الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبدان اللَّذَان قتلايوم الدَّار يُقَال لَهما نجيح وصبيح فَكَانَ اسماهما الْغَالِب على أَسمَاء الرَّقِيق لفضلهما وبلائهما وَلم يحفظ النَّاس اسْم الثَّالِث وَقتل عُثْمَان رض = يَوْم الْجُمُعَة وَدفن لَيْلَة السبت فِي جَوف اللَّيْل وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ شَهِيدا فَلم يغسل وكفن فِي ثِيَابه ودمائه وَلَا غسل غلاماه وَترك الْقَوْم الأخرون بالبلاط حَتَّى أكلتهم الْكلاب
فِي هَذِه الْقِصَّة دَلِيل على أَن كنَانَة بن بشر لم يقتل لأَنهم أَتَوْهُ وسالوه دفن الجيفتين يَعْنِي الْعَبْدَيْنِ وفيهَا دَلِيل أَيْضا على أَن الْعَبْدَيْنِ اللَّذين أكلتهما الْكلاب غير الْعَبْدَيْنِ اللَّذين دفنا مَعَ عُثْمَان وَعَن سهل بن يُوسُف عَن عبد الرحمان بن كَعْب قَالَ دفن عُثْمَان رض = لَيْلَة السبت لم يغسل وَلم يمْتَنع أحد أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ من شىء وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان فَخَرجُوا بِهِ حَتَّى دفنوه مِمَّا يلى حش كَوْكَب من البقيع وَمنع البقيع من غلاميه من الْغَد فَلَمَّا ذَهَبُوا دفنوهما الى جنب عُثْمَان رض = وَقد كَانَا أدخلاحين منعا حش كَوْكَب وَهُوَ حَائِط لرجل من أهل الْمَدِينَة إسمه كَوْكَب وَكَانَ الْقَوْم يتخذون الْحَشِيش فِي ذَلِك الزَّمَان كَمَا يتَّخذ أهل الزَّمَان الأرياف وَأهل الأرياف الْقَرْض والفصافص وَحمل الْعَبْدَيْنِ عشرَة رَهْط وَمَعَهُمْ أمرأه فاطمه أم إِبْرَاهِيم بن عدي
وَعَن الشّعبِيّ قَالَ دفن عُثْمَان رض = من اللَّيْل وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان وَخرجت أبنته تبْكي فِي أَثَره ونائلة بنت الفرافصة
50 -
ذكر نَدم النَّاس بعد قتل عُثْمَان رض
=
لما قتل عُثْمَان رض = بَقِي النَّاس فوضى وَنَدم الْقَوْم وتخلى عَنْهُم
الشَّيْطَان وأتا الزبير الْخَبَر بمقتل عُثْمَان رلاض = وَهُوَ حَيْثُ هُوَ وَقَالَ أَنا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون رحم الله عُثْمَان وانتصر لَهُ وَقيل لَهُ أَن الْقَوْم نادمون فَقَالَ ذئروا {وحيل بَينهم وَبَين مَا يشتهون كَمَا فعل بأشياعهم من قبل إِنَّهُم كَانُوا فِي شكّ مريب} سبأ 54 وأتى الْخَبَر طَلْحَة فَقَالَ يرحم الله عُثْمَان وانتصر لَهُ وللأسلام وَقيل لَهُ الْقَوْم نادمون فَقَالَ تَبًّا لَهُم وَقَرَأَ {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ توصية وَلَا إِلَى أهلهم يرجعُونَ} ياسين 50 وأتى عليا الْخَبَر بمقتل عُثْمَان رض = فَقَالَ رحم الله عُثْمَان وَخلف علينا بِالْخَيرِ فَقيل لَهُ قد نَدم الْقَوْم فَقَرَأَ {كَمثل الشَّيْطَان إِذْ قَالَ للْإنْسَان اكفر فَلَمَّا كفر قَالَ إِنِّي بَرِيء مِنْك إِنِّي أَخَاف الله رب الْعَالمين} الْحَشْر 16 وَطلب سعد فَإِذا هُوَ فِي حَائِط لَهُ وَقَالَ لَا أشهد قَتله فَلَمَّا جَاءَهُ قَتله قَالَ فَرَرْنَا إِلَى الْمَدِينَة بديننا وضرنا الْيَوْم نفر مِنْهَا بديننا وَقَرَأَ {الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا} الْكَهْف 104 اللَّهُمَّ أندمهم ثمَّ خُذْهُ وَكَانَ الزبير رض = أَيْضا قد خرج لِئَلَّا يشْهد قَتله وَكره أَن يُقيم بِالْمَدِينَةِ فَأَقَامَ على طَرِيق مكه وَعَن أبي عمر الْمدنِي عَن زيد بن أسلم عَن إِبْنِ عَبَّاس رض = فِي قَول الله عز وجل {إِن الَّذين يكفرون بآيَات الله وَيقْتلُونَ النَّبِيين بِغَيْر حق وَيقْتلُونَ الَّذين يأمرون بِالْقِسْطِ من النَّاس فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم} ال عمرَان 21 قَالَ الَّذين يأمرون بِالْقِسْطِ من النَّاس ولات الْأَمر عُثْمَان وَأَضْرَابه
وَعَن مُحَمَّد بن كريب بن نَافِع بن عمر رض قَالَ لقِيت أبن عَبَّاس رض = وَكَانَ خَليفَة عُثْمَان رض على الْمَوْسِم عَام قتل فَأَخْبَرته بقتْله
فَعظم أمره وَقَالَ وَالله أَنه لمن الَّذين يأمرون بِالْقِسْطِ فتمنيت أَن أكون قتلت يَوْمئِذٍ أذ وَعَن عبد الله بن سعيد بن ثَابت عَن أَبِيه قَالَ دفن عُثْمَان رض = من ليلته وحضره من أَرَادَ الْمقَام وَالْخُرُوج وَنَدم الْقَوْم وَسقط فِي أَيّدهُم وَلما صلى عَلَيْهِ خرج من خرج وَأقَام من أَقَامَ وَأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم هاجم الْبلَاء وأنكفأ الأسلام
وَعَن خُلَيْد بن زفر عَن أَبِيه قَالَ خرج سعد من الْمَدِينَة وَمضى الزبير وَخرج الْوَلِيد نَحْو مَكَّة فَأتبعهُ سعيد بن الْعَاصِ وَخرج من أستقتل وَبَقِي الْقَوْم والغافقي يُصَلِّي بهم وكنان بن بشر خَلِيفَته يَلْتَمِسُونَ رجلا يرأسهم فَلم يجدوه وعلقوا وَعرفُوا أَنهم لَا يصلحهم إِلَّا إِمَام يقوم بهم
الْبَاب الثَّامِن
فِي مبلغ سنّ عُثْمَان وَمِقْدَار خِلَافَته رض = كَانَ قتل عُثْمَان رض = لثماني عشر خلت من ذِي الْحجَّة يَوْم الْجُمُعَة بعد الْعَصْر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقيل بل كَانَ قَتله فِي أَيَّام التَّشْرِيق وَأنْشد حسان
…
ضحوا بأمشط عنوان السُّجُود بِهِ يقطع اللَّيْل تسبيحا وقرآنا
…
وَالصَّحِيح الأول وأنما قيل ذَلِك لقرب الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ من أَيَّام التَّشْرِيق وَالله أعلم وَكَانَ عمره يَوْمئِذٍ أثنتين وَثَمَانِينَ سنة وَقيل سِتّ وَثَمَانِينَ وَقيل ثمانيه وَثَمَانِينَ وَقيل تسعين سنه وَقَالَ أَبُو معشر كَانَ عمره خمْسا وَسبعين سنة وَكَانَت خِلَافَته اثْنَتَيْ عشرَة سنه ألاإثنا عشر يَوْمًا وَقيل إلاثمانيه أَيَّام وَالله أعلم بذلك
وروى سيف بن عمر التَّمِيمِي عَن مُحَمَّد بن عبد الله عَن أبي عُثْمَان قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد بَعثه الى عمان فَسمع هُنَالك من حبر شَيْئا فَلَمَّا رأى مصداقه وَهُوَ هُنَالك أرسل الى الحبر فَقَالَ حَدثنِي بوفاة النَّبِي وَأَخْبرنِي من يكون بعده قَالَ الَّذِي كتب اليك يكون بعده ومدته قصيره قَالَ ثمَّ من قَالَ رجل من قومه مثله فِي الْمنزلَة قَالَ فَمَا مدَّته