المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌8 - الصلاة عقب الطهارة - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٥

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌8 - الصلاة عقب الطهارة

ليتركوا صلاة الضحى دائماً، فيفوتهم بذلك خيرٌ كثير، فإنَّ ركعتيها تجزئانِ عن سائر أنواع التسبيح والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر. اهـ. (1)

‌8 - الصلاة عقب الطهارة

تقدم أنه يسن صلاة ركعتين بعد الوضوء والغسل وبعض ما ورد في فضلهما (2)، وقد ورد في ذلك أحاديث أخر (منها) حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني بأرجى عملٍ عملته في الإسلام، فإني سمعتُ دفّ نعليك بين يديّ في الجنة. قال: ما عملتُ عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. أخرجه البخاري (3){319} .

(وحديث) بريدة قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال: يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصرٍ من ذهبٍ مربع مشرف، فقلت: لمنْ هذا

(1) انظر الحديث رقم 294 ص 214 (صلاة الضحى).

(2)

انظر بند 17 من مستحبات الوضوء ص 234 ج 1 دين.

(3)

ص 23 ج 3 فتح الباري (فضل الصلاة عند الطهور). و (بلال) بن رباح المؤذن وفي الحديث دليل على أن ذلك وقع في المنام، لأن عادته صلى الله عليه وسلم أنه كان يعبر ما رآه أصحابه بعد صلاة الفجر كما وردت الأحاديث بذلك. و (كتب لي) أي قدر. وهو يشمل الفريضة والنافلة، وإنما اعتقد بلال ذلك، لأنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة أفضل الأعمال، وأن عمل السر أفضل من عمل الجهر (قال) الحافظ: والظاهر أن المراد بالأعمال التي سأله عن أرجاها، الأعمال المتطوع بها، وإلا فالمفروضة أفضل قطعاً.

ص: 225

القصر؟ قالوا: لرجلٍ منَ العرب. قلت: أنا عربيّ، لمن هذا القصْر؟ قالوا: لرجلٍ من قريش، فقلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجلٍ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قلت: فأنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا غيرتك يا عمر لدخلت القصر، فقال: يا رسول الله، ما كنت لأغار عليك، وقال لبلال: بم سبقتني إلى الجنة؟ قال: ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا أخرجه أحمد والترمذي بسند جيد (1) {

320}.

(ولعموم) قوله في الحديث رقم 319 ص 227: في ساعةٍ من ليلِ أو نهارٍ، قالت الشافعية: تسنُّ الصلاةُ عقبِ الطهارةِ في أي وقتٍ، ولو وقت كراهةٍ، وهي سنةٌ مؤكدةٌ.

(1) ص 41 ج 5 الفتح الرباني (الصلاة عقب الطهور) وص 316 ج 4 تحفة الأحوذي (مناقب عمر) و (بهذا) أي بسبب هذا العمل سبقتني إلى الجنة (ولا معارضة) بينه وبين حديث: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا انا، إلا أن يتعمدني الله بقضل ورحمة، فسددوا وقاربوا (أي اطلبوا السداد وهو الصواب واعملوا به، فإن عجزتم عنه فقاربوا (أي اقربوا منه) ولا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب. أخرجه البخاري عن أبي هريرة [321] ص 100 ج 10 فتح الباري (تمنى المريض الموت) ويستعتب، من الاستعتاب وهو طلب زوال العتب، أو من العتبي وهو الرضا. والمقصود أن يطلب رضا الله بالتوبة ورد المظالم (لأن) أصل دخول الجنة إنما يكون برحمة الله واقتسام الدرجات بحسب الأعمال، (والحديث) ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم رأى بلالاً داخل الجنة .. ويؤيده حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيتني دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصراً بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر (الحديث) أخرجه البخراي [322] ص 31 ج 7 فتح الباري (مناقب عمر).

هذا. وكان بلال يمشي بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم في اليقظة، فاتفق مثله في المنام، ولا يلزم من ذلك دخول بلال الجنة قبل النبي صلي الله عليه وسلم، لأنه في مقام التابع، أفاده الحافظ في الفتح.

ص: 226