الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حين أتى بنفسه وبه عند المباهلة.
قلنا: لا معارضة في أن قرابة الإنسان نفسه، وجميع إخوة علي والعباس وأولاده كذلك، ولا قيل بإمامة واحد منهم. وقد قال الله تعالى لمجموع قريش:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} فتخصيص علي لذلك بالإمامة دونهم تحكم. مع أن لا دلالة في مثل ذلك على الإمامة.
(الاحتجاج بحديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى)
الثالث قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»
قلنا: لا دليل فيها على إمامة علي من وجوه أيضا:
الأول إنما قيل تسلية لعلي، لا تنصيصا عليه، لأنه صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى تبوك لم يترك في المدينة رجلا يصلح للحرب ولم يترك غير النساء والصبيان والضعفاء، فاستخلف عليا عليهم. فطعنت المنافقون في علي فقالوا: ما تركه إلا لشيء يكرهه منه. فخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم باكيا، فقال: أتذرني مع النساء والصبيان؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم تسلية: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» . وقد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة إحدى عشرة مرة، وهو أعمى لا يصلح للإمامة.
الثاني: أن في هذا الحديث دلالة على عدم استحقاق علي للإمامة لأن
هارون مات قبل موسى، ولم يكن له بعد موسى أمر، فيلزم الرافضة أن يقولوا: ليس لعلي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أمر.
الثالث أن الرافضة لو عقلت ما ذكروا هذا الحديث حجة على استخلاف علي، لأنه شبهه بهارون في الاستخلاف، ولم يحصل من استخلاف هارون إلا الفتنة العظيمة والفساد الكبير بعبادة بني إسرائيل العجل، حتى أخذ موسى برأس أخيه يجره إليه. وكذلك حصل من استخلاف علي أيضا لما عرفت من قتل المسلمين يوم الجمل وفي صفين، ووهن الإسلام حتى طمعت فيه الأعداء. ولم يكن لوم على علي رضي الله عنه في ذلك لكونه صاحب الحق. لكن لو لم يكن في خلافته مثله لكان أولى.