الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النتيجة الثالثة الحق الإلهي منحصر في الإسلام
.
وهو الذي تضمنه كتاب الله وسنة رسوله، وكل ما خالف ذلك من الأديان السابقة سماوية أو غير سماوية، أو المذاهب والأفكار اللاحقة فهو الباطل.
ولذلك فإن المسلمين وحدهم هم الذين يملكون الحق والوسائل المشروعة المؤدية إلى تحقيق غايات السباق إلى العقول بالحق. وأما غير المسلمين فلا يملكون مما يخالف دين الله إلا الباطل، ولهذا فإن المكلفين السباقَ إلى العقول بالحق هم المسلمون الذين يملكون هذا الحق.
فقد بعث الله الأنبياء والرسل عليهم السلام يدعون إلى الحق ويحذرون من الباطل، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (1) . وقد فصل الله تعالى قصص الرسل مع قومهم وما قاموا به من البلاغ المبين الذي دعوا فيه إلى الحق ونهوا عن الباطل، وختمهم برسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه وعن أمته المتبعة لمنهجه:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (2)
(1) النحل: 36.
(2)
يوسف: 108.
وقد قام أهل الحق من الأنبياء وأتباعهم، وآخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان، فسابقوا أهل الباطل بالحق إلى العقول وحققوا كل الغايات التي حددت لهذا السباق، واتخذوا كل وسيلة متاحة مشروعة لهذا السباق، حتى رفرفت راية الحق في كل أنحاء الأرض التي استطاعوا الوصول إليها، وسعد الناس بالحق سعادة شاملة في كل مناحي حياتهم: الإيمانية، والعبادية، والتشريعية، والسياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والجهادية، والأسرية، والمالية وغيرها.
والواجب على الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بهذا الواجب الذي لا يملكه غيرها، وهو السباق إلى العقول بالحق ووقاية تلك العقول من وصول الباطل إليها، وتطهيرها مما وصل إليها منه فأفسد حياتها، وكل قادر على القيام بهذا الواجب من المسلمين - كل في موقع مسئوليته وقدرته - آثم إذا لم يقم به.