الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقارنتها بنسخة ابن بشكوال
عندما ننظر فيما كتبه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور عن أشهر نسخ الموطأ بالأندلس، نجد أنه يذكر:
- نسخة محمد بن فرج مولى ابن الطلاع.
- نسخة أبي مروان ابن أبي الخصال تلميذ ابن عبد البر والطلمنكي، والمقابلة على كتابيهما.
- نسخة أبي مروان بن مسرة بخط يده.
- نسخة أبي محمد ابن أبي عتاب.
- نسخة ابن فُطيس.
وقد جمعت هذه النسخ كلها نسخة خلف ابن بشكوال.
فإذا نظرنا في نسختنا نجد أنّها تشتمل على رواية ابن عبد البر، وابن فطيس، وابن المشاط، والطلمنكي في رواية أبي الوليد الوقشي وابن عتاب.
وقد زادت عليها رواية الجياني، والباجي، وابن سهل، وابن حمدين، والأصيلي.
هذا، حسبما ذكره الناسخ في نهاية الكتاب.
زاد الناسخ رموزاً أخرى في أثناء الكتاب، مثلاً ذر، ز، توزري، وأحمد بن سعيد بن حزم، وعت وغيرها من الرموز.
ويتضح من هذا بأن هذه النسخة أقيم من نسخة ابن بشكوال، علاوة على ذلك فهي نسخة كاملة، والاستفادة منها ميسورة.
المآخذ في وضع الرموز
أولاً: لم أتمكن من التفريق بين رمز ابن عبد البر والجياني لأن رسم العينين متشابه، وقد عرضت هذه الورقة الأخيرة للمشتغلين مع فضيلة الأستاذ
الكبير محمد الشاذلي بن نيفر في تونس، فلم أجد عندهم الجواب، ووقعوا في الإشكال نفسه.
ثانياً: يضع الناسخ الرموز الإضافية أثناء الكتاب، ولم يبين ما المقصود منها، مثل: عت، ز، ذر، توزري وغيرها.
فالرموز المذكورة في نهاية الكتاب غير مستوعبة.
وقد تنبهت أخيراً - والحمد لله - إلى هذا السبب.
نجد على المثال في طرة صحيح البخاري طبعة السلطان عبد الحميد ما يلي:
«ومن الرموز ع لعلها لابن السمعاني،
وج، ولعلها للجرجاني،
وق، ولعلها للقابسي،
وح، وعط، وصح، ولم يعلم أصحابها، وربما وجد رموز غير ذلك لم نعلم أيضاً
…
».
إذن عندما وضع اليونيني رحمه الله رموزه في نسخته من البخاري، لم يتمكن من معرفة بعض الرموز وأصحابها، ولكنه وضعها أمانة لما وَجد.
وقد رأيت في نسخة ص، وهي أقدم صورة لموطأ مالك برواية يحيى، المنسوخة في إحدى وتسعين وثلاثمائة، بعض الرموز مثلاً خذ، خو، عت، ذر، انظر ق 27، 30، 35، 44، 54 نجد هذه الرموز أو أكثر منها موجودة في نسخة الأصل، ولم يذكر الناسخ أصحاب تلك الرموز، بينما ذكر بالتفصيل أصحاب رموز أخرى، ومعناه - في نظري - أنه وجد الرموز المذكورة أعلاه من النسخة التي انتسخها، فنسخها كما كانت، ولم يتمكن من توضيحها، وقد قام بنفس العمل، واتبع نفس الأسلوب اليونيني رحمه الله في نسخته لصحيح البخاري - والله أعلم -.