الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكلاهما محال. قال: فسكت الحاضرون بأجمعهم. قال: فقلت: القرآن على قسمين متحدين به، وهو المعجز، وغير متحدى به، والأول هو المحفوظ، بخلاف الثاني بدليل هذا الحديث، قال: فقبله الحاضرون كلهم.
ولنورد هنا تمام الحكاية: وهذا يحتاج إلى دليل. وشنعه الأستاذ أبو سعيد ابن لب غاية التشنيع، وقال: كون القرآن على قسمين قسم معجزة متحدى به محفوظ يصلى به، وقسم بخلاف ذلك يحتاج إلى دليل ولا يوجد. انتهى.
ولو قيل: أنّه لم يبلغها النسخ، كما أجابوا به حديث ابن مسعود في حديث سورة:) والليل إذا يغشى (، لكان ابين وأحسن. وذكر ابن الخطيب القسنطيني أنها في أسئلة مجموعة، منسوبة إلى السلطان أبي عنان رحم الله تعالى الجميع. انتهت الوجادة. ونقلها بطولها لمّا فيها من الفائدة. والمسألة اعتاد الكلام عليها في " مرتقى الوصول إلى بناء الفروع على الأصول " للسيد أبي عبد الله الشريف، فراججعها منه. انتهى كلام ابن داود رحمه الله.
قلت: وبالجملة قإمامة الشيخ ابن عرفة لا تنكر ولا تجحد ومعرفته بالفنون وتبريزه على أهل عصره، مما يعترف به كل منصف لوزعي أوحد، ولله در صاحب " الشقائق النعمانية، في علماء الدولة العثمانية " حيث صرح بأن ابن عرفة فاق أقرانه في فقه المالكية بالمغرب، آخر الثامن. ونص كلامه، عند ترجم لصاحب القاموس:
ترجمة الفيروزأبادي
عن الشقائق النعمانية
هو المولى الفاضل مجد الدين أبو الطاهر، محمّد بن يعقوب بن محمّد الشيرازي الفيروزابادي.
كان رحمه الله تعالى ينتسب إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، صاحب
التنبيه، وربما يرفع نسبه إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، وكان يكتب بخطه:" الصديقي ".
دخل بلاد الروم، واتصل بخدمة السلطان بايزيد بن السلطان مراد، ونال عنده رتبة وجاهاً، وأعطاه السلطان مالاً جزيلاً، وأعطاه الأمير تيمور خمسة آلاف دينار، ثم جال البلاد شرقاً وغرباً، وأخذ عن علمائها، حتى برع في العلوم كلها، لا سيما الحديث والتفسير والفقه. وله تصانيف كثيرة، تنيف على أربعين مصنفاً، وأجل مصنفاته " اللامع المعلم العجاب، الجامع بين المحكم والعباب "، وكان تمامه في ستين مجلد، ثم لخصها في مجلدين، وسمى ذلك الملخص ب " القاموس المحيط " وله تفسير القرآن العظيم، وشرح البخاري والمشارق، وكان لا يدخل بلدة إلاّ وأكرمه واليها، وكان سريع الحفظ، وكان يقول: لا أنام حتى أحفظ مائتي سطر، وكان كثير العلم والاطلاع على المعارف العجيبة؛ وبالجملة كان آية في الحفظ والاطلاع والتصنيف.
ولد رحمه الله تعالى سنة تسع وعسرين وسبع مائة بكارزين، من أعمال شيراز، وتوفى قاضيا بزبيد، في بلاد اليمن، ليلة العشرين من شوال، سنة ست أو سبع عشرة وثمان مائة، ودفن بتربة الشيخ إسماعيل الجبتي.
وهو آخر من مات من الرؤساء، الذين أنفرد كل منهم بفن فاق فيه أقرانه، على رأس القرن الثامن، وهم الشيخ سراج الدين البقيني، في الفقه على مذهب الشافعي؛ والشيخ زين الدين العراقي في الحديث؛ والشيخ سراج الدين ابن الملقن، في كثرة التصانيف وفن الفقه والحديث؛ والشيخ شمس الدين الفناري، في الاطلاع على كل العلوم العقلية والنقلية والعربية؛ والشيخ أبو عبد الله بن