الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفي سنة ثلاث وستمائة.
129 - عبد المنعم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن فرج بن خلف ابن سعيد بن هشام الخزرجي غرناطي أبو محمد ابن الفرس
(1) : تلا بحرف (2) نافع على جده وبالسبع على أبي الحسن بن هذيل وقرأ عليهما، وسمع غير ذلك، وبحرف نافع على أبي بكر بن الخلوف؛ وروى قراءة وسماعاً على أبوي عبد الله: أبيه - وتفقه به في الحديث وأصول الفقه وعلم الكلام - وابن سعادة، وأبي عامر بن شروية وأبي محمد بن أيوب الشاطبي وأبوي الوليد: ابن القوة وابن الدباغ، وأكثر عنه، وناوله أبو الحسن بن النعمة تفسيره وأبو عامر السالمي بعض مصنفاته وغيرها، وأبو محمد عاشر أجزاء من شرحه المدونة، وكلهم أجاز له مطلقاً، إلا جده وأباه وابن الخلوف والسالمي وابن شروية فإنهم أجازوا له ما رووه، وزاد السالمي ما ألف. وروى قراءة وسماعاً أيضاً عن أبي بكر بن الحسين ابن بشر [15 ظ] وأبي الحسن بن محمد بن زيادة الله وأبي عبد الله بن إبراهيم الجذامي وأبوي العباس: الخروبي وابن محمد بن زيادة الله، وأبي محمد عبد الجبار بن موسى الشماتي (3) ولم يذكر أنهم أجازوا له. وأجاز له من أهل الأندلس آباء بكر: ابن برنجال وابن طاهر المحدث
(1) ترجمته في بغية الوعاة: 315 وصلة الصلة: 17 والتكملة رقم: 1814 والإحاطة، وتحفة القادم: 81 ورايات المبرزين: 54 وبغية الملتمس رقم: 1050.
(2)
م ط: حرف.
(3)
م ط: السماتي.
وابن العربي وابن فندلة وابن أبي ليلى، وألوا جعفر: ابن عمر بن قبليل وابن المرخي، وأبو الحجاج القضاعي، وآباء الحسن: شريح وابن الباذش وابن موهب وابن نافع ويونس بن مغيث، وآباء عبد الله: الحمزي (1) وابن سليمان البوتني وابن صاف الجياني وابن غلام الفرس وابن معمر وابن نجاح وابن وضاح وابن أبي الخال وأبو عبد الرحمن مساعد الأصبحي وأبو العباس ابن النخاس وأبو القاسم بن بقي وابن ورد، وآباء محمد: الرشاطي وسبط ابن عبد الله والوحيدي وعبد الحق بن عطية، وأبوا مروان: الباجي وابن قزمان وأبو الوليد بن حجاج؛ ومن اهل سبتة أبو الفضل عياض؛ ومن اهل المشرق أبوا بكر: المحمدان ابن عبد الباقي بن احمد وابن عشير بن معروف الشرواني، وأبو سعيد ويقال أبو سعد (2) حيدر بن يحيى بن حيدرة الجيلي (3) وأبو الطاهر السلفي وأبو عد الله المازري المهدوي وأبو علي الحسن بن عبد الله بن عمر المقرئ ابن العرجاء وأبو الفضل جعفر بن زيد بن جامع بن الحسن الطائي وأبو محمد عبد الرحمن وأبو المظفر محمد ابنا أمام الحرمين وقاضيهما علي ابن الحسن الطبري.
روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الرحمن وأبو أحمد جعفر بن أبي الحسين
(1) م ط: الجمزي.
(2)
ويقال أبو سعد: سقطت من م ط.
(3)
م ط. الجبلي.
ابن زعرور وأبو اسحاق بن عبد الله بن قسوم، وأبوا بكر: ابن عبد النور وابن عتيق اللاردي، وأبوا جعفر: ابن زكريا بن مسعود وابن عبد المجيد الجيار، وآباء الحسن: ابن الجنان وابن القطان وابن قطرال وابن واجب وابن أبي محمد بن يحيى وأبو الحسين عبيد الله بن عاصم وأبو الربيع بن سالم وأبو سليمان بن حوط الله وأبو عبد الله التجيبي وابن عبد الحق التلمسيني وأبوا العباس: ابن الرومية وابن هارون، وأبوا عمرو: ابن سالم وسعد بن محمد بن [16 و] عزيز، وآباء القاسم المحمدون: ابن عبد الواحد الملاحي وابن عامر بن فرقد وابن محمد بن عبد الرحمن ابن الحاج، وأبوا محمد: ابن حوط الله وابن محمد الكواب، وابو الوليد ابن الحاج وأبو يحيى هانئ. وحدث عنه بالإجازة أبو بكر بن محرز وأبو العباس العزفي وأبو القاسم بن الطيلسان. وكان من بيت علم وجلالة مستبحراً (1) في فنون المعارف على تفاريقها، متحققاً بها نافذاً فيها، ذكي القلب حافظاً للفقه حاضر الذكر له، متقدماً في علوم اللسان فصيح المنطق، استظهر اوان طلبه الكتابين: المدونة وكتاب سيبويه وغيرهما، وعني به ابوه وجده عناية تامة فاسمعاه ممن أمكن إسماعه إياه من شيوخ زمانه واستجازا له من لم يتأت له سماعه منهم، وطلب بنفسه فاتسعت بذلك روايته وعظمت درايته، وشارك الجلة من اعلام بقايا المائة السادسة كأبي جعفر بن مضا وابوي القاسم: ابن حبيش
(1) م ط: مستنجزاً.
والسهيلي، وأبي محمد بن عبيد الله في الرواية بالسماع عن طائفة كبيرة من شيوخهم، وانفرد عنهم بكثرة المجيزين له حسب ما مر ذكره مفصلاً.
وكان آخر تلك الطبقة وخاتمة أكابرها، وقيد بخطه الباعر كثيرا، واعتنى بكتاب سيبويه ومصنفات الفارسي وابن جني، وله مصنفات كثيرة ومختصرات نبيلة ونظم ونثر، وكل ذلك شاهد بمتانة علمه وصحة إدراكه، ومن اجلها مصنفه في " أحكام القرآن " فانه اجل ما ألف في بابه، وهو الذي قال فيه الناقد أبو الربيع بن سالم: وهو كتاب حسن مفيد جمعه في ريعان الشبيبتين من طلبه وسنه، فللنشاط اللازم عن ذلك أثره في حسن ترتيبه وتهذيبه، وفرغ من تأليفه بمرسيه عام ثلاثة وخمسين وخمسمائة، وله في الأبنية مصنف نافع، واستقضي بغير موضع (1) وعرف بالطهارة والجزالة في أحكامه.
قال أبو القاسم بن فرقد: سألنا من القاضي العالم أبي محمد بن حوط الله أن نسمع منه كتاب السيرة، قال: فأسمعنا منه دولا، ثم لما كان ذات يوم رمى من يده [16 ظ] الكتاب وقال: أرى ان هذا خيانة، قلنا:
(1) هامش ح: ولي قضاء جزيرة شقر ثم وادي آش ثم جيان ثم غرناطة ثم عزل عنها ثم وليها الولاية التي كان من بعض ظهيره بها قول المنصور له: أقول لك ما قاله موسى عليه السلام لأخيه هرون " اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " وجعل إليه النظر في الحسبة والشرطة وغير ذلك فكان له النظر في الدماء فما دونها، ولم يكن يقطع أمر دونه ببلده وما يرجع إلى نظره وقام في ذلك أحسن قيام وظهرت سيرته. أهـ. وهذا النص مأخوذ عن صلة الصلة: 18: 19.
وما ذاك يا سيدنا؟ قال: الذي اعتمد عليه في سماع هذا الكتاب منه قد وصل فقوموا بنا إليه، قال: فحملنا إلى خارج البلد من جهة النهر الأعظم وأدخلنا على أبي محمد عبد المنعم بن الفرس في خبائه وقدر ان سمعنا عليه والحمد لله؛ قال أبو القاسم: فشاهدت من أبي محمد عبد المنعم من الذكاء والإدراك ما لم اعهد من غيره، ورأيت مناظرات أخر وكأني لم ألق أحداً، في كلام غير هذا.
وقال أبو الربيع بن سالم: سمعت أبا بكر بن الجد وحسبك به شاهداً في هذا الباب يقول غير مرة: ما اعلم بالأندلس احفظ لمذهب مالك من عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد الله بن زرقون.
وكان المنصور من بني عبد المؤمن كلما وقعت إليه مسألة غريبة وقدر شذوذها، ذكراً أو فهماً، عن الحاضرين بمجلسه من أهل العلم - وكان أبو محمد هذا من أجلهم - أجرى ذكرها بينهم، فوقعت المذاكرة فيها بينهم حتى إذا استوفى كل منهم ذكر ما حضره فيها استشرف المنصور إلى الشفوف عليهم باستقصاء ما من الأجوبة فيها لديهم، فعند ذلك يتقدم أو محمد فيقول (1) : بقي فيها كذا وكذا فيأتي على ما كان المنصور قد أعده للظهور بينهم، وكثر هذا من أبي محمد حتى استثقله المنصور، فكان من أكبر الدواعي إلى هجرته إياه.
(1) م ط: فتقوم، وهو خطأ بين.