المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو جعفر المنصور يطلب الموطأ للاطلاع - موطأ مالك - رواية يحيى - ت الأعظمي - جـ ١

[مالك بن أنس]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤسسة لكتاب موطأ الإمام مالك

- ‌كلمة فضيلة الشيخ السيد علي الهاشمي

- ‌التمهيد

- ‌الهدف من خلق الإنسان

- ‌طاعة الناس لله باتباعهم الأنبياء والرسل

- ‌إطاعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المدينة المنورة إشعاع للعالم

- ‌المدينة دار السنة ومركز تخريج الأئمة

- ‌مشاهير الصحابة في المدينة

- ‌مشاهير التابعين بالمدينة

- ‌مالك بن أنس رحمه الله، سيرته ومنهجه في الدراسة والتدريس

- ‌أسرة مالك

- ‌جد مالك بن أنس

- ‌عم مالك

- ‌والد مالك

- ‌أم مالك

- ‌ولادة مالك

- ‌أولاد مالك

- ‌مالك وبداية تحصيله للعلم

- ‌السبب في جدية طلب العلم عند مالك ومناقشته

- ‌منهج مالك في تحمل العلم (صفات مشايخه)

- ‌مشايخ مالك

- ‌النتيجة

- ‌مالك وحفظه للعلم

- ‌مالك وكتابته للعلم

- ‌مالك وحصيلته العلمية

- ‌الإمام مالك أمين على التراث العلمي المدني

- ‌التراث المدني من القرن الأول ووصوله إلى مالك عن طريق تلاميذ الفقهاء السبعة

- ‌الفقهاء السبعة: الأحاديث والآثار المروية عن طريقهم في الموطأ

- ‌مالك وبداية تدريسه

- ‌مالك ومجلسه العلمي

- ‌مالك وتفريقه بين مجلس الحديث ومجلس الفقه

- ‌تصنيفه لطلابه

- ‌تدريس مالك في المسجد النبوي

- ‌تدريس مالك في بيته

- ‌القراءة في مجلس مالك

- ‌مقدار القراءة في مجلس مالك

- ‌عقوبة الاستزادة

- ‌مالك يتأثر بحسن الطلب

- ‌الكتابة في درس الإمام مالك رحمه الله

- ‌مالك يصحح كتب أصحابه

- ‌المراسلة مع مالك

- ‌مالك وتعداد أحاديثه

- ‌عدد الأحاديث المروية عن طريق مالك في مختلف كتب صحيح البخاري

- ‌الإمام مالك واعتناؤه بالنص

- ‌مالك والكتابة والإجازة

- ‌مالك: العرض والسماع سواء

- ‌مؤلفات الإمام مالك

- ‌محنة مالك

- ‌صفاته الخلقية والخلقية

- ‌ملابسه

- ‌داره

- ‌مأكله ومشربه

- ‌وفاته

- ‌دفنه

- ‌تركة مالك بن أنس

- ‌موطأ الإمام مالك، بواعث تأليفه، وتاريخ تصنيفه

- ‌أسباب وبواعث تأليف الموطأ

- ‌بواعث التأليف

- ‌طلب الخليفة المهدي لوضع الكتاب

- ‌طلب الخليفة أبي جعفر المنصور لوضع الكتاب

- ‌أبو جعفر المنصور يطلب الموطأ للاطلاع

- ‌خلاصة البحث

- ‌الدافع الشخصي لتأليف الموطأ

- ‌متى وضع الموطأ

- ‌ترتيب المواد في تأليف الموطأ

- ‌وصف كتاب الموطأ

- ‌خطأ في كتاب مالك

- ‌ما مصدر «سئل مالك»

- ‌توجيه الأعظمي للمسألة

- ‌المثال الأول

- ‌المثال الثاني

- ‌المثال الثالث

- ‌المثال الرابع

- ‌الموطأ: تهذيبه وتنقيحه

- ‌الغافقي ودراسته للموطآت

- ‌الداني ودراسته لرواية يحيى مقارنة بروايات أخرى

- ‌نتيجة مقارنة الداني بين رواية يحيى وغيرها من الروايات

- ‌من أسباب إسقاط المواد

- ‌مالك وإضافته الأحاديث في الموطأ في وقت متأخر

- ‌التمييز بين كتاب الموطأ وبين روايات الأحاديث عن مالك خارج الموطأ

- ‌منزلة أحاديث الموطأ

- ‌الرواة عن مالك

- ‌باب الألف

- ‌باب الباء

- ‌باب الثاء

- ‌باب الجيم

- ‌باب الحاء

- ‌باب الخاء

- ‌باب الدال

- ‌باب الراء

- ‌باب الزاي

- ‌باب السين

- ‌باب الشين

- ‌باب الصاد

- ‌باب الضاد

- ‌باب الطاء

- ‌باب العين

- ‌باب الغين

- ‌باب الفاء

- ‌باب القاف

- ‌باب الكاف

- ‌باب اللام

- ‌باب الميم

- ‌باب النون

- ‌باب الواو

- ‌باب الهاء

- ‌باب الياء

- ‌باب أصحاب الكنى

- ‌باب من لم يوقف على كنيته

- ‌الرواة من النساء

- ‌ما أغفله الخطيب في الرواة واستدركه القرشي

- ‌رواة الموطأ عن الإمام مالك

- ‌النظام المتبع لصيانة الكتب عند المحدثين

- ‌قائمة رواة الموطأ

- ‌بعض أقاويل مالك رحمه الله تعالى

- ‌وجوب الأخذ بسنة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌عدم التأويل في آيات وأحاديث الصفات

- ‌عدم الجدال في الدين

- ‌منزلة الصحابة

- ‌أهل الذنوب مؤمنون

- ‌في فضائل المدينة

- ‌السلام على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يبقين دينان في جزيرة العرب

- ‌واقعية الإمام مالك

- ‌أدب الإفتاء

- ‌الأخذ بالأحوط

- ‌سعة علمه

- ‌تواضعه

- ‌أدب التدريس

- ‌طلب الحديث من عند أهله

- ‌التسوية بين حدثنا، وأخبرنا، في تحمل العلم

- ‌التعفف عن المال الحرام والتعامل مع العصاة، وغير المسلمين

- ‌التبشير برحمة اللَّه

- ‌الأمر بالمعروف

- ‌ذكر اللَّه سبحانه وتعالى

- ‌بعض الأدعية

- ‌رفع اليدين في الدعاء

- ‌احترام المسجد

- ‌المصحف المحلّى

- ‌حفظ اللسان

- ‌أدب التعامل واللطف به

- ‌تصديق العمل للقول

- ‌التماثيل

- ‌قضايا تتعلق بالموطأ

- ‌تأليف الموطأ، وتاريخه

- ‌مناقشة الكوثري

- ‌متى تم تأليف الموطأ

- ‌ميكلوس موراني وإسماعيل بن أبي أويس

- ‌كلام الأئمة في شأن مالك بن أنس

- ‌ملاحظات العلماء على مالك

- ‌أقوال النقاد في إسماعيل بن أبي أويس

- ‌مناقشة موراني في ادعائه

- ‌متى ولد إسماعيل بن أبي أويس

- ‌حبيب بن أبي حبيب وتلاعبه في قراءة الموطأ

- ‌مناقشة الموضوع

- ‌وقفة مع نورمان كلدر

- ‌ملخصات استنتاجات كلدر

- ‌الملاحظات العامة على منهج نورمان كلدر

- ‌تعميم لا نهائي

- ‌التنكر للمصادر

- ‌خدمتي للكتاب

- ‌اختيار نسخ الموطأ

- ‌نسخة ابن بشكوال

- ‌المخطوطة الأولى

- ‌المشكلات في المخطوطات القديمة عامة

- ‌محاسنها: رموز للروايات القديمة

- ‌مقارنتها بنسخة ابن بشكوال

- ‌المآخذ في وضع الرموز

- ‌دراسة شجرة إسناد رواة الأصل كما جاء في الورقة الأولى منه

- ‌تراجم رواة نسخة الأصل

- ‌ترجمة عبيد الله بن يحيى

- ‌ترجمة يحيى بن عبد الله بن يحيى

- ‌ترجمة محمد بن فرج (ابن الطلاع)

- ‌المخطوطة الثانية

- ‌السماعات

- ‌الرموز الدالة على اختلاف الروايات

- ‌شجرة إسناد نسخة ق

- ‌دراسة أسانيد نسخة ق

- ‌ترجمة ابن فطيس

- ‌ترجمة سليمان بن خلف بن سعدون

- ‌ترجمة محمد بن الوليد الطرطوشي

- ‌ترجمة إسماعيل بن مكي

- ‌ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن العثماني

- ‌المخطوطة الثالثة

- ‌ترجمة ناسخ النسخة الثالثة

- ‌السماع على نسخة شريح

- ‌المخطوطة الرابعة

- ‌دراسة إسناد نسخة ب

- ‌شجرة إسناد النسخة في ضوء الطباق

- ‌تراجم رواة المخطوطة الرابعة

- ‌ترجمة محمد بن وضاح الأندلسي

- ‌ترجمة قاسم بن أصبغ

- ‌ترجمة عبد الوارث بن سفيان بن حبرون

- ‌ترجمة ابن عبد البر

- ‌ترجمة أبو عمران موسى بن عبد الرحمن الشاطبي

- ‌المخطوطة الخامسة

- ‌المخطوطة السادسة

- ‌الطبعة التونسية

- ‌ترتيب المواد في كتاب الموطأ

- ‌الملحوظات العامة حول المقارنة

- ‌أسماء كتب الموطأ وترتيبها في نسخة الأصل

- ‌أسماء كتب الموطأ وترتيبها في نسخة ق (أنقرة)

- ‌أسماء كتب الموطأ وترتيبها في نسخة شريح

- ‌أسماء كتب الموطأ وترتيبها في مخطوطة باريس

- ‌أسماء كتب الموطأ وترتيبها في مصورة مركز فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

- ‌ترتيب نسخة جستربيتي

- ‌أسماء كتب موطأ الإمام مالك في طبعة فؤاد عبد الباقي

- ‌فهرست الموطأ للإمام مالك (الطبعة التونسية)

- ‌مقارنة النسخة التونسية ونسخة فؤاد عبد الباقي

- ‌المقارنة العامة بين كافة المخطوطات والمطبوعات

- ‌خلاصة المقارنة

- ‌اتباع النسخة المطبوعة في ترتيب الكتاب

- ‌منهج التحقيق

- ‌المنهج المستعمل في طبعة السلطان عبد الحميد لبيان الفروق

- ‌ورقة نموذج من هوامش البخاري

- ‌توضيح بعض الرموز في نماذج البخاري:

- ‌الرموز الموجودة في مخطوطات الموطأ الثلاث المستعملة لتحقيق الكتاب

- ‌رموز النسخ المشار إليها في الأصل

- ‌سير العمل

- ‌المنهج المتبع في ترقيم الكتاب

- ‌ترقيم الكتاب بكامله ترقيماً تسلسلياً

- ‌النظام المستعمل في الترقيم

- ‌الاحتفاظ برقم فؤاد عبد الباقي

- ‌منهج ناسخ الأصل في كتابة السقط في المتن

- ‌منهج الناسخ في ذكر اختلاف الروايات

- ‌معاني الكلمات

- ‌التعليقات من مسند الموطأ للجوهري الغافقي

- ‌التخريج

- ‌ الفهارس

- ‌نماذج من المخطوطات المستعملة في الدراسة والتحقيق

- ‌ملحق خاص بالمقدمة

- ‌المراجع

الفصل: ‌أبو جعفر المنصور يطلب الموطأ للاطلاع

‌أبو جعفر المنصور يطلب الموطأ للاطلاع

لكن هناك نصوصاً أخرى تعارض النصوص السابقة، لأنها تدل على أن الكتاب كان قد تم تأليفه قبل اللقاء بأبي جعفر المنصور.

1 -

قال ابن عساكر: «أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنبا أبو حامد أحمد بن الحسن العدل، قال أنبا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أنبا أبو بكر الإسفرايني، ثنا أبو بكر محمد بن محمد قال: حدثني أبو موسى الأنصاري

قال: سمعت معن بن عيسى يقول، سمعت مالك بن أنس يقول:

أرسل إليّ أمير المؤمنين أبو جعفر يريد الموطأ فأتيته به، فنظر فيه، وقال: هذا الحق، وأراد أن يكتب، ويبعث به إلى الآفاق فيحمل الناس عليه».

وهناك رواية أخرى عن طريق الواقدي تؤيد رواية معن بن عيسى.

2 -

روى ابن عبد البر من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن سعد عن الواقدي قال: سمعت مالك بن أنس يقول:

«لما حج أبو جعفر المنصور، دعاني فدخلت عليه، فحادثته وسألني فأجبته، فقال: إني عزمت أن آمر بكتبك هذه التي قد وضعت يعني الموطأ فتنسخ نسخاً، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ولا يتعدوها إلى غيرها، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المُحْدَث فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! لا تفعل هذا، فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سيق إليهم، وعملوا به ودانوا به، من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وأن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم.

فقال: لَعَمْري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به».

وروى ابن عساكر هذه الرواية عن طريق الحارث بن أبي أسامة مثله.

وهناك رواية أخرى أوردها ابن أبي حاتم الرازي، قال: حدثني أبي، ثنا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الصيدناني الرقي، حدثنا أبو خليف - يعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي، عن مالك بن أنس قال: قال لي أبو جعفر - يعني عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يوماً: ما على ظهرها أحد أعلم منك؟

قلت: بلى.

قال: فسمهم لي.

قلت: لا أحفظ أسماءهم.

قال: قد طلبت هذا الشأن في زمن بني أمية، فقد عرفته، أما أهل العراق فأهل كذب وباطل وزور. وأما الشام فأهل جهاد، وليس عندهم كبير علم.

وأما أهل الحجاز ففيهم بقية علم وأنت عالم الحجاز، فلا تردنَّ على أمير المؤمنين قوله.

قال مالك ثم قال لي:

قد أردت أن أجعل هذا العلم علماً واحداً فأكتب به إلى أمراء الأجناد، وإلى القضاة فيعملون به، فمن خالف ضربت عنقه.

فقلت له: يا أمير المؤمنين أو غير ذلك.

قلتُ: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في هذه الأمة، وكان يبعث السرايا، وكان يخرج،

ص: 77

فلم يفتح من البلاد كثيراً حتى قبضه الله عز وجل، ثم قام أبو بكر رضي الله عنه، فلم يفتح من البلاد كثيراً، ثم قام عمر رضي الله عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه، فلم يجد بداً من أن يبعث أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم معلِّمين، فلم يزل يؤخذ عنهم كابر عن كابر إلى يومهم هذا، فإن ذهبت تحوّلهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفراً، ولكن أقر أهل كل بلدة على ما فيها من العلم، وخذ هذا العلم لنفسك.

فقال لي: ما أَبْعدت القول، اكتب هذا العلم لمحمد.

وهذه الرواية في غاية الصحة، لا مطعن فيها، الصيدناني ثقة، وعتبة بن حماد صدوق، كما في التقريب.

وهناك رواية أخرى تؤيد رواية الواقدي ومعن بن عيسى، قال ابن عبد البر:

«وذكر الزبير بن بكار، قال: نا يحيى بن مسكين ومحمد بن مسلمة، قالا: سمعنا مالكاً يذكر دخوله على أبي جعفر، وقوله في إنساخ كتبه في العلم، وحمل الناس عليها:

قال مالك: فقلت له: يا أمير المؤمنين، قد رسخ في قلوب أهل كل بلد ما اعتقدوه وعملوا به، وردّ العامة عن مثل هذا عسير».

ورواية أخرى تشير إلى نفس الاتجاه:

روى ابن عساكر من طريق «خالد بن نزار الأيلي، قال: سمعت مالك بن أنس رحمه الله يقول: دعاني أبو جعفر أمير المؤمنين، فقال لي: يا أبا عبد الله إني أريد أن أكتب إلى الآفاق فأحملهم على كتاب الموطأ، حتى لا يبقى أحد يخالفك فيه.

ص: 78

قال مالك: فقلت: يا أمير المؤمنين إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في البلدن، واتّبعهم الناس، فرأى كل فريق أن قد اتبع مَتْبعاً».

وفي رواية أخرى:

قال القاضي عياض: «إن أبا جعفر قال له: إني عزمت أن أكتب كتبك هذه نسخاً ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة آمرهم بأن يعملوا بما فيها ولا يتعدوها إلى غيرها من هذا العلم المحدث، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعملهم.

فقلت: يا أمير المؤمنين! لا تفعل، فإن الناس قد سبقت لهم أقاويل، وسمعوا أحاديث وروايات، وأخذ كل قوم بما سبق إليهم، وعملوا به، ودانوا له من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وإن ردَّهم

ص: 79