الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دبر الصَّلَاة تدعوا على مُعَاوِيَة بن حديج وَعمر بن الْعَاصِ وَأخذت عِيَال مُحَمَّد اليها وَلم تَأْكُل شواء من ذَلِك الْوَقْت حَتَّى توفيت وَكَانَت رض = تَقول لَهُ مذمما بدل مُحَمَّد
وَملك عَمْرو مصر وسر أهل الشَّام بقتل مُحَمَّد وَلما بلغ خبر قَتله إِلَى عَليّ رض = حزن عَلَيْهِ حزنا شَدِيدا ونعاه وَلَام أَصْحَابه فِي ترك النفير اليه ومساعدته
وَكَانَ مُحَمَّد منحرفا عَن عُثْمَان رض = لأجل الْحَد الَّذِي أَخذه مِنْهُ وَكَانَ مِمَّن دخل على عُثْمَان رض = وَقَتله وَقيل أَنه ناشده فاستحيا وَتَركه وَخرج وَلم يُبَاشر قَتله وَكَانَ مُحَمَّد يَدعِي مذمما لقبته بذلك عَائِشَة رض = لسوء صَنِيعه فلقي عُقُوبَة ذَلِك فِي الدُّنْيَا من الْقَتْل والحرق وَعند الله يجْتَمع الْخُصُوم
79 -
ذكر مقتل طَلْحَة وَالزُّبَيْر رض
=
كَانَت عائشه رض = لما قتل عُثْمَان رض = عظم ذَلِك عَلَيْهَا وَرَأَتْ أمورا مُنكرَة وَرَأَتْ قتلة عُثْمَان رض = وَالَّذين حصروه قد أنضموا إِلَى عَسْكَر عَليّ رض = فساءها ذَلِك فَخرجت تُرِيدُ مَكَّة وأنضم إِلَيْهَا طَلْحَة وَالزُّبَيْر رض = فِي جمَاعَة
ثمَّ أَنهم سَارُوا نَحْو الْبَصْرَة مطالبين بِدَم عُثْمَان رض = يتتبعون قتلته فَبلغ خبرهم عليا رض = فَبعث عمارا إِلَى الْكُوفَة يستنفر النَّاس لقتالهم فَسَار إِلَيْهِم إِلَى الْبَصْرَة فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ عَليّ وَعَسْكَره وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وعسكرهما وَركبت عَائِشَة الْجمل وألبسوا الهودج الأدراع وَأَقْبَلت حَيْثُ تسمع الغوغاء واقتتل النَّاس أَتَى طَلْحَة سهم غرب فَشك
رجله بصفحة الْقوس وَهُوَ يُنَادي إِلَى عباد الله الصَّبْر الصَّبْر فَقَالَ لَهُ الْقَعْقَاع إِنَّك لجريح وَإنَّك عَمَّا تُرِيدُ لعليل فَادْخُلْ الْبيُوت فَدخل وَهُوَ يبكي وَيَقُول اللَّهُمَّ خُذ لعُثْمَان مني حَتَّى ترْضى فَلَمَّا أمتلأ خفه دَمًا قَالَ لغلامه أردفعني وأمسكنى وأبغني مَكَانا أنزل فِيهِ فَأدْخلهُ الْبَصْرَة وأنزله فِي دَار خربة فَمَاتَ فِيهَا
وَلما مَاتَ رض = دفن فِي بني سعد وَقَالَ قبل مَوته لم أر شَيخا أضيع دَمًا مني وَقيل أَن الَّذِي رمى طَلْحَة كَانَ مروآن بن الحكم وَقيل غَيره
قَالَ أبن سعد أَخْبرنِي من سمع أسماعيل بن أبي خَالِد يخبر عَن حَكِيم أبن جَابر الأحمسي قَالَ قَالَ طَلْحَة بن عبيد الله رض = يَوْم الْجمل إِنَّا داهنا فِي أَمر عُثْمَان فَلَا نجد الْيَوْم شَيْئا مثل الْيَوْم شَيْئا أمثل من أَن نبذل دماءنا فِيهِ اللَّهُمَّ خُذ خُذ لعُثْمَان مني الْيَوْم حَتَّى ترْضى
وَقَالَ قيس بن أبي حزَام روى مَرْوَان بن الحكم يَوْم الْجمل طَلْحَة رض = فِي ركبة فَجعل الدَّم يسيل فَقَالَ وَالله مَا بلغت إِلَيْنَا سِهَامهمْ بعد دَعْوَة أَنما هُوَ سهم أرْسلهُ الله فَمَاتَ فدفنوه على شط الكلاء فَرَأى بعض أَهله أَنه قَالَ لَا تريحونني من هَذَا المَاء فَإِنِّي قد غرقت ثَلَاث مَرَّات يَقُولهَا فنبشوه من قَبره أَخْضَر كَأَنَّهُ السلق فنزعوا عَنهُ المَاء ثمَّ أستخرجوه فَإِذا مَا يَلِي الأَرْض من لحيته وَوَجهه قد أَكلته الأَرْض فاشتروا دَارا من دور آل أبي بكرَة فدفنوه فِيهَا
وَعَن قَتَادَة قَالَ رمي طَلْحَة فأعنق فرسه فركض فَمَاتَ فِي
بني تَمِيم فَقَالَ يَا الله مصرع شيخ أضيع
وَعَن نَافِع قَالَ كَانَ مَرْوَان مَعَ طَلْحَة فِي الْخَيل فَرَأى فُرْجَة فِي درع طَلْحَة رض = فَرَمَاهُ بِسَهْم فَقتله رض = وَكَانَ عمره رض = يَوْم قتل أَرْبعا وستن سنة وَفِي رِوَايَة وَهُوَ أبن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة
وَأما الزبير رض = فَإِنَّهُ قَاتل يَوْمئِذٍ فَحمل عَلَيْهِ عمار بن يَاسر فَجعل يحوزه بِالرُّمْحِ وَالزُّبَيْر كَاف عَنهُ يَقُول أتقتلني يَا أَبَا الْيَقظَان فَيَقُول لَا يَا أَبَا عبد الله وأنما كف عَن الزبير ر = لقَوْل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية وَلَوْلَا ذَلِك لقَتله
ثمَّ أَنَّهَا كَانَت الْهَزِيمَة فَمضى الزبير رض = من وَجهه إِلَى وَادي السبَاع وأنما فَارق المعركة لِأَنَّهُ قَاتل تعذيرا فَمر الزبير رض = بعسكر الْأَحْنَف فَقَالَ الْأَحْنَف من يأتنبي بِخَبَرِهِ فَقَالَ عمر بن جرموز أَنا فَأتبعهُ فَلَمَّا لحقه نظر إِلَيْهِ الزبير رض = إِنَّه معد قَالَ مَا يهولك من رجل وَحَضَرت الصَّلَاة فَقَالَ أبن جرموز الصَّلَاة فَقَالَ الزبير رض = الصَّلَاة فَلَمَّا نزلا أستدبره أبن جرموز فطعنه فِي جربان درعه فَقتله فَأخذ فرسه وسلاحه وخاتمه فدفنه الْغُلَام بوادي السبَاع وَرجع إِلَى النَّاس بالْخبر
وأتى أبن جرموز عليا رضى فَقَالَ لحاجبه أَسْتَأْذن لقِتَال الزبير فَقَالَ عَليّ رض = ائْذَنْ لَهُ وبشره بالنَّار وأحضر سيف الزبير عِنْد عَليّ