الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السابع في عدد فرق الرافضة وبيان ضلال فرقهم
وهم ثلاثة أقسام: الغالية والإمامية والزيدية.
القسم الأول الغالية: وهي تفترق إلى إحدى عشرة فرقة: الطيارية والبنانية والمغيرية والمنصورية والخطابية والعمورية والبزيعية والمفضلية والشريعية والسبابية والمفوضية. والجميع من هذه الفرق الغالية مجمع على إبطال معاد الأشباح يوم القيامة وأن عليا رضي الله عنه إله. وتفترق كل فرقة بقول.
فالطيارية ترى أن الله تعالى إنما يحل في الأنبياء فقط.
والبنانية ترى أن الله تعالى إنما يحل في أشباح الناس كلهم.
والمغيرية تزعم أن الله تعالى إنما يحل في أشباح الناس فقط.
والخطابية ترى أن الأئمة أنبياء وأن الله يبعث في كل وقت صامتا وناطقا، وكان محمد ناطقا وعلي صامتا. والمعمورية كذلك، وترى معه ترك الصلاة.
والبزيعية ترى أن الله تعالى ظهر في المسيح وفي علي وفي جعفر بن
محمد الصادق فقط وأن جعفرا لم ير وإنما رئي شبحه الذي ظهر فيه ونطق عنه وأن جميع الشيعة يأتيهم الوحي من الله تعالى.
والمفضلية ترى أن الأئمة كلهم آلهة، وقولهم في كل واحد منهم كقول النصارى في المسيح عليه السلام.
والشريعية ترى أن الله تعالى إنما أشرف في خمسة أشخاص فقط: محمد صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
والسبابية ترى أن عليا لم يمت وأنه يرجع قبل القيامة.
والمفوضية ترى أن الله تعالى فوض تدبير الخلائق إلى الأئمة وأنه أقدر محمدا وعليا على خلق العالم وأن الله تعالى لم يخلق شيئا.
القسم الثاني الإمامية،
وهي أربع عشرة فرقة: القطعية والكيسانية والكريبية والمغيرية والمحمدية والحسنية والناووسية والإسماعيلية والقرامطة والمباركية والشمطية والعمارية والممطورية والموسوية.
والمجموع من هذه الفرق الإمامية متفقة على أن الإمامة نص وأن الأئمة معصومون وأنهم يعلمون كل شيء حتى عداد الحصا والقطر والرمال وورق الأشجار وأن كلهم لهم معجزات وأن إمامة المفضول لا تجوز وأن الصحابة ارتدت إلا ستة: سلمان وأبا ذر وعمارا وحذيفة والمقداد وصهيبا، كما مر.
وتفترق كل فرقة بقول.
فالقطيعية هم الاثنى عشرية الذين قطعوا على موت موسى بن
جعفر وأن الإمامة قد انتهت إلى القائم المنتظر وهو محمد بن الحسن العسكري.
والكيسانية ترى أن الإمامة ارتدت بعد علي رضي الله عنه إلى محمد بن الحنفية دون الحسن والحسين.
والكريبية ترى أن محمدا بن الحنفية حي في جبل رضوى.
والمغيرية وقفت على أبي جعفر محمد بن علي الباقر وزعمت أنه أوصى إلى أبي منصور دون بني هاشم كما أوصى موسى عليه السلام إلى يوشع بن نون دون ولده وولد أخيه هارون.
والحسينية ترى أن أبا منصور أوصى إلى الحسين بن أبي منصور وأنه الإمام بعده.
والناووسية ترى أن أبا جعفر لم يمت وأنه القائم المهدي.
والإسماعيلية ترى أن الإمامة بعد جعفر صارت في ولده إسماعيل وأنه فقد ولم يمت وأنه المنتظر.
والقرامطة ترى أن جعفرا نص على ابن ابنه محمد بن إسماعيل وأنه لم يمت وأنه حي وهو المهدي.
والمباركية ترى أن محمد بن إسماعيل مات وأن الإمامة في ولده.
والشمطية ترى أن الإمامة بعد جعفر في محمد ابنه ثم في ولده.
والعمارية وهم الفطحية ترى أن الإمامة بعد جعفر صارت إلى ابنه عبد الله.
والممطورية وقفت على موسى بن جعفر وأنه حي لم يمت وتفرقوا في الإمامة بعده.
والموسوية.
القسم الثالث الزيدية. وهم ست فرق:
الجارودية (1)
(1) في الأصل هنا عبارة كتب على أولها "يقدم" وعلى آخرها "إلى مؤخر": "قالوا: لو نجا من الموت عزيز وعظيم لنجا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صفي الأصفياء وحبيبه القريب ذو المعراج والإسراء ومختاره من الخلائق المقدم على الأنبياء، ولقد جاءه ملك الموت والأجل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بالانقضاء فبلغه السلام من عالم السراء والضراء وخيره بين الحياة والممات فاختار القدوم على لقاء ربه وتوفته ملائكة الهناء وخير بين أن يدفن في الأرض أو في السماء فاختار أن يدفن مع أمته أسوة بالضعفاء، فودع الأهل والأصحاب وأعلن بالدعاء وأوصاهم بالتقى ولزم السنة البيضاء وقال: عليكم بسنتي وسنة الراشدين من بعدي من الخلفاء، فليبلغ الشاهد الغائب. فجزاكم الله تعالى عن نبيكم أحسن الجزاء. وقال صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
للغرباء» ثم تنفس الصعداء وقال: يا كرباه، فبكت عين الزهراء رضوان الله عليه، فضمها النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وبشرها باللحوق به وأنها سيدة نساء أهل الجنة وقضى نحبه علية أفضل الصلاة والسلام وهو متكئ على علي المرتضى، فيا شرف ذلك الاتكاء. وخرج من الدنيا خميصا واختار أن يدفن في الأرض أمانا لأمته من الزلازل والبلاء. فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الفضل والوفاء، خصوصا على صاحبه وصديقه المتخلل بالعباء ورفيقه في الشدة والرخاء المخصوص بخير من طلعت عليه الشمس في حديث أبي الدرداء،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مخفي الشرك بعد الظهور ومظهر الإسلام بعد الاختفاء وعلى عثمان بن عفان مجهز جيش العسرة للقاء الأعداء ومسبل بئر رومة للأحرار والأرقاء الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه: "ألا أستحي ممن استحت منه ملائكة السماء" وعلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أشجع الشجعان وأفصح الفصحاء وأكرم الأصهار وأقرب القرباء الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه: "علي أعلمكم بالقضاء" رضوان الله عليه ما دامت الأرض والسماء".
والسليمانية والبترية والنعيمية واليعقوبية والبرائية.
والجميع منهم متفق على أن الإمامة صارت من علي بن الحسين إلى ابنه زيد دون محمد، ثم من بعده إلى كل خارج ناصر للحق من ولد الحسين. وأجمعوا أيضا على إنكار الرجعة وترك التبرؤ من الشيخين إلا البرائية، فإنهم يتبرءون منهما.
وتفترق كل فرقة بقول:
فالجارودية تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي رضي الله عنه بصفته لا باسمه وأن عليا كرم الله وجهه هو الإمام بعده.
والسليمانية تسوق
الأمة على ترتيب أئمتهم إلى علي بن الحسين ثم تجعلها بينهم فيمن خرج منهم.
والبترية ترى أن عليا إنما صار إماما حين بويع، فأما قبل البيعة لم يكن إماما.
والنعيمية ترى أن بيعة أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم تكن خطأ لأن عليا كرم الله وجهه تركها لهما.
واليعقوبية ترى مثل ذلك إلا أنها تتبرأ من عثمان رضي الله عنه وتكفره.
والبرائية ترى التبرؤ من أبي بكر وعمر وتقول بالرجعة.
فهذه الإحدى والثلاثون فرقة الرافضة.
وهذا آخر ما تيسر في هذا المختصر من المناظرة بين السنة والرافضة.
والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال الناسخ: وقد وقع التحرير في فراغه يوم الأحد تاسع عشر شهر رجب الفرد سنة أربعين وتسعمائة.