الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ أَبُو ذَر وَابْن عَبَّاس وَأنس: قد رَآهُ، وَالنَّفْي لَا يُوجب علما، والإِثبات هُوَ الَّذِي يُوجب الْعلم، وَلم تقل عَائِشَة رضي الله عنها أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
يَقُول: " لم أر رَبِّي، وَإِنَّمَا تأولت قَوْله:{لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار} . وَقَوله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب} . وَقَوله: {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار} يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ نفي الإِدراك.
وَقَالَ بَعضهم: نَحن لَا نقُول أَنا نرى
رَبنَا فِي الدُّنْيَا بالأبصار، لَكنا نقُول: إِن مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم َ - رأى ربه دون سَائِر الْخلق، وَلَفظ الْأَبْصَار يَقع عَلَى أبصار جمَاعَة لَا عَلَى بصر وَاحِد.
وَأما قَوْله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا} ، فَلم يقل أَبُو ذَر وَابْن عَبَّاس وَأنس: أَن اللَّه كَلمه فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي كَانَ يرى ربه عز وجل، فَمن قَالَ: إِن مُحَمَّدًا رأى ربه لم يُخَالف قَوْله: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحيا} هَذَا قَول بعض الْعلمَاء.
فصل
بَيَان الصَّحِيح من أَحَادِيث الْمِعْرَاج