الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91 - عبد الملك بن محمد بن مسعود بن فرج بن خلصة أبي الخصال [
؟.] (1) : فرغليطي الاصل أبو مروان، وهو ولد ذي الوزارتين أبي عبد الله بن أبي الخصال. روى عن أبيه وعمه أبي مروان وأبي محمد عبد الحق بن عطية، وكان فاضلاً ديناً من نجباء الابناء نشأ على صون وعفاف وانقطاع إلى طلب العلم وفنون الخير، ثم رحل وحج وعاد إلى الأندلس وقتل في حدود الثلاثين وخمسمائة، وثكله ابوه - رحمهما الله - ورثاه بقصيدة فريدة هي هذه:
جزعت وقد كان التجلد بي أحرى
…
ولكن زند الوجد في كبدي أورى
وما فاض هذا الدمع إلا لزفرة
…
أحس لها في كل جارحة مسرى
رزئت بمن لا أملك العين بعده
…
ففي كل ما حين لها عبرة تترى
وأني لأنساه ذهولاً وحيرة
…
وما ذلك النسيان إلا من الذكرى
عدمت أبا مروان حين وجدته
…
ولم تبق في يسرى خلائقه عسرا
(1) بياض في الأصول وبهامش ح: الغافقي قرطبي وأصله من شقورة، وفر غليط من قراها. قلت: وأنظر ترجمته في التكملة: رقم: 1700.
وحين أقر العين شرخ شبابه
…
وتمت به النعمى وحفت به البشرى
وكنت إذا أيقظته لملمة
…
أخذت الكرى عن مقلة منه لا تكرى
وطارت به الجلى إلى كل هيعة
…
وأثباجها تطوى واوداجها تفرى
ومن قبل ما خاض البحار مصمماً
…
إلى البيت حتى استلام الركن والحجرا [10 و]
وقفى إلى قبر الرسول بزورة
…
فقضى ووفى الحق والفرض والنذرا
وعفر في تلك المعالم وجهه
…
سجوداً لمولى يملك الخلق والامرا
وقد كنت في تلك السبيل احتسبته
…
واضمرت يأساً عن لقائي له صبرا
فرد على رغم الخطوب مسلماً
…
وقد حاز من آثاره في التقى فخرا
وزدت به وجداً كما ازداد غبطة
…
وحزت إلى عمري بريعانه عمرا
وطولت آمالي رجاء بقائه
…
فأسفر ذاك الطول عن مدة قصرا
وأسلمي في كربة مدلهمة
…
نزلت، ولم أملك، على حكمها قسرا
تقسمني ما بين حي وميت
…
فمن معشر قتلى ومن معشر أسرى
وكان ظهيراً عليهم وفيهم
…
أشد به أزراً وأحمي به ظهرا
فهون عندي فقده فقد من مضى
…
وصارت به الكبرى التي كانت الصغرى
وما مات إلا بعد ما مات قرنه
…
ولاقاه من هباته الضيغم الاضرى
فراه بيمناه بصارم نفسه
…
وخلى على كره لصاحبه اليسرى
وما زال اقران الظهور مقاتلاً
…
وكيف توقي الموت من حيث لا يدري
وما سلق ذاك الحتف إلا شهادة
…
تركت بها في كل منزلة نشرا
تعوضت من فان بباق مخلد
…
وعوضتني منك التأسي والاجرا
فمن منزل البلوى إلى منزل الرضى
…
ومن عرض الدنيا إلى جوهر الأخرى
سأصبر إلا عن سوابق عبرة
…
أرى ابداً جفني بتصريفها (1) يغرى
وما عذب الرحمن بالدمع باكياً
…
يداري بدمع العين في قلبه جمرا
وما مفزع المحزون إلا إلى البكا
…
وكل حزازات القلوب به تقرا
وفي وجد يعقوب بيوسف أسوة
…
فلا تعذلوني اليوم في عبرة تذرى
وكل فتى قد كان للعين قرة
…
سيلمؤها حرا كما ملئت قرا
سقت جدثاً واراك كل غمامة
…
تكشف عن ارض حللت بها الضرا
وحياك عني كل روح ورحمة
…
وما شئت من نور ومن روضة خضرا
ويا كبدي هلاً تفطرت حسرة
…
ويا أدمعي هلا جريت له حمرا
ويا فرطي أني ذخرتك لي غنى
…
ليوم يعود الأغنياء به فقرا [11 و]
(1) م ط: بتطريفها.
ويا مودعيه في الثرى هل علمتم
…
بأن له في غير ارضكم قبرا
نعم كل قبر قبره فاذا بدا
…
قرأت عليه من تذكره سطرا
وأن لم أزره في الحياة وربما
…
فموعدنا المضروب نجعله الحشرا
وقال لي الاخوان: هلا نقلته
…
وما نقل من بواته القلب والصدرا
أأقرب من فكري وذكري وخاطري
…
فأمضي له ظهراً وأحدو به سفرا
أعق بها أوصاله لو فعلته
…
وأرهقه في غير محمدة عسرا
وأنصب من رد الإله حياته
…
وأوسعها لما طوى عمره نشرا
ألا انني استودعته الله وحده
…
وحسبي بنصر الله في ظلمة نصرا 92 - عبد الملك بن محمد بن هشام بن سعد القيسي (1) : شلبي أبو الحسين
(1) ترجمته في التكملة رقم: 1715 ومعجم الصدفي: 251 (رقم 232) وبغية الملتمس رقم: 1055.
ابن الطلاء (1) ؛ روى ببلده عن أبي الحسن موسى بن قنتلة وأبي القاسم محمد بن إسماعيل الزنجاني وتفقه بهما ولم يذكر انهما أجازا له وروى بغيرها عن أبي بحر الاسدي وابوي الحسن: ابن الاخضر - واختلف إليه كثيرا في علوم اللسان وعليه معوله فيها - ويونس بن مغيث، وأبي الحسين سراج بن عبد الملك وأبوي عبد الله: ابن الحاج، وتفقه به، وابن شبرين، وأخذ عنه علم الكلام (2) وأصول الفقه، وأبي القاسم خلف بن صواب وأبوي محمد: ابن عتاب وعبد المجيد بن عبدون، وأبوي الوليد: ابن رشد، وتفقه به، وابن طريف وأجازوا له؛ وكتب إليه مجيزاً (3) من أهل الأندلس: أبو الاصبغ عبد العزيز بن الحسن الحضرمي الميورقي وأبو بكر الطرطوشي نزيل الإسكندرية وأبو جعفر: ابن بشتغير وابن المرخي، وآباء الحسن: شريح وعبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف وعباد بن سرحان، وآباء عبد الله: أحمد الخولاني وابن أبي الخير وابن الطلاع وابن أخت غانم، وأبو عبد الملك بن الجعديله وأبوا علي: الصدفي، وسمع منه، والغساني، وأبو عمران بن أبي تليد، وآباء القاسم: الاحمدان ابن منظور وابن أبي الوليد الباجي والحسن الهوزني وخلف بن الأبرش، وأبو محمد بن السيد؛ ومن أهل المشرق: أبو الحسن علي بن المشرف بن
(1) هامش ح: كان ابوه يطلي اللجم وغيرها بالفضة فنسب إلى ذلك.
(2)
م ط: علم العربية، وما جاء في ح اقرب إلى ما قاله ابن الآبار إذ ذكر في التكملة أنه كان ذا مشاركة في علم الاعتقادات وأصول الديانات وانه حذق ذلك على ابن شبرين.
(3)
وكتب إليه مجيزاً: مكررة في م ط.