الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ يحيى بن الحكم بن مَرْوَان
…
قولا لطلحه وَالزُّبَيْر خطئتما
…
بقتلكما عُثْمَان خير قَتِيل
رميتم أَبَا عَمْرو بِكُل عَظِيمَة
على غير شَيْئا غير قَالَ وَقيل
فإمَّا جدعتم بِابْن أروى أنوفنا
…
وَلم تظفروا من قَتله بقتيل
…
وَقَالُوا عَليّ لَازم قَعْر بَيته
…
فَمَا أمره بِمَا أَتَا بجميل
وَلَو قَالَ كفوا عَنهُ شاموا سيوفهم
…
وولوا بغم فِي النُّفُوس بنفوس طَوِيل
وَلكنه أغضى وَكَانَ سَبيله سلبهم وَالظُّلم شَرّ سَبِيل
فَكل لَهُ ذَنْب إِلَيْنَا نعده
…
وذنب عَليّ فِيهِ غير قَلِيل
…
وَقَالَ سعيد بن الْعَاصِ
…
ثَلَاثَة رَهْط شاربو كأس علقم
…
بقتل إِمَام بِالْمَدِينَةِ محرم
هم قتلوا عُثْمَان من غير ردة
…
وَلَا رجم أحصان وَلَا قتل مُسلم
تَعَالَوْا فعايونا فَإِن كَانَ قَتله
…
لوَاحِدَة مِنْهَا فَحل لكم دمي
وَإِلَّا فاعظم بِالَّذِي جئْتُمْ بِهِ
…
وَمن يَأْتِ مَا لم يرضه الله يظلم
فَقَالُوا قتلنَا كَافِرًا حل قَتله
…
وَلَا شَيْء أعمى للقلوب من الدَّم
فَلَا يهنئن الشامتين مصابه
فقصدهم من قَتله حَرْب جرهم
…
وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ
…
أَتَتْنِي امور فصدقتها
وَكنت لَهَا إِذْ أَتَت قَائِلا
بِأَن الزبير رمى رمية
…
وَطَلْحَة هدا بهَا الكاهلا
وَإِن عليا يُدِير الْأُمُور
…
أيقتل أم يمْنَع القاتلا
وَكَيف يؤمل نصر الْقَتِيل
…
وَكَانَ لعثماننا خاذلا
سيسحب فِيهَا لَهُم ذيله
…
وَيَمْشي لَهُم حافيا ناعلا
…
وَقَالَ مَرْوَان بن الحكم
…
أَن تكن يَا عَليّ لم تصب الْمَقْتُول
…
جَهرا أصبته أَنْت سرا
إِن عمارا الَّذِي قتل الشَّيْخ
…
وَهَذَا مُحَمَّد قد أقرا
بِالَّذِي يُوجب الْقصاص على النَّاس
…
وَلَو حاذر الْقصاص لفرا
يَا بن أبي طَالب جدعت بِهِ الْأنف وأبقيت بعد شرا شمرا
قتلوا وَالَّذِي يحجّ لَهُ النَّاس
…
بريا من الْفَوَاحِش برا
أقرب النَّاس بِالْمَدِينَةِ خيرا
…
لقريب وَأبْعد النَّاس شرا
أَن أعش أَو يَعش مُعَاوِيَة الْعَام
…
تذق طعم مَا جنوا لَك مرا
…
وَقَالَ صَفْوَان بن أُميَّة بن صَفْوَان الجُمَحِي يُخَاطب عليا
…
إِن بني عمك عبد الْمطلب
هم قتلوا عُثْمَان من غير كذب
ظلما وعدوانا بِلَا دم طلب
…
وَأَنت أولى النَّاس بالوثب فثب
…
قَالَ والروافص تشهد أَن عليا رض = سم أَبَا بكر ودس لعمر أَبَا لؤلؤة حَتَّى قَتله وَقَالُوا دجى بِهِ وَقَالُوا لَهُ سر طوى الله لَك الْبعيد وَإنَّهُ جاهر فِي أمرر عُثْمَان حَتَّى قتل فيمدحونه بذلك ويجعلونه منقبة وديانة وفضيلة لعَلي رض =
فَأَما أَصْنَاف الْخَوَارِج والزيدية فأنهم يُنكرُونَ أَمر أبي بكر وَعمر رض = ويبرئونه مِنْهُمَا ويثبتون قتل عُثْمَان رض = عَلَيْهِ ويصححونه وَيَقُولُونَ نَحن كُنَّا أعوانه على قَتله عُثْمَان رض = وإخوانه ويتقلدون دَمه ويجعلونه أفضل أَعْمَالهم وأعماله وَقَالُوا لَو لم يقْتله لغلب الدّين وَذهب الأسلام وَقَالُوا هَذَا بعد تحريق الْمَصَاحِف وتمزيقها وَبعد تَعْطِيل الْحُدُود وَالْأَحْكَام الَّتِي فِي الْقُرْآن والحمى والقطائع والجوائز وإيواء الطريد وَأخذ الْفَيْء وَأكله وَمنع الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار حُقُوقهم وتفرقهم خَاصَّة وَقتل الرِّجَال وتسيير الصَّحَابَة من دِيَارهمْ شَيْء يخَاف مِنْهُ على الأسلام
وَقَالَت الْخَوَارِج فِي قتال الفئة الباغية نسير فيهم بالاكفار وَقَالَت المرجئة لَا قتال بَين الْمُؤمنِينَ وَلَا امْتنَاع بسلاح لأَنهم أهل لَا إِلَه إِلَّا الله وَقَالَت الْمُعْتَزلَة بِإِيجَاب الْقِتَال على جِهَة الدّفع لَا على جِهَة الْقَصْد لِلْقِتَالِ والسبي قَالَ الجاحظ وَهُوَ خير الْأَقَاوِيل وأعدلها وأرضاها عِنْد الله قَالَ الله {فبشر عباد الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه} الزمر 17 18 قَالَ وَالْأَصْل الَّذِي عندنَا فِيمَن لَيْسَ كعلي رض وسابقيه وتكامل خصاله بل فِي أدنى رجل أَلا يسْتَحل أَن يظنّ بِهِ ذَلِك وَإِن كَانَ النَّاس قد قرفوه بقتل عُثْمَان وَأَنه قد أَوَى قتلته ومنعهم
وَقد أختلف النَّاس فِي الله وَصِفَاته أَشد الأختلاف فَكيف بعلي وَعُثْمَان رض = الله عَنْهُمَا وعَلى أَن بعض أهل الْعلم قد قَالَ لقد عجز عَن معرفَة أَمر عُثْمَان رض = من شهده فَكيف من غَابَ عَنهُ لِأَنَّهُ أَمر مُشكل قَالَ وَلَو كَانَ مُعَاوِيَة الْقَائِم بثأره الطَّالِب بدمه هُوَ الْقَائِم بعده بالحجاز وَالْعراق لوجدت من يَقُول أَنه كَانَ دسيسا مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي أفسد عَلَيْهِ الْأَمر فَإِن لم تَجِد ذَلِك فاشيا ظَاهرا فَفِي الْخفية وَهَكَذَا النَّاس مُنْذُ كَانُوا وَأعظم مَا أَبْتَلِي بِهِ عَليّ دم عُثْمَان والتهمة لَهُ بِهِ فِيهِ أَن دهماء الْأمة كَانُوا يعظمون شَأْن دَمه ويرئون عليل رض = مِنْهُ مَا خلا قُريْشًا كلهَا فَإِنَّهَا تلْزمهُ دَمه وَكَانُوا هم أَكثر أجناد الْخلَافَة والقواد والرؤساء فَكَانَ رض = أَن هُوَ أظهر الْولَايَة الصَّحِيحَة فِي البرائت من قَاتله خَافَ أَن يفْسد عَلَيْهِ جنده ويفارقوه إِلَى غَيره لِأَن أَكْثَرهم كَانَ مِمَّن فِي قلبه عَليّ عُثْمَان رض = حنق فَكَانَ يكره أَن يبوح بِهِ وَكَانَ يمسك عَن ذكره مَا أمكنه فَإِذا أضطر القَوْل قَالَ قولا يحْتَمل رضَا الْفَرِيقَيْنِ ويعلق قَوْله تَعْلِيقا يحْتَمل التَّأْوِيل نَحْو قَوْله نَحن دليناه للمقتل
وَكَقَوْلِه أَيهَا السَّائِل عَن دم عُثْمَان دم عُثْمَان فِي جمجمتي هَذِه وَمَا أمرت بقتْله وَلَا نهيت عَنهُ
وَكَقَوْلِه وَالله مَا سرني قَتله وَلَا سَاءَنِي فِي كَلَام طَوِيل