مع ذكر من اعتنى بجمعها وألّف فيها من العلماء.

(الباب الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة خلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: كون أجزاء بدنه تامّة معتدلة المقادير، (وما يناسبها من أوصافه الشّريفة) القائمة به، (وفيه عشرة فصول:

ص: 90

- الفصل الأوّل: في جمال صورته صلى الله عليه وسلم، وما شاكلها.

الفصل الثّاني: في صفة بصره صلى الله عليه وسلم واكتحاله.

الفصل الثّالث: في صفة شعره صلى الله عليه وسلم وشيبه وخضابه، وما يتعلّق بذلك.

الفصل الرّابع: في صفة عرقه صلى الله عليه وسلم ورائحته الطّبيعيّة.

الفصل الخامس: في صفة طيبه صلى الله عليه وسلم وتطيّبه.

الفصل السّادس: في صفة صوته صلى الله عليه وسلم.

الفصل الأوّل: في) ذكر (جمال صورته) ؛ أي: حسنها الظاهر في جسده بتناسب أعضائه، وصفاء لونه، واعتدال قدّه صلى الله عليه وسلم وما شاكلها) . وقيل: المراد حسن وجهه، وحسن الصورة أمر محمود يدلّ على حسن السريرة، ويمدح به كمّل الرجال.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة بصره صلى الله عليه وسلم ، لكونه يرى من خلفه كما يرى من أمامه؛ ونحو ذلك. (و) بيان صفة (اكتحاله) ؛ أي:

استعماله الكحل. وما يتعلّق بذلك.

(الفصل الثّالث: في) بيان ما ورد في (صفة شعره صلى الله عليه وسلم ؛ أي: مقداره؛ طولا، وكثرة، وغير ذلك. (و) في بيان ما ورد في (شيبه وخضابه) أي: تلوين الشعر، (وما يتعلّق بذلك) من الترجيل والادّهان.

(الفصل الرّابع: في) بيان ما ورد في (صفة عرقه) - بفتح العين والراء- أي: رشح بدنه صلى الله عليه وسلم لونا وريحا وكثرة. (و) صفة (رائحته الطّبيعيّة) من غير أن يمس طيبا.

(الفصل الخامس: في) بيان ما ورد في (صفة طيبه صلى الله عليه وسلم وتطيّبه) ؛ أي:

استعماله الطّيب وما يلحق بذلك.

(الفصل السّادس: في) بيان ما ورد في (صفة صوته صلى الله عليه وسلم من كونه حسنا يبلغ حيث لا يبلغ صوت غيره.

ص: 91

- الفصل السابع: في صفة غضبه صلى الله عليه وسلم وسروره.

الفصل الثّامن: في صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم وبكائه وعطاسه.

الفصل التّاسع: في صفة كلامه صلى الله عليه وسلم وسكوته.

الفصل العاشر: في صفة قوّته صلى الله عليه وسلم.

الباب الثّالث: في صفة لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفراشه وسلاحه، وفيه ستّة فصول:

(الفصل السّابع: في) بيان ما ورد في (صفة غضبه صلى الله عليه وسلم وسروره) ، من كونه يرى رضاه وغضبه في وجهه؛ فصفاء بشرته، وكونه إذا غضب احمرّت وجنتاه

ونحو ذلك.

(الفصل الثّامن: في) بيان ما ورد في (صفة ضحكه صلى الله عليه وسلم ؛ لكونه جلّ ضحكه التبسّم، (وبكائه) ؛ من كونه ليس بشهيق ورفع صوت، بل بدمع العين، (وعطاسه) - بضم العين المهملة: على وزن غراب-.

(الفصل التّاسع: في) بيان ما ورد في (صفة كلامه صلى الله عليه وسلم أي: تكلّمه، أو ما يتكلّم به، ويصحّ إرادة كلّ منهما، (و) صفة (سكوته) ككونه كثير السكوت لا يتكلّم في غير حاجة ونحو ذلك.

