المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(أ) أشراط الساعة - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ١

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌(أ) أشراط الساعة

(أ) أشراط الساعة

للقيامة علامات صغرى وكبرى (أ)(فمن الصغرى) ما في حديث جبريل قال: فأخبرني عن إماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البينيان (1) (ومنها) ما في حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويكثر النساء، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد. أخرجه السبعة إلا أبا داود وقال الترمذى: حسن صحيح (2){57} .

(وما في) حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يفيض المال، وتظهر الفتن، ويكثير الهرج قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل القتل ". أخرجه ابن ماجة بسند صحيح (3){58} .

(وعنه) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج- وهو القتل- حتى يكون فيكم المال فيفيض " أخرجه الشيخان (4){59} .

(ومنها) عدم البركة في الوقت وإضاعته في اللهو واللعب، وهو المراد بما في حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:

" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم،

(1) تقدم رقم 9 ص 11 (قوام الدين ثلاثة).

(2)

انظر رقم 7424 ص 532 ج 2 فيض القدير شرح الجامع الصغير.

(3)

ص 258 ج 2 سنن ابن ماجه (أشراط الساعة) و (الهرج) بفتح فسكون.

(4)

ص 355 ج 2 فتح البارى (ما قيل فى الزلازل والآيات).

ص: 76

واليوم كالساعة، والساعة كالضرمة من النار ". أخرجه أحمد والترمذى وقال هذا حديث غريب (1){60} .

(ومنها) إسناد الأمور لغير أهلها " روى " أبو هريرة أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " متى الساعة؟ فقال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال وكيف إضاعتها؟ قال إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة ". أخرجه البخاري (2){61} .

(ومنها) ما في حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصري ". أخرجه الشيخان (3){62} .

(قال النووي) هذه النار آية من أشراط الساعة، وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارا عظيمة جدا، خرجت من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع اهل الشام وسائر البلدان (4).

(ومنها) ما في حديث أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:

(1) (ص 221 ج 3 تيسير الوصول متفرقة

) و (الضرمة) ففتحتين، احتراق السعفة (ورقة الجريدة اليابسة) والضرام - بالكسر: اشتعال النار فى الحلفاء ونحوها.

(2)

ص 263 ج 11 فتح البارى (رفع الأمانة - الرقاق).

(3)

ص 219 ج 3 تيسير الوصول (خروج النار قبل الساعة). و (بصرى) بضم فسكون: مدينة بالشام.

(4)

ص 28 ج 18 شرح مسلم (الفتن وأشراط الساعة).

ص: 77

"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفى فتعال فاقتله آلا الغرقد فانه من شجر اليهود". أخرجه الشيخان وهذا لفظ مسلم (1){63}

(ب) علاماتها الكبرى: (روى) حديقة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: لن تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى بن مريم والدخان وثلاثة خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من فعر عدن تسوق الناس إلي المحشر. أخرجه أحمد ومسلم والأربعة والطيالسى (2){64} .

وأهمها ست هاك بيانها:

1 -

طلوع الشمس من المغرب: هي أول الآيات الكبرى ظهورا، روى عبد\ الله بن عمرو بن العاصي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " أن أول

(1) ص 44 ج 18 نووى مسلم (الفتن وأشراط الساعة) و (الغرقد) بفتح فسكون نوع من الشجر له شوك عظيم معروف ببلاد بيت المقدس. وهناك يكون قتل اليهود. وكلام الحجر والشجر حقيقى بان ينطقه الله تعالى وهو على كل شئ قدير. ويحتمل ان يكون كناية عما يكون من عدم تمكن اليهود من الفرار والاختباء بأن يدركهم المقاتلون فى يتمكن أحد من الفرار.

(2)

ص 27 ج 18 نووى مسلم (الفتن وأشراط الساعة). وص 260 ج 2 سنن ابن ماجه (الآيات). وص 124 ج 4 سنن أبى داود (إمارات الساعة). و 214 ج 3 تحفة الأحوذى (ما جاء فى الخسف). وص 143 مسند الطالسى. و (ثلاثة خسوف) قد وجد الخسف فى مواضع لكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف هنا قدرا زائدا على ما وجد كأن يكون أعظم مكانا وقدرا، وقعر عدن: أى أقصى أرضها.

ص: 78

الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وآيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى عى أثرها قريبا ". أخرجه أحمد وأبو داود ومسلم وزادا: قال عبد الله - يعنى ابن عمرو - وأظن أولهما خروجت طلوع الشمس من مغربها (1){65} .

(وعن أبى هريرة) رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعوا. وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا. أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود (2){66} .

(قيل) يكون ذلك في يوم أو ثلاثة، ثم تطلع من المشرق كعادتها، وإذا طلعت من المغرب غربت في المشرق، وحينئذ يغلق باب التوبة إلى يوم القيامة، لقوله تعالى:(يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)(3).

(المعنى) لا ينفع الإيمان نفسا كافرة لم تكن آمنت من قبل، ولا ينفع نفسا مؤمنة توبتها من المعاصي. وعليه فاغلاق باب التوبة عام فى الكافر والمؤمن العاصي. (وقيل) المعنى: أو نفسا منافقة كسبت في إيمانها خيرا، أى تصديقا باطنا. وعليه فاغلاق باب التوبة خاص بالكافر. وصحح بعضهم أن عدم قبول

(1) ص 164 ج 2 مسند أحمد. وص 114 ج 4 سنن أبى داود (إمارات الساعة وص 222 ج 3 تيسير الوصول (أشراط متفرقة).

(2)

ص 219 ج 3 تيسير الوصول (طلوع الشمس من مغربها).

(3)

الأنعام: 158 (وبعض آيات الرب) طلوع الشمس من المغرب كما فى الحديث رقم 65.

ص: 79

التوبة خاص بمن شاهد طلوع الشمس من مغربها وهو مميز. أما من كان حينئذ غير مميز صبيا كان أو مجنونا ثم ميز بعد ذلك، فانه تقبل منه التوبة (1).

2 -

نزول الدخان من السماء: قال تعالى: (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين)(11) الدخان. قال ابن عباس وابن عمر والحسن وغيرهم: انه دخان يأتى قبل يوم القيامة فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ " أى المشوى " وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه النار.

(وعن) أبى مالك الأشعرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " ان ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه. والثانية الدابة: والثالثة الدجال ". أخرجه ابن جرير الطبرى والطبرانى بسند جيد (2){68} .

(وقال) على رضى الله عنه: لم تمض آية الدخان بعد تأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفد: أخرجه بن أبى حاتم وابن كثير (3){6} .

(1) والذى دلت عليه الأحاديث الصحيحة أن قبول التوبة ملغيا بطلوع الشمس من مغربها فلا تقبل بعد (روى) عبد الله بن عمر وغيره أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل ". أخرجه أحمد والطبرانى {67} ص 282 ج 11 فتح البارى. الشرح (باب طلوع الشمس من مغربها).

(2)

ص 68 ج 5 جامع البيان. و (الزكمة) بفتح فسكون، نزول فضلات رطبة من الدماغ إلى الأنف.

(3)

ص 422 ج 7 تفسير ابن كثير. و (ينفد) أى ينفى. وروى ابن جرير نحوه من ابن عمر.

ص: 80

(وقال) عبد الله بن أبى ملكية: غدوت على ابن عباس ذات يوم قال: مانمت الليلة حتى أصبحت، قلت: لم؟ قال: قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت ان يكون الدخان قد طرق، فما نمت حتى أصبحت. اخرجه ابن جرير وابن كثير وقال: وهذا اسناد صحيح (1){7} .

(وقال) ابن مسعود: انه ليس من الآيات الكبرى، بل هو عبارة عما أصاب قريشا من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة، وجعلوا يرفعوا أبصارهم الى السماء، فلا يرون الا الدخان اجابة لدعاء النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليهم بسنين كسنى يوسف لابائهم اتباعه. ولكن الراجح الاول للاحاديث المرفوعة الصحاح والحسان التى فيها مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، وهو ظاهر القرآن. قال تعالى:(فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين) أى بين واضح يراه كل أحد. وعلى ما فسر به ابن مسعود رضى الله عنه انما هو خيال رأوه فى اعينهم من من شدة الجوع والجهد، وهكذا قوله تعالى:(يغشى الناس) أى يتغشاهم ويعيهم ولو كان امرا خياليا يخص أهل مكة المشركين، لما قيل فيه (يغشى الناس)(2).

(وقال النووى) فى شرح حديث " لن تقوم الساعة حتى يكون عشر آيات "(تقدم رقم 64): هذا الحديث يؤيد قول من قل: ان الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، وانه لم يأت بعد، وانما يكون قريبا من قيام الساعة، وبه قال حذيفة وابن عمر والحسن، وراوه حذيفة عن النبى صلى الله عليه وعلى سلم، وانه يمكث فى الارض اربعين يوما. ويحتمل أنهما دخانان، للجمع بين الآثار.

(1) ص 68 ج 25 جامع البيان. وص 423 ج 7 - تفسير ابن كثير.

(2)

ص 423 ج 7 تفسير ابن كثير طبع المنار.

ص: 81

3 -

خروج الدابة قال الله تعالى: (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الرض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)(82) النمل، وهى دابة عظيمة تخرج من صدع فى الصفا أو من غيره فى آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله تعالى وتعاليم الدين، فتكلمهم ببطلان الاديان. (وقيل) تقول: يا فلان انت من هاهل الجنة، ويا فلان أنت من اهل النار. (وقيل) تقول ما قاله اله تعالى (ان الناس) أى الكفار الموجودين وقت خروجها كانوا لا يؤمنون بالقرآن والبعث والحساب والعقاب.

(وبخروجها) ينقطع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (1)، ولا يبقى منيب ولا تائب، ولا يؤمن كافر كما قال تعالى:(واوحى الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن)(36) هود.

وهذه الدابة هى الجساسة المذكورة في حديث الدجال آلاتي (رقم 71)(وقد ورد) فيها أحاديث (منها) حديث أبى هريرة: ان النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم قال: " تخرج دابة الأرض ومعها عصا موسي وخاتم سليمان عليهما السلام فتخطم انف الكافر بالعصا وتجلوا وجه المؤمن بالخاتم، حتي يجتمع الناس علي الخوان يعرف المؤمن من الكافر " اخرجه ابو داود الطيالسي والترمذي والحاكم (2){69} .

