الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغاية السابعة: إنكار الإيمان بالغيب والصد عنه
.
ومعلوم أن الإيمان بالغيب هو أساس التسليم المطلق لله تعالى في أمره ونهيه والدينونة له، لهذا يحرص أهل الباطل على إنكاره، لما في ذلك الإنكار من إبطال الوحي والرسالة من أساسها، وما يتبع ذلك من محاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك من قبله من إخوانه المرسلين وتقليل أتباعهم، وتكثير سواد أهل الباطل الذين يقفون ضد دعوة الرسل.
ولهذا يتذرع أهل الباطل إلى إنكار هذا الأساس بطلبهم آيات مادية يأتي بها الرسل، للدلالة على صدقهم في دعوى الرسالة، مع أنهم مهما جاءتهم من آيات مادية لم تزدهم إلا جحودا واستكبارا.
قال تعالى عن فرعون الذي أوهم قومه أن موسى عليه السلام يدعوهم إلى رب غير موجود، وأنه كاذب - حاشاه - في دعواه الرسالة، مع ما أنزل الله من الآيات العظيمة المؤيدة لموسى على فرعون وقومه، وكلها آيات مادية، فجحدها مع يقينه أنها من عند الله. قال تعالى:{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (1) .
وقال تعالى عن بني إسرائيل - وقد شرفهم الله ببعث موسى رسولا منهم إليهم، وأنزل عليهم التوراة، وفضلهم على كثير من العالمين - في زمانهم - وأخرجهم من استعباد فرعون وظلمه لهم:{وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} (2) .
(1) القصص: 38.
(2)
البقرة: 55.
وقال تعالى عن مشركي قريش: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} إلى قوله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} (1) .
وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (2) .
(1) الأنعام: 5، 7.
(2)
الإسراء: 89، 93.