الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خبر أهل اللأحداث عَن أبي حارثه وَأبي عُثْمَان قَالَا لم قدم مسيرَة أهل الْكُوفَة على مُعَاوِيه أنزلهم دَارا ثمَّ خلابهم فَقَالَ لَهُم وَلما فرغوا قَالَ لَهُم لم تُؤْتوا إِلَّا من الْحمق وَالله مَا أرى منطقا سديدا وَلَا عذرا مُبينًا وَلَا حلما وَلَا قُوَّة
وَإنَّك يَا صعصعة لأحمقهم
إصنعوا وقولو مالم تدعوا شَيْئا من أَمر الله فَإِن كل شَيْء يحْتَمل لكم إِلَّا مَعْصِيّة الله
فَأَما فِيمَا بَيْننَا وَبَيْنكُم فَأنْتم أُمَرَاء أَنفسكُم
فَرَآهُمْ بعد وهم يشْهدُونَ الصَّلَاة ويقفون مَعَ قاص الجماعه فَدخل عَلَيْهِم يَوْمًا وَبَعْضهمْ يقرىء بَعْضًا فَقَالَ إِن فِي هَذَا لخلفا مِمَّا قدمتم بِهِ عَليّ من النزاع إِلَى أَمر الجاهليه إذهبوا حَيْثُ شِئْتُم وَاعْلَمُوا أَنكُمْ إِن لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم وَإِن لم تلزموها شقيتم بذلك دونهم وَلم تضروا أحدا
فجزوه خيرا وأثنوا عَلَيْهِ فَقَالَ يَا إِبْنِ الْكواء أَي رجل أَنا قَالَ بعيد الثرى كثير المرعى طيب البديهة بعيد الْغَوْر الْغَالِب عَلَيْك الْحلم ركن من أَرْكَان الْإِسْلَام سدت بك فُرْجَة مخوفة قَالَ فَأَخْبرنِي عَن أهل الْأَحْدَاث من أهل الْأَمْصَار فَإنَّك اعقل أَصْحَابك قَالَ كاتبوني وكاتبتهم فأنكروني وعرفتهم
فَأَما أهل الْأَحْدَاث من أهل الْمَدِينَة فهم أحرص الْأمة على الشَّرّ وأعجزه عَنهُ
وَأما أهل الْأَحْدَاث من أهل الْكُوفَة فَإِنَّهُم أَنْضَرُ النَّاس فِي صَغِير وأركبه لكبير
وَأما أهل الْأَحْدَاث من أهل الْبَصْرَة فَإِنَّهُم يردون جَمِيعًا وَيَصْدُرُونَ شَتَّى
وَأم آهل الْأَحْدَاث من أهل مصر فَإِنَّهُم أوفى النَّاس بشر وأسرعه ندامه
وَأما أهل الْأَحْدَاث من أهل الشَّام فأطوع النَّاس لمرشدهم وأعصاهم لمغويهم
29 -
ذكر حَدِيث أبي ذَر وَخُرُوجه إِلَى الربذَة وَفِي سنة ثَلَاثِينَ جرى بَين مُعَاوِيه وَأبي ذَر مناظرة فِي قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم}
التوبه (34) فَقَالَ مُعَاوِيَة نزلت فِي أهل الْكتاب وَقَالَ أَبُو ذَر بل نزلت فِينَا وَفِيهِمْ فَكَانَ بَينهمَا فِي ذَلِك كَلَام فَكتب مُعَاوِيَة إِلَى عُثْمَان رض = أَن أَبَا ذَر قد أفسد الشَّام فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان رض = أَن جهزه وَابعث بِهِ إِلَيّ فَفعل فَكَلمهُ عُثْمَان فِي ذَلِك فَقَالَ إيذن لي الْخُرُوج من الْمَدِينَة فَأذن لَهُ فَخرج إِلَى الربذَة وَبنى مَسْجِد وأقطعه عُثْمَان رض = صرمة من الْإِبِل واعطاه مملوكين وأجرى عَلَيْهِ جراية ثمَّ بعث مُعَاوِيَة بأَهْله إِلَى الربذَة
وَأما مَا ذكر فِي سَبَب إِخْرَاجه من الْأُمُور الشنيعة وَسَب مُعَاوِيَة إِيَّاه وتهديده بألقتل وَحمله من الشَّام إِلَى الْمَدِينَة بِغَيْر وطاء ونفيه فَلَا يَصح النَّقْل بِهِ بل هُوَ من اكاذيب الرافضه قبحهم الله تَعَالَى ثمَّ لَو صَحَّ ذَلِك لَكَانَ يَنْبَغِي أَن يعْتَذر عَن عُثْمَان رض = بِأَن للأمام أَن يُؤَدب رعية لسؤء أدبه افتيات عَلَيْهِ وَغير ذَلِك من الاعذار
وروى سيف فِي الْفتُوح عَن عَطِيَّة عَن يزِيد الفقعسي قَالَ لما ورد إِبْنِ السَّوْدَاء الشَّام لَقِي ابا در فَقَالَ يَا أَبَا در أَلا تعجب إِلَى مُعَاوِيَة يَقُول المَال مَال الله عز وجل أَلا كل شىء لله كَأَنَّهُ يُرِيد أَن يحتجنه دون الْمُسلمين ويمحو إسم الْمُسلمين فَأَتَاهُ أَبُو ذَر فَقَالَ مَا يَدْعُوك إِلَى أَن تسمي مَال الْمُسلمين مَال الله فَقَالَ مُعَاوِيَة يَرْحَمك الله يَا أَبَا ذَر أَلسنا عباد الله وَالْمَال مَاله والخلق خلقه وألأمر أمره قَالَ فلاتقله قَالَ فَإِنِّي لَا اقول أَنه لَيْسَ لله وَلَكِن سأقول مَال الْمُسلمين وأنوي وأتى إِبْنِ السَّوْدَاء ابا الدَّرْدَاء فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَقَالَ لَهُ من أَنْت أَظُنك وَالله يَهُودِيّا فَأتى عبَادَة بن الصَّامِت فَتعلق بِهِ فَأتى مُعَاوِيَة فَقَالَ هَذَا وَالله الَّذِي بعث عَلَيْك ابا ذَر وَقَامَ أَبُو ذَر بِالشَّام وَجعل يَقُول يَا معشر الْأَغْنِيَاء وَاسَوْا ألفقراء بشر الَّذين يكنزون الذَّهَب وألفضة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله بمكاو و
من نَار تكوي بهَا جباههم وجنوبهم وظهورهم
فَمَا زَالَ حَتَّى ولع الْفُقَرَاء بِمثل ذَلِك وأوجبوه على الْأَغْنِيَاء حَتَّى شكا الْأَغْنِيَاء مَا يلقون من النَّاس
فَكتب مُعَاوِيه إِلَى عُثْمَان ر صلى الله عليه وسلم عَنهُ إِن أَبَا ذَر قد أعضل بِي وَقد كَانَ من الامر ذيت وذيت فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان رض = أَن الْفِتْنَة قد أخرجت خطمها وعينيها وَلم يبْق إِلَّا ان تثب فَلَا تنكأ الْقرح وجهز أَبَا ذَر إِلَى وأبعث مَعَه دَلِيلا وزوده وأرفق بِهِ وكفكف النَّاس ونفسك مَا أستطعت فَإِنَّمَا تمسك مَا أستمسكت
فَبعث بِأبي ذَر وَمَعَهُ دَلِيل
فَلَمَّا قدم المدينه وَرَأى الْمجَالِس فِي أصل سلع قَالَ بشر أهل المدينه بغارة شعواء وَحرب مذكار وَدخل على عُثْمَان رض = فَقَالَ يَا أَبَا ذَر مَا لأهل الشَّام يَشكونَ ذربك فأحبره انه لَا يَنْبَغِي أَن يُقَال مَال الله وَلَا يَنْبَغِي للأغنياء أَن يقتنوا مَالا فَقَالَ يَا أَبَا ذَر إِنَّمَا عَليّ أَن أَقْْضِي مَا عَليّ وأحذ مَا على الرعيه وَلَا أجبرهم على الزّهْد وان أدعهم والإجتهاد والأقتصاد قَالَ فَأذن لي فِي الْخُرُوج فَإِن الْمَدِينَة لَيست لي بدار فَقَالَ أَو تستبدل بهَا الأشر مِنْهَا قَالَ أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن اخْرُج مِنْهَا إِذْ بلغ الْبناء سلعا قَالَ فانفذ لما أَمرك بِهِ قَالَ فَخرج حَتَّى نزل الربذَة وبنا بهَا مَسْجِدا وأقطعه عُثْمَان رَضِي قطيعا من الْغنم وصرمة من الأبل وَأَعْطَاهُ مملوكين وَأرْسل إِلَيْهِ أَن يعاود الْمَدِينَة حَتَّى لَا يرْتَد أَعْرَابِيًا فَفعل
قَالَ إِبْنِ عَبَّاس رض = كَانَ أَبُو ذَر رض = يخْتَلف من الربذه إِلَى الْمَدِينَة مَخَافَة الأعرابيه وَكَانَ يحب الْوحدَة وَالْخلْوَة فَدخل على عُثْمَان رض = وَعِنْده كَعْب الْأَحْبَار فَقَالَ لَا تضر من النَّاس بكف الْأَذَى حَتَّى يبذلوا الْمَعْرُوف وَقد يَنْبَغِي للمؤدي الزَّكَاة أَلا يقْتَصر عَلَيْهَا حَتَّى يحسن إِلَى الْجِيرَان والأخوان ويصل الْقرَابَات فَقَالَ كَعْب من أدّى الْفَرِيضَة قد قضى مَا عَلَيْهِ فَرفع أَبُو ذَر محجنته فَضَربهُ فَشَجَّهُ فستوهبه مِنْهُ عُثْمَان رض = فوهبه لَهُ وَقَالَ يَا أَبَا ذَر أتقي الله وكفف يدك وَلِسَانك وَقد كَانَ قَالَ لَهُ
يَا إِبْنِ اليهوديه مَا أَنْت وَهَهُنَا وَالله لتسمعن مني إِذا أَدخل عَلَيْك وَالله لَا يسمع أحذ من الْيَهُود إِلَّا فتنوه
وَعَن الْأَشْعَث بن سوار عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ خرج أَبُو ذَر إل الربذه من قبل نَفسه لما رأى عُثْمَان رض = لَا ينْزع لَهُ وَأخرج مُعَاوِيَة أَهله إِلَيْهِ من بعده فَخَرجُوا إِلَيْهِ وَمَعَهُمْ جراب يثقل يَد الرجل فَقَالَ أنظروا إِلَى هَذَا الَّذِي يزهد فِي الدُّنْيَا مَا عِنْده فَقَالَت أمراة أما وَالله مَا فِيهِ دِينَار وَدِرْهَم وَلكنهَا فلوس إِذا خرج عطاؤه إبتاع مِنْهُ فلوس لحوائجنا
وَلما نزل أَبُو ذَر بربذة أُقِيمَت الصَّلَاة وَعَلَيْهَا رجل يَلِي الصدقه فَقَالَ تقدم يَا أَبَا ذَر فَقَالَ لَا تقدم أَنْت فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لي أسمع وطع وَإِن كَانَ عَلَيْك عبد مجدع فَأَنت عبد وَلست بأجدع وَكَانَ من رَقِيق الصَّدَقَة وَكَانَ أسود يُقَال لَهُ مجاشع
وَعَن مقسم بن الفضيل عَن جَابر قَالَ أجْرى عُثْمَان رض = على أبي ذَر رض = كل يَوْم عظما وعَلى رَافع بن خديج مثله وَكَانَا تنحيا عَن الْمَدِينَة لشَيْء سمعاه لم يُفَسر لَهما وأبصرا وَقد أوطئا
وَعَن مُحَمَّد بن سوقه عَن عَاصِم بن كُلَيْب عَن سَلمَة بن نباتة قَالَ خرجنَا معتمرين فأتينا الربذَة فطلبنا ابا ذَر فِي منزله فَلم نجده وَقَالُوا ذهب إِلَى المَاء فتنحينا منزلنا قَرِيبا من منزله فَمر بِنَا وَمَعَهُ عظم جزور يحملهُ مَعَه غُلَام فَسلم وَمضى حَتَّى أَتَا منزله فَلم يمْكث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا وَقَالَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إسمع وأطع وَإِن كَانَ عَلَيْك عبد حبشِي مجدع فَنزلت هَذَا المَاء وَعَلِيهِ رَقِيق من رَقِيق مَال