الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فديتك لا تسأل عن السر كاتباً
…
فتلقاه في حال من الرشد عاطل
ونضطره إما لحالة خائن
…
أمانته أو خائض في الأباطل
فلا فرق عندي بين قاض وكاتبٍ
…
وشى ذا بحق أو قضى ذا بباطل
عود إلى الرد على بيتي الزمخشري
ولنرجع إلى ما كنا فيه من ذكر الرد على البيتين اللذين أنشد الزمخشري فنقول: ومن ذلك قول الإمام ابن عاصم، حسبما نقله عنه العبدري رحمهما الله:
قل للذي سمى الهداة أولى النهى
…
حمراً لأن سلب الهدى والمعرفة
فغدا يرجع الاعتزال جهالةً
…
ويروقه زور وشاة وزخرفه
الحق أبلج واضح لكنه
…
يعشى عيون أولى الضلالة والسفه
اخسأ فقولك طائح كهباءةٍ
…
طاحت بها هوج الرياح المعصفه
سوغت ذم جماعة سنيةٍ
…
قد أحرزوا من كل فضل أشرفه
قطفوا أزهار كل علم نافعٍ
…
وأتوا بكل بديعةٍ مستطرفة
قوم هم قمعوا الضلال وحزبه
…
بمعاولٍ حكت المواضي المرهفة
هم شيعة الحق الذي ما بعده
…
إلاّ مهاوٍ في الضلالة متلفه
آراؤهم يجلو البصائر نورها
…
ويميط أدواء القلوب المدنفه
أقصر فإن شقاقهم كفر فلا
…
تدع الرشاد لعصبةٍ متعسفة
من شذ عن سنن الجماعة قد غوى
…
جاءت بذا الكتب الصحاح معروفة
قال العبدري وقد نظم في مثل هذا القاضي أبو حفص بن عمر، فقال:
أجعلتم العلماء حمراً موكفه
…
هذا لأنكم أو لو تلك الصفة
أجعلتم صفة الأله وفعله
…
ونسبتموه لغيره بالزخرفه
وأردتم تنزيهه فوقعتم
…
في الشرك والإلحاد والأمر السفه
خالفتم سنن النبي وصحبه
…
وتبعتم في الزيغ أهل الفلسفة
انتهى.
ومما سلك هذا السبيل في الرد على هذين البيتين المتقلصي الظلال، الشيخ الإمام العالم النظار المتبحر، سيدي إبراهيم بن هلال، فقال:
عجبا لقوم عادلين عن الهدى
…
ودعوا أولي الحق الحمير الموكفة
وتقبلوا عدليته لمّا رأوا
…
بمقالة شنعاء رأى الفلسفة
ما ذاك إلاّ من عمى لبصيرةٍ
…
وهوى هووا من أجله في متلفة
وأتوا بما دان المجوس وانهم
…
حقا مجوس الأمة المتشرفة
هذا وكم من بدعة وضلالةٍ
…
من رد حق بالمحال وبالسفة
ردوا القرآن وما تواتر نقله
…
من رؤية الباري وهم نفوا الصفة
فالعدل مع هذي المخازي منتفٍ
…
والجور معها مثبت والسفسفة
ولقاضي الجماعة الفقيه العلامة المفسر، الدراكة البياني، سيدي الرئيس
أبي القاسم بن أبي النعيم قاضي حضرة فاس المحوطة بالله، في هذا التاريخ، أبقي الله جلاله:
فيه المجوسية بشرك كفرت
…
وصلاح إيجاب ونفي للصفة
وبرؤية الباري تجلى غيهم
…
في نفيها وتستروا بالفلسفة
وأنشدني الفقيه الأديب الحاج الرحال الحسيب الأصيل، سيدي عليّ بن أحمد الشامي الخزرجي، حفظه الله لنفسه، سالكا سنن هؤلاء الأعلام، ومتشبثا بأذيال حزبهم، ومتمسكاً بوثقى عروتهم السنية وقربهم، وكتب لي ذلك بخطه أيضاً، حفظه الله تعالى آمين:
يا من أقام على الضلالة معكفه
…
ولوى عن الحق الجلى واستنكفه
لا بد من يوم تهل من
…
رب العباد مواهب مستو كفه
ويرى به رب العلا رغما على
…
انف العداة العائبين البلكفه
وتقول إذ تمسي طريدا ليتني
…
أمسيت فيه مع الحمير الموكفه
وقد آن لنا أنْ نمسك عنان القلم الذي جمح، فقد طال بن الكلام في هذه الترجمة، ومن نظر ما أوردنا بعين الرضا ولمح، التمس لنا أحسن الأعذار وأغضى وسمح، والحديث ذو شجون، وكما قيل في الامثال، وربما تكثر المناسبات وتنثال؛ ومقصودنا الفائدة، وهذه الأشياء المجلوبة بها غاية، والله يوفقنا إلى عمل يرضي به عنا، ويدفع كل خطب أتعب وعسى يقبل منا، ويعاملنا بمحض كرمه تطولا ومنا، فليس لنا رب سواه، لا اله إلاّ هو.
وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً؛ ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، وهو حسبنا.