الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغاية السادسة: إحلال الشرك محل التوحيد
.
ويكون ذلك بتقديس الطواغيت التي تنصب نفسها أو ينصبها غيرها آلهة للبشر، سواء أكانت قبورا أو حجارة أو أشجارا أو حيوانات، أو هي من علماء السوء الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، كما فعل علماء اليهود من قبل وغيرهم، من أمثال المجالس النيابية أو البرلمانية التي تعطي نفسها حق التشريع الذي يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، تحقيقا لمصالح الطواغيت المحاربين للإسلام وشريعته.
ويدخل في ذلك طواغيت الحكام المستبدون الذين يشرعون للناس تشريعا يخالف شريعة الله، ويحاربون تلك الشريعة عن طريق إصدار مراسيم وقوانين وأنظمة لا يقرها الإسلام، حربا منهم لله ورسوله وكتابه المبين.
ولهذا كان طواغيت المشركين العرب يستنكرون التوحيد ويتعجبون من الدعوة إليه، ويظهرون أن الأصل هو الشرك الذي يقوم على تعدد الآلهة، مصادمة للفطرة الربانية التي فطر الله الناس عليها، كما قال تعالى عنهم:{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (1) .
(1) ص:4، 5.
وقال تعالى عن علماء السوء الذين اشتروا الدنيا بالدين: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (1) .
وإنما كان اتخاذهم إياهم أربابا من دون الله، لاتباعهم في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، كما وردت بذلك السنة في تفسير الآية. (3)
(1) البقرة: 79.
(2)
التوبة: 31.
(3)
يراجع في تفسير الآية في كتب التفسير، ومنها تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، رحمهما الله.