(1) أى لعدم فائدة ذلك، لأنه حينئذ يظهر المؤمن والكافر عيانا بوسم الدابة، فمن وسمته بالكفر لا يمكن تغييره.

(2)

ص 334 مسند الطيالسى (أوس بن خالد عن أبى هريرة). وص 152 ج 1 تيسر الوصول (سورة النمل). و (تخطم) بخاء معجمة وطاء مهملة كتضرب لفظا ومعنى، وقبل تسمه (وتجلو) بالجيم أى تغيير. و (الخوان) بالكسر ما يؤكل عليه والضم لغة.

ص: 82

(وحديث) حذيفة بن اسيد الغفاري ان النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم قال: " يكون للدابه ثلاث خرجات من الدهر. فتخرج من الدهر. فتخرج خرجه بأقصى اليمن فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة -ثم تكمن زمنا طويلا، ثم تخرج خرجة اخري قريبا ن مكة فيفشوا ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية. فبينما الناس يوما في اعظم المساجد علي الله حرمة - يعني المسجد الحرام - ولم يرعهم الا وهي في ناحية المسجد تدنوا ما بين الركن والمقام، تنفض عن راسها التراب، فارفض الناس عنها وثبت لها عصابة فعرفوا انهم لم يعجزوا الله، فخرجت عليهم تنفض رأسها من التراب فمرت بهم فجلت وجوههم حتي تركتها كانها الكواكب الدرية، ثم ولت في الارض لايدركها طالب ولا يفوتها هارب، حتي ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتاتيه من خلفه فتقول من يا فلان الان تصلي؟ فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الاموال، ويصطحبون في الاسفار، فيعرف المؤمن من الكافر، فيقال للمؤمن يا مؤمن، وللكافر يا كافر "اخرجه ابو داود الطاليسي وابن كثير (1){70} .

4 -

خروج المسيح الدجال: الدجال: الكذاب. وسمي المسيح - بالحاء علي الصحيح - لانه يمسح الارض ويقطعها في اربعين يوما. ولانه ممسوح العين اليمني.

(روي) عامر بن شرحبيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس: قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع واسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت احدثكم عن المسيح الدجال: حدثني انه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام،

(1) ص 144 مسند الطيالسى. وص 306 - ج 6 - تفسير ابن كثير.

ص: 83

فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفئوا (1) إلى جزيرة في البحر حين مغرب الشمس فجلسوا في اقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر لا يرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقالوا: ويلك ما انت؟ فقالت: اناالجساسة؟ قالوا وما الجساسة؟ قالت ايها القوم انطلقوا الي هذا الرجل في الدير، فاذا فيه اعظم انسان رايناه قط خلقا واشده وثاقا، مجموعة يداه الي عنقه ما بين ركبته الي كعبيه بالحديد قلنا: يلك ما انت؟ قال: قد قدرتم علي خبري، ثم ارفانا الي جزيرتك هذه، فلقيتنا دابة اهلب كثيرة الشعر، لا يدى ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلك ما انت؟ فقالت: انا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت اعمدوا الي هذا الرجل في الدير فانه الي خبركم بالاشواق، فاقبلنا اليك سرعا. فقال: اخبرونيعن نخل (بيسان) قلنا: عن أي شانها تستخبر؟ قال اسالكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: اما انه يوشك الا يثمر.:

اخبروني عن بحيرة (طبرية) هل فيها ماء؟ قلنا: نعم هي كثيرة الماء قال: اما ان مائها يوشك ان يذهب قال: اخبروني عن (زغر) هل في العين ماء؟ وهل يزرع اهلها بماء العين؟ قلنا: نعم هي كثيرة الماء، واهلها يزرعون

(1) و (ارقئوا) بفتح الهمزة وسكون الراء مهموزا: أي التجئوا إليها، و (اقرب) بضم الراء: جمع قارب علي غير قياس، وهو سفينة صغيرة تكون إلى جانب الكبيرة. أي غليظة الشعر كثيرة، و (الجساسة) من التجسس، وهو الفحص عن بواطن الأمور، واكثر ما يقال ذلك في الشر.

ص: 84

من مائها قال: اخبروني عن نبي الاميين ما فعل؟ قلنا قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال اقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال كيف صنع بهم؟ فاخبرناه انه قد ظهر علي من يليه من العرب، واطاعوه. قال: ذاك خير لهم ان يطيعوه، واني مخبركم عني، انا المسيح الدجال، واني اوشك ان يؤذن لي في الخروج، فاسير في الخروج، فاسير في الارض فلا ادع قرية الا بطما في اربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما اردت ان ادخل واحدة منهما، استقبلني ملك بيده سيف (صلتا) يصدني عنها، وان علي كل (نقب) منهما ملائكة يحرسونها (1). ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي اله وسلم - وطعن (بمخصرته) في المنبر - هذه طيبة، هذه طيبة، الا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم قال: فانه اعجبني حديث تميم الداري، انه وافق الذي كنت احدثكم عنه وعن المدينة ومكة (الحديث) اخرجه ابو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح، واخرجه ايضا مسلم واللفظ له وابن ماجه (2){71} .

