الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نتائج البحث:
تمهيد وتلخيص
.
ذلك هو الحق، وهذا هو الباطل، وأولئك هم أهل الحق، وهؤلاء هم أهل الباطل، وتلك غايات أهل الحق الذي من أجله يسابقون إلى العقول، وتي وسائلهم التي يتخذونها لهذا السباق، وهذه هي غايات أهل الباطل التي من أجلها يسابقون إلى العقول، وذي هي وسائلهم التي يسابقون بها لإبلاغ باطلهم إلى العقول.
وبقى أن نبين بعض النتائج المترتبة على هذا السباق الأزلي الأبدي، لعل معرفة هذه النتائج تحفز أهل الحق على التشمير عن ساعد الجد، ليسبقوا أهل الباطل بما عندهم من الحق إلى عقول الناس، أداء للواجب الذي كلفهم الله إياه، وإنقاذا للعالم من آثار الباطل الذي جد أهله - ولا زالوا يجدون - للسبق به إلى العقول، والحجر عليها من أن يصل إليها الحق الذي لا نجاة لهذا العالم في الدارين إلا به.
ولعل معرفة هذه النتائج توقظ ضمائر بعض أهل الباطل، وتنفض غباره عن فطرهم، فيعزموا على الأوبة إلى الله والرجوع إلى الحق، ليكفروا عن سيئاتهم التي دمروا بها العالم بسبب سباقهم الشديد إلى عقول الناس بباطلهم، والدخول في صف أهل الحق ليصبحوا من رواد السباق به إلى العقول بدلا من السباق إليها بالباطل، ولعل كثيرا من سكان هذا الكوكب يدركون خطر تضليل عقولهم من قبل أهل الباطل، وما ترتب على هذا التضليل من مصائب ومحن دمرت العالم، وحرمتهم من الحق الذي ينير العقول، إذا وصل إليها فيخرجها من الظلمات إلى النور، فإذا أدركوا هذا الأمر أعملوا عقولهم ودربوها، لتقف موازِنَةً بين دعاة الحق ودعاة الباطل، سَبَّاقة إلى استقبال الحق ورفض الباطل.
يتضح مما سبق أن لكل أمة، أو جماعة، أو دولة غايات تسعى للوصول إلى تحقيقها بالوسائل الممكنة التي ترى في اتخاذها ما يحقق لها تلك الغايات، وأن من أعظم مجال تلك الغايات والوسائل، العقول البشرية التي تحاول كل أمة أو جماعة أو دولة استقطاب أصحابها بإقناعهم بصحة مبادئها أو رجحانها، لما تحققه - في زعمهم - تلك المبادئ من فوائد تعود إلى من يلتزم بها ويناضل من أجلها، لتكون لها الهيمنة على ما سواها من مبادئ.
ولهذا كان السباق إلى العقول بالغايات والوسائل، دأب كل أمة وشغلها الشاغل.
وإذا تأمل الباحث أو الناظر في غايات المتسابقين إلى العقول ووسائلهم على مر الدهور، من يوم خلق الله الخلق وإلى أن تقوم الساعة، وجد المتسابِقِين - قسمين:
القسم الأول: هم أهل الحق الذين يكون الحق محور سباقهم، لإيصاله إلى عقول البشر، ووقاية تلك العقول من أن يصل إليها الباطل، أو اجتثاث ما وصل منه إليها وإزالته منها.
والقسم الثاني: هم أهل الباطل الذين يكون الباطل محور سباقهم، لإيصاله إلى عقول البشر، ووقاية تلك العقول من أن يصل إليها الحق، أو تضليل العقول التي وصل إليها شيء من الحق والتلبيس عليها، بأن ما وصل إليها باطل أو لا جدوى منه.
ولكل قسم غاياته التي يسعى لتحقيقها بالسباق إلى العقول، ووسائله التي يتخذها لذلك.
وبالمقارنة بين غايات أهل الحق ووسائلهم، وغايات أهل الباطل ووسائلهم تظهر النتائج الآتية: