الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ الْوَلِيد بْن عبَادَة بْن الصَّامِت، وَسُئِلَ كَيفَ كَانَت وَصِيَّة أَبِيك حِين حَضَره الْمَوْت فَقَالَ: دَعَاني فَقَالَ: يَا بني سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -
يَقُول:
92 -
" أول مَا خلق اللَّه الْقَلَم قَالَ: اكْتُبْ فَكتب مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن ".
قَالَ الْعلمَاء: إِذَا كَانَ أول الْخلق الْقَلَم فَالْكَلَام قبل الْقَلَم، وَإِنَّمَا جرى الْقَلَم بِكَلَام اللَّه الَّذِي قبل الْخلق.
استنباط آيَة أُخْرَى: وَهُوَ قَوْله: {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر} .
قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة: " الْخلق خلق اللَّه وَالْأَمر الْقُرْآن ".
وَرُوِيَ ذَلِك عَن أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَأحمد ابْن سِنَان وَجَمَاعَة من الْعلمَاء.
استنباط آيَة أُخْرَى: وَهُوَ قَوْله {وَلَكِن حق القَوْل مني} وَمَا كَانَ مِنْهُ فَهُوَ غير مَخْلُوق.
قَالَ وَكِيع بْن الْجراح: " من زعم أَن الْقُرْآن مَخْلُوق فقد زعم أَن شَيْئا من اللَّه مَخْلُوق، قيل لَهُ من أَيْن قلت هَذَا؟ قَالَ: لِأَن اللَّه تَعَالَى يَقُول: {وَلَكِنْ حق القَوْل مني} وَلَا يكون من اللَّه شَيْء مَخْلُوق، وَكَذَلِكَ فسره أَحْمد بن حَنْبَل، وَالْحسن بن الْبَزَّار، وَعبد الْعَزِيز بْن يَحْيَى الْمَكِّيّ.
استنباط آيَة أُخْرَى: وَهُوَ قَوْله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ من شَجَرَة أَقْلَام} الْآيَة، والمخلوقات كلهَا تنفد وتفنى، وكلمات اللَّه لَا تفنى وتصديق ذَلِك قَوْله تَعَالَى حِين يفني خلقه:{لمن الْملك الْيَوْم} فيجيب اللَّه تَعَالَى نَفسه يَقُول: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ القهار} قَالَ قَتَادَة فِي الْآيَة: " قَالَ الْمُشْركُونَ: إِنَّمَا هَذَا كَلَام يُوشك أَن ينْفد فَأنْزل اللَّه تَعَالَى مَا تَسْمَعُونَ، يَقُول: لَو كَانَ شجر الأَرْض أقلاما وَمَعَ الْبَحْر سَبْعَة أبحر مدادا لتكسرت الأقلام، ونفد مَاء الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات اللَّه، وَقَالَ الْحسن: وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة