الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طعمه وارتجاجه ما أظهره خلالا وأبهره جلالا " هكذا هكذا وإلاّ فلا لا " غابت كماة المعارك وشهد ونامت ولاة الممالك وسهد فمتى قسطوا أقسط وإذا غورا أنبط ولذلك ما أبطل عمله أعمالهم غلبهم على صفتي الندى والباس وسلبهم منقبتي حمزة والعباس.
قال جامع هذا المصنف: أشار الإمام ابن الأبار بقوله: " منقبتي حمزة والعباس " إلى شجالعة حمزة الشهير الذكر وثباته الذي يجعل عن الفكر وإلى استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما فأتى من الحيا ما عم بالحيا وهمر من الماء ما شفي بعميم الإرواء نفوس الظماء الله اعلم.
رجع إلى كلام ابن الآبار
فلا غزو أنَّ من أمن ووقي ثم لمّا كسا وأطعم سقي آية نعمتي وفت بالميعاد وحسني مثلها يعود للمعاد وأتت بماء معين قد أصبح غورا وملأت ما بين لابتيها جنانا ترف ظلا وترق نورا فيا بشرى لتونس أخصب جديبها وأحسن وصف الروض والغدير أديبها وطالما أطلعت صحراء بل بغضاء فكم للإمارة قبلها من يد بيضاء غشيت حبر الحبور والسرور وعوضت برد الظل من وهج الحرور خمائل وجداول تزاول منها العين ما تزاول تلك يضل من أحصاها وهذه يصل بها حصاها ويا لقصرها السعيد نعمت أدواحه وهبت على خضر الأغصان وزرق الغدران أرواحها هذا وإنْ بات السماح المفاض يسقيه والجود الفضفاض ينقع فؤاده ويشفيه وهنيئا للمسجد الجامع أنْ رويت جوانحه الصاديه وجمعت في شرعته السارية والغادية
فها هو فجره بادي الغرر والأوضاح وصخره منبجس بالزلال القراح وللجمهور بصفوه المنساب لهج الغياب بالإياب وطرد الشيب لذكر الشباب أمسوا قد سوغوا مآربهم وأضحوا قد علم كل أناس مشربهم فهم يردون على العذب النمير ويجدون بركة رأي الأمير مكرمة ذخرها لسلطانه الزمانو كرامة هنأها به الإيمان وقضية إنْ حجبت عن داود فما حجب عنها سليمان:
جمعت للناس بين الري والشبع
…
فهم بأخصب مصطاف ومرتبع
ولم تدع كرما إلاّ أتيت به
…
تضيف مبتدعا لمبتدع
لمّا وليت خلعت الخير أجمعه
…
عليهم فبدوا في أجمل الخلع
لله أيامك استوفت محاسنها
…
فلا فضيلة للأعياد والجمع
ذامت مساعيك والأقدار تسعدها
…
تولي المساجد إنصافا من البيع
اللهم إنَّ الإيالة الحفصية قد أعليت مظاهرها نصرت معاشرها وقصرت على المصالح الدينية والدنيوية مواردها ومصادرها ثم اصطفيت من شرف بيتها الصراح ومعدن سوددها الوضاح مولانا الأمير الأجل المؤيد البارك أبا عبد الله فانتضيته حساما في يدك قائمه وارتضيته إماما لا تلين في ذاتك صرائمه ولا يلحق شأوه في النيل من عداتك رائمه يمضي بأساحين لامضاء للحسام العضب ويهمي جودا والسماء في أزر من نجيع الجدب ينتدب سعيا لكل حسنى أعيت على القريع الندب.
فاقض اللهم لسلطانه بتأييد وأدم بأيامه المباركة نعمة التمهيد وضاعف عزة جانبه بأعزازه كملة التوحيد. واجزه اللهم أفضل الجزاء عن
إفاضة النعماء وإنارة الظلماء وكافئه عن نقل الغلل والأظماء بما فجر من ينابيع الماء وكما شرفته فعله في الأفعال واسمه في الأسماء فاجعله في الدنيا داعيا إلى سبيلك وفي الأخرة هاديا إلى حوض رسولك صلى الله عليه وسلم الذي آتيته بعدد نجوم السماء.
آمينَ آمين والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ومن بديع ما كتب به مخاطبا رئيس منورقة سعيد بن حكم القرشي رحمه الله تعالى:
إنَّ سعيد بن حكم
…
صنو العلا نجل الكرام
رآسة بمثلها
…
يفاخر السيف القلم
وسودد مجموعة
…
فيه محاسن الشيم
معتمد من شأنه
…
رعي العهود والذمم
فاتحني ممهدا
…
إلى جوابه القلم
عادة ندب أروع
…
خص ببره وعم
فشكره في كل حا
…
لٍ ومنال ملتزم
حيا الحيا حضرته
…
وجادها ثر الديم
اقتضيتها أيّها السيد الأعظم والسند الأعصم أبقاه الله وجنابه محفود ومنابه محمود وجزبه مودود وشربه مورود ورواق السعادة والنضرة المفادة فوقه ممدود من دانيه كلأها الله تعالى والوقت مضايق والرعب ملازم لا يفارق وأنا بسيادته الأصيلة دائم الاعتداد وعلى عنايته الجميلة قاصر الاعتماد والله
يبقيه كاسمه سعيدا ويسميه مبدئا في المعلوات ومعيدا بمنه.
ووصلني وصل الله حراسته وكلا من الغير والغيل رياسته مخاطبته الكريمة الخطيرة مشرفة بالسؤال عن خاص الأحوال ومنفيه بما تضمنت من الاعتناء والبر المتوافر الأجزاء على الأماني البعيدة والآمال فلثمت سطورها قياما بحقه الأكبر ولزمت من شكره ما لا أقصر عنه بمشيئة الله تعالى ولا أقصر وكان الظن بناديه الأشرف جميلا فقد عاد يقينا والأمل فيه متينا فعاد مبينا ويعلم الله سبحانه أني أعطر بذكره الأمكنة وأزكي بشكره الأزمنة وبودي لو ركبت ثبج هذا البحر حتى أوفيه بعض واجبه وأشافهه بما أجنح إليه وأنطوى عليه من اعتماد جانبه واحماد مقاصده الرياسية ومذاهبه وقد حملت فلانا عصمه الله ويسر مرامه وأدام حفظه وإكرامه من جمل الإعظام ما يؤديه مفسرا وأفهمته أني كاتبت معتقدا خالصا ومضمرا وإنْ تفضل سيدي الأعلى حرسه الله بتكليف بعض أعراضه الكريمة شفع يده البيضاء بمثلها واستزاد معلوة لم يزل من أهلها وما يصدر عن الجانب الرياسي أسماه الله من الألتفات إليه والاعتماد عليه فإنه معدود بره الجسيم ويد من أياديه التي أعيت على التعديد والتقسيم والله يعلى محله ويسعد عقده وحله ويسوغه من مورد الإسعاد في حالتي الإصدار والإيراد أعلاه وأجله ويصل حراسته ويؤيد رياسته بمنه وكرمه.
والسلام الكريم المبارك العميم يخص به مقامه الأظهر ملتزم إكباره وإجلاله المعتد بتمامه في السيادة وكماله محمّد بن عبد الله بن أبي بكر من الأبار ورحمة الله تعالى وبركاته.
وكتب له أيضاً شافعا ومعتنيا.
تعتمد رياستكم المؤملة وسيادتكم المؤثلة تحية الشاكر لاعتنائها المباهي بسناها الوضاح وسنائها المستديم للأحرار والممتطين إليها أثباج البحار شرف عنائها وكرم غنائها محمّد بن الآبار ولا مزيد على ما عنده من إعظام يؤدي وظائفه واعتداد يشفع بتالده طارفه وثناء يعاطيه أولياء جلالكم ومعارفه والله يصعد مكانكم ويسعد زمانكم بمنه وكرمه.
وتتأدى إلى رياستكم حفظها الله في جانب أبي فلان أعزه الله وبلغه أبعد أمله وأقصاه وهو من علمتم مكان بيته النبيه من حيه وسبب نزوحه عن وطنه المحبب ونأيه واستحقاقه بالمزايا المعلومة والسجايا الكريمة لإجزال حفظه ورعيه وما زال لكمالكم واصفا وعلى تعظيم جانبكم والإفصاح بواجبكم عاكفا إمضاء لمّا أكد بينكم وبينه سالف الأيام وتمييزا بحفظ الود الذي يحفظه غير الكرام.
ومن مطالبي به حمله من التكرمة والتقدمة على النهج الأقوم وإنزاله من جلالكم هنا وهنالكم منزلة المحب المكرم وتوصيته المخصوص بالفارة في أشغالكم المباركة بأن يستصحبه عند الإياب ويورده محفوظ الجانب على ذلكم الجانب واختصاصه مع ذلكم بمخاطبة كريمة ترفعه مكانا عليا ويكون لمّا يرد عليه ويخلص بمشيئة الله إليه عنوانا جليا ومجدكم حرسه الله يغتفر جناية الإذلال ويبلغ نهاية الآمال والله يبقى رياستكم تجبر الكسير وتيسر المرام والعسير وهو سبحانه يؤيد مقامكم ويكافئ إنعامكم بمنه.