الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرشية وأبي القاسم بن البراق، روى عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني وحدث عنه بالإجازة أبو عبد الله الطنجالي. وكان شيخاً صالحاً مقبضاً عن مخالطة الناس، مقبلاً على ما يعنيه من وظائف البر وافعال الخير مستوهباً منه الدعاء، وخطب ببلده.
576 - علي بن محمد بن بيطش المخرومي [86ظ] :
أبو الحسن؛ روى عن أبي الربيع بن سالم.
577 - علي بن محمد بن حارث السالمي:
أبو الحسن؛ له اجازة من أبي محمد عبد المنعم بن الفرس.
578 - علي بن محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى الاموي:
داني أبو الحسن بن برنجال؛ رحل وحج واخذ يسيراً بالإسكندرية عن أبي الطاهر السلفي، انشد عنه أبو الربيع بن سالم قال انشدني أبو الطاهر السلفي لنفسه:
غرضي من الدنيا صديق لي صدوق في المقه يرعى الجميل وعينه عن كل عيب مطرقه وإذا تغير من تغير كنت منه على ثقه
579 - علي بن محمد بن حسن الأنصاري:
اشبيلي جياني الأصل نزل مراكش، أبو الحسن الجياني؛ اخذ العربية والآداب عن أبي الحسن الدباج وأبي علي بن الشلوبين، اخذ عنه كثير من أصحابنا وأخذت عنه
وجالسته كثيراً: وانتفعت بمذاكرته في الطريقة الأدبية، وكان أديب النفس كاتباً بليغاً شاعراً مجيداً، رقيق الغزل بارع المنازع فائق النظم والنثر مبرزاً في فهم المعاني، نحوياً ماهراً ذاكراً للغات والآداب، من ابرع من رأيته خطاً، وكان لا يحسن بري القلم إنما كان يبرى له، وكان قد شرع في الجمع بين " تفسيري الزمخشري وابن عطية " فخلص (1) منه جملة واخترم قبل إتمامه، ورجز " الأحكام في معجزات النبي عليه الصلاة والسلام " تأليف شيخنا أبي محمد حسن بن القطان ترجيزاً حسناً مستوعب الأغراض، وله منظومات كثيرة في مقاصد شتى ورسائل منوعة، وكل ذلك شاهد بتبريزه وجودة مآخذه، وكان نفاعاً بجاهه سمحاً بماله مؤثراً بما ملكت يمينه كثير الإطعام متصدقاً على الفقراء والمساكين مبسوط اليد كريم الأخلاق طيب النفس، وله رسالة بارعة كتب بها إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي:
الى سيد المرسلين، ورسول رب العالمين، الذي جعلت له الأرض مسجداً وطهورا، وكان ولم يزل منتقلاً من صلب آدم نوراً، من يلجأ إليه يوم الفزع الأكبر النبيون، ويرجو مذخور شفاعته في غد [87و] المسيئون، ذؤابة بني هاشم، المتجشم في ذات الله سبحانه اصعب المجاشم، الذي نبع بين أصابعه الماء، وانهلت بدعوته السماء، وحن إليه الجذع حنين الثكلى، وانبأه الذراع بسمه وقد رام له اكلا، من اظلمته الحمائم، وناجته العظام الرمائم، واقر بنبوته الضب وشهد له
(1) م ط: فلخص.
بذلك تصديقاً، واستشفع به ريم الفلاه فمر طليقاً، المصطفى المختار، قامع جيش الغواية وقد فار، ذو الحوض المورود، والمقام المحمود، واليوم العظيم المشهود، الذي انشق له القمر، وذان له الأسود والأحمر، ولاح النور الإلهي من قسماته، وعرفه الكهنة والأحبار قبل كونه بسماته، بشرى الكليم، والنافث بالإسلام في قلب السليم، الميمون النقيبة والطليعة، المشير إلى الأصنام فخرت صريعة، حبيب الله وخليله، ومن انزل عليه تحريمه وتحليله، وقام على صدقه برهان الحق الواضح ودليله، الذي اعجز البلاغ وهم اوفر الناس في وقته عددا، ولو اتخذوت البحر مداداً والاشجار مددا (1) ، فضحهم بباهر آياته، ومحا فجرهم الكاذب سطوع (2) آياته، الذي جمعت له شتى الفضائل وضروبها، وردت عليه الشمس وقد حان غروبها، مبلغ الأمل القصبي، التافل في عين الوصي، من سبحت في كفه الأحجار، وجاءت تجر فروعها الاشجار، من احسن في ذات الله المصاع، واطعم الجيش الكبي من عناق وصاع، من أراد أبو جهل ان يغتاله ويخونه، فراى هولا وناراً عظيمة دونه، من ناجاه بعزم القوم ثبير، وانبأ بكذاب في أمته ومبيسر، العاقب الحاشر، ذو المناقب التي أعيت نشر الناشر، صلى الله عليه وعلى آله وذريته وصحبة صلاة دائمة ما نم عرف ثنائه، ولف الفجر الثريا في ملائه، من العبد المذنب المخطي، المشرع بأمله المبطي، الذي غذي بحبك وليداً، واخذ الايمان بك نظراً وتقليداً،
غذيت بحب الهاشمي وليدا
…
(1) م مدداً والأشجار عددا.
(2)
م: بسطوع.
وتحالف مع الشوق إليك في اسحم داج، عوض ما نتفرق صفاء ليس فيه تداج، وقرأ أم الإخلاص في محبتك فعمله [87ظ] غير خداج، الذي ثبطته الأقدار، وعالقه الفلك المدار، عن الحلول بمشاهدك الكريمة، والمثول في معاهدك التي هي لصادي الأمل انقع ديمة.
كتبته وانا أتنفس الصعداء، وأناجي بل اغبط أهل زيارتك السعداء، وللزفرات تصعد وانحدار، وللعربات تردد في الجفن وانهمار، طوراً تسيل الغمامة الثجاجة، وتارة كأني انظر من وراء زجاجة؛ أني كتبت وفي فؤادي لوعة حسرة على تفريط حره يتقد على الأحشا، وندماً على أمل أخشى أن يفصل بين قلبيه والرشا، وكيف ألذ حياة، أو آمن من الخطوب بياتاً، ولم اعبر لزيارتك سبسبا ولا لجة، ولا أقمت على دعوى الشوق إليك برهاناً ولا حجة، ولا أحرمت لحرم الله وحرمك، ولا مددت يد الافتقار فيه إلى كرمك؛ بعيد على دعوى المحبة إن تصح، وعلى خلب العزم يشح ان يسح، وإلا فعنان البطل خوار، والمحب إذا ما اشتاق زوار، ولعل العاجز يقول قولاً يظهر فيه مجازه، وكم دونه من مهمه ومفازه، أو يتأول جلي النصوص، ويتمثل: فكم ارض جذب ولصوص، كلا لو أصفى درة صفائه، لأخرجها اليم إلى الساحل، بل لو وفى لله حق وفائه، احله ذروة البلد الماحل، ضل أظله وقد أقام، وحاد عن السبيل وما استقام، وللعاجز متأول، اذا لم يكن عنده معول، تارة يطرق الغرر، ويقول: لا إضرار ولا ضرر، ويحرم ارتكاب الأخطار، ويحيل على غير ذي جناح إمكان المطار، ويجيز التيمم
مع وجود الماء، ويطيل الأمل ولم يبق إلا خافت الذماء، ويصور الجائز في صورة المحال، ولا ينشد القريض إلا والجريض دونه قد حال، ويهول اللجة والمرت، ويقول: الجمل لا بلج الخرت، هلا فلا الفلاه، ونفى أن تولد السعلاه، ومشى ولو على مستعر الجمر، ووكل الأمر في ذلك إلى صاحب الأمر، يخفضه الآل ويرفعه، ويتعرضه الرئبال فيدفعه:
هلا فليت إليه ناحية الفلا
…
فإن عزما في الله لا يتعذر معه أمل، وغرضاً في ذاته اوشك به أن يقال قد كمل، إلا أن الجد خله نجاده، كما أن الجد طوي [88 و] بجاده، وما هي إلا علل ثقيلة منعت الصرف، واسماء ضعفت فبنيت على الوقف، حين أشبهت الحرف، لو فتح في الأرض باب الضرب، وتخطى بصحيح عزمه مبارك الجرب، لجنى ثمرة الصبر، وكمل له حساب الجبر، وإنما منعه خفض لكن ليس على الجوار، ورفض للحزم أعقب ندامة ابن غالب عند مباينة نوار (1)، يقول: لا أستطيع السبيل، رضى بالمرتع الوبيل، هلا أنف من مقام المجرم، وتشوف إلى مقام المحرم، وزجرها وهو البائس أيامن، حتى يحل البلد الآمن.
هلا زجرت العيس تنفخ بالبرى
…
ورحل لبغية المكارم، واستقبل آثار القوم الأكارم، ليلثم مواطئ سعى فيها بالوحي الروح الأمين، وتخطى عرصاتها سيد المرسلين. كيف لي أن أمرغ الخد في عبير ثراها، أو ابلغ الجد الأعظم عندما أراها؛ هل
(1) هو الفرزدق والنوار زوجته وقد ندم حين طلقها.
يطيش عند ذلك لبي أو يذهل، أو يزيد أوامي عندما أرد ذلك المنهل؟ من لي بالخيف ومنى، وهل هما إلا أجل بغية ومنى؟ أظنك ضللت الطريق، وإلا فأينك من ليالي التشريق؟ وهلا أزدلفت إلى المزدلفة ونقعت اوام النفس الكلفة؟ وتركت حطامك إلى الحطيم وزمزم، واقتديت في العزم بشنشنة من أخزم؟ أرأيت استلام الحجر حجراً، أم بقيت في ليل الغواية وقد تبلج لك الرشد فجرا؟ أم حجبت عن البيت العتيق، وقصرتس عن التقصير وما حلقت على التحليق؟ وما تنفعك الدموع المفاضة، وقد حرمت طواف الإفاضة؟ هل قرعت إلى الصفا كل صفاة، وأمتطيت إلى المروة اطراف المرو الحداد بعزمة مستوفاة؟ س وأجمعت في حال إنفراد وجمع، على الحلول بجمع؟ ووليت أمر عزمك مستحقه، ٍوجعلت لعراف اليمامة حقه، لعله يشفيك من وجدك، أو ينشقك نفحة من صبا نجدك؟ وإنما أنت الطليح الملقى، والصحيح لغير سبب يستلقى، برق عزمك خلب، وصلب نيتك غير صلب، ليت شعري ما يسكن