الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرأت حذار العين لمّا رايته
…
بأفق يميني طالعاً سورة الفلق
قست مهجة قد أبصرته وما جرت
…
مسابقةً شهب المدامع في طلق
قافية السين
سموت أيا نعل الرسول برجله
…
على قمم الشهبان والبدر والشمسِ
سرى ليلة المعراج فوق براقه
…
ليسمى أقطار السموات باللمسِ
سماء به فلتفخري بدر سؤددٍ
…
سليم السنى يضحى منيراً مكا يمسي
سراج به طلنا الذين تقدموا
…
ولا عجب أنْ يفضل اليوم للأمسِ
سلمنا بفضل الله لكننا وهم
…
حروف ومت الإطباق في الحرف كالهمسِ
قافية الشين
شمخت أيا نعلا لأكرم سيدٍ
…
رسولٍ على السبع السموات قد مشى
شريفٍ له قد أسجد البدر والتفت
…
إليه تجده بالترب منمشا
شغى مبصري القلب والطرف نوره
…
وقد منت أعشى القلب والطرف أعمشا
شفاعته نرجو امتداد ظلالها
…
إذا ما الرجا فيما سواها تكمشا
شققت جيوب الكتم وجداً وقلت يا
…
يدي وهى حبل التصبر فاخمشا
قافية الهاء
هي النعل قد كانت سماء ورجله
…
هلالاً غما أسنى وأضوأ أفقها
هيا منكراً تقبيلها بعد بدرها
…
على دنف ما أنت منه بأفقها
هل القصد إلاّ رجل لابسها الذي
…
سيسمعني يوم القيامة خفقها
هلالي وشمسي في دجى الحشر سيدي
…
مبلغ نفسي ما يوافق وفقها
همت عبرتي شوقاً له إذ رأيتها
…
فما ترجى الأجفان من بعد رفقها
انتهى ما ألفته من هذه القطع ولم أجد تكملة الحروف؛ وقد كمل ما بقي منها على نمطها، صاحبنا الفقيه الأصيل أبو الحسن الشامي، حفظه الله، وسيأتي ذلك قريباً.
وألفيت أيضاً بخط هذا الشيخ محمّد بن الفرج السبتي، رحمه الله عدة قصائد ومقاطع في هذا الغرض، منها قوله رحمه الله:
ولق رأيت مثال نعل محمدٍ
…
فاشتد شوقي عند ذاك وهاجا
فظللت أمسح وجنتي بشسعه
…
مسحاً وأجله برأسي تاجا
يا نعل أكرم مرسل لمّا أني
…
دخل الورى في دينه أفواجا
كرمت من نعلٍ حوت رجلاً مشت
…
بأجل بادٍ في الظلام سرجا
شرفت بموطي نعله السبع العلا
…
لمّا ارتقاها عارجاً ليناجى
ومنها قوله رحمه الله:
نثرت محاجر مقلتي من سلكها
…
دراً وشذاً مفرغاً من سلكها
شوقاً لمبعوثٍ أتي فاستبشرت
…
مهج الورى بنجاتها من هلكها
عاينت مثل نعاله ومحمّد
…
هو خاتم الأرسال وسطى سلكها
فوجدت فيها ريحه ولربما
…
فاح النوافج بعد فرقة مسكها
أشرف بها نعلاً عمائم كل ذي
…
شرفٍ تقر بأنها من ملكها
فلق وعت قدماً سعت في فلكها
…
من راحتي كفرانها أو شركها
جعلت موطئها الملائك عندما
…
أسرى به ليلاً مواضع نسكها
يا ليت أعضائي شفاه كلها
…
فمتى تقبلها شفاهي تحكها
قد كنت ذا خوفٍ ووحشةٍ أبدلا
…
رغد المسرة للفؤاد بضنكها
فكأنها صك أتى عبداً وقد
…
تعطى المولى أمنها في صكها
وهلال أطلع فانجلى من وحشتي
…
ما قد تراكم من سحائب حلكها
فأنا العتيق وأنْ تشك النفس في
…
عتقي يمط للحين عارض شكها
يا منجي الحوباء من بحر الردى
…
ولقد غدا لولاك معصب فلكها
شكوى غريق ذنوبه مهما شكت
…
حوباؤه لسواك لم يشكها
ولقد أمرت بترك أسباب بها
…
تقوى الذنوب فما أخذت بتركها
ولئن هدمت مبانياً مستورةً
…
بستور لطف لا سبيل لهلكها
فلقد بنيت من الرجاء مبانياً
…
ردت فواتك خيفتي عن فتكها
وجعلت حبك يا محمّد أسها
…
علما بأن الأس ممسك سمكها
صلى عليك إلهنا ما طل ان
…
فٌ ذكرك العطر الشذا مستنكها
ومن ذلك قوله رحمه الله:
أقول وهجراني سيعقبه الوصل
…
فعقد الهوى الشرعي ما أنْ له حلُ
غداة رأت عيني مثال نعال من
…
بدا فهدى أهل السعادة إذ ضلوا
تمنيت لو أني ظفرت بتربةٍ
…
عليها مشت نعل بلابسها نعلو
فأكحل عيناً أرمدت ببعاده
…
وليس سوى ذاك التراب لها كحلُ
هو الكحل يجلو ما بعيني من قذى
…
وكم كحل أنْ تكحل به العين لا يجلو
فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ
…
أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ
فإنك قد أودعت رجلاً علت على
…
بساط عُلا لم تعله قبلها رجل
فأقسم لو تؤتي العمائم سؤلها
…
لمّا كان غير النعل كان لها سؤل
وناهيك من رجل مشت بمحمدٍ
…
مفضل رسل الله إنَّ عدت الرسل
أبو القاسم الأسمى وطئ السما
…
فنودي من فيها ألا خلقه صلوا
ولو لم تطأها رجله كان للثرى
…
على الفلك الأعلى بموطئها الفضل
فيا مرسلا ما في النبيين مثله
…
رسولا وهل للشمس من جنسها مثل
أثرت ظلام الجهل فالقلب نير
…
محا العلم منه أحرفا خطها الجهل
فكان كمثل السيف أصبح صادئاً
…
وأمسى وقد جلى مضاربه الصقل
يلوح به الإيمان شكلا لناظرٍ
…
ولولاك لم يطلع به ذلك الشكل
فحق لذي عقل بأن يقطع المدى
…
مدى غمره ما دام يصحبه العقل
وما شغله إلاّ امتداح جلالكم
…
فتعم الفتى من شغله ذلك الشغل
أمولاي يا مولاي ألفا وبعده
…
كذلك ألف ثم ألف له قبل
عديد الحصى والرمل بل عد ما إذا
…
بدا فالحصى جزء بدا منه والرمل
فحبكم كهفي الذي مذ حللته
…
إذا اشتد بي الكرب على الفور ينحل
وسيفي السريجي الذي مذ سللته
…
رأيت خطوب الجهل عني تنسل
ورمحي الرديني الذي مذ شرعته
…
صرعت به ثكلى فلا نعش الثكل
وقوسي التي مذ سدد الصدق نبلها
…
أصابت أسى ما خاب له نبل
فها أنا في ظل من الأمن قاطعٍ
…
على الأمن أنَّ يتدلى ذلك الظل
ومن يدري ما أدري من افضالك الذي
…
هو الباب والأفضال أجمعه فصل
أو الأصل والإفضال بعض فروعه
…
وما يستوي في الرتبة الفرع والأصل
ينم آمنا من جور دهر صروفه
…
سواهر واستقضى وليس له عدل
محمّد يا غوثي وغيثي كلما
…
تجهمت الأيام أو أحجف المحل
محمّد يا حزري وعزي كلما
…
تفاقمت الأهوال أو طرق الذل
أكرر في أحوالي اسمك أنَّه
…
كالشهد ما كررته في فمي يحلو
أما أنَّه أحلى وأيمن مجتنى
…
فكم مجتن للشهد تلسعه النحل
وإنَّ كان في الشهد الشفاء لمشتكٍ
…
بعلة جسم أصلها الشرب والأكل
فباسمك يشفي كل قلب إذا اشتكى
…
إليك بداء جره القول والفعل
وما جسد الإنسان مثل فؤاده
…
فمنزل ذا علو ومنزل ذا سفل
فبالفضل يا ذا الفضل والبذل إنَّ عدت
…
خطوب ولمّا يلف فضل ولا بذل
أجرى من نار ضريع طعامها
…
ومهل وما يغني ضريع ولا مهل
ومن أهلها العاصي أوامر ربه
…
وإني لها أو يغفر الله لي أهل
أما إنني أرجو النجاة وإنَّ تكن
…
ذنوبي حملا لا يطاق لها حمل
فإني قد أعددت أي ذخيرةٍ
…
تخفف من ثقل الذنوب فلا ثقل
هواك الذي للمعضلات خبأته
…
فمن مهجتي حق ومن غيرتي قفل
ألا هكذا فليخبإ الحب مدنف
…
إذا ما سلا أهل المحبة لا يسلو
وإنَّ يعتلل وقتا غرام فيختلل
…
فما حبه يعتل وقتا فيختل
فكم بين من قد تيم الفضل والعلا
…
وبين الذي قد تيم الغنج والدل
لبينهما ما بين وصل وقطعة
…
وهيهات ما بالقطع يشتبه الوصل
وإنَّ غرست كفهما شجر الهوى
…
فمغروس ذا شرى ومغروس ذا نخل
فيا قلبي أحلل من هواك بجنةٍ
…
بها أحتل قلب حبه ليس يعتل
وناد الورى إني احتللت بجنة
…
بها كل من يهوى هواي سيحتل
أدير بها كأسا دهاقاً وما سوى
…
سروري بمحبوبي مدام ولا نقل
هي الخمر لم يتلف بها عقل شاربٍ
…
وتلك حرام في الكتاب وذي حل
ويا فكري الرامي المصيب بنبله
…
مقاتل أغراض أراها له النبل
وفي قتلها عند اللبيب حياتها
…
ومن أعجب الأشياء أنَّ يحيي القتل
بتأليف شمل المدح في المصطفى اشتغل
…
يعنك على تأليفه ذلك الشمل
فذاك محل المدائح قابل
…
إذا انحصرت فيه مدائح من قبل
محل يسمى في علاه مقصراً
…
أديب وفي الأمداح من طبعه يغلو
محل علا فوق السماء ولم يكن
…
لأعلى محل ذلك العلو إنَّ يعلو
فقل للأديب المكثر القول في حلى
…
علاه: كثير القول في مجده قل
فضائله بحر وسجل كلامنا
…
وليس يغيض البحر دلو ولا سجل
وتالله ما البحر الغطامط مشبها
…
فضائله أو يشبه الوابل الطل
ولكنها الأمثال تضرب للورى وليس من المشروط أنَّ يفعل الكل
وقد ضرب الله الأقل لنوره
…
فقال كمشكاةٍ وليس له مثل
أخير رسول جاء للخلق هادياً
…
وقد درست سبل النجاة فلا سبل
وكلهم نشوان من خمرة الهوى
…
فمعبودهم نسر ومدعوهم بعل
فما منهم إلاّ أمير ضلالةٍ
…
ففي جيده غل وفي رجله كبل
فدلوا على سبل النجاة بنوره
…
جميعا ولولا ذلك النور ما دلوا
فأعقب ذلك النور مدلوله حلى
…
ففي جيده عقد وفي رجله حجل
وقفت بباب الجود والكرم الذي
…
غمامته وطفا وعارضه وبل
فما كرم يروق عن الجود واهبا
…
مواهبه تترى ونائله جزل
وقيس بذا إلاّ وقال أولو النهى
…
ألا إنَّ ذاك الجود في جنب ذا بخل
ولي حاجة عنت إليك، قضاؤها
…
عليك بفضل الله يا سيدي سهل
زيارة أرض طيب الله تربها
…
فما المسك مفضوض الختام لها شكل
هي البلدة الغراء طيبة التي
…
بها ديم الرحمى مدى الدهر تنهل
فمن حل مثوى أنت فيه مخيم
…
ويا طيب أقوام بطيبة قد حلوا
يكن آمنا من كل حزن وخيفة
…
ويعظم له جاه ويكرم له نزل
فما داخل عدنا يخاف مثال الردى
…
وتشهد آيات الكتاب الذي نتلو
ولا فرق ما بين الجنان وبينها
…
لدى من له عقل من الناس أو نقل
وصلى عليك الله ما هبت الصبا
…
وما كان للزمن التي أعصرت هطل
ومما له أيضاً رحمه، ملتزما تشبيه النعل المختصة بالشرف والرفعة، وقد أبصرها مرسومة بالحبر في رقعة:
أشفي برؤيتها يا نفسي الدنفه
…
نعلا لرجل رسول الله مكتنفه
كأنَّ طرسا به بالحبر قد رسمت
…
برد من الحبرات البيض ذو صنفه
ومما له أيضاً نفعه الله بها، ورسم مثال النعل الكريمة إثرها:
يا سائلا أفتيه إثر سؤاله
…
عما يرى إنَّ يشك من إشكاله
تراه سواد القلب والعينين في
…
شكل هلال الأفق من أشكاله
أخطأت لست بعائد ولكم مصيب مخطي في البعض من أقواله
فالبدر يكسف في منازل سعده
…
ويصيبه النقصان إثر كماله
وكلاهما شين وهذا قد وفى
…
من كل شين يدر سر جماله
أو ليس تمثال النعال نعال من
…
وطئ السموات العلى بنعاله
نعل بلابسها بأت ويحق أنَّ
…
تبأى به لجلاله وخلاله
فلقد حوت رجلاً مشت بالصفوة المختار عند الله من أرساله
فالثمه تمثالا لها لثم أمرئ
…
باللثم يروى من صدى بلباله
فلرب مشتاق رأى آثار من
…
يشتاقه فشفته من أوجاله
أو ما ترى يعقوب عاد بثوب من
…
يهودي سنى عينيه بعد زواله
وهوى في مولاي يفضل حب يعقوب على المروى من أحواله
فمحمد هو معتقي من ملك شر
…
كٍ كنت طوع يمينه وشماله
قطعت هدايته حبال ضالتي
…
بحسامها الجالي الردى بصقاله
فغدوت معتقلا ورحت مسرحاً
…
متمسكا من هديه بحباله
يرتاح في عدن الهدى قلبي ولا
…
يخشى الإعادة من جحيم ضلاله
أصل النداء معرفا بعوارفٍ
…
بلغ الفؤاد بها مدى آماله
يا قوم إقرار أمري بفضائلٍ
…
عظمت على لأحمد ولآله
كنت الذليل فمذ تملك مجده
…
نفسي بما قد كان من إفضاله
ما زال يسعى في عزازة عبده
…
حتى محا بالعز نقطة ذاله
فأنا الدليل لأعبدٍ ذلوا على
…
أنَّ يصبحوا مثلي عبيد جلاله
مولاي يا مولاي ألفا مردفا
…
بمثاله ومثاله ومثاله
أضعاف أضعافِ الذي في البحر من
…
نقطٍ: أجاج الماء أو سلساله
أنا عبدك القن الذي أطلقته
…
من جهل أوثق مهجتي بعقاله
فبما على لكم من الفضل الذي
…
ضعفت قوي شكري عن استقلاله
إلاّ حملت إليَّ الأساة بطيبة
…
جسما سكا بفراق قلب واله
وأظنه والظن يصدق هاهنا
…
عندي وإني للخبير بحاله
قد حل من فلك العلى الحلى
…
شهب تحف بشمسه وهلاله
بلداً يذود المارقين جلاله
…
بسيوفه ولدانه ونباله
فكأنه كير نفي خبشا وأبقى من رضي الرحمن باستعماله
أربي على أمثاله ووحقه
…
لأفنكت في قولي على أمثاله
فالأرض مثل ذبالة وهو السنى
…
منها وكم بين السنى وذباله
هو طيبة الغراء أشرف موطن
…
حث النهى شرعا على إجلاله
حرم متى ما حله ذو خيفةٍ
…
يأمن به في حاله ومآله
أمر الملائك بالدعاء لأهله
…
أهل الفخار نسائه ورجاله
وأرى ثراه من لأجل سناه خر
…
الملك للمخلوق من صلصاله
ونجا ابن لأمك في السفين إذا استوى
…
ماء الدرى بسهوله وجباله
ونجا ابن آرز من لظى الإشراك إذ
…
نال الذي قد نال من تمثاله
وفدى ابن هاجر حين تل وإنَّه
…
لمسلم لأبيه في أفعاله
وأحتل إدريس مكاناً في السما
…
أسمى، منال النجم دون مناله
والمرء يخلق من ثرى القبر الذي
…
سيكون منطبقا على أوصاله
هذا حديث صح عنه لدى الألى
…
نظموا عقود مقاله وفعاله
ولذلك قال بفضل طيبة مالك
…
وهو الإمام المقتدي بمقاله
إذ لا تراب اجل من تراب نشا
…
منه حبيب الله من أرساله
فنهاك ينحى الجسم متصلا بمن
…
أشجاه وهو القلب يوم فصاله
أسعد بمجتمعين في دار بها
…
شخص الذي قنعا بطيف خياله
مولاي إنَّ لم تؤب عبدك سؤله
…
ورددت خائبةً يمين سؤاله
لا عتب بل عتبي فما هو صالح
…
بك للذي قد ساء من أعماله
لكن سنة سيدي في عبده
…
إسعافه ما دام من سؤاله
والصفح عن زلاته ولو أنها
…
كالرمل عدا في جميع رماله
ومتى يجد فالغيث إلاّ أنه
…
عم الخليقة كلها بنواله
ومتى يجر فالليث إلاّ إنّه
…
يضحى المجار لديه من أشباله
فالخائفون المعسرون مؤمنو
…
ن وموسرون بجاهه وبماله
هذى خصال من خصال جمة
…
ومن الذي يحصى شريف خصاله
صلي عليه إلهنا من مرسل
…
وجد الوجود الخير في إرساله
ومما له أيضاً تقبل الله منه، ولا صرف وجه وقايته بمنه وكرمه عنه:
خذه أيا صاح خذ
…
تمثال نعل قد حذى
على نعال أحمدٍ
…
منجى الأنام المنقذ
السيد المختار من
…
قبيلة وفخذ
ذي الطول ذي الفضل الذي
…
حلاه لا تحصى بذي
وانظر إليه نظرة
…
يجلى بها طرف قذى
وقبلنه دائما
…
تقبيل ذي تلذذ
وقل إذا قبلته
…
ذي قبل تلذذ
وناده يا سيداً
…
بغيره لم ألذ
شكوى محب ما درى
…
غير الهوى من مأخذ
رمى بنبل للنوى
…
صوائب لم تشحذ
لكنها مهما رمى
…
بها فليس تنفذ
فقلبه من رشقها
…
كمثل جلد القنفذ
وقد رجوت والرجا
…
نهجي الذي قد أحتذى
إدالتي بالقرب من
…
هذا النوى المستحوذ
وبالجلال النبوي
…
الهاشمي تعوذي
من أنْ يضيع لي هوى
…
به فؤادي يغتذي
فيا فؤادي بالعرا
…
أفعى المخافة أنبذ
وإنْ تسر للسع من
…
زمرد الدجى خذ
وأره لمقلتي
…
ها كي تسيل ذي وذي
فذاك من الأفاعي من
…
عوائد الزمرذ
ومما له أيضاً رحمه الله تعالى:
يا مغرما برسول
…
لك يخلق الله مثله
هذا مثال نعال
…
شراكها ضم رجله
أشرف بها ثم أشرف
…
نعلا تماثل نعله
فقلبن فيه مثلي
…
تقبيل صب موله
لرب شاكي اشتياقي
…
نال الشفاء بقبله
يا رب أشكوك شوقي
…
والشوق أعضل عله
فقرب الدار ممن
…
ابنت في الرسل فضله
فهو الذي بنواه
…
فؤاد عبدك وله
صلى الإله عليه
…
من شارع خير قبله
وفاسخ كل حكم
…
وناسخ كل ملة
ما حرك الوجد قلبا
…
وأرق البعد مقلة
ومما له أيضاً تقبل الله عمله وبلغه أمله:
انظر إلى هلالا
…
فاق البدور جمالا
أستغفر الله ربي
…
فقد أفكت مقالا
فالمحق ليس مصيبي
…
وقد يصيب الهلالا
لكن حكيت نعالا
…
لسيد قد تعالى
شأى النبيين جاها
…
وحظوة وخلالا
فإن شكوت بشوق
…
فؤادك الصب نالا
فلتلثمني فلثمي
…
يشق اشتياقا توالى
نعم لثمتك شوقا
…
لمّا حكيت النعالا
ومن يظن بنعل
…
شغفت ظن المحالا
بلابس النعل همنا
…
ومنه نبغي الوصالا
يا رب يشكوك قلبي
…
يشكوك صادا ودالا
فقرب الدار ممن
…
برأت فاء وذالا
فما لأحمد ندري
…
في المرسلين مثالا
هذا وإنْ كان منهم
…
والكل حاز الكمالا
ففي السما نيراب
…
وكلها يتلالا
وليس منها مضاه
…
للشمس في النور لالا
صلى عليه إله
…
به أزال الضلالا
ما لحق الجزم فعلا
…
أو لزم النصب حالا
ثم سلام عبيد
…
ما إنْ عن الرق حالا
يخص مولى كريما
…
عم العبيد نوالا
وآله خير آل
…
إنْ عدد الخلق آلا
ما أطلع الأفق شمسا
…
وأنشأ الجو آلا
ومن قوله أيضاً رحمه الله وهي من أول ما قاله:
بكيت وقد رأيت مثال نعله
…
بكاء هو عن الأحباب وله
وما حب النعال أسال دمعي
…
ولكن حب من كرمت برجله
محمّدا الرفيع القدر أعني
…
حبيب الله أحمد خير رسله
عليه السلام ذي مقة مشوق
…
إليه ظل معتصما بحبله
مدى افتخرت سموات وأرض
…
على حر الخدود بوطء نعله
وله رحمه الله قصيدة مطولة نحا منحى رائية أبي الربيع بن سالم وهي:
تبدت لنا والشوق يقدح زنده
…
بقلب شج لا وجد يشبه وجده
نعال رسول الله أشرف بنعل من
…
قد اختص بين الرسل بالسر وحده
وإلاّ تكن نعل الرسول فإنها
…
مثال وكم ند يذكر نده
فيا ناظرا منها حديقا تعاهدت
…
عهدا الحيا تروي رباه ووهده
فلله ما أذكى وأطيب نفحه
…
إذا حركت ريح الصبابة رنده
وأطلق شوق الحب بدرا بهاره
…
وشمسا تروم الغروب في الصيف ورده
على الفور قبل فيه تقبيل فاخر
…
بمولى أعز الله في الخلق عبده
ونزه به طرفا جفا النوم جفنه
…
ومرغ به خدا دم الجفن خده
فربت ذي وجد رأي أثرا لمن
…
له وجده يوما فأطفأ وجده
أمولاي يا أعلى النبيين منزلا
…
لدى الله والمختص بالفضل عنده
نداء عبيد أضرم الشوق وجده
…
فباح بحب أبرم الصدق عقده
وإنْ الهوى مالم يبن لكخمرة
…
بعنقود والسقط لازم زنده
بحق هواي المحض فيك الذي متى
…
يقس بهوى في الدهر ألفي وحده
أنلي ما أبغيه منك وإنَّه
…
زيارة قبر شرف الله لحده
بأشرف جثمان لأشرف روح من
…
وقي الله مما يوهن المجد مجده
هو المجد لا مجد يماثله وهل
…
يماثل صفح السيف في القطع حده
سكرت وما خمري سوى حبه ومن
…
حسا خمر هذا الحب لم يخش حده
فيا طيبة الغراء أسعد منزل
…
تود النجوم الزهر تنزل وهده
إلاّ فاحملي بند الفخار وحققي
…
بأنك قد شرفت بالحمل بنده
ونوطي على جيد العلا عقده ترى
…
مشرفة أيضاً بذلك عقده
بأعضاء مختار من الخلق مرسل
…
إليهم بدين أوثق الله عهده
به نسخت أديان من كان قبله
…
ولا دين يأتي الخلق للحشر بعده
به شاد أبراج العلا الله ربه
…
وثل به عرش الضلال وهده
ورد به عنا الردى وهو مقبل
…
وما كان لولا جاهه ليرده
رسول على الأرسال فضله الذي
…
حباه بما لا يبلغ النطق عده
وإنْ كان رسل الله صلى عليهم
…
وسلم ما ضد ينافر ضده
حكوا سور القرأن نورا وحكمة
…
فأحمد قد أضحى من الرسل حمده
وفي الحمده ما فيها من الشرف الذي
…
يبين لمهدي من الناس رشده
وحسبك أنْ يبدا ويختم قارئ
…
بها ومصل فرضه ثم ورده
كذاك رسول الله أول آخر
…
له المنزل الأعلى الذي لن نحده
أمولاي ذا قصدي إليك وأنت من
…
يبلغ ذا الشوق المبرح قصده
فيا طيب عبد واصل أرض طيبة
…
يمرغ في تلك المعاهد خده
معاهد أمسنى الأنس منها بظهرها
…
لذي وحشة قد قرب الله بعده
وأصبح منقولا إلى بطنها فيا
…
وجاهة بطن قد وعاه وسعده
سعيد صعيد منه أنشى أحمد
…
وفيه الذي أنشا به الفضل رده
فكان كمثل الورد فارق ورده
…
لمنفعة ما ثم عاود ورده
أخيرا كريم ليس تطرق آفة
…
فتى حبه للطارقات أعده
عليك وأنت السيد العلم الذي
…
أفاد الثنا بهر السنى ومعده
بل العالم الإنسى عموما ومنهم
…
خصوصا فريق أكمل الله جده
هي الأمة العليا التي هديت ومن
…
أريد به خير من الخلق يهده
صلاة وتسليم ورحمة مدى انتمى
…
لك الفضل يا فذلك الوجود وفرده