(وقد) وصفه النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم وصفا كافيا، لنكون منه علي حذر، وننجو من فتنه (فعن النواس) بن (سمعان) قال: ذكر رسول الله صلي الله عليه وعلي اله وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتي ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا اليه فعرف

(1)(اغتلم) أي هاج وجاوز حده المعتاد. و (بيسان) بفتح فسكون: قرية بالشام. و (طبريه) بفتحتين: بلدة بالأردن بالشام. و (زغر) بزاي مضمومة وغين معجمة مفتوحة: بلدة جنوبي الشام. و (صلنا) بفتح الصاد وضمها: أي مسلولا، و (النقب) بفتح فسكون: الطريق في الجبل.

(2)

ص 214 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). وص 263 ج 2 - ابن ماجه (فتنة الدجال). و (مخصرة) بكسر فسكون: عصا او قضيب او سوط يكون بيد الخطيب وغيره إذا تكلم.

ص: 85

ذلك فينا. فقال: ما شانكم؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت، حتي ظنناه في طائفة النخل. فقال: غير الدجال (اخوفني) عليكم. ان يخرج وانا فيكم فانا حجيجة دونكم. وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي علي كل مسلم: انه شاب (قطط عينه طافية) كاني اشبهه بعبد العزي بن قطن، فمن ادركه منكم فليقراعليه (فواتح سورة الكهف، انه خارج خلة)(1)

بين الشام والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا. يا عباد الله فاثبتوا. قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: اربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، سائر ايامه كايامكم قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال لا، اقدروا له قدره. قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فياتي علي القوم فيدعوهم فيؤمنون به

(1)(سمعان) بكسر أو بفتح فسكون. و (خفض ورفع) بالتشديد فيهما، أي حقر شانه بكونه اعور مكتوب بين عينيه كافر، وعظم فتننته لشتمالها علي خوارق العادات والمشهور تخفيف الفاء فيهما، والمعني أن النبي صلي الله عليه وسلم بالغ في تقريب وقت خروجه، واستعمل فيه كل فن من خفض ورفع (حتي ظننا) للمبالغة في تقريبه (انه فيه طائفة) أي ناحية وجانب (النخل) بالمدينة 0 و (اخوفنى) افعل تفضيل قرن بنون الوقاية تشبيها له بالفعل، وأضيف لياء المتكلم، وفى الكلم حذف مضاف 0 والأصل غير الدجال أخوف مخوفاتى عليكم 0 و (قطط) بفتحتين أي شعرة شديد الجعودة. و (طائفة) روى بالهمزة، وهى التى ذهب نورها، وبغير الهمزة، وهي التي نتات وبروزت مرتفعة وفيها ضوء. و (فواتح الكهف) أي لوائلها. وفي راوية (وأخرها) وعليه فيجمع بين الأول والأخر. والكل افضل. ولعل حكمه قراءة ذلك: التسلي بما وقع لأصحاب الكهف من الشدة ثم النجاة بعد الصبر. و (خلة) بالخاء المعجمة وتشديد اللام المفتوحتين، هو الطريق بين البلدتين. قال القرطبي: وقد جاء انه يخرج من خرسان ومن اصبهان .. ووجه الجمع ان مبدأ خروجه من خرسان من ناحية اصبهان ثم يخرج الي الحجاز فيما بين العراق والشام.

ص: 86

ويستجيبون له، فيامر السماء فتمطر والارض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم اطول ما كنت ذرا واسبغه ضروعا، وامده خواصر ثم ياتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بايديهم شئ من اموالهم ويمر بالخربه فيقول لها: اخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك اذ طاطا راسه قطر، واذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه الامات، ونفسه ينتهي

ص: 87

حيث ينتهي طرفة فيطلبه حتي يدركه باب لد فيقتله، ثم ياتي عيسي بن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك اذ اوحي الله الي عيسي اني قد أخرجت عبادا لي لايدان لاحد بقتالهم فحرز عبادي الي الطور، ويبعث الله ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر اوائلهم علي بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبى الله عيسى واصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لاحدكم اليوم، فيرغب نبى الله عيسى وأصحابه الى الله فيرسل الله عليهم النغف فى رقبابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.

ثم يهبط نبى الله عيسى واصحابه الى الارض فلا يجدون فى الأرض موضع شبرا الا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبى الله عيسى واصحابه الى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (1)

فتحملهم فتطرحهم

(1)(المنارة) بفتح الميم، قال ابن كثير: هذا هو أشهر فى موضوع نزوله، وقد وجدت منارة شرقى دمشق سنة أحدى وأربعين وسبعمائة بالحجارة البيض، وهذا من دليل النبوة الظاهرة، وقد ورد انه عليه وسلم ينزل بيت المقدس وهذا أرجح، ولا ينافيه سائر الروايات، لان بيت المقدس شرقى دمشق. و (مهرودتين) روى بالدال المهملة والذال المعجمة: أى حال كونه لابسا ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران، و (جمان) بضم ففتح: حبات من الفضة، يعنى يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ فى صفائه. و (نفسه) بفتحتين. و (طرفه) فتح فسكون: أى بصره. (فيطلبه) أى يطلب عيسى الدجال. و (لد) بضم الام وشد الدال، بلدة قريبة من بيت المقدس. و (يدان) تثنية يد، أى لا قدرة ولا طاقة (فحزر) أمر من التحريز، أى ضمهم الى الطور وأجلعه لهم حرزا. و (الحد) بفتحتين، المكان المرتفع. و (ينسلون) أى يمشون مسرعين. و (النغف) بنون وغين مفتوحتين: دود يكون فى أنوف الإبل والغنم. و (فرسى) بفتح فسكون مقصورا أى قتلى. و (زهمهم) بفتح الزاى والهاء: أى دسمهم ورائحتهم الكريهة. و (البخت) بضم فسكون: الابل ..

ص: 88

حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الارض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للارض: أنبتى ثمرتك، وردى بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك فى الرسل حتى أن اللقحة من الابل لتكفى الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفى القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفى الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك اذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها، تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة: أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه والترمذى وقال: غريب حسن صحيح (1){72} .

(وقال) ابو سعيد الخرى: حدثنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: يأتى الدجال وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة، فينتهى الى بعض السباخ التى تلى المدينة، فيخرج اليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول له: أشهد انك الدجال الذى حدثنا رسول الله

(1) ص 181 ج 4 مسند أحمد. وص 63 ج 3 تحفة الأحوذى (فتنة الدجال). و (لا يكن) بفتح فضم أى لا يستر ولا يمنع من نزول الماء بيت من طين أو غيره. و (المدر) بفتحتين، الطين الصلب. و (الزلقة) بفتحتين وقاف، أوفاء: المرآة، وروى بضم الزاى وسكون اللام. و (العصابة) الجماعة من الناس من عشرة إلى أربعين. و (القحف) بكسر فسكون، مقعر قشر الرمانة، شبهها بقحف الرأس وهو ما فوق الدماغ. و (الرسل) بكسر فسكون. البن. و (اللحقة) بكسر اللام أو فتحها: القريبة العهد بالولادة. و (الفئام) بكسر فهمز: الجماعة الكثيرة. و (الفخذ) بفتح فسكون: الجماعة من الاقارب، وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة. و (يتهارجون) أى بجامع الرجال النساء بحضرة الناس بلا اكتراث كما كما يفعل الحمير. و (الهرج) باسكان الراء: الجماع.

ص: 89

صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثه فيقول الدجال: أرأيتم ان قتلت هذا ثم احييه: والله ما كنت فيك قط اشد بصيرة منى الآن. فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه أخرجه احمد والشيخان (1){73} .

(وعن ابن عمر) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ما بعث الله من نبى الا انذر أمته، الدجال، وأنه يخرج فيكم فما خفى عليكم من شأنه، فليس يخفى عليكم ان ربكم ليس بأعور، وانه اعور العين اليمنى كأن عينيه عنبة طافية. أخرجه الشيخان (2){74} .

(وعن حذيفة) أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " ان مع الدجال اذا خرج ماء ونار، فأمام الذى يرى الناس انه نار فماء عذب، وأما الذى يرى الناس

(1) ص 215 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). و (نقاب) جمع نقيب وهو الطريق. و (السباخ) جمع سبخة وهى أرض بجوار المدينة تعلوها اللوحة لا تنبت الا قليلا. و (رجل) هو الخضر عليه السلام كما فى مسلم. (ثم يحييه). (أن قيل) كيف ظهرت هذه الخوارق على يد الكذاب، وإنما تكون معجزة لنبى؟ (يقال) هذا الكذاب يدعى الربوبية، وأدلة الحدوث الظاهرة تكذبه، أما النبى فانما يدعى النبوة وليست مستحيلة فى البشر، فاذا أتى بدليل لم يعارضه شئ صدق.

(2)

ص 216 ج 3 تيسير الوصول (الدجال). و (اليمنى) وفى رواية اليسرى، وكلاهما صحيح، والعور فى اللغة العيب. وعيناه معيبتان: أحدهما طافئة بالهمز أى لا ضوء فيها. والأخرى طافية بلا همز أى ظاهرة ناتئة. وقوله صلى الله عليه وسلم: " ان ربكم ليس بأعور والدجال أعور " بيان لعلامة بينه على كذب الدجال دلالة قطعية يدركها كل أحد، ولم يقتصر على كونه ما وغيره من الدلائل القطعية، لكون بعض العوام لا يهتدى إليها. أنظر ص 60 ج 18 شرح مسلم.

ص: 90

أنه ماء فنار تحرق. فمن ادرك ذلك منكم فليقع فى الذى يرى انه نار فانه ماء بارد عذب. أخرجه الشيخان وأبو داود (1){75} .

هذه الأحاديث التى ذكرت فى قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق أنه شخص موجود معين ابتلى الله به عباده، واقدره على أمور من احياء الميت الذى يقتله، واظهار زهرة الدنيا وخصبها، وجنته وناره واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء ان تمطر فتمطر، والارض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدره الله تعالى ومشيئته، ثم يعجزه الله تعالى، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم. و " يثبت الله الذين آمنوا ".

(وقال) بعض المعتزلة: انه صحيح الوجود، ولكن الذى يدعى مخارف وخيالات لا حقائق لها. وزعموا أنه لو كان حقا لم يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم. وهذا غلط، لأنه لم يدع النبوة، فيكون ما معه كالتصديق له، وانما يدعى الالهية، وهو فى نفس دعواه مكذب لها بصورة حالة، ووجود دلائل الحدوث فيه، ونقص صورته، وعجزه عن ازالة العور الذى فى عينيه، وعن ازالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه، ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به الا رعاع من الناس لسد الحاجة والفاقة، رغبة فى سد الرمق، أو تقية وخوفا من اذاه، لأن فتنته عظيمة جدا، تدهش العقول، وتحير الألباب مع سرعة مروره فى الأمر، فلا يمكث بحيث يتامل الضعفاء حاله، ودلائل الحدوث فيه والنقص، فيصدقه من صدقه فى هذه الحال، ولهذا حذرت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من فتنته، ونبهوا على نقصه، ودلائل ابطاله. وأما أهل التوفيق، فلا يغترون به، ولا يخدعون لما معه لما ذكر من الدلائل المكذبة له

(1) ص 215 ج 3 تيسير الوصول (الدجال).

ص: 91

مع ما سبق لهم من العلم بحاله. ولهذا يقول له يقتله ثم يحييه: ما أزددت فيك الا بصيرة (1).

5 -

نزول سيدنا عيسى عليه السلام وقتله الدجال

دلت السنة وأجمعت الأمة على ان سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل قرب الساعة، ويقتل الدجال، ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويمكث فى الأرض ما شاء الله أن يمكث، ثم يموت ويصلى عليه المسلمون.

(فعن أبى هريرة) رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها. أخرجه أحمد والخمسة الا النسائى (2) {

76}.

(1) ص 58 ج 18 شرح مسلم.

(2)

ص 213 ج 3 تيسير الوصول (المسيح عيسى بن مريم). و (ليوشكن) بكسر المعجمة. أى ليقربن سريعا نزول عيسى عليه والسلام، حاكما بهذه الشريعة المحمدية، فإنها باقية لا تنسخ، فلا ينزل نبيا بشريعة مستقلة ناسخة، بل هو حاكم من حكام هذه الأمة. و (مقسطا) أى عادلا، اسم فاعل من أقسط ضد القاسط وهو الجائز، وعند أحمد من حديث عائشة (ويمكث فى الأرض أربعين سنة) وللطبرانى من حديث عبد الله بن مغفل:" ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ملته ". (فيكسر الصليب) حقيقة، ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه (وقيل): المراد من كسره إظهار كذب النصارى حيث ادعوا أن اليهود صلبوا عيسى عليه الصلاة والسلام على خشب، فأخبر الله فى كتابه العزيز بكذبهم وافترائهم فقال:(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) وذلك انهم لما نصبوا له خشبة ليصلبوه عليها، ألقى الله شبه عيسى على الشخص الذى دلهم عليه واسمه يهوذا، وصلبوه مكانه وهم يظنون أنه عيسى، ورفع الله عيسى إلى السماء ثم تسلطوا على أصحابه بالقتل والصلب والحبس حتى بلغ أمرهم ملك الروم فقيل له: أن اليهود قد تسلطوا على أصحاب رجل كان يذكر لهم أنه رسول، وكان يحيى الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص، ويفعل العجائب، فعدواه عليه وقتلوه وصلبوه فأرسل الى المصلوب فوضع عن جذعه وجئ بالجذع الذى صلب عليه فعظمه صاحب الروم وجعلوا منه صلبانا. فمن ثم عظمت النصارى الصلبان. ومن ذلك الوقت دخل دين النصرانية فى الروم .. ثم يكون كسر عيسى الصليب حين ينزل، إشارة إلى كذبهم فى دعواهم أنه قتل وصلب، والى بطلان دينهم، وأن الدين الحق هو دين الإسلام الذى عيسى لإظهاره وإبطال بقية الأديان بقتل النصارى واليهود وكسر الأصنام وقتل الخنزير وغير ذلك. أنظر ص 35 ج 12 عمدة القارى طبع منير (ويقتل الخنزير) إنما قتله لحرمه اقتنائه وأكله، لأنه نجس العين لا ينتفع به شرعا (ويضع الجزية) أي يسقطها عن أهل الكتاب ولا يقبل منهم الا الإسلام، فان قبول الجزية منهم فى شريعتنا ملغيا بنزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام (فقد) أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث الصحيح وأشباهه بنسخ قبول الجزية بنزول عيسى عليه السلام. وليس عيسى هو الناسخ. و (يفيض) بفتح المثناة التحتية: أى يكثر. وتنزل البركات وتكثر الخيرات، بسبب العدل وعدم الظلم، وحينئذ تخرج الأرض كنوزها. وتقل الرغبات فى اقتناء المال، لقصر الآمال، وعلمهم بقرب الساعة. فان نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، علم من أعلام الساعة الكبرى، ولذا تكثر رغبتهم فى الصلاة وسائر الطاعات.

ص: 92

(وعن جابر) رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال لنا. فيقول لا، ان بعضككم على بعض أمراء، تكرمة الله تعالى لهذه الأمة. أخرجه أحمد ومسلم (1){77} .

(وعنه) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج الدجال فى خفقه من الدين وادبار من العلم فله أربعون ليلة يسيحها فى الأرض. اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر واليوم منها كالجمعة. ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا. فيقول للناس، أنا ربكم، وهو أعور

(1) ص 345 ج 3 مسند أحمد. وص 213 ج 3 تيسير الوصول (المسيح عيسى ابن مريم).

ص: 93

" وان ربكم ليس بأعور " مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب. يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة. حرمهما اله عليه، وقامت الملائكة بأبوابهما، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه. ومعه نهران أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة ونهر يقول النار. فمن أدخل الذى يسميه الجنة فهو النار. ومن أدخل الذى يسميه النار فهو الجنة. ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس (1) ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس. لا يسلط على غيرها من الناس. ويقول: أيها الناس، هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل. فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتدد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا، ثم ينزل عيسى بن مريم فينادى من السحر فيقول: يأيها الناس: ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جنى. فينطلقون، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة. فيقال له: تقدم يا روح الله. فيقول: ليتقدم امامكم فليصل بكم.

فإذا صلوا صلاة الصبح، خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشى إليه فيقتله، حتى أن الشجرة والحجر ينادى يا روح الله هذا يهودى. فلا يترك ممن كان يتبعه أحد إلا قتله ". أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيح (2){78} .

(1)(خفقة) فسكون، أى في حال ضعف (من الدين) وقلة لأهله. و (المنهل) بفتح الميم والهاء مكان ورود الماء. و (معه جبال

) أى معه قدر الجبال من الخبز، وفى رواية لمسلم ومعه جبال من خبز ولحم. و (الجهد) بفتح الجيم، المشقة (فيما يرى) ظاهرة أن ما يظهر على يد الدجال من الخوارق خيالات وظاهر الروايات السابقة أنها حقائق، وهى أكثر وأقوى اسنادا، وعليها أهل السنة والجماعة كما تقدم.

(2)

ص 367 ج 3 مسند أحمد. و (ينماث). يقال: ماث الشئ - من بابى قال وباع - ذاب. وسمى عيسى روحا، لأنه مخلوق من الريح، وهو نفس جيريل.

ص: 94

والأحاديث في هذا كثيرة صحيحة (قال) القاضى عياض: نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة للأحاديث الصحيحة في ذلك. وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله. فوجب اثباته. وأنكر ذلك بعض المعتزلة ومن وافقهم (وزعموا) أن الأحاديث مردودة بقوله تعالى: (وخاتم النبيين) وبقوله صلى الله عليه وسلم " لا نبى بعدى (1) " وبإجماع المسلمين على أنه لا نبى بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن شريعته مؤيدة إلى يوم القيامة لا تنسخ (وهذا) استدلال فاسد، لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا، وليس في هذه الأحاديث ولا في غيرها شئ من هذا. بل صحت الأحاديث أنه حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيى من اموره هجره الناس (2).

6 -

يأجوج ومأجوج: قال الله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً * آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوا أَن

(1) روى أبو أمامه الباهلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال في خطبه حجة الوداع " أيها الناس انه لا نبى بعدى ولا أمة بعدكم ". (الحديث) أخرجه الطبرانى في الكبير بسندين رواه أحدهما ثقات [78] ص 263 ج مجمع الزوائد (لا نبى بعده صلى الله عليه وسلم.

(2)

ص 75 ج 18 شرح مسلم (ذكر الرجال).

ص: 95

يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقاًّ (1)}

(ذو القرنين) كان ملكا عدلا لا نبيا على الصحيح. قال أبو الطفيل: سئل على رضى الله عنه عن ذى القرنين: أكان نبيا أم ملكا؟ قال: لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا أحب الله وأحبه الله، وناصح الله، فناصحه الله. أخرجه البغوى وسفيان بن عيينه في جامعه بسند صحيح (2){8} .

وقد أثنى الله عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب وملك الأقاليم وسار في أهلها بالعدالة التامة والسلطان المؤيد (قال ابن عباس) كان ذو القرنين ملكا صالحا أثنى الله عليه في كتابه. وكان منصورا وكان الخضر وزيره {10} وذكر الأزرقى وغيره أنه أسلم على يدى إبراهيم الخليل، وطاف معه الكعبة المكرمة (3)

(1) الكهف: 94 - 98. و (خرجا) أى أجرا عظيما. و (ردما) أى سدا. و (زبر) كغرف جمع زبرة أى قطعة. و (ساوى

) أى سوى بين طرفى الجبلين و (القطر) بكسر فسكون. النحاس المذاب.

(2)

ص 322 ج 5 معالم التنزيل. وص 240 ج 6 فتح البارى. وعن أبى الطفيل أن ابن الكواء سأل على بن أبى طالب عن ذى القرنين. أنبيا كان أم ملكا؟ قال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه الله لجهادهم وبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه الله لجهادهم، فلذلك سمى ذا القرنين. أخرجه ابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه [9] ص 299 ج 3 تفسير الشوكانى وقيل لقب بذلك لأنه بلغ قرنى الشمس مشرقها ومغربها. وقيل لأنه كان له ذؤ ابتان حسنتان.

(3)

ص 103 ج 2 - البداية والنهاية.

ص: 96

(واختلف) في اسمه والصحيح أنه اسكندر بن فيلبس بن بطريوس (1) وهو بانى الإسكندرية وسماها باسمه.

(ويأجوج ومأجوج) بالهمز وعدمه، اسمان أعجميان لقبيلتين من ولد يافث ابن نوح فهما من بنى آأدم وعلى أشكالهم وصفتهم، (لحديث) أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. فيقول أخرج بعث النار. قال وما بعث النار؟ قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون. فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها (2) وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ فقال: أبشروا فان منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف. ثم قال: والذى نفسى بيده انى لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا. فقال أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود. أخرجه أحمد والشيخان (3){80} .

(وعن) عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن يأجوج

(1) انظر ص 105 ج 3 هامش البداية والنهاية.

(2)

رقم 207 ص 32 - الاتحافات السنية (يشيب السنية (يشيب الصغير

) (أن قلت) ليس في الآخرة شيب ولا حمل ولا وضع (نقول) يحتمل أن يكون ذلك عند زلزلة الساعة قبل الخروج من الدنيا فهو حقيقة، ويحتمل أنه كناية عن الهول والشدة يعنى لو تصور حمل هناك لوضع هذا الحمل. انظر ص 239 ج 15 عمدة القارى (طبع منير).

(3)

أنظر ص 243 ج 6 فتح البارى. (باب قول الله تعالى: ويسألونك عن ذى القرنين).

ص: 97

ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاث أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا. أخرجه الحاكم الحاكم وابن مردويه (1){81} .

(وأما السد) فهو حاجز حصين بناه ذو القرنين بين الصدفين، وهما جبلان عاليان جدا أملسان، الفتحة التى بينهما مائة فرسخ (2) والفرسخ يسار في ساعة ونصف، فتكون مدة سيرها مائة وخمسين ساعة " أى اثنى عشر يوما ونصف يوم " وبناه بقطع من الحديد كالصخر (3) وهى المراد بقوله تعالى:(ءاتونى زبر الحديد) وجعل بين القطع المذكورة الحطب والفحم، ووضع المنافخ والنار حول ذلك وقال: انفخوا حتى صار الحديد نارا، ثم دعا بالنحاس المذاب فأفرغه على الحديد، فدخل بين قطعه فصار شيئا واحدا. فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يظهروه، أى يصعدوه لارتفاعه وملاسته. وقد كان ارتفاعه مائتى ذراع " وما استطاعوا له نقبا " أى خرقا لصلابته وعظم سمكه. وهم يعلمون على خرقه دائما فلم يقدروا. (روى) أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم " أى رئيسهم " ارجعوا فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم واراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا أن شاء الله تعالى

(1) انظر ص 134 راموز الأحاديث.

(2)

الفرسخ 3 أميال والميل 4 آلاف ذراع فلكى وهو 8/ 3 46 سنتيا، فيكون الميل 1855 متر، والفرسخ 5565 متر. والمائة فرسخ 556500 متر أى 2/ 1 556 كيلو متر.

(3)

قال في البداية والنهاية: وقد ذكر أن الخليفة الواثق بعث رسلا ليكشفوا له عن خبره وكيف بنى؟ فلما رجعوا أخبروه أنه بناء محكم شاهق منيف جدا. وأنه في زاوية الأرض الشرقية الشمالية. انظر ص 111 ج 2.

ص: 98

واستثنوا فيعودون إليه وهو بهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون الماء وتتحصن الناس منهم فى حصنهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع عليها الدم ن فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها.

والذى نفسى بيده أن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم. أخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه (1){82} .

وبالسد حجز يأجوج ومأجوج حتى إذا جاء وقت خروجهم قرب القيامة، صار دكا " أى مستويا بالأرض" وخرجوا مسرعين. قال تعالى:(حتى إذا فتحت يأجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون) أى حتى إذا فتح السد عنهم خرجوا مسرعين من الآكام والتلال.

(وعن) ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لقيت ليلة أسرى بى إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا الساعة، فبدأوا بابراهيم فسألوه عنها، فلم يكن عنده منها علم، ثم سألوا موسى فلم يكن عنده منها علم. فرد الحديث إلى عيسى بن مريم فقال: قد عهد إلى فيما دون وجبتها. فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله. فذكر خروج الدجال وقال: فأنزل فأقتله، فيرجع الناس إلى بلادهم، فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فلا يمرون بماء إلا شربوه، ولا بشئ إلا أفسدوه، فيجأرون إلى الله فأدعو الله أن يميتهم، فتنتن الأرض من ريحهم ن فيجأرون إلى الله فأدعو الله فيرسل السماء

(1) انظر ص 268 ج 2 - ابن ماجه (خروج يأجوج ومأجوج)(فينشفون الماء) أى يشربونه - من نشفة الثوب ينشفه من باب تعب - شربه، ونشف الماء من بابا ضرب نزحه. و (النغف) بفتحتين دود في أنوف الإبل والغنم. و (الأقفاء) جمع قفا مقصورا مؤخر العنق. (تسمن) يقال " سمن " يسمن من باب تعب وفى لغة من باب قرب، إذا كثر لحمه. و (تشكر) بفتح الكاف، أى تسمن وتمتلئ شحما. (وشكرا) بفتحتين.

ص: 99