المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قرأت حذار العين لمّا رايته … بأفق يميني طالعاً سورة - أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض - جـ ٣

[المقري التلمساني]

فهرس الكتاب

- ‌روضة الأقحوان في ذكر حاله في المنشأ والعنفوان

- ‌صناعة التأليف بالمغرب

- ‌ترجمة الفيروزأبادي

- ‌عن الشقائق النعمانية

- ‌ترجمة ثانية للفيروزابادي، عن الضوء اللامع للسنحاري

- ‌ترجمة ثالثة للفيروز ابادي عن انباء الغمر لابن حجر

- ‌التجديد والمجدود

- ‌روضة البهار في ذكر جملة من شيوخه

- ‌الذين فضلهم أظهر من شمس النهار

- ‌شيوخ عياض

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض:

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله:

- ‌استطراد وتحقيق

- ‌تنبيهات

- ‌ترجمة ابن السيد البطليوسي للفتح بن خاقان

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله:

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله تعالى:

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله تعالى:

- ‌ومن أشياخ القاضي أبي الفضل عياض رحمه الله:

- ‌فمنهم في حرف الهمزة:

- ‌ومنهم في حرف الحاء:

- ‌ومنهم في حرف الخاء:

- ‌ومنهم في حرف الميم:

- ‌ومنهم في حرف العين:

- ‌ومنهم في حرف الغين:

- ‌ومنهم في حرف السين:

- ‌ومنهم في حرف الشين:

- ‌ومنهم في حرف الهاء:

- ‌ومنهم في حرف الياء:

- ‌وممن أجاز القاضي أبا عياض ولم يلقه:

- ‌‌‌وممن أجاز القاضي عياض ولم يلقه:

- ‌وممن أجاز القاضي عياض ولم يلقه:

- ‌الخبر عن مقتل ابن الأبار

- ‌وسياقته الأولية:

- ‌رجع إلى كلام ابن الآبار

- ‌رجع إلى كلام ابن الآبار

- ‌قافية الهمزة

- ‌قافية الباء

- ‌قافية التاء

- ‌قافية الثاء

- ‌قافية الجيم

- ‌قافية الحاء

- ‌قافية الخاء

- ‌قافية الدال

- ‌قافية الذال

- ‌قافية الراء

- ‌قافية الزاي وهي متجانسة

- ‌قافية الطاء

- ‌قافية الظاء

- ‌قافية الكاف

- ‌قافية الميم

- ‌قافية النون

- ‌قافية الصاد

- ‌قافية الضاد

- ‌قافية العين

- ‌قافية الغين

- ‌قافية الفاء

- ‌قافية القاف

- ‌قافية السين

- ‌قافية الشين

- ‌قافية الهاء

- ‌ما كتب في المثال الأيمن

- ‌ما كتب في المثال الأيسر

- ‌قافية الواو

- ‌قافية لام الألف

- ‌قافيه الياء

- ‌بين القاضي عياض والزمخشري

- ‌بين الحافظ السلفي والزمخشري

- ‌بين الزمخشري وأهل السنة

- ‌دعاء مبارك لتفريج الأزمات

- ‌تنبيه

- ‌عود إلى الرد على بيتي الزمخشري

الفصل: قرأت حذار العين لمّا رايته … بأفق يميني طالعاً سورة

قرأت حذار العين لمّا رايته

بأفق يميني طالعاً سورة الفلق

قست مهجة قد أبصرته وما جرت

مسابقةً شهب المدامع في طلق

‌قافية السين

سموت أيا نعل الرسول برجله

على قمم الشهبان والبدر والشمسِ

سرى ليلة المعراج فوق براقه

ليسمى أقطار السموات باللمسِ

سماء به فلتفخري بدر سؤددٍ

سليم السنى يضحى منيراً مكا يمسي

سراج به طلنا الذين تقدموا

ولا عجب أنْ يفضل اليوم للأمسِ

سلمنا بفضل الله لكننا وهم

حروف ومت الإطباق في الحرف كالهمسِ

‌قافية الشين

شمخت أيا نعلا لأكرم سيدٍ

رسولٍ على السبع السموات قد مشى

شريفٍ له قد أسجد البدر والتفت

إليه تجده بالترب منمشا

شغى مبصري القلب والطرف نوره

وقد منت أعشى القلب والطرف أعمشا

شفاعته نرجو امتداد ظلالها

إذا ما الرجا فيما سواها تكمشا

شققت جيوب الكتم وجداً وقلت يا

يدي وهى حبل التصبر فاخمشا

‌قافية الهاء

هي النعل قد كانت سماء ورجله

هلالاً غما أسنى وأضوأ أفقها

هيا منكراً تقبيلها بعد بدرها

على دنف ما أنت منه بأفقها

هل القصد إلاّ رجل لابسها الذي

سيسمعني يوم القيامة خفقها

ص: 236

هلالي وشمسي في دجى الحشر سيدي

مبلغ نفسي ما يوافق وفقها

همت عبرتي شوقاً له إذ رأيتها

فما ترجى الأجفان من بعد رفقها

انتهى ما ألفته من هذه القطع ولم أجد تكملة الحروف؛ وقد كمل ما بقي منها على نمطها، صاحبنا الفقيه الأصيل أبو الحسن الشامي، حفظه الله، وسيأتي ذلك قريباً.

وألفيت أيضاً بخط هذا الشيخ محمّد بن الفرج السبتي، رحمه الله عدة قصائد ومقاطع في هذا الغرض، منها قوله رحمه الله:

ولق رأيت مثال نعل محمدٍ

فاشتد شوقي عند ذاك وهاجا

فظللت أمسح وجنتي بشسعه

مسحاً وأجله برأسي تاجا

يا نعل أكرم مرسل لمّا أني

دخل الورى في دينه أفواجا

كرمت من نعلٍ حوت رجلاً مشت

بأجل بادٍ في الظلام سرجا

شرفت بموطي نعله السبع العلا

لمّا ارتقاها عارجاً ليناجى

ومنها قوله رحمه الله:

نثرت محاجر مقلتي من سلكها

دراً وشذاً مفرغاً من سلكها

شوقاً لمبعوثٍ أتي فاستبشرت

مهج الورى بنجاتها من هلكها

عاينت مثل نعاله ومحمّد

هو خاتم الأرسال وسطى سلكها

فوجدت فيها ريحه ولربما

فاح النوافج بعد فرقة مسكها

أشرف بها نعلاً عمائم كل ذي

شرفٍ تقر بأنها من ملكها

فلق وعت قدماً سعت في فلكها

من راحتي كفرانها أو شركها

ص: 237

جعلت موطئها الملائك عندما

أسرى به ليلاً مواضع نسكها

يا ليت أعضائي شفاه كلها

فمتى تقبلها شفاهي تحكها

قد كنت ذا خوفٍ ووحشةٍ أبدلا

رغد المسرة للفؤاد بضنكها

فكأنها صك أتى عبداً وقد

تعطى المولى أمنها في صكها

وهلال أطلع فانجلى من وحشتي

ما قد تراكم من سحائب حلكها

فأنا العتيق وأنْ تشك النفس في

عتقي يمط للحين عارض شكها

يا منجي الحوباء من بحر الردى

ولقد غدا لولاك معصب فلكها

شكوى غريق ذنوبه مهما شكت

حوباؤه لسواك لم يشكها

ولقد أمرت بترك أسباب بها

تقوى الذنوب فما أخذت بتركها

ولئن هدمت مبانياً مستورةً

بستور لطف لا سبيل لهلكها

فلقد بنيت من الرجاء مبانياً

ردت فواتك خيفتي عن فتكها

وجعلت حبك يا محمّد أسها

علما بأن الأس ممسك سمكها

صلى عليك إلهنا ما طل ان

فٌ ذكرك العطر الشذا مستنكها

ومن ذلك قوله رحمه الله:

أقول وهجراني سيعقبه الوصل

فعقد الهوى الشرعي ما أنْ له حلُ

غداة رأت عيني مثال نعال من

بدا فهدى أهل السعادة إذ ضلوا

تمنيت لو أني ظفرت بتربةٍ

عليها مشت نعل بلابسها نعلو

فأكحل عيناً أرمدت ببعاده

وليس سوى ذاك التراب لها كحلُ

هو الكحل يجلو ما بعيني من قذى

وكم كحل أنْ تكحل به العين لا يجلو

فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ

أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ

ص: 238

فإنك قد أودعت رجلاً علت على

بساط عُلا لم تعله قبلها رجل

فأقسم لو تؤتي العمائم سؤلها

لمّا كان غير النعل كان لها سؤل

وناهيك من رجل مشت بمحمدٍ

مفضل رسل الله إنَّ عدت الرسل

أبو القاسم الأسمى وطئ السما

فنودي من فيها ألا خلقه صلوا

ولو لم تطأها رجله كان للثرى

على الفلك الأعلى بموطئها الفضل

فيا مرسلا ما في النبيين مثله

رسولا وهل للشمس من جنسها مثل

أثرت ظلام الجهل فالقلب نير

محا العلم منه أحرفا خطها الجهل

فكان كمثل السيف أصبح صادئاً

وأمسى وقد جلى مضاربه الصقل

يلوح به الإيمان شكلا لناظرٍ

ولولاك لم يطلع به ذلك الشكل

فحق لذي عقل بأن يقطع المدى

مدى غمره ما دام يصحبه العقل

وما شغله إلاّ امتداح جلالكم

فتعم الفتى من شغله ذلك الشغل

أمولاي يا مولاي ألفا وبعده

كذلك ألف ثم ألف له قبل

عديد الحصى والرمل بل عد ما إذا

بدا فالحصى جزء بدا منه والرمل

فحبكم كهفي الذي مذ حللته

إذا اشتد بي الكرب على الفور ينحل

وسيفي السريجي الذي مذ سللته

رأيت خطوب الجهل عني تنسل

ورمحي الرديني الذي مذ شرعته

صرعت به ثكلى فلا نعش الثكل

وقوسي التي مذ سدد الصدق نبلها

أصابت أسى ما خاب له نبل

فها أنا في ظل من الأمن قاطعٍ

على الأمن أنَّ يتدلى ذلك الظل

ومن يدري ما أدري من افضالك الذي

هو الباب والأفضال أجمعه فصل

أو الأصل والإفضال بعض فروعه

وما يستوي في الرتبة الفرع والأصل

ص: 239

ينم آمنا من جور دهر صروفه

سواهر واستقضى وليس له عدل

محمّد يا غوثي وغيثي كلما

تجهمت الأيام أو أحجف المحل

محمّد يا حزري وعزي كلما

تفاقمت الأهوال أو طرق الذل

أكرر في أحوالي اسمك أنَّه

كالشهد ما كررته في فمي يحلو

أما أنَّه أحلى وأيمن مجتنى

فكم مجتن للشهد تلسعه النحل

وإنَّ كان في الشهد الشفاء لمشتكٍ

بعلة جسم أصلها الشرب والأكل

فباسمك يشفي كل قلب إذا اشتكى

إليك بداء جره القول والفعل

وما جسد الإنسان مثل فؤاده

فمنزل ذا علو ومنزل ذا سفل

فبالفضل يا ذا الفضل والبذل إنَّ عدت

خطوب ولمّا يلف فضل ولا بذل

أجرى من نار ضريع طعامها

ومهل وما يغني ضريع ولا مهل

ومن أهلها العاصي أوامر ربه

وإني لها أو يغفر الله لي أهل

أما إنني أرجو النجاة وإنَّ تكن

ذنوبي حملا لا يطاق لها حمل

فإني قد أعددت أي ذخيرةٍ

تخفف من ثقل الذنوب فلا ثقل

هواك الذي للمعضلات خبأته

فمن مهجتي حق ومن غيرتي قفل

ألا هكذا فليخبإ الحب مدنف

إذا ما سلا أهل المحبة لا يسلو

وإنَّ يعتلل وقتا غرام فيختلل

فما حبه يعتل وقتا فيختل

فكم بين من قد تيم الفضل والعلا

وبين الذي قد تيم الغنج والدل

لبينهما ما بين وصل وقطعة

وهيهات ما بالقطع يشتبه الوصل

وإنَّ غرست كفهما شجر الهوى

فمغروس ذا شرى ومغروس ذا نخل

فيا قلبي أحلل من هواك بجنةٍ

بها أحتل قلب حبه ليس يعتل

ص: 240

وناد الورى إني احتللت بجنة

بها كل من يهوى هواي سيحتل

أدير بها كأسا دهاقاً وما سوى

سروري بمحبوبي مدام ولا نقل

هي الخمر لم يتلف بها عقل شاربٍ

وتلك حرام في الكتاب وذي حل

ويا فكري الرامي المصيب بنبله

مقاتل أغراض أراها له النبل

وفي قتلها عند اللبيب حياتها

ومن أعجب الأشياء أنَّ يحيي القتل

بتأليف شمل المدح في المصطفى اشتغل

يعنك على تأليفه ذلك الشمل

فذاك محل المدائح قابل

إذا انحصرت فيه مدائح من قبل

محل يسمى في علاه مقصراً

أديب وفي الأمداح من طبعه يغلو

محل علا فوق السماء ولم يكن

لأعلى محل ذلك العلو إنَّ يعلو

فقل للأديب المكثر القول في حلى

علاه: كثير القول في مجده قل

فضائله بحر وسجل كلامنا

وليس يغيض البحر دلو ولا سجل

وتالله ما البحر الغطامط مشبها

فضائله أو يشبه الوابل الطل

ولكنها الأمثال تضرب للورى وليس من المشروط أنَّ يفعل الكل

وقد ضرب الله الأقل لنوره

فقال كمشكاةٍ وليس له مثل

أخير رسول جاء للخلق هادياً

وقد درست سبل النجاة فلا سبل

وكلهم نشوان من خمرة الهوى

فمعبودهم نسر ومدعوهم بعل

فما منهم إلاّ أمير ضلالةٍ

ففي جيده غل وفي رجله كبل

فدلوا على سبل النجاة بنوره

جميعا ولولا ذلك النور ما دلوا

فأعقب ذلك النور مدلوله حلى

ففي جيده عقد وفي رجله حجل

وقفت بباب الجود والكرم الذي

غمامته وطفا وعارضه وبل

فما كرم يروق عن الجود واهبا

مواهبه تترى ونائله جزل

ص: 241

وقيس بذا إلاّ وقال أولو النهى

ألا إنَّ ذاك الجود في جنب ذا بخل

ولي حاجة عنت إليك، قضاؤها

عليك بفضل الله يا سيدي سهل

زيارة أرض طيب الله تربها

فما المسك مفضوض الختام لها شكل

هي البلدة الغراء طيبة التي

بها ديم الرحمى مدى الدهر تنهل

فمن حل مثوى أنت فيه مخيم

ويا طيب أقوام بطيبة قد حلوا

يكن آمنا من كل حزن وخيفة

ويعظم له جاه ويكرم له نزل

فما داخل عدنا يخاف مثال الردى

وتشهد آيات الكتاب الذي نتلو

ولا فرق ما بين الجنان وبينها

لدى من له عقل من الناس أو نقل

وصلى عليك الله ما هبت الصبا

وما كان للزمن التي أعصرت هطل

ومما له أيضاً رحمه، ملتزما تشبيه النعل المختصة بالشرف والرفعة، وقد أبصرها مرسومة بالحبر في رقعة:

أشفي برؤيتها يا نفسي الدنفه

نعلا لرجل رسول الله مكتنفه

كأنَّ طرسا به بالحبر قد رسمت

برد من الحبرات البيض ذو صنفه

ومما له أيضاً نفعه الله بها، ورسم مثال النعل الكريمة إثرها:

يا سائلا أفتيه إثر سؤاله

عما يرى إنَّ يشك من إشكاله

تراه سواد القلب والعينين في

شكل هلال الأفق من أشكاله

أخطأت لست بعائد ولكم مصيب مخطي في البعض من أقواله

فالبدر يكسف في منازل سعده

ويصيبه النقصان إثر كماله

وكلاهما شين وهذا قد وفى

من كل شين يدر سر جماله

ص: 242

أو ليس تمثال النعال نعال من

وطئ السموات العلى بنعاله

نعل بلابسها بأت ويحق أنَّ

تبأى به لجلاله وخلاله

فلقد حوت رجلاً مشت بالصفوة المختار عند الله من أرساله

فالثمه تمثالا لها لثم أمرئ

باللثم يروى من صدى بلباله

فلرب مشتاق رأى آثار من

يشتاقه فشفته من أوجاله

أو ما ترى يعقوب عاد بثوب من

يهودي سنى عينيه بعد زواله

وهوى في مولاي يفضل حب يعقوب على المروى من أحواله

فمحمد هو معتقي من ملك شر

كٍ كنت طوع يمينه وشماله

قطعت هدايته حبال ضالتي

بحسامها الجالي الردى بصقاله

فغدوت معتقلا ورحت مسرحاً

متمسكا من هديه بحباله

يرتاح في عدن الهدى قلبي ولا

يخشى الإعادة من جحيم ضلاله

أصل النداء معرفا بعوارفٍ

بلغ الفؤاد بها مدى آماله

يا قوم إقرار أمري بفضائلٍ

عظمت على لأحمد ولآله

كنت الذليل فمذ تملك مجده

نفسي بما قد كان من إفضاله

ما زال يسعى في عزازة عبده

حتى محا بالعز نقطة ذاله

فأنا الدليل لأعبدٍ ذلوا على

أنَّ يصبحوا مثلي عبيد جلاله

مولاي يا مولاي ألفا مردفا

بمثاله ومثاله ومثاله

أضعاف أضعافِ الذي في البحر من

نقطٍ: أجاج الماء أو سلساله

أنا عبدك القن الذي أطلقته

من جهل أوثق مهجتي بعقاله

فبما على لكم من الفضل الذي

ضعفت قوي شكري عن استقلاله

إلاّ حملت إليَّ الأساة بطيبة

جسما سكا بفراق قلب واله

ص: 243

وأظنه والظن يصدق هاهنا

عندي وإني للخبير بحاله

قد حل من فلك العلى الحلى

شهب تحف بشمسه وهلاله

بلداً يذود المارقين جلاله

بسيوفه ولدانه ونباله

فكأنه كير نفي خبشا وأبقى من رضي الرحمن باستعماله

أربي على أمثاله ووحقه

لأفنكت في قولي على أمثاله

فالأرض مثل ذبالة وهو السنى

منها وكم بين السنى وذباله

هو طيبة الغراء أشرف موطن

حث النهى شرعا على إجلاله

حرم متى ما حله ذو خيفةٍ

يأمن به في حاله ومآله

أمر الملائك بالدعاء لأهله

أهل الفخار نسائه ورجاله

وأرى ثراه من لأجل سناه خر

الملك للمخلوق من صلصاله

ونجا ابن لأمك في السفين إذا استوى

ماء الدرى بسهوله وجباله

ونجا ابن آرز من لظى الإشراك إذ

نال الذي قد نال من تمثاله

وفدى ابن هاجر حين تل وإنَّه

لمسلم لأبيه في أفعاله

وأحتل إدريس مكاناً في السما

أسمى، منال النجم دون مناله

والمرء يخلق من ثرى القبر الذي

سيكون منطبقا على أوصاله

هذا حديث صح عنه لدى الألى

نظموا عقود مقاله وفعاله

ولذلك قال بفضل طيبة مالك

وهو الإمام المقتدي بمقاله

إذ لا تراب اجل من تراب نشا

منه حبيب الله من أرساله

فنهاك ينحى الجسم متصلا بمن

أشجاه وهو القلب يوم فصاله

أسعد بمجتمعين في دار بها

شخص الذي قنعا بطيف خياله

مولاي إنَّ لم تؤب عبدك سؤله

ورددت خائبةً يمين سؤاله

ص: 244

لا عتب بل عتبي فما هو صالح

بك للذي قد ساء من أعماله

لكن سنة سيدي في عبده

إسعافه ما دام من سؤاله

والصفح عن زلاته ولو أنها

كالرمل عدا في جميع رماله

ومتى يجد فالغيث إلاّ أنه

عم الخليقة كلها بنواله

ومتى يجر فالليث إلاّ إنّه

يضحى المجار لديه من أشباله

فالخائفون المعسرون مؤمنو

ن وموسرون بجاهه وبماله

هذى خصال من خصال جمة

ومن الذي يحصى شريف خصاله

صلي عليه إلهنا من مرسل

وجد الوجود الخير في إرساله

ومما له أيضاً تقبل الله منه، ولا صرف وجه وقايته بمنه وكرمه عنه:

خذه أيا صاح خذ

تمثال نعل قد حذى

على نعال أحمدٍ

منجى الأنام المنقذ

السيد المختار من

قبيلة وفخذ

ذي الطول ذي الفضل الذي

حلاه لا تحصى بذي

وانظر إليه نظرة

يجلى بها طرف قذى

وقبلنه دائما

تقبيل ذي تلذذ

وقل إذا قبلته

ذي قبل تلذذ

وناده يا سيداً

بغيره لم ألذ

شكوى محب ما درى

غير الهوى من مأخذ

رمى بنبل للنوى

صوائب لم تشحذ

لكنها مهما رمى

بها فليس تنفذ

ص: 245

فقلبه من رشقها

كمثل جلد القنفذ

وقد رجوت والرجا

نهجي الذي قد أحتذى

إدالتي بالقرب من

هذا النوى المستحوذ

وبالجلال النبوي

الهاشمي تعوذي

من أنْ يضيع لي هوى

به فؤادي يغتذي

فيا فؤادي بالعرا

أفعى المخافة أنبذ

وإنْ تسر للسع من

زمرد الدجى خذ

وأره لمقلتي

ها كي تسيل ذي وذي

فذاك من الأفاعي من

عوائد الزمرذ

ومما له أيضاً رحمه الله تعالى:

يا مغرما برسول

لك يخلق الله مثله

هذا مثال نعال

شراكها ضم رجله

أشرف بها ثم أشرف

نعلا تماثل نعله

فقلبن فيه مثلي

تقبيل صب موله

لرب شاكي اشتياقي

نال الشفاء بقبله

يا رب أشكوك شوقي

والشوق أعضل عله

فقرب الدار ممن

ابنت في الرسل فضله

فهو الذي بنواه

فؤاد عبدك وله

صلى الإله عليه

من شارع خير قبله

ص: 246

وفاسخ كل حكم

وناسخ كل ملة

ما حرك الوجد قلبا

وأرق البعد مقلة

ومما له أيضاً تقبل الله عمله وبلغه أمله:

انظر إلى هلالا

فاق البدور جمالا

أستغفر الله ربي

فقد أفكت مقالا

فالمحق ليس مصيبي

وقد يصيب الهلالا

لكن حكيت نعالا

لسيد قد تعالى

شأى النبيين جاها

وحظوة وخلالا

فإن شكوت بشوق

فؤادك الصب نالا

فلتلثمني فلثمي

يشق اشتياقا توالى

نعم لثمتك شوقا

لمّا حكيت النعالا

ومن يظن بنعل

شغفت ظن المحالا

بلابس النعل همنا

ومنه نبغي الوصالا

يا رب يشكوك قلبي

يشكوك صادا ودالا

فقرب الدار ممن

برأت فاء وذالا

فما لأحمد ندري

في المرسلين مثالا

هذا وإنْ كان منهم

والكل حاز الكمالا

ففي السما نيراب

وكلها يتلالا

وليس منها مضاه

للشمس في النور لالا

ص: 247

صلى عليه إله

به أزال الضلالا

ما لحق الجزم فعلا

أو لزم النصب حالا

ثم سلام عبيد

ما إنْ عن الرق حالا

يخص مولى كريما

عم العبيد نوالا

وآله خير آل

إنْ عدد الخلق آلا

ما أطلع الأفق شمسا

وأنشأ الجو آلا

ومن قوله أيضاً رحمه الله وهي من أول ما قاله:

بكيت وقد رأيت مثال نعله

بكاء هو عن الأحباب وله

وما حب النعال أسال دمعي

ولكن حب من كرمت برجله

محمّدا الرفيع القدر أعني

حبيب الله أحمد خير رسله

عليه السلام ذي مقة مشوق

إليه ظل معتصما بحبله

مدى افتخرت سموات وأرض

على حر الخدود بوطء نعله

وله رحمه الله قصيدة مطولة نحا منحى رائية أبي الربيع بن سالم وهي:

تبدت لنا والشوق يقدح زنده

بقلب شج لا وجد يشبه وجده

نعال رسول الله أشرف بنعل من

قد اختص بين الرسل بالسر وحده

وإلاّ تكن نعل الرسول فإنها

مثال وكم ند يذكر نده

فيا ناظرا منها حديقا تعاهدت

عهدا الحيا تروي رباه ووهده

فلله ما أذكى وأطيب نفحه

إذا حركت ريح الصبابة رنده

ص: 248

وأطلق شوق الحب بدرا بهاره

وشمسا تروم الغروب في الصيف ورده

على الفور قبل فيه تقبيل فاخر

بمولى أعز الله في الخلق عبده

ونزه به طرفا جفا النوم جفنه

ومرغ به خدا دم الجفن خده

فربت ذي وجد رأي أثرا لمن

له وجده يوما فأطفأ وجده

أمولاي يا أعلى النبيين منزلا

لدى الله والمختص بالفضل عنده

نداء عبيد أضرم الشوق وجده

فباح بحب أبرم الصدق عقده

وإنْ الهوى مالم يبن لكخمرة

بعنقود والسقط لازم زنده

بحق هواي المحض فيك الذي متى

يقس بهوى في الدهر ألفي وحده

أنلي ما أبغيه منك وإنَّه

زيارة قبر شرف الله لحده

بأشرف جثمان لأشرف روح من

وقي الله مما يوهن المجد مجده

هو المجد لا مجد يماثله وهل

يماثل صفح السيف في القطع حده

سكرت وما خمري سوى حبه ومن

حسا خمر هذا الحب لم يخش حده

فيا طيبة الغراء أسعد منزل

تود النجوم الزهر تنزل وهده

إلاّ فاحملي بند الفخار وحققي

بأنك قد شرفت بالحمل بنده

ونوطي على جيد العلا عقده ترى

مشرفة أيضاً بذلك عقده

بأعضاء مختار من الخلق مرسل

إليهم بدين أوثق الله عهده

به نسخت أديان من كان قبله

ولا دين يأتي الخلق للحشر بعده

به شاد أبراج العلا الله ربه

وثل به عرش الضلال وهده

ورد به عنا الردى وهو مقبل

وما كان لولا جاهه ليرده

رسول على الأرسال فضله الذي

حباه بما لا يبلغ النطق عده

ص: 249

وإنْ كان رسل الله صلى عليهم

وسلم ما ضد ينافر ضده

حكوا سور القرأن نورا وحكمة

فأحمد قد أضحى من الرسل حمده

وفي الحمده ما فيها من الشرف الذي

يبين لمهدي من الناس رشده

وحسبك أنْ يبدا ويختم قارئ

بها ومصل فرضه ثم ورده

كذاك رسول الله أول آخر

له المنزل الأعلى الذي لن نحده

أمولاي ذا قصدي إليك وأنت من

يبلغ ذا الشوق المبرح قصده

فيا طيب عبد واصل أرض طيبة

يمرغ في تلك المعاهد خده

معاهد أمسنى الأنس منها بظهرها

لذي وحشة قد قرب الله بعده

وأصبح منقولا إلى بطنها فيا

وجاهة بطن قد وعاه وسعده

سعيد صعيد منه أنشى أحمد

وفيه الذي أنشا به الفضل رده

فكان كمثل الورد فارق ورده

لمنفعة ما ثم عاود ورده

أخيرا كريم ليس تطرق آفة

فتى حبه للطارقات أعده

عليك وأنت السيد العلم الذي

أفاد الثنا بهر السنى ومعده

بل العالم الإنسى عموما ومنهم

خصوصا فريق أكمل الله جده

هي الأمة العليا التي هديت ومن

أريد به خير من الخلق يهده

صلاة وتسليم ورحمة مدى انتمى

لك الفضل يا فذلك الوجود وفرده

عديد صنوف الخلق علوا وأسفلا

صموتا وذا نطاق جمادا وضده

ولست مجيزا أنْ أضيف إلى كذا

بعدى فيأتي ما لساني حده

كشمس الضحى كالمسك كالقطر لم ينط

به برقه الأفق الصقيل ورعده

أجاعل تشبيهي حقيقة التفت

غلطت فللباب المجازي رده

فشمس الضحى المسك والقطر عابها

أخو النقد والبرهان يعضد نقده

ص: 250

بكسف وإمساك وهذا دليله

على ذاك الإيضاح لم يتعده

وتلك التي شبهتها سلمت سنى

فجاءت كما شاء الكمال ووده

صلاة وتسليما ورحمى على الذي

سنى وحي ذي العرش المجيد أمده

على العورة الوثقى على القمر الذي

على الخلق ظل الأمن والمن مده

على منقذ الإنسان من حفر الردى

ولولا سناه كان فيها يدهده

على من له الخلق العظيم على الذي

أبان جميع الرسل والكتب جده

على من له المجد الصميم على الذي

به شرف الرحمن آدم جده

على أحمد المعروف في ظهر آدم

بترديده شكر الإله وحمده

على مجتبى قد نور الله قلبه

على مصطفى قد طهر الله برده

له المعجزات اللإء لحن لطرف من

نفى نومه سعد وأثبت سهده

فمنها انشقاق البدر ثم نزوله

رآه الذي التوفيق وافق رصده

ومنها حنين الجذع بالمسجد الذي

بطيبة لمّا آنس الجذع فقده

ومنها طلوع القرص بعد غروبه

وما بسوى دعوى دعاها استرده

ومنها سقوط السيف من كف غورث

وقد كان مقدام الضلال ونجده

ومنها انفجار الماء من بين أنمل

تقسم في ابناء آدم رفده

إلى أنْ روى منه الخميس فيا له

خميسا أطاب الله ذو الفضل ورده

ومنها نماء التمر حتى قضى به

ديون أبيه جابر حين جده

ومنها كلام الشاة تنهى عن أكلها

فلم يبلغ السمام بالسم قصده

ومنها كلام الضب والجمل الذي

شكا كده الموهى قواه وجلده

وكيف مواليه يريدون نخوة

ولمّا يرعوا فيه بالأمس كده

ص: 251

ومنها البعير المبطئ السير ساطعه

فما وخدت من بعد ذا النجب وخده

إلى غيرها من معجزات بواهر

فضحن عدوا باغيا رام جحده

تكاثر رمل الأرض عدا ونبتها

وتفضل سلك الدر حسنا وعقده

وتزري سنى بالنيرين توصلا

من الفلك المجلو بالصحو كبده

ومما به قد خصه الله رحمة

وفضلا وفخرا قد قضى الله خلده

صحابته الغر الألي سعدوا ففي

قلوبهم قد أسكن الله وده

هم نصروا دين الهدى بسيوفهم

كما خذلوا نسر الضلال ووده

وأولهم سبقا وحيدهم حلى

وأوجههم عند الإله وعنده

مقربه محبوب مصطفاه من

جميعهم لا خلق يعلم نده

خليفته في المسلمين الذي له

مناقب عود الطيب تنسى ونده

ميمم ضلال اليمامة غازيا

ليروى دما قضب الحديد وملده

فما سلم الكذاب منها رئيسهم

مسيلم خنزير الضلال وقرده

أقاويله الزورية اللاء قد دجت

ورأس الدجى لا شك بالنور يشده

مقاتل أهل الردة الرجس الألى

نحو سد باب حرم الله سده

أبو بكر الصديق أصدق صاحب

وأبدلهم في نصرة الدين جهده

الموصوف بالشدة التي

بها دينه قوي الإله وشده

........الدهر منه بعزة

تحل من الخطب الكرية أشده

.........................بالقنا

مددن بالعود يظهر زهده

ص: 252

مواصل أسباب الهدى الندس الذي

عن الحق ما شيء من الدهر صده

أميرهم فاروقهم عمر الذي

مدى العمر لم يفرق من الأمر آده

وثالثهم ذو الهجرتين الفتى الذي

شكا هجره شخص النعيم وصده

مجمع ما في الذكر من سور ومن

متى رد داع قد دعا يرده

مجهز جيش العسرة الفاضل الذي

تردى رداء غيره لم يرده

فذلك عثمان الشهيد بداره

بسيف شقي في لظى يتدهده

أبو عمرو المعمور قلبا بذكر من

له من ضروب الصخر أنطق صلده

فسبحت الحصباء من كفه كما

أتى في حديث أكثر الناس سرده

ورابعهم من ألبسته يد العلا

أجل قميص للعلا وأجده

ووشحه إيمانه وجنانه

أجذ حسام للطلى وأحده

تسمى لتفريق الفقار به بذي الْ

فقار فما أفرى وأقطع حده

هو السيف لم تجل الصياقل صفحه

ولا رقمت أيدي القوين فرنده

تزوج بنت الموت بكرا صداقها

أجل صداق أحكم الحب عقده

وليس سوى الأرواح أشركن بالذي

براهن ما أكلا وعجل نقده

ومن جنة الفردوس كان خروجه

لهذي وتلك الدار كانت مرده

فيا عظم ما أبلى به في مواطن

تشيب رأس الطفل لم يعد مهده

إمام همام قاسر كل قسور

ومدركه لو كانت الريح نهده

به فتح الرحمن خبير عنوة

وسد به ما قبله لم يسده

ص: 253

وكان رسول الله قال لأعطين

غدا راية الفتح المبين وبنده

فتى وده خلاقه وأوده

كما ودنا والله ينصر وده

فلم يك يعطاها سواه كرامة

بها اختصه من شد بالعضد عضده

وقد كان مشدود المحاجر أرمدا

ففتح ريق الحب ما الداء سده

فهب هبوب الريح قسور جحفل

تولى به رب البرية عضده

وبالباب باب الحصن يسراه ترست

فلله منه قسور ما أشده

هو الآية العظمى التي طفئت به

من الكفر ما قد أضرم الجهل وقده

ومن كان مولاه الرسول فإنه

كذلك مولاه فطوباك عبده

أبوه الذي ربي النبي ولم يزل

له حاميا في السر والجهر جهده

متى خاصمت فيه قريش تلقهم

خصم اللسان الهاشمي ملده

ومن قوله فيه يعظم شأنه

وينشر ما الرحمن أودع مجده

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال يتيم كدر اليتيم ورده

فياحسرتا إنْ مات لم يجن زهرة

قد أبرزها الإيمان بالله وحده

ولكنها الأقدار تنفذ بالذي

نود وقد تجرى بما لن نوده

فينأى الذي أدنى ويدنى الذي نآى

وكل بعلم يجهل العبد قصده

ونجلاه سبطا المصطفى السيدان من

بني المجد لا ضيم ينال معده

جبيباه في الدارين ريحانتاه لم

يزل منهما يستنشق الورد ورده

وأمهما من أحمد بضعة ومن

يكن من رسول الله جزءا يمده

أفاطم لم يبلغ نصيفك فاضل

من الخلق لم يبلغ أولو الفضل مده

فيا صاح قل لا مجد يشبه مجده

وصوتك مهما قلت لا فلتمده

أبو الحسن الأسمي على العلا الذي

مو البحر لم يدرك يد الجزر مده

ص: 254

وخامسهم بحر الندى الأسد الذي

يبذ ليوث الباس أيدا وأسده

مفدى رسول الله بالوالدين إذ

ملا قلبه المغسول بردا وكبده

وبشر من قد حز بالسيف رأسه

لئم زمان كان فيه ووغده

بنار لها غيض على كل قاتل

فما أردى وأشأم عمده

حواريه من قد حوى زينه سنى

سنى العلم بالرحمن كان ممده

أبو عابد الله الزبير الذي امتطى

مطهمة المجد الأثيل وجرده

وسادسهم ذو الجود والسودد الذي

يعد الصدى اللهفان للغوث عده

موقي رسول الله بالكف جودها

يحل من العيش المهنا رغده

فشلت وقد سلت من الهند مرهفا

محلى صقيلا أكسب الفخر هنده

فطوبى لها يمنى جنت ثمر المنى

وقد حليت قلب النعيم وقلده

فقل طلحة ذو المجد طلح ثقاية

لسان بيان الشرع أحكم نضده

وسابعهم ذو الفضل أقصد سالك

أدل طريق للهدى وأسده

ومفرغ قطر الزهد يجعل بينه

وما بين يأجوج الزخارف سده

أمير أولى الإيمان عامرهم أبو

عبيدة ذو الخير الذي لن نعده

وثامنهم ذو المجد في المال والتقى

فلله ما أجدى وأبرك وجده

ملا ذكره بطن السماء وماله

ملا بطن هذي الأرض غورا ونجدة

وكم بات لم يطعم وأطعم غيره

وقام ولم يترك من الجوع ورده

ومعمم خير الرسل فاتح دومة

كما ود خير المرسلين ووده

ص: 255

فذاك ابن عوف مقلة المجد طرفة

أجل فتى يثني عليه ويمده

وتاسعهم ذو الرمي بالنبل والدعا

فمن يرم من قوس وفيه يوده

له السيرة الحسنى له النجدة التي

رمت فارس الكفر الصراح وكرده

فعوضهم من عيشهم واعتزازهم

بموت وذل يعذب الموت عنده

فكم فرس قد راح أشهب واغتدى

من الدم يحكى أشقر اللون ورده

وكم فارس من فارس بشماله

عنان فقدت منه يمناه قده

فيا بن أبي العاص انك واقص

من الكفر جيلا أوجب الله طرده

ويا سعد يا خال النبي لقد سمت

فروع نجار ثابت كنت سعده

وعاشرهم ذو النسك كالمسك ذكره

سعيد ولا سعد يماثل سعده

فتى المكرمات الأكارم الماجد الذي

يزيزن جمع المجد طرا ووفده

سلالة زيد الفجر أرشد مهتد

عن الشرك جد سابق قد أصده

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده.

ومما به أيضاً حبا الله أحمدا

وعزز ذا الدين العزيز وجنده

ذوو المجد عماه وجعفر الذي

ملائكة الرضوان وارته لحده

فحمزة ليث الله لا ليث غابة

يصادره إنْ هاجت الحرب جرده

له الفتكات البيض سودت العدا

وزادت سنى بدر الجهاد وأحده

ص: 256

وكان إذا ما قارب الطرف وامتطى

قراه بريش الرأل يعلم برده

ولا برد إلاّ نثرة عربية

لأمثالها داود قدر سدره

فيرعد منه القرن حتى كأنما

به نافض قد قرب الروع ورده

إلى أنْ أراد الله منه شهادة

تبوئه عدن الجزاء وخلده

على يد أشقى الزنج راميه قدرة

بحربته شل المهيمن زنده

فنادى الذي قد ألحف قلبه

بأسود مما ألحف الرب جلده

بقتلك يا وحشي سامي سامها

أصاب سواد الجلد حاما وولده

وعباس العم الأعم مكارما

تقصر من فخر الكرام أمده

أبو الخلفا ساي الحجيج أجل من

به يصرف الصرف الجليل وينده

وجعفر الطيار ذو المشهد الذي

ملائكة الرحمى غدت فيه شهده

محمرا رايات الهدى بدم العدا

بني الأصفر الأسد الألي لم يدهدهوا

مقدم يمناه ويسراه قربة

إلى منزل في دار عدن أعده

وأمسك بالعضدين بعدهما اللوا

لواء الهدى يبغي من الله عضده

وبعدهم الأنصار والكل أنجم

قد أطلعها مولاه تكلأ مجده

بهم خضد الإشراك شرقا ومغربا

ولولاه ما كان أعوض خضده

ص: 257

ذوابلهم قضبان بان نواعم

قد انبتن سوسان الحديد وورده

تصيب قلوب الشرك طعنا كأنها

يحب القضا الجاري فتقصد قصده

وإلاّ فبين الشرك حقد وبينها

فتطلب منه موضعا ضم حقده

وأسيافهم زرق رقاق كأنها

نطاف بها قد عين الموت ورده

ذكور ويعروها المحيض كأنها

إناث ولا غسل عليهن بعده

فيا معشر السادات والكل منكم

يرى الصبر في نصر الهدى هو شهده

كأن عداة الدين زرع محطم

توليتهم بالبيض والسمر حصده

فأقررتم عين الرسول وحسبكم

بذا قرة تهدي إلى الطرف برده

ولله من أزواجه أمهاتنا

فرائد علاء قد أسر بن وده

وأكرمهن الدرة الفذة التي

بها زين المجد المؤثل عقده

خديجة ذات الجاه إنْ ينشد أمرؤ

به الله في أمر تقبل نشده

لها الأثر المحمود والأثر التي

متى مر عرف الطيب عنه ترده

بنو المصطفى ما دون إبراهيم الذي

رداه رداء الصبر بالثكل قده

بنوها وكل أشمس وأهلة

كوامل رسم الفخر حازوا وحده

وفيها رسول الله قال مكرما

خليتها والدمع يخضل خده

إلاّ إنها كانت تزور خديجة

ومن خلق ذي الإيمان يحفظ عهده

فبشرها جبريل عن ربها بما

لها الله في دار النعيم أعده

ص: 258

وعائشة بنت الحبيب عتيق ال

مصدق إيعاد الرسول ووعده

فريدة بسوان الوجود مناقبا

متى يبل ذكر صالح تستجده

هليمة أهل العلم التي

جلت سدف الجهل المضل وسده

وجفصة ذات الصيت والمنصب الذي

هو الطود لا ترفي السوابق مهده

مواصلة الأرواد والصوم دائما

مواصلة القلب الموحد عقده

وفذة مخزوم جلالا مبلغا

قصي المنى في المنزلين معده

وزينب ذات الطول والطول أنملا

مواهبها تنسي الغمام وعهده

وزينب ذات الفضلى بنت خزيمة

لقد وصلت بالجود ما البخل جده

وسودة ذات السودد العد والتقي

متى صد عن قلب تقي لم يصدهو

وميمونة الميومونة البرة التي

لها الفضل لم ترق الفواضل نجده

وبنت حيي ربة الصون والحيا

صفية من أصفى لها السعد وده

ورملة رمل الأرض يمكن عده

لنا والذي خصت به لن نعده

ص: 259

وجارية العليا جورية التي

تقد سناما أختها لم تقده

هنا منتهى الأزواج والكل أشمس

سناها أسداف الجهالة يشده

وما رئ من ترب لمّارية التي

هوها له لا صرد يشبه صرده

سرية سرياته أي منزل

يرقى من الطود الفخاري فنده

فسرية الإنسان تسمو بمن لها

تسري وهذا المجد تعلم جده

وإنْ لم تكن أما لنا فهي أم من

لفقدانه أيدي حبيبك وحده

حبيبي حبيبي فطرة وشريعة

قد احكمتا من حبل حبي مسده

مدحتك والأزواج والصحب والألي

بقربك شهب الفخر أكروا وورده

فعاد مجلى كل فخر قدامس

سكيتا تولى القرد بالسوط جلده

هو المدح ما كررته زاد طيبه

فينسي مشور الأري طعما وقنده

فصله أيا فكري لعلك بالغ

من البحر ذي الماء الروي العذب ثمده

ولازم جناب المجد ذا المجد مادحا

ودع جانبا هند الجمال ودعده

ولا تطلبي يا نفس غير شفاعة

ووصل كريم لا أحاذر صده

وعافية شهبانها كلما عرا

بلاء تولت عن جنابي لهده

ص: 260

وقمع عداة لم يخافوا إلههم

فباروا ذئاب الفقر ضرا وعقده

مذاهبهم ظلم العباد فإن يقل

لهم ناصح كفوا عن الظلم يزدهوا

وعبدك بالإيثار دان فلم يكن

ليختص دون الغير بالخير وحده

فعم بهذا الخير كل موحد

هواك لديه علق أعده

وسلم رب العرش بدءا وعودة

عليك أيا فذلك الوجود وفرده

سلاما أيضاً هي هدى من قد ذكرته

وتصلية جاءت كذلك بعده

انتهى ما أردت جلبه من كلام هذا الإمام في تمثال نعل المصطفى عليه الصلاة السلام.

قلت: وقد اعتنى الناس والأئمة بتمثال النعل الكريمة وكيف لا وحتى على كل مؤمن أنْ فلى لمشاهدته الفلا فإذا شاهدها قبلها ألفا وألفا وتوسل بصاحبها إلى الله الكريم زلفى ولثم ثراها لثما وأزاح به عن نفسه حوبا وإمثا وجعلها فوق رأسه تاجا واستغنى بالتوسل بمن لبسها فلم يك إلى غابر الدهر محتاجا. وقد أفردها أبو اليمن بن عساكر بالتأليف وصنف فيها جزءا مفردا وكذلك أفردا بالتأليف أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن خلف السلمي الشهير بابن الحاج من أهل المرية وكذا غيرهما.

ص: 261

ومن بعض ما ذكر في فضلها وجرب من نفعها وبركتها ما ذكره أبو جعفر أحمد بن عبد المجيد وكان شيخا صالحا ورعا قال: حذوت هذا المثال لبعض الطلبة فجاءني يوما فقال لي: رأيت البارحة من بركة هذه النعل عجبا أصاب زوجي وجع شديد كاد يهلكها فجعلت النعل في موضع الوجع وقلت اللهم أرني بركة هذا النعل فشفاها الله للحين.

وقال أبو إسحاق: قال محمّد أبو القاسم بن محمّد: ومما جرب من بركته أنَّ من أمسكه عنده متبركا به كان له أمانا من بغي البغاة وغلبة العداة وحرز من كل شيطان مارد وعين كل حاسد وإنْ أمسكته المرأة الحامل بيمينها وقد اشتد عليها الطلق تيسر عليها أمرها بحول الله وقوته.

ولله در الأمام الشيخ أبي اليمن بن عساكر رحمه الله حيث قال:

يا منشدا في رسم ربع خالي

ومناشدا لدوارس الأطلال

دع ندب آثار وذكر مآثر

لأحبة بانوا وعصر خالي

والثم ثرى الأثر الكريم فحبذا

أنْ فزت منه بلثم ذا التمثال

أثر له بقلوبنا أثر لها

شغل الخلى بحب ذات الخال

قبل لك الإقبال نعلي أخمص

حل الهلال بها محل قبال

ألصق بها قلبا يقلبه الهوى

وجلا على الأوصاب والأوجال

صافح بها خدا وعفر وجنة

في تربها وجدا وفرط تغال

تشفيك حر جوى ثوى بجوانح

في الحب ما جنحت إلى الإبلال

يا شبه نعل المصطفى روحي الفدا

لمحلك الأسمى الشريف العالي

هملت لمرآك العيون وقد نأى

مرآي العيان بغير ما إهمال

وتذكرت عهد العقيق فناثرت

شوقا عقيق المدمع الهطال

ص: 262

وصبت فواصل الحنين إلى الذي

ما زال بالي منه في بلبال

أذكرتني قدما لها قدم العلا

والجود والمعروف والإفضال

أذكرتني من لم يزل ذكري له

يعتاد في الأبكار والآصال

لو أنْ خدي يحتذي لمثالها

لبلغت من نيل المنى آمالي

ولها المفاخر والمآثر في الدنا

والدين في الأقوال والأفعال

أو أنَّ أجفاني لوطء نعالها

أرض سمت عزا بذا الإذلال

وما أحسن قصيدة نسبها الشيخ أبو إسحاق بن الحاج للأديب العلامة أبي الحكم مالك بن المرحل رحمه الله تعالى وهي قوله:

بوصف حبيبي طرز الشعر ناظمه

ونمنم خد الطرس بالنقش راقمه

رؤوف عطوف أوسع الناس رحمة

وجادت عليهم بالنوال غمائمة

له الحسن والإحسان في كل مذهب

فآثاره محبوبة ومعالمه

بخ ختم الله النبيين كلهم

وكل فعال صالح فهو خاتمه

أحب رسول الله حبا لو أنه

تقاسمه قومي كفتهم مقاسمه

كأن فؤادي كلما مر ذكره

من الورق خفاق أصيبت قوادمه

أهيم إذا هبت نواسم أرضه

ومن لفؤادي أنْ تهب نواسمه

فأنشق مسكا طيبا فكأنما

نوافجه جاءت به ولطائمه

ومما دناني والدواعي كثيرة

إلى الشوق أنَّ الشوق مما أكاتمه

مثال لنعلي من أحب حديثه

فها أنا في يومي وليلي لاثمه

أجر على رأسي ووجهي أديمه

وألثمه طورا وطورا ألازمه

ص: 263

أمثله في رجل أكرم من مشي

فتبصره عيني وما أنا حالمه

أحرك من خدي أحسب رفعه

على وجنتي خطوا هناك يداومه

ومن لي بوقع النعل في حر وجنتي

لماش فوق النجوم براجمه

سأجعل فوق الترائب عودة

لقلبي لعل القلب يبرد جامحه

وأربطه فوق الشئون تميمة

لجفني لعل الجفن يرقا ساجمه

إلاّ بأبي تمثال نعل محمّد

لطاب محاذي وقدس خادمه

يود هلال الأفق لو أنه هوى

يزاحمنا في لثمة ونزاحمه

وما ذاك إلاّ أنْ حب نبيينا

يقوم بأجسام الخليفة لازمه

سلام عليه كلما هبت الصبا

وغنت بأغصان الأراك حمائمه

وللشيخ أبي بكر أحمد بن الإمام أبي محمّد عبد الله القرطبي في ذلك:

ونعل خضعنا هيبة لهائها

وأنا متى نخضع لها أبدا نعل

فضعنا على أعلى المفارق إنها

حقيقتها تاج وصورتها نعل

بأخمص خير الخلق حازت مرية

على التاج حتى باهت المفرق الرجل

معاني الهدى عنها استنارت لمبصر

وإنَّ بحار الجود من فيضها تحلو

سلونا ولكن عن سواها وإنما

يهيم بمغناها الغريب وما يسلو

فما شاقنا مذ راقنا رسم عزها

حميم ولا مال كريم ولا أهل

شفاء لذي سقم رجاء لبائس

أمان لذي خوف كذا يحسب الفضل

ص: 264

ورأيت في بعض تماثيل النعل الكريمة مكتوبا بطرفها الشريف ما نصه:

مثال نعل الرسول

خذه بحن القبول

ففضله ليس يحصى

لدفع كل مهول

وفي وسطها ما نصه:

أمرغ في المثال بياض وجهي

فقد عقد النبي لها قبولا

وما حب المثال شغفن قلبي

ولكن حب من لبس المثالا

ورأيت مكتوبا بدائرتها ما نصه: ما كان هذا المثال الكريم في دار فسرقت ولا في سفينة فغرقت وفيه خواص عجيبة. انتهى.

وقد حكى غير واحد أنَّ سراج الدين سيدي عمر الفاكهاني شارح العمدة والرسالة لمّا أبصر تمثال النعال المطهرة أغمي عليه ساعة ثم أنشد حين أفاق متمثلا:

ولو قيل لمجنون ليلى ووصلها

تريد أم الدنيا وما في زواياها

لقال غبار من تراب نعالها

أحب إلى نفسي وأشفى لبلواها

وقد ذكر أنَّ السراج الفاكهاني أما أحتضر أغمي عليه ساعة فلقنه بعض من حضره ففتح عينيه وأنشد:

وغدا يذكرني عهودا بالحمى

ومتى نسيت العهد حتى أذكره

ص: 265

ثم أدخل عليه تمثال النعل الطيبة فحين شاهدها أغمي عليه ساعة ثم أنشد البيتين المذكورين حين أفاق.

وقال الشيخ الرحال أبو عبد الله بن رشيد الفهري: لمّا دخلت دار الحديث الأشرفية برسم رؤية النعل الكريمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم ولثمتها حضرتني هذه الأبيات فقلت:

هنيئا لعيني أنْ رأت نعل أحمد

فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصدي

وقبلتها أشفي الغليل فزادني

فيا عجبا زاد الظما عند موردي

فلله ذاك اللثم لهو ألذ من

لمى شفة لميا وخد مورد

ولله ذاك اليوم عيدا ومعلما

بتاريخه أرخت مولدا أسعد

عليه صلاة نشرها طيب كما يحب ويرضى ربنا لمحمد

ولا بد أنْ نرسم تمثال النعل الكريمة تبركا بصاحبها عليه الصلاة والسلام:

ص: 266

رسم النعل ص267 تمثال النعل النبوية في دار الحديث الأشرفية بدمشق كما رسمته النسخة التيمورية.

ص: 267