الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللمنتونيين، فخاف الحاج على نفسه وأختفى أشهراً بقرطبة عند صديقه أبي بكر بن عتيق بن مؤمن لخلة كانت قد تأكدت بينهما [52 و] أسبابها، فأخذ عنه حينئذ أبو الحسن بن أبي بكر بن مؤمن؛ وأشتد أسفه على أخيه وما نشب فيه، ثم تأتى له الفصول عن قرطبة، فخرج متردداً في بلاد الأندلس من مارتلة وشلطيش، ثم قصد مراكش فاستوطنها؛ وكان من أحسن الناس خلقاً وخلقاً، مشاركاً في فنون من العلم كالحديث والفقه وأصوله وعلم الكلام والطب، شاعراً مجيداً سريع لخاطر مكثراً نبيل المقاصد، كاتباً بليغاً. ووصل إلى مراكش بعد قتل أخيه متسبباً لصرف أملاكه عليه، فمرض بها وتوفي سنة خمس أو ست وستين وخمسمائة (1) .
347 - علي بن أحمد بن محمد بن يوسف بن مروان بن عمر الغساني
(2) : وادي آشي أبو الحسن؛ روى عن أبي إسحاق بن عبد الرحمن القيسي وأبي الحسن طاهر بن يوسف وأبي العباس الخروبي وأبي القاسم بن حبيش وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس ومحمد بن علي أبن مغيرة.
روى عنه أبو بكر بن عبد النور وأبو جعفر أبن الدلال وآباء
(1) ها هنا موضع ترجمة ثبتت في هامش ح وهي:
علي بن أحمد بن محمد بن غالب بن رزين الأزدي مرسي، أحد بيوت المهالبة بالأندلس، سمع من أبيه وتأدب بجماعة من شيوخ بلده وأجاز له أبو محمد عبد الحق بن الخراط. وله رحلة حج فيها بعد العشرين وستمائة ومولده على رأس الستين وخمسمائة؛ يكنى أبا الحسن وكان أديباً.
(2)
ترجمته في التكملة: 1882.
عبد الله: أبن أحمد المذحجي وأبن سعيد الطراز وأبن شنيف وأبن طارق وأبو علي الحسن بن سمعان وأبو القاسم بن الطيلسان.
وكان فقيهاً حافظاً مستبحراً حسن النظر، أديباً شاعراً مجيداً كاتباً بليغاً فاضلاً، وصنف في شرح الموطأ مصنفاً سماه:" نهج المسالك للتفقه في مذهب مالك " في عشرة مجلدات، وفي شرح صحيح مسلم وسماه:" إقتباس السراج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج "، وفي شرح تفريع أبن الجلاب وسماه:" الترصيع في تأصيل مسائل التفريع " وصنف في الأدب، ومنظوماته ورسائله شاهدة يتبريزه وتقدمه، ومنها منظومات وسماها " بالوسيلة لإصابة المعنى في شرح أسماء الله الحسنى " ضمن كل قطعة أو قصيدة منها إسماً من أسماء الله تعالى منها قوله: بسم أسم الله سبحانه:
قل الله تستفتح من أسمائه الحسنى
…
بأعظمها لفظاً وأعظمها معنى
هو الله فادع الله بالله تقترب
…
لأقرب قرباً من وريدك أو أدنى
[53 ظ] وأمله مضطراً تقف عند بابه
…
وقوف عزيز لا يصد ولا يثنى
بباب إله أوسع الخلق رحمة
…
فلله ما اولى لبر وما أحنى
وقدم من الإخلاص ثم وسيلة
…
تنل رتبة العلياء والمقصد الأسنى
أمولاي هل للخلق غيرك مفضل
…
يصرح عن ذكراته في الفضل أو يثنى
ببابك مضطر شكا منك فقره
…
لأكرم من أغنى فقيراً ومن أقنى
وللفضل والمعروف منك عوائد
…
لها الحمد ما أدنى قطوفاً وما أهنى
فهبها لك الإنعام غراً خوالداً
…
تفانى لها الأيام طراً ولا تفنى وتتبع الأسماء الحسنى إلى منتهى إحصائه منها؛ ونظم شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وله " رسالة بديعة " تشتمل على نظم ونثر، كتب بها إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر أبو عبد الله بن الابار مصنفاته فقال: وله تآليف ومجموعات منها: " كتاب الوسيلة لإصابة المعنى في أسماء الله الحسنى " فأوهم بذلك أنه تاليف غير منظوم على نحو " المقصد الأسنى " لأبي حامد الغزالي أو " الأمد الأقصى " لأبي بكر بن العربي أو غيرهما مما جرى مجراهما ولف في معناهما؛ وهذه الوسيلة كما وصفت لك، وما أرى أبن الأبار وقف عليها.
مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة.