الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(خلق القرآن)
ومنها خلق القرآن.
احتجوا بأنه لو لم يكن مخلوقا كان الله تعالى متكلما به والكلام يحتاج إلى حلق ولسان وشفاه، وذلك يستلزم التجسيم، والجسم منتف عن الله تعالى.
والجواب من وجوه:
الأول: في كلامهم كفر لقياسهم الخالق على المخلوق وتشبيهه به، وهو {ليس كمثله شيء} وهو قادر على كل شيء. فلا استحالة على الكلام من غير جسم.
الثاني: يدعون أنه خلقه في شجرة [وهي تتكلم به، والشجرة لا شيء لها من الشفة واللسان، فإذا جاز أن يخرج الكلام من شجرة] وهي لا شيء لها من ذلك، جاز أن يخرج من البارئ تعالى بلا شيء بالطريق الأولى.
الثالث: أنه لا خلاف في أن يقال القرآن كلام الله تعالى مضافا إليه، ولو لم يكن خارجا من ذاته كان إضافته إليه كذبا فلم يجز أن يقال كلام الله مع أنه مقول.
الرابع: أن الكلام خارج من الذات لا يمكن خروجه من غيرها كما قال البلغاء.
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
…
جعل اللسان عليه دليلا
وإذا ثبت أنه صفة من صفات القديم خارج من ذاته القديمة ثبت قدمه أيضا، فاستحال أن يكون مخلوقا وإلا لزم أن يكون القديم محلا للحوادث.
الخامس: أن الكلام صفة من صفات الكمال، والخرس صفة نقص. وهو تعالى منزه عن النقائص. فتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
ومن بدع ما أحدثه رافضة هذا الزمان بأنهم إذا حلفوا قالوا: "ورب المصحف". فإن عنوا الأوراق والحروف والجلد كان فجورا وفحشا، وإن عنوا