(الفصل العاشر: في) بيان ما ورد في (صفة قوّته) واحدة القوى، مثل غرفة وغرف، وذلك ككونه صلى الله عليه وسلم تامّ القوة في الجماع وغيره، شديد البطش عند الاحتياج إلى ذلك.

(الباب الثّالث: في) بيان ما ورد في (صفة لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم من قميص وإزار وعمامة وغيرها، (و) صفة (فراشه) - بكسر الفاء- وخاتمه ونعله، (و) في صفة (سلاحه) - بكسر السين- كالحربة والرمح والسيف، (وفيه ستّة فصول:

ص: 92

- الفصل الأوّل: في صفة لباسه صلى الله عليه وسلم؛ من قميص وإزار ورداء وقلنسوة وعمامة ونحوها.

الفصل الثّاني: في صفة فراشه صلى الله عليه وسلم وما يناسبه.

الفصل الثّالث: في صفة خاتمه صلى الله عليه وسلم.

الفصل الرّابع: في صفة نعله صلى الله عليه وسلم وخفّه.

(الفصل الأوّل: في) بيان ما ورد في (صفة لباسه صلى الله عليه وسلم - بوزن كتاب-:

ما يلبس.

(من قميص) : اسم لما يلبس من المخيط الذي له كمّان وجيب ويسلك به في العنق، (وإزار) : ما يستر أسفل البدن، (ورداء) : ما يستر أعلاه.

(وقلنسوة) - بفتح القاف واللام؛ وسكون النون، وضمّ المهملة، وفتح الواو-: غشاء مبطّن يستر الرأس، ويقال لها في عرفنا:«طاقيّة» ؛ أو «كوفيّة» ، (وعمامة) : كلّ ما يلف على الرأس (ونحوها)، أي: المذكورات: كجبّة، وبرد.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة فراشه صلى الله عليه وسلم - بكسر الفاء- بمعنى مفروش؛ ك «كتاب» بمعنى مكتوب، وهو: اسم لما يفرش كاللباس لما يلبس.

(و) ذكر (ما يناسبه) ؛ أي: الفراش كالوسادة والدّثار.

(الفصل الثّالث: في) بيان ما ورد في (صفة خاتمه) - بفتح التاء وكسرها- وفيه صفة تختّمه صلى الله عليه وسلم ، أي: لبسه الخاتم. والمراد بالخاتم: الطابع الذي كان يختم به الكتب، لا خاتم النبوة، فإنّه البضعة الناشرة بين كتفيه، وليس مرادا هنا.

(الفصل الرّابع: في) بيان ما ورد في (صفة نعله صلى الله عليه وسلم وكيفية لبسه إياها، والنعل: كلّ ما وقيت به القدم عن الأرض، وهو مؤنث، وربّما ذكّر باعتبار الملبوس، لأنّ تأنيثه غير حقيقي. والنعل لا يشمل الخفّ عرفا؛ فلذلك أفرده بترجمة؛ فقال: (و) في بيان ما ورد في صفة (خفّه) صلى الله عليه وسلم، والخفّ معروف،

ص: 93

- الفصل الخامس: في صفة سلاحه صلى الله عليه وسلم.

الفصل السّادس: كان من خلقه صلى الله عليه وسلم أن يسمّي سلاحه ودوابّه ومتاعه.

الباب الرّابع: في صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشربه ونومه، وفيه ستّة فصول:

الفصل الأوّل: في صفة عيشه صلى الله عليه وسلم وخبزه.

جمعه: خفاف؛ ك «رمح ورماح» .

(الفصل الخامس: في) بيان ما ورد في (صفة سلاحه صلى الله عليه وسلم والسلاح: آلة الحرب، فكلّ عدّة للحرب فهو سلاح، ويطلق السلاح على السيف وحده.

(الفصل السّادس: كان من خلقه صلى الله عليه وسلم أن يسمّي سلاحه) ، كدرعه «ذات الفضول» و «ذات الوشاح» . (و) أن يسمّي (دوابّه) ؛ جمع دابّة، وهي لغة-: كلّ ما يدبّ على الأرض، خصّها العرف العامّ بذوات الأربع، (و) أن يسمّي (متاعه) المتاع- في اللغة-: كلّ ما ينتفع به؛ كالطعام والبز، وأثاث البيت. وأصل المتاع: ما يتبلغ به من الزاد، وهو اسم من «متّعته» بالتثقيل: إذا أعطيته ذلك، والجمع أمتعة.

(الباب الرّابع) من الكتاب (في) بيان ما ورد في (صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإدامه، والأكل- بفتح الهمزة-: إدخال الطعام الجامد من الفم إلى البطن، سواء كان بقصد التغذّي، أو غيره كالتفكّه. (و) بيان ما ورد في صفة (شربه) أي:

كيفية شربه، وفيه ذكر شرابه. (و) بيان ما ورد في صفة (نومه) صلى الله عليه وسلم، والنوم:

حالة طبيعية تتعطّل معها القوى تسير في البخار إلى الدماغ. (وفيه ستّة فصول) ستأتي.

(الفصل الأوّل: في) بيان ما ورد في (صفة عيشه صلى الله عليه وسلم أي: كيفية معيشته حال حياته إلى وقت مماته. (و) في بيان ما ورد في صفة (خبزه) - بضم الخاء

ص: 94

- الفصل الثّاني: في صفة أكله صلى الله عليه وسلم وإدامه.

الفصل الثّالث: فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم قبل الطّعام وبعده.

الفصل الرّابع: في صفة فاكهته صلى الله عليه وسلم.

الفصل الخامس: في صفة شرابه صلى الله عليه وسلم وقدحه.

الفصل السّادس: في صفة نومه صلى الله عليه وسلم.

المعجمة وإسكان الباء-: الشيء المخبوز، أي اسم ما يؤكل من نحو برّ.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة أكله صلى الله عليه وسلم من الأخباز، (و) في بيان ما ورد في (إدامه) صلى الله عليه وسلم، والإدام- بكسر الهمزة-: ما يساغ به الخبز ويصلح به الطعام، فيشمل الجامد كاللحم والجبن بحسب اللغة؛ لا العرف.

(الفصل الثّالث: فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم ؛ أي: في بيان الأخبار الواردة في الذكر الذي كان يقوله صلى الله عليه وسلم (قبل الطّعام) ؛ وهو التسمية، (وبعده) ؛ أي: بعد الفراغ من الطعام، وهو الحمدلة، ومثل الطعام الشراب.

(الفصل الرّابع: في) بيان ما ورد في (صفة فاكهته صلى الله عليه وسلم والفاكهة: ما يتفكّه أي: يتنعّم ويتلذّذ- بأكله؛ رطبا كان أو يابسا، كتين وعنب ورطب وزبيب ورمّان وبطّيخ.

(الفصل الخامس: في) بيان ما ورد في (صفة شرابه صلى الله عليه وسلم ، والشراب:

ما يشرب من المائعات. وفي هذا الفصل بيان الأحاديث التي فيها كيفية شربه صلى الله عليه وسلم.

قال في «المصباح» : الشّرب مخصوص بالمصّ حقيقة، ويطلق على غيره مجازا.

(و) في بيان ما ورد في (قدحه) صلى الله عليه وسلم. والقدح- بفتحتين-: ما يشرب فيه، وهو إناء لا صغير ولا كبير، وجمعه: أقداح؛ ك «سبب وأسباب» .

(الفصل السّادس: في) بيان ما ورد في (صفة نومه صلى الله عليه وسلم ؛ من كونه على اليمين، أو غيره، وقدره ووقته، وما يرقد عليه، وما كان يفعله قبل النوم وبعده.

ص: 95

الباب الخامس: في صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه، وعشرته مع نسائه، وأمانته وصدقه، وحيائه ومزاحه، وتواضعه وجلوسه، وكرمه وشجاعته،

(الباب الخامس) من الكتاب (في) بيان ما ورد في (صفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم - بضم الخاء واللام-: الطبع والسجيّة، وهو اسم للأوصاف الباطنة.

(وحلمه) - بكسر الحاء المهملة- قال في «الشفاء» : هو حالة توقّر وثبات عند الأسباب المحركات. (و) صفة (عشرته) - بكسر العين المهملة-: اسم من المعاشرة والتعاشر؛ وهي المخالطة (مع نسائه) وغيرهم، (و) في صفة (أمانته) في كلّ شيء يحفظه. (و) صفة (صدقه) وهو: مطابقة خبره للواقع، (و) صفة (حيائه) . قال القاضي عياض في «الشفاء» : الحياء رقّة تعتري وجه الإنسان عند فعل ما يتوقّع كراهته، أو ما يكون تركه خيرا من فعله. (و) صفة (مزاحه) - بكسر أوله- مصدر مازحه وهو: الانبساط مع الغير من غير إيذاء له فيتولّد منه الضحك. (و) صفة (تواضعه) - بضم الضاد المعجمة-: هضم النفس. قال ملا علي قاري: وهو من الملكات المورثة للمحبّة الربانية والمودّة الإنسانية. انتهى. قال بعضهم: ومعنى التواضع عند المحققين: أن لا يرى العبد لنفسه قدرا ولا قيمة ولا مزية، ويرى الحال التي هو فيها أعظم من أن يستحقّها.

(و) صفة (جلوسه) ؛ أي: من كونه على شبه الحبوة، وإلى القبلة، وصفة جلوسه مع أصحابه، ونحو ذلك. (و) صفة (كرمه) - بفتح أوّليه- قال في «الشفاء» : هو الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه. انتهى. أي: فلا يطلق على ما يحقر قدره ويقلّ نفعه. (و) صفة (شجاعته) - مثلث الشين-؛ مصدر شجع- بالضمّ- شجاعة، وهي- كما قال الشامي-: انقياد النفس مع قوة غضبيّة، وملكة يصدر عنها انقيادها في إقدامها مقدرته على ما ينبغي في زمن ينبغي وحال ينبغي. انتهى.

والشّجاع- بالضم-: الشديد القلب عند البأس، المستهين بالحروب.

ص: 96

وفيه ستّة فصول:

الفصل الأوّل: في صفة خلقه صلى الله عليه وسلم وحلمه.

الفصل الثّاني: في صفة عشرته صلى الله عليه وسلم مع نسائه رضي الله تعالى عنهنّ.

(وفيه) - أي: هذا الباب- (ستّة فصول) ستأتي:

(الفصل الأوّل: في) بيان ما ورد في (صفة خلقه صلى الله عليه وسلم - بضمتين- حقيقته أنّه صورة الإنسان الباطنة؛ وهي نفسه وأوصافها ومعانيها، المختصّة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولها أوصاف حسنة وقبيحة، والثواب والعقاب يتعلّقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلّقان بأوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكرّرت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع؛ قاله في «النهاية» .

(و) صفة (حلمه) - بكسر الحاء المهملة- قال الخفاجي: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب، وعدم إظهاره. انتهى.

واعلم أنّ الحلم من أصحّ السّمات على محمود الصفات، وهو يدرك بالتخلّق وحمل النفس عليه، فهو مكتسب؛ كما يدلّ عليه الحديث:«إنّما العلم بالتّعلّم، وإنّما الحلم بالتّحلّم» . وقال علي رضي الله عنه: من حلم ساد، ومن تفهّم ازداد.

وللحلم عشرة أسباب: رحمة الجهّال، والقدرة على المعفو عنه، والترفّع شرفا وعلوّ همّة، والاستهانة أنفة وعجبا، والحياء، والفضل، والاستكفاف أي: جعل السكوت والصبر سببا لكفّ الجاهل، وخوف العقوبة؛ إما لضعف نفس، أو لرأي وحزم، ورعاية نعمة أو حرمة، وتوقع الفرصة دهاء ومكرا. فإن خلا الحلم عن هذه الأسباب كلّها كان ذلّا. وكلّ واحد منها يحمل على عدم الانتقام في الحال؛ أو دواما.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة عشرته صلى الله عليه وسلم مع نسائه) : أزواجه وغيرهن (رضي الله تعالى عنهنّ) ، وقد كان حسن العشرة معهنّ رضوان الله عليهن.

ص: 97

- الفصل الثّالث: في صفة أمانته صلى الله عليه وسلم وصدقه.

الفصل الرّابع: في صفة حيائه صلى الله عليه وسلم ومزاحه.

الفصل الخامس: في صفة تواضعه صلى الله عليه وسلم وجلوسه.

الفصل السّادس: في صفة كرمه صلى الله عليه وسلم

(الفصل الثّالث: في) بيان ما ورد في (صفة أمانته صلى الله عليه وسلم في كلّ شيء، وكونه موثوقا به في أموال الناس وأحوالهم، (و) مما ورد في (صدقه) صلى الله عليه وسلم؛ وهو مطابقة خبره للواقع.

(الفصل الرّابع: في) بيان ما ورد في (صفة حيائه صلى الله عليه وسلم ، والحياء هنا بالمدّ. وأمّا بالقصر! فهو بمعنى: المطر. والممدود معناه- في الشرع-: خلق يبعث- أي: يحمل- من قام به على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حقّ ذي الحقّ. (و) صفة (مزاحه) - بكسر أوّله مصدر مازحه؛ فهو بمعنى الممازحة- وهو الانبساط مع الغير من غير إيذاء له. وبه فارق الاستهزاء والسخرية.

(الفصل الخامس: في) بيان ما ورد في (صفة تواضعه صلى الله عليه وسلم - بضمّ الضاد المعجمة-: أي تذلّله وخشوعه؛ قاله الباجوري. وقال ابن القيم: التواضع انكسار القلب لله، وخفض جناح الذلّ والرحمة للخلق حتى لا يرى له على أحد فضلا، ولا يرى له عند أحد حقّا، بل ويرى الحقّ لذلك الأحد. انتهى؛ نقله الزرقاني. (و) صفة (جلوسه) ككونه محتبيا، ومتوفّرا، ومستقبل القبلة، ونحو ذلك.

(الفصل السّادس: في) بيان ما ورد في (صفة كرمه صلى الله عليه وسلم ، والكرم والجود والسخاء معانيها متقاربة، وبعضهم جعل بينها فرقا؛ فقال:

الكرم- بفتحتين-: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره.

والجود: إعطاء ما ينبغي شرعا لمن ينبغي أن يعطى؛ لاستحقاقه لأجل الصفة القائمة به؛ كالفقر.

ص: 98

وشجاعته.

الباب السّادس: في صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته. وصومه، وقراءته، وفيه ثلاثة فصول.

الفصل الأوّل: في صفة عبادته صلى الله عليه وسلم وصلاته.

الفصل الثّاني: في صفة صومه صلى الله عليه وسلم.

والسّخاء: سهولة الإنفاق، وتجنّب اكتساب ما لا يحمد من الصنائع المذمومة؛ كالحجامة، وأكل ما لا يحلّ، مأخوذ من الأرض السّخاويّة؛ وهي الرخوة اللينة، ولذا وصف الله تعالى ب «جواد» دون «سخي» . وقيل- في الثلاثة- غير ما ذكرنا. والله أعلم.

(و) في بيان ما ورد في صفة (شجاعته) - مثلث الشين المعجمة-: مصدر شجع- بالضمّ- شجاعة؛ فهو شجيع وشجاع- بضم الشين- وبنو عقيل تفتحها؛ حملا على نقيضه، وهو جبان. وبعضهم كسرها للتخفيف؛ فرارا من توالي حركات متوالية من جنس واحد.

(الباب السّادس) من الكتاب (في) بيان ما ورد في (صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الباجوري: العبادة: أقصى غاية الخضوع والتذلّل. وتعورفت في الشرع فيما جعل علامة على ذلك؛ من صلاة وصوم وجهاد وقراءة وغير ذلك. انتهى.

والمراد بالعبادة هنا: ما هو أعمّ من العبادات الظاهرة والباطنة؛ كالتفكّر والخوف والخشية، فلذا عطف عليها قوله (و) صفة (صلاته) ، من عطف الخاصّ على العامّ للاهتمام، لأنها عمود الإسلام، وكذا قوله (و) صفة (صومه وقراءته) صلى الله عليه وسلم، (وفيه) أي: هذا الباب (ثلاثة فصول) يأتي بيانها:

(الفصل الأوّل: في) بيان ما ورد في (صفة عبادته صلى الله عليه وسلم - بكسر العين وتخفيف الموحدة- (و) صفة (صلاته) النافلة كمّا وكيفا.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (صفة صومه صلى الله عليه وسلم ، والصوم والصيام

ص: 99

- الفصل الثّالث: في صفة قراءته صلى الله عليه وسلم.

الباب السّابع: في أخبار شتّى من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض أذكار وأدعية كان يقولها في أوقات مخصوصة، وثلاث مئة وثلاثة عشر حديثا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، كلاهما مصدر ل «صام» ؛ فهما بمعنى واحد، وهو- لغة-: الإمساك؛ ولو عن الكلام، وشرعا-: الإمساك عن المفطّرات جميع النهار بنيّة، والمراد به هنا ما يشمل الفرض والنفل.

(الفصل الثّالث: في) بيان ما ورد في (صفة قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن. والمراد بصفة القراءة: الترتيل، والمدّ، والوقف، والإسرار، والإعلان، والترجيع وغيرها.

(الباب السّابع) من الكتاب (في) ذكر (أخبار) - بالتنوين- جمع خبر؛ وهو مرادف للحديث. وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر: ما جاء عن غيره، ومن ثمّ قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها «الأخباري» ، ولمن يشتغل بالسنة النبوية «المحدّث» . (شتّى) - بتشديد المثناة الفوقية-: جمع شتيت؛ ك (مريض ومرضى)، أي: متفرّقة مختلفة (من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم كالكلام على فضلاته وريقه، وكونه ولد مختونا، (و) في ذكر (بعض أذكار) بالتنوين جمع ذكر- وهو لغة: كلّ مذكور، وشرعا: قول سيق لثناء؛ أو دعاء. وقد يستعمل شرعا أيضا لكلّ قول يثاب قائله. (و) ذكر بعض (أدعية) جمع دعاء، وهو: الطلب على سبيل التضرّع. وقيل: رفع الحاجات إلى رافع الدرجات.

(كان يقولها) ؛ أي: هذه الأذكار والأدعية (في أوقات) وحالات (مخصوصة) ؛ كعند رؤية الهلال، وسماع الرعد، وإذا عصفت الرياح، ونحو ذلك، (و) في ذكر (ثلاث مائة وثلاثة عشر حديثا) مرتّبة على حروف المعجم.

وخصّ هذا العدد! لأنه عدّة أصحاب طالوت، وعدّة أهل بدر رضوان الله عليهم (من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ؛ من إضافة الصفة للموصوف، أي: كلمه الجوامع،

ص: 100

وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل: في أخبار شتّى من أحواله صلى الله عليه وسلم.

الفصل الثّاني: في بعض أذكار وأدعية كان يقولها صلى الله عليه وسلم في أوقات مخصوصة.

الفصل الثّالث: في ثلاث مئة وثلاثة عشر حديثا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.

الباب الثّامن: في طبّه صلى الله عليه وسلم، وسنّه ووفاته، ورؤيته وهي ما قلّ لفظه وكثر معناه، أو التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة.

(وفيه) ؛ أي: هذا الباب (ثلاثة فصول) تأتي:

(الفصل الأوّل: في) ذكر (أخبار شتّى) ؛ أي: مختلفة (من أحواله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والخلقية.

(الفصل الثّاني: في) ذكر (بعض أذكار وأدعية) - بالتنوين- جمع دعاء، وهو أفضل من تركه عند جمهور العلماء، ومن أعظم العبادات (كان يقولها) ؛ أي: هذه الأذكار والأدعية النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات) وحالات (مخصوصة) ؛ كالصباح والمساء، وعند الكرب، وعند الخروج من بيته، ونحو ذلك.

(الفصل الثّالث: في) ذكر (ثلاث مائة وثلاثة عشر حديثا) - تقريبا- (من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ؛ أي: كلمه الجوامع للمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة بنظم لطيف لا يعثر الفكر في طلبه، ولا يلتوي الذهن في فهمه.

(الباب الثّامن) من الكتاب؛ وهو آخر الأبواب (في) بيان الأحاديث الواردة في (طبّه) - بكسر الطاء- اسم مصدر؛ من طبّه طبّا- بالفتح- إذا داواه، والمراد بيان ما يتداوى به صلى الله عليه وسلم من الأمراض البدنية، (و) بيان الأحاديث الواردة في (سنّة) أي: مقدار عمره الشريف، (و) في (وفاته) أي: تمام أجله، (و) في (رؤيته)

ص: 101

في المنام، وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل: في طبّه صلى الله عليه وسلم.

الفصل الثّاني: في سنّه صلى الله عليه وسلم ووفاته.

الفصل الثّالث: في رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام.

الخاتمة: تشتمل على خمسين حديثا، أكثرها صحاح

الرؤية- التي بالتاء- تشمل: رؤية البصر في اليقظة، ورؤية القلب، ولهذا احتاج المصنف إلى تقييدها بقوله (في المنام) ، أمّا التي بالألف! فهي خاصّة برؤية القلب في المنام، وقد تستعمل في رؤية البصر أيضا. (وفيه) أي: هذا الباب (ثلاثة فصول) تأتي:

(الفصل الأوّل: في) ذكر شيء من الأحاديث الواردة في (طبّه صلى الله عليه وسلم الذي تطبّب به، والذي وصفه لغيره؛ سواء كان طبّا روحانيا؛ أو جسمانيا.

(الفصل الثّاني: في) بيان ما ورد في (سنّه صلى الله عليه وسلم أي: مقدار عمره الشريف، والسّنّ بهذا المعنى مؤنّثة؛ لأنها بمعنى المدّة، (و) بيان ما ورد في (وفاته) ؛ أي: تمام أجله الشريف، فإن الوفاة- بفتح الواو- مصدر «وفى؛ يفي» بالتخفيف، أي: تمّ أجله. وهذا الفصل مضمونه يسكب المدامع من الأجفان، ويجلب الفجائع لإثارة الأحزان، ويلهب نيران الموجدة على أكباد ذوي الإيمان.

(الفصل الثّالث: في) بيان ما ورد في (رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام) ، مذهب أهل السنة أنّ حقيقة الرؤيا اعتقادات يخلقها الله تعالى في قلب النائم كما يخلقها في قلب اليقظان؛ يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة.

(الخاتمة) المذكورة، ف «أل» فيها للعهد الذكري (تشتمل على خمسين) هكذا ذكر هنا في الخطبة أنّها خمسون، لكن زاد عليها المصنّف عشرين حديثا؛ فكان المجموع سبعين- (حديثا، أكثرها صحاح) - جمع صحيح-؛ وهو:

الحديث الذي رواه العدل الضابط ضبطا تامّا عن مثله إلى منتهاه؛ من غير شذوذ

ص: 102

وحسان من أدعيته صلى الله عليه وسلم.

وأسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجعل هذا الكتاب من أفضل الحسنات الجاري نفعها في الحياة وبعد الممات،

ولا علّة قادحة. (وحسان) جمع حسن؛ وهو: الحديث الذي رواه العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، من غير شذوذ ولا علّة قادحة، فالحسن مساو للصحيح في التعريف والشروط. فكلّ ما يشترط في الحديث الصحيح يشترط في الحديث الحسن؛ إلّا الضّبط، فإنّه يشترط في الصحيح الضبط التامّ، ولا يشترط في الحسن إلّا مطلق الضبط. (من أدعيته) الواردة عنه صلى الله عليه وسلم ؛ منقسمة إلى قسمين: استعاذات، ودعوات؛ معتبرا فيها أوّل الحديث، فما كان استعاذة جعل في القسم الأول، وما كان دعاء جعل في القسم الثاني. وافتتحها بالدّعوات القرآنية.

(وأسأل الله العظيم) البالغ أقصى مراتب العظمة؛ وهو الذي لا يتصوّره عقل، ولا يحيط بكنهه بصر، فلا يتعاظمه مسؤول؛ وإن عظم، ومنه مطلوب المصنّف؛ وهو كون كتابه من الحسنات الجارية؛ أي: المستمر ثوابها في حياته وبعد موته.،

(ربّ العرش الكريم) - بالجرّ- نعت للعرش، ويجوز نصبه؛ نعتا لله سبحانه.

ومن وسعت ربوبيّته العرش الذي وسع المخلوقات بأسرهم جدير بأن يعطي المصنّف مطلوبه، وينيله مرغوبه، وهو قوله (أن يجعل هذا الكتاب) «وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم» (من أفضل الحسنات؛ الجاري) ؛ أي: المستمر (نفعها) للناس وللمصنّف (في الحياة) الدّنيا، ومعنى النفع في حقّ المؤلف في الدنيا: أن يتذكّر بها، ومعنى النفع في حقّ الناس في الدنيا: هو أن يلهمهم الله الاشتغال بها تعلّما وتعليما، وأن يوفّقهم للعمل بما فيها. (و) معنى النفع للناس وللمصنّف (بعد الممات) : أن تكون سببا لحلولهم في دار النعيم. أخرج الطبراني في «الكبير» : «ما من قوم يجتمعون على كتاب الله تعالى يتعاطونه بينهم إلّا كانوا أضيافا لله تعالى؛ وإلّا حفّتهم الملائكة حتّى يقوموا، أو يخوضوا في حديث غيره،

ص: 103

بجاه نبيّه سيّد الرّسل الكرام، عليه وعليهم الصّلاة والسّلام.

وما من عالم يخرج في طلب علم؛ مخافة أن يموت، أو ينسخه؛ مخافة أن يدرس! إلّا كان كالغادي الرّائح في سبيل الله، ومن بطؤ به عمله لم يسرع به نسبه» .

وفي هذا الحديث وأمثاله؛ كحديث مسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية- أي: وهي الوقف- أو علم ينتفع به، أو ولد صالح «أي: مسلم» - يدعو له» . وكالأحاديث فيمن سنّ سنة حسنة؛ أو سيئة.

بشرى عظيمة لمن نسخ علما نافعا؛ وهي أنّه يكون له أجره، وأجر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به من بعده ما بقي خطّه والعمل به، وإنذار عظيم لمن نسخ علما فيه إثم؛ وهو أنّ عليه وزره، ووزر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به بعده ما بقي خطّه والعمل به. انتهى؛ ذكره ابن حجر الهيتمي في «الزواجر» في «الكبيرة الثامنة والتاسعة والأربعين» . والله أعلم.

(بجاه نبيّه سيّد الرّسل الكرام) أي: أتوسّل بما له صلى الله عليه وسلم من المنزلة والحظّ والرتبة عند الله سبحانه وتعالى، إذ هو صلى الله عليه وسلم سيّد أهل الوجاهة، وأفضل السّادات الذين هم الرّسل الكرام (عليه وعليهم الصّلاة والسّلام) ، وآل كلّ وأصحابه الكرام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيام. آمين.

ص: 104