عديد صنوف الخلق علوا وأسفلا
…
صموتا وذا نطاق جمادا وضده
ولست مجيزا أنْ أضيف إلى كذا
…
بعدى فيأتي ما لساني حده
كشمس الضحى كالمسك كالقطر لم ينط
…
به برقه الأفق الصقيل ورعده
أجاعل تشبيهي حقيقة التفت
…
غلطت فللباب المجازي رده
فشمس الضحى المسك والقطر عابها
…
أخو النقد والبرهان يعضد نقده
بكسف وإمساك وهذا دليله
…
على ذاك الإيضاح لم يتعده
وتلك التي شبهتها سلمت سنى
…
فجاءت كما شاء الكمال ووده
صلاة وتسليما ورحمى على الذي
…
سنى وحي ذي العرش المجيد أمده
على العورة الوثقى على القمر الذي
…
على الخلق ظل الأمن والمن مده
على منقذ الإنسان من حفر الردى
…
ولولا سناه كان فيها يدهده
على من له الخلق العظيم على الذي
…
أبان جميع الرسل والكتب جده
على من له المجد الصميم على الذي
…
به شرف الرحمن آدم جده
على أحمد المعروف في ظهر آدم
…
بترديده شكر الإله وحمده
على مجتبى قد نور الله قلبه
…
على مصطفى قد طهر الله برده
له المعجزات اللإء لحن لطرف من
…
نفى نومه سعد وأثبت سهده
فمنها انشقاق البدر ثم نزوله
…
رآه الذي التوفيق وافق رصده
ومنها حنين الجذع بالمسجد الذي
…
بطيبة لمّا آنس الجذع فقده
ومنها طلوع القرص بعد غروبه
…
وما بسوى دعوى دعاها استرده
ومنها سقوط السيف من كف غورث
…
وقد كان مقدام الضلال ونجده
ومنها انفجار الماء من بين أنمل
…
تقسم في ابناء آدم رفده
إلى أنْ روى منه الخميس فيا له
…
خميسا أطاب الله ذو الفضل ورده
ومنها نماء التمر حتى قضى به
…
ديون أبيه جابر حين جده
ومنها كلام الشاة تنهى عن أكلها
…
فلم يبلغ السمام بالسم قصده
ومنها كلام الضب والجمل الذي
…
شكا كده الموهى قواه وجلده
وكيف مواليه يريدون نخوة
…
ولمّا يرعوا فيه بالأمس كده
ومنها البعير المبطئ السير ساطعه
…
فما وخدت من بعد ذا النجب وخده
إلى غيرها من معجزات بواهر
…
فضحن عدوا باغيا رام جحده
تكاثر رمل الأرض عدا ونبتها
…
وتفضل سلك الدر حسنا وعقده
وتزري سنى بالنيرين توصلا
…
من الفلك المجلو بالصحو كبده
ومما به قد خصه الله رحمة
…
وفضلا وفخرا قد قضى الله خلده
صحابته الغر الألي سعدوا ففي
…
قلوبهم قد أسكن الله وده
هم نصروا دين الهدى بسيوفهم
…
كما خذلوا نسر الضلال ووده
وأولهم سبقا وحيدهم حلى
…
وأوجههم عند الإله وعنده
مقربه محبوب مصطفاه من
…
جميعهم لا خلق يعلم نده
خليفته في المسلمين الذي له
…
مناقب عود الطيب تنسى ونده
ميمم ضلال اليمامة غازيا
…
ليروى دما قضب الحديد وملده
فما سلم الكذاب منها رئيسهم
…
مسيلم خنزير الضلال وقرده
أقاويله الزورية اللاء قد دجت
…
ورأس الدجى لا شك بالنور يشده
مقاتل أهل الردة الرجس الألى
…
نحو سد باب حرم الله سده
أبو بكر الصديق أصدق صاحب
…
وأبدلهم في نصرة الدين جهده
الموصوف بالشدة التي
…
بها دينه قوي الإله وشده
........الدهر منه بعزة
…
تحل من الخطب الكرية أشده
.........................بالقنا
…
مددن بالعود يظهر زهده
مواصل أسباب الهدى الندس الذي
…
عن الحق ما شيء من الدهر صده
أميرهم فاروقهم عمر الذي
…
مدى العمر لم يفرق من الأمر آده
وثالثهم ذو الهجرتين الفتى الذي
…
شكا هجره شخص النعيم وصده
مجمع ما في الذكر من سور ومن
…
متى رد داع قد دعا يرده
مجهز جيش العسرة الفاضل الذي
…
تردى رداء غيره لم يرده
فذلك عثمان الشهيد بداره
…
بسيف شقي في لظى يتدهده
أبو عمرو المعمور قلبا بذكر من
…
له من ضروب الصخر أنطق صلده
فسبحت الحصباء من كفه كما
…
أتى في حديث أكثر الناس سرده
ورابعهم من ألبسته يد العلا
…
أجل قميص للعلا وأجده
ووشحه إيمانه وجنانه
…
أجذ حسام للطلى وأحده
تسمى لتفريق الفقار به بذي الْ
…
فقار فما أفرى وأقطع حده
هو السيف لم تجل الصياقل صفحه
…
ولا رقمت أيدي القوين فرنده
تزوج بنت الموت بكرا صداقها
…
أجل صداق أحكم الحب عقده
وليس سوى الأرواح أشركن بالذي
…
براهن ما أكلا وعجل نقده
ومن جنة الفردوس كان خروجه
…
لهذي وتلك الدار كانت مرده
فيا عظم ما أبلى به في مواطن
…
تشيب رأس الطفل لم يعد مهده
إمام همام قاسر كل قسور
…
ومدركه لو كانت الريح نهده
به فتح الرحمن خبير عنوة
…
وسد به ما قبله لم يسده
وكان رسول الله قال لأعطين
…
غدا راية الفتح المبين وبنده
فتى وده خلاقه وأوده
…
كما ودنا والله ينصر وده
فلم يك يعطاها سواه كرامة
…
بها اختصه من شد بالعضد عضده
وقد كان مشدود المحاجر أرمدا
…
ففتح ريق الحب ما الداء سده
فهب هبوب الريح قسور جحفل
…
تولى به رب البرية عضده
وبالباب باب الحصن يسراه ترست
…
فلله منه قسور ما أشده
هو الآية العظمى التي طفئت به
…
من الكفر ما قد أضرم الجهل وقده
ومن كان مولاه الرسول فإنه
…
كذلك مولاه فطوباك عبده
أبوه الذي ربي النبي ولم يزل
…
له حاميا في السر والجهر جهده
متى خاصمت فيه قريش تلقهم
…
خصم اللسان الهاشمي ملده
ومن قوله فيه يعظم شأنه
…
وينشر ما الرحمن أودع مجده
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه
…
ثمال يتيم كدر اليتيم ورده
فياحسرتا إنْ مات لم يجن زهرة
…
قد أبرزها الإيمان بالله وحده
ولكنها الأقدار تنفذ بالذي
…
نود وقد تجرى بما لن نوده
فينأى الذي أدنى ويدنى الذي نآى
…
وكل بعلم يجهل العبد قصده
ونجلاه سبطا المصطفى السيدان من
…
بني المجد لا ضيم ينال معده
جبيباه في الدارين ريحانتاه لم
…
يزل منهما يستنشق الورد ورده
وأمهما من أحمد بضعة ومن
…
يكن من رسول الله جزءا يمده
أفاطم لم يبلغ نصيفك فاضل
…
من الخلق لم يبلغ أولو الفضل مده
فيا صاح قل لا مجد يشبه مجده
…
وصوتك مهما قلت لا فلتمده
أبو الحسن الأسمي على العلا الذي
…
مو البحر لم يدرك يد الجزر مده
وخامسهم بحر الندى الأسد الذي
…
يبذ ليوث الباس أيدا وأسده
مفدى رسول الله بالوالدين إذ
…
ملا قلبه المغسول بردا وكبده
وبشر من قد حز بالسيف رأسه
…
لئم زمان كان فيه ووغده
بنار لها غيض على كل قاتل
…
فما أردى وأشأم عمده
حواريه من قد حوى زينه سنى
…
سنى العلم بالرحمن كان ممده
أبو عابد الله الزبير الذي امتطى
…
مطهمة المجد الأثيل وجرده
وسادسهم ذو الجود والسودد الذي
…
يعد الصدى اللهفان للغوث عده
موقي رسول الله بالكف جودها
…
يحل من العيش المهنا رغده
فشلت وقد سلت من الهند مرهفا
…
محلى صقيلا أكسب الفخر هنده
فطوبى لها يمنى جنت ثمر المنى
…
وقد حليت قلب النعيم وقلده
فقل طلحة ذو المجد طلح ثقاية
…
لسان بيان الشرع أحكم نضده
وسابعهم ذو الفضل أقصد سالك
…
أدل طريق للهدى وأسده
ومفرغ قطر الزهد يجعل بينه
…
وما بين يأجوج الزخارف سده
أمير أولى الإيمان عامرهم أبو
…
عبيدة ذو الخير الذي لن نعده
وثامنهم ذو المجد في المال والتقى
…
فلله ما أجدى وأبرك وجده
ملا ذكره بطن السماء وماله
…
ملا بطن هذي الأرض غورا ونجدة
وكم بات لم يطعم وأطعم غيره
…
وقام ولم يترك من الجوع ورده
ومعمم خير الرسل فاتح دومة
…
كما ود خير المرسلين ووده
فذاك ابن عوف مقلة المجد طرفة
…
أجل فتى يثني عليه ويمده
وتاسعهم ذو الرمي بالنبل والدعا
…
فمن يرم من قوس وفيه يوده
له السيرة الحسنى له النجدة التي
…
رمت فارس الكفر الصراح وكرده
فعوضهم من عيشهم واعتزازهم
…
بموت وذل يعذب الموت عنده
فكم فرس قد راح أشهب واغتدى
…
من الدم يحكى أشقر اللون ورده
وكم فارس من فارس بشماله
…
عنان فقدت منه يمناه قده
فيا بن أبي العاص انك واقص
…
من الكفر جيلا أوجب الله طرده
ويا سعد يا خال النبي لقد سمت
…
فروع نجار ثابت كنت سعده
وعاشرهم ذو النسك كالمسك ذكره
…
سعيد ولا سعد يماثل سعده
فتى المكرمات الأكارم الماجد الذي
…
يزيزن جمع المجد طرا ووفده
سلالة زيد الفجر أرشد مهتد
…
عن الشرك جد سابق قد أصده
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده.
ومما به أيضاً حبا الله أحمدا
…
وعزز ذا الدين العزيز وجنده
ذوو المجد عماه وجعفر الذي
…
ملائكة الرضوان وارته لحده
فحمزة ليث الله لا ليث غابة
…
يصادره إنْ هاجت الحرب جرده
له الفتكات البيض سودت العدا
…
وزادت سنى بدر الجهاد وأحده
وكان إذا ما قارب الطرف وامتطى
…
قراه بريش الرأل يعلم برده
ولا برد إلاّ نثرة عربية
…
لأمثالها داود قدر سدره
فيرعد منه القرن حتى كأنما
…
به نافض قد قرب الروع ورده
إلى أنْ أراد الله منه شهادة
…
تبوئه عدن الجزاء وخلده
على يد أشقى الزنج راميه قدرة
…
بحربته شل المهيمن زنده
فنادى الذي قد ألحف قلبه
…
بأسود مما ألحف الرب جلده
بقتلك يا وحشي سامي سامها
…
أصاب سواد الجلد حاما وولده
وعباس العم الأعم مكارما
…
تقصر من فخر الكرام أمده
أبو الخلفا ساي الحجيج أجل من
…
به يصرف الصرف الجليل وينده
وجعفر الطيار ذو المشهد الذي
…
ملائكة الرحمى غدت فيه شهده
محمرا رايات الهدى بدم العدا
…
بني الأصفر الأسد الألي لم يدهدهوا
مقدم يمناه ويسراه قربة
…
إلى منزل في دار عدن أعده
وأمسك بالعضدين بعدهما اللوا
…
لواء الهدى يبغي من الله عضده
وبعدهم الأنصار والكل أنجم
…
قد أطلعها مولاه تكلأ مجده
بهم خضد الإشراك شرقا ومغربا
…
ولولاه ما كان أعوض خضده
ذوابلهم قضبان بان نواعم
…
قد انبتن سوسان الحديد وورده
تصيب قلوب الشرك طعنا كأنها
…
يحب القضا الجاري فتقصد قصده
وإلاّ فبين الشرك حقد وبينها
…
فتطلب منه موضعا ضم حقده
وأسيافهم زرق رقاق كأنها
…
نطاف بها قد عين الموت ورده
ذكور ويعروها المحيض كأنها
…
إناث ولا غسل عليهن بعده
فيا معشر السادات والكل منكم
…
يرى الصبر في نصر الهدى هو شهده
كأن عداة الدين زرع محطم
…
توليتهم بالبيض والسمر حصده
فأقررتم عين الرسول وحسبكم
…
بذا قرة تهدي إلى الطرف برده
ولله من أزواجه أمهاتنا
…
فرائد علاء قد أسر بن وده
وأكرمهن الدرة الفذة التي
…
بها زين المجد المؤثل عقده
خديجة ذات الجاه إنْ ينشد أمرؤ
…
به الله في أمر تقبل نشده
لها الأثر المحمود والأثر التي
…
متى مر عرف الطيب عنه ترده
بنو المصطفى ما دون إبراهيم الذي
…
رداه رداء الصبر بالثكل قده
بنوها وكل أشمس وأهلة
…
كوامل رسم الفخر حازوا وحده
وفيها رسول الله قال مكرما
…
خليتها والدمع يخضل خده
إلاّ إنها كانت تزور خديجة
…
ومن خلق ذي الإيمان يحفظ عهده
فبشرها جبريل عن ربها بما
…
لها الله في دار النعيم أعده
وعائشة بنت الحبيب عتيق ال
…
مصدق إيعاد الرسول ووعده
فريدة بسوان الوجود مناقبا
…
متى يبل ذكر صالح تستجده
هليمة أهل العلم التي
…
جلت سدف الجهل المضل وسده
وجفصة ذات الصيت والمنصب الذي
…
هو الطود لا ترفي السوابق مهده
مواصلة الأرواد والصوم دائما
…
مواصلة القلب الموحد عقده
وفذة مخزوم جلالا مبلغا
…
قصي المنى في المنزلين معده
وزينب ذات الطول والطول أنملا
…
مواهبها تنسي الغمام وعهده
وزينب ذات الفضلى بنت خزيمة
…
لقد وصلت بالجود ما البخل جده
وسودة ذات السودد العد والتقي
…
متى صد عن قلب تقي لم يصدهو
وميمونة الميومونة البرة التي
…
لها الفضل لم ترق الفواضل نجده
وبنت حيي ربة الصون والحيا
…
صفية من أصفى لها السعد وده
ورملة رمل الأرض يمكن عده
…
لنا والذي خصت به لن نعده
وجارية العليا جورية التي
…
تقد سناما أختها لم تقده
هنا منتهى الأزواج والكل أشمس
…
سناها أسداف الجهالة يشده
وما رئ من ترب لمّارية التي
…
هوها له لا صرد يشبه صرده
سرية سرياته أي منزل
…
يرقى من الطود الفخاري فنده
فسرية الإنسان تسمو بمن لها
…
تسري وهذا المجد تعلم جده
وإنْ لم تكن أما لنا فهي أم من
…
لفقدانه أيدي حبيبك وحده
حبيبي حبيبي فطرة وشريعة
…
قد احكمتا من حبل حبي مسده
مدحتك والأزواج والصحب والألي
…
بقربك شهب الفخر أكروا وورده
فعاد مجلى كل فخر قدامس
…
سكيتا تولى القرد بالسوط جلده
هو المدح ما كررته زاد طيبه
…
فينسي مشور الأري طعما وقنده
فصله أيا فكري لعلك بالغ
…
من البحر ذي الماء الروي العذب ثمده
ولازم جناب المجد ذا المجد مادحا
…
ودع جانبا هند الجمال ودعده
ولا تطلبي يا نفس غير شفاعة
…
ووصل كريم لا أحاذر صده
وعافية شهبانها كلما عرا
…
بلاء تولت عن جنابي لهده
وقمع عداة لم يخافوا إلههم
…
فباروا ذئاب الفقر ضرا وعقده
مذاهبهم ظلم العباد فإن يقل
…
لهم ناصح كفوا عن الظلم يزدهوا
وعبدك بالإيثار دان فلم يكن
…
ليختص دون الغير بالخير وحده
فعم بهذا الخير كل موحد
…
هواك لديه علق أعده
وسلم رب العرش بدءا وعودة
…
عليك أيا فذلك الوجود وفرده
سلاما أيضاً هي هدى من قد ذكرته
…
وتصلية جاءت كذلك بعده
انتهى ما أردت جلبه من كلام هذا الإمام في تمثال نعل المصطفى عليه الصلاة السلام.
قلت: وقد اعتنى الناس والأئمة بتمثال النعل الكريمة وكيف لا وحتى على كل مؤمن أنْ فلى لمشاهدته الفلا فإذا شاهدها قبلها ألفا وألفا وتوسل بصاحبها إلى الله الكريم زلفى ولثم ثراها لثما وأزاح به عن نفسه حوبا وإمثا وجعلها فوق رأسه تاجا واستغنى بالتوسل بمن لبسها فلم يك إلى غابر الدهر محتاجا. وقد أفردها أبو اليمن بن عساكر بالتأليف وصنف فيها جزءا مفردا وكذلك أفردا بالتأليف أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن خلف السلمي الشهير بابن الحاج من أهل المرية وكذا غيرهما.
ومن بعض ما ذكر في فضلها وجرب من نفعها وبركتها ما ذكره أبو جعفر أحمد بن عبد المجيد وكان شيخا صالحا ورعا قال: حذوت هذا المثال لبعض الطلبة فجاءني يوما فقال لي: رأيت البارحة من بركة هذه النعل عجبا أصاب زوجي وجع شديد كاد يهلكها فجعلت النعل في موضع الوجع وقلت اللهم أرني بركة هذا النعل فشفاها الله للحين.
وقال أبو إسحاق: قال محمّد أبو القاسم بن محمّد: ومما جرب من بركته أنَّ من أمسكه عنده متبركا به كان له أمانا من بغي البغاة وغلبة العداة وحرز من كل شيطان مارد وعين كل حاسد وإنْ أمسكته المرأة الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر عليها أمرها بحول الله وقوته.
ولله در الأمام الشيخ أبي اليمن بن عساكر رحمه الله حيث قال:
يا منشدا في رسم ربع خالي
…
ومناشدا لدوارس الأطلال
دع ندب آثار وذكر مآثر
…
لأحبة بانوا وعصر خالي
والثم ثرى الأثر الكريم فحبذا
…
أنْ فزت منه بلثم ذا التمثال
أثر له بقلوبنا أثر لها
…
شغل الخلى بحب ذات الخال
قبل لك الإقبال نعلي أخمص
…
حل الهلال بها محل قبال
ألصق بها قلبا يقلبه الهوى
…
وجلا على الأوصاب والأوجال
صافح بها خدا وعفر وجنة
…
في تربها وجدا وفرط تغال
تشفيك حر جوى ثوى بجوانح
…
في الحب ما جنحت إلى الإبلال
يا شبه نعل المصطفى روحي الفدا
…
لمحلك الأسمى الشريف العالي
هملت لمرآك العيون وقد نأى
…
مرآي العيان بغير ما إهمال
وتذكرت عهد العقيق فناثرت
…
شوقا عقيق المدمع الهطال
وصبت فواصل الحنين إلى الذي
…
ما زال بالي منه في بلبال
أذكرتني قدما لها قدم العلا
…
والجود والمعروف والإفضال
أذكرتني من لم يزل ذكري له
…
يعتاد في الأبكار والآصال
لو أنْ خدي يحتذي لمثالها
…
لبلغت من نيل المنى آمالي
ولها المفاخر والمآثر في الدنا
…
والدين في الأقوال والأفعال
أو أنَّ أجفاني لوطء نعالها
…
أرض سمت عزا بذا الإذلال
وما أحسن قصيدة نسبها الشيخ أبو إسحاق بن الحاج للأديب العلامة أبي الحكم مالك بن المرحل رحمه الله تعالى وهي قوله:
بوصف حبيبي طرز الشعر ناظمه
…
ونمنم خد الطرس بالنقش راقمه
رؤوف عطوف أوسع الناس رحمة
…
وجادت عليهم بالنوال غمائمة
له الحسن والإحسان في كل مذهب
…
فآثاره محبوبة ومعالمه
بخ ختم الله النبيين كلهم
…
وكل فعال صالح فهو خاتمه
أحب رسول الله حبا لو أنه
…
تقاسمه قومي كفتهم مقاسمه
كأن فؤادي كلما مر ذكره
…
من الورق خفاق أصيبت قوادمه
أهيم إذا هبت نواسم أرضه
…
ومن لفؤادي أنْ تهب نواسمه
فأنشق مسكا طيبا فكأنما
…
نوافجه جاءت به ولطائمه
ومما دناني والدواعي كثيرة
…
إلى الشوق أنَّ الشوق مما أكاتمه
مثال لنعلي من أحب حديثه
…
فها أنا في يومي وليلي لاثمه
أجر على رأسي ووجهي أديمه
…
وألثمه طورا وطورا ألازمه
أمثله في رجل أكرم من مشي
…
فتبصره عيني وما أنا حالمه
أحرك من خدي أحسب رفعه
…
على وجنتي خطوا هناك يداومه
ومن لي بوقع النعل في حر وجنتي
…
لماش فوق النجوم براجمه
سأجعل فوق الترائب عودة
…
لقلبي لعل القلب يبرد جامحه
وأربطه فوق الشئون تميمة
…
لجفني لعل الجفن يرقا ساجمه
إلاّ بأبي تمثال نعل محمّد
…
لطاب محاذي وقدس خادمه
يود هلال الأفق لو أنه هوى
…
يزاحمنا في لثمة ونزاحمه
وما ذاك إلاّ أنْ حب نبيينا
…
يقوم بأجسام الخليفة لازمه
سلام عليه كلما هبت الصبا
…
وغنت بأغصان الأراك حمائمه
وللشيخ أبي بكر أحمد بن الإمام أبي محمّد عبد الله القرطبي في ذلك:
ونعل خضعنا هيبة لهائها
…
وأنا متى نخضع لها أبدا نعل
فضعنا على أعلى المفارق إنها
…
حقيقتها تاج وصورتها نعل
بأخمص خير الخلق حازت مرية
…
على التاج حتى باهت المفرق الرجل
معاني الهدى عنها استنارت لمبصر
…
وإنَّ بحار الجود من فيضها تحلو
سلونا ولكن عن سواها وإنما
…
يهيم بمغناها الغريب وما يسلو
فما شاقنا مذ راقنا رسم عزها
…
حميم ولا مال كريم ولا أهل
شفاء لذي سقم رجاء لبائس
…
أمان لذي خوف كذا يحسب الفضل
ورأيت في بعض تماثيل النعل الكريمة مكتوبا بطرفها الشريف ما نصه:
مثال نعل الرسول
…
خذه بحن القبول
ففضله ليس يحصى
…
لدفع كل مهول
وفي وسطها ما نصه:
أمرغ في المثال بياض وجهي
…
فقد عقد النبي لها قبولا
وما حب المثال شغفن قلبي
…
ولكن حب من لبس المثالا
ورأيت مكتوبا بدائرتها ما نصه: ما كان هذا المثال الكريم في دار فسرقت ولا في سفينة فغرقت وفيه خواص عجيبة. انتهى.
وقد حكى غير واحد أنَّ سراج الدين سيدي عمر الفاكهاني شارح العمدة والرسالة لمّا أبصر تمثال النعال المطهرة أغمي عليه ساعة ثم أنشد حين أفاق متمثلا:
ولو قيل لمجنون ليلى ووصلها
…
تريد أم الدنيا وما في زواياها
لقال غبار من تراب نعالها
…
أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها
وقد ذكر أنَّ السراج الفاكهاني أما أحتضر أغمي عليه ساعة فلقنه بعض من حضره ففتح عينيه وأنشد:
وغدا يذكرني عهودا بالحمى
…
ومتى نسيت العهد حتى أذكره
ثم أدخل عليه تمثال النعل الطيبة فحين شاهدها أغمي عليه ساعة ثم أنشد البيتين المذكورين حين أفاق.
وقال الشيخ الرحال أبو عبد الله بن رشيد الفهري: لمّا دخلت دار الحديث الأشرفية برسم رؤية النعل الكريمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ولثمتها حضرتني هذه الأبيات فقلت:
هنيئا لعيني أنْ رأت نعل أحمد
…
فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصدي
وقبلتها أشفي الغليل فزادني
…
فيا عجبا زاد الظما عند موردي
فلله ذاك اللثم لهو ألذ من
…
لمى شفة لميا وخد مورد
ولله ذاك اليوم عيدا ومعلما
…
بتاريخه أرخت مولدا أسعد
عليه صلاة نشرها طيب كما يحب ويرضى ربنا لمحمد
ولا بد أنْ نرسم تمثال النعل الكريمة تبركا بصاحبها عليه الصلاة والسلام:
رسم النعل ص267 تمثال النعل النبوية في دار الحديث الأشرفية بدمشق كما رسمته النسخة التيمورية.