الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: ليس حديثه بشئ.
843 -[صح] إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم [ع] الإمام الحجة
.
أبو بشر الأسدي.
مولاهم البصري ابن علية.
أصله كوفي، سمع من أبي التياح حديثاً واحدا ومن عبد العزيز بن صهيب، وابن عون، وأيوب، وسليمان التيمي، وعبد الله بن أبي نجيح، وسهيل، وابن المنكدر، وخلق وعنه ابن جريج وشعبة، وهما من شيوخه، وحماد بن زيد، وابن مهدي، وابن المديني، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وبندار، وبوخيثمة، وابن مثنى، وابن عرفة، وخلق عظيم.
وكان حافظاً فقيهاً كبير القدر.
ومولده سنة عشر ومائة، وكان يقول: من قال ابن علية فقد اغتابني.
ولى / المظالم ببغداد زمن الرشيد، وحدث بها إلى أن توفى.
قال مؤمل بن هشام: سمعته يقول: لقيت محمد بن المنكدر، وسمعت منه أربعة أحاديث، فقلت: ذا شيخ.
فلما قدمت البصرة إذا أيوب يقول: حدثنا محمد ابن المنكدر قال غندر: نشأت في الحديث يوم نشأت، وليس أحد يقدم في الحديث
على ابن علية.
قال أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا وقد أخطأ إلا ابن علية، وبشر ابن المفضل.
قال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعاً تقياً.
يونس بن بكير، سمعت شعبة يقول: ابن علية سيد المحدثين.
وقال ابن سعد: إسماعيل مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي - أسد خزيمة - من أهل الكوفة.
وكان مقسم جده من سبى القيقانية ما بين خراسان وزابلستان.
وكان إبراهيم بن مقسم تاجرا بالكوفة، فيقدم البصرة بتجارته، فيبيع ويرجع فيخلف، فتزوج علية بنت حسان، وكانت نبيلة عاقلة.
وكان صالح المري وغيره من
وجوه البصرة يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم، فولدت إسماعيل سنة عشر، فنسب إليها، ثم ولدت ربعي بن إبراهيم.
قال الخطيب: زعم علي بن حجر أن علية ليست أم إسماعيل وأنها جدته.
قال العيشي: قال لي عبد الوارث: أتتني علية بابنها فقالت: هذا ابني يكون معك، ويأخذ بأخلاقك.
قال: وكان أجمل غلام بالبصرة.
قال ابن المديني: ما أقول إن أحدا أثبت في الحديث من إسماعيل.
وقال زياد بن أيوب: ما رأيت لابن علية كتاباً قط.
وكان يقال: ابن علية يعد الحروف.
قال قتيبة: كانوا يقولون: الحفاظ أربعة: إسماعيل بن علية، وعبد الوارث، ويزيد ابن ذريع (1) ، ووهيب.
قال: وأرواهم عن الجريري ابن علية.
وقال ابن مهدي.
ابن علية أثبت من هشيم
وقال الهيثم بن خالد: اجتمع حفاظ أهل البصرة فقال أهل الكوفة لهم: نحوا عنا إسماعيل، وهاتوا من شئتم.
قال أحمد بن سعيد الدارمي: لا نعرف لابن علية غلطا إلا في حديث جابر حديث المدبر (2) جعل اسم الغلام اسم المولى واسم المولى اسم الغلام.
قال أحمد بن حنبل: كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي ووهيب، وكان يهاب ابن علية إذا خالفه.
قال ابن عمار: كان ابن علية حجة.
وقال أحمد.
فاتني مالك فأخلف الله على ابن عيينة، وفاتني حماد فأخلف الله على ابن علية.
عفان، سمعت حماد بن سلمة يقول: كنا نشبه شمائل ابن علية بشمائل يونس ابن عبيد.
(1) الضبط في التقريب.
(2)
الضبط في خ.
(*)
وقال أحمد الدورقي: أنبأنا بعض أصحابنا أن ابن علية لم يضحك منذ عشرين سنة.
وقال ابن المديني: بت عند ابن علية ليلة فقرأ ثلث القرآن، وما رأيته: ضحك قط.
العيشي، حدثنا الحمادان أن ابن المبارك كان يتجر ويقول: لولا خمسة ما تجرت: السفيانان، وفضيل، وابن السماك وابن علية، فيصلهم، فقدم سنة، فقيل له: قد ولى ابن علية القضاء فلم يأته ولم يصله، فركب ابن علية إليه فلم يرفع له عبد الله رأسا، فانصرف، فلما كان من غد كتب إليه رقعة يقول: قد كنت منتظرا لبرك وجئتك فلم تكلمني، فما رأيت منى؟ فقال ابن المبارك: يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر
له العصا، ثم كتب إليه: يا جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين فصرت مجبوبا بها بعدما * كنت دواء للمجانين / أين رواياتك في سردها * لترك أبواب السلاطين أين رواياتك فيما مضى * عن ابن عون وابن سيرين إن قلت أكرهت فذا باطل * زل حمار العلم في الطين فلما وقف على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ بساط الرشيد، وقال: الله الله! ارحم شيبتي، فإني لا أصبر على الخطأ.
قال: لعل هذا المجنون أغرى عليك! ثم أعفاه، فوجه إليه ابن المبارك بالصرة.
وقيل: إن ابن المبارك كتب له بهذه الأبيات لما ولى صدقات البصرة.
سهل بن شاذويه، سمعت علي بن خشرم يقول: قلت لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار، يحتاج من يرده إلى منزله، فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب فاتهمه.
قلت: وكان الكوفي يشربه تدينا، والبصري يتركه تدينا.
قال عفان: حدنا حماد بن سلمة، قال: ما كنا نشبه شمائل ابن علية إلا بشمائل يونس بن عبيد، حتى دخل فيما دخل فيه.
وقال - مرة: حتى أحدث ما أحدث.
وقال سليمان بن إسحاق الجلاب: قال إبراهيم الحربي: دخل ابن علية على الأمين، فقال له: يابن كذا وكذا - يشتمه - إيش قلت؟ قال: أنا تائب إلى الله، لم أعلم، أخطأت.
قال: حدث بهذا الحديث: تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة
كأنهما غمامتان (1) يحاجان عن صاحبهما.
قال: فقيل لابن علية: ألهما لسان؟ قال: نعم.
فكيف تكلما؟ فقيل: إنه يقول إن القرآن مخلوق.
وإنما غلط.
قلت: انظر كيف كان الصدر الأول في انكفافهم عن الكلام، فإنه لو قال أيضا يتكلم بلا لسان فخطؤوه، والله تعالى يقول (2) :" ولا تقف ما ليس لك به علم ".
ومن الناس من يقول: يجئ ثواب البقرة وآل عمران، وكل هذا من التكلف.
وابن علية فقد تاب، ولزم السكوت.
وقد كان منصور بن سلمة الخزاعي يحدث مرة، فسبقه لسانه، فقال: حدثنا إسماعيل بن علية، ثم قال: لا ولا كرامة، بل أردت زهيراً، ثم قال: ليس من فارق الذنب كمن لم يفارقه، وأنا والله استتبته - يعنى ابن علية.
قلت: هذا من الجرح المردود، لأنه غلو.
وقال الفضل بن زياد.
سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية.
قال: وهيب أحب إلى، ما زال ابن علية وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات.
قلت: أليس قد رجع وتاب على رءوس الناس؟ قال: بلى.
ولقد بلغني أنه
(1) خ: عمامتان.
(2)
سورة الاسراء آية 36.
(*)
أدخل على محمد الأمين بن هارون، فلما رآه زحف إليه، وجعل يقول: يابن كذا وكذا، تتكلم في القرآن! وجعل إسماعيل يقول: جعلني الله فداك! زلة من عالم.
ثم قال أحمد: لعل الله أن يغفر له - يعنى محمد بن هارون.
وقلت: يا أبا عبد الله، إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا، لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود.
فقال: عافى الله عبد الوهاب.
ثم قال: معنا
رجل من الأنصار يختلف إلى ابن علية، فأدخلني على إسماعيل، فلما رأني غضب.
وقال: من أدخل هذا على؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذلك الكلام، لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب، ثم جعل يحول رأسه كأنه يتلهف، ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث، يحدث بالشفاعات، ما أحسن الإنصاف.
قلت: إمامة إسماعيل وثيقة لا نزاع فيها، وقد بدت منه هفوة وتاب، فكان ماذا! إني أخاف الله، لا يكون ذكرنا له من الغيبة.
وأما القرآن فقد قال عبد الصمد بن يزيد مردويه: سمعت ابن علية يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال الفلاس وجماعة: مات إسماعيل سنة ثلاث وتسعين ومائة.
زاد غيرهم في ذي القعدة ببغداد /.
844 -
إسماعيل (1) بن إبراهيم، أبو معمر الهذلي القطيعي الحافظ.
يروى عن إسماعيل بن جعفر، وشريك ابن عيينة وخلق.
حدث عنه الشيخان، وأبو داود، ومطين، وأبو يعلى.
قال ابن سعد: هو من هذيل من أنفسهم، صاحب سنة وفضل، وهو ثقة ثبت.
قال عبيد بن شريك: كان من إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلنى لقالت: إنها سنية.
ثم أجاب في المحنة وخاف.
(1) ليست هذه الترجمة في خ.
وهى في هـ وحدها.
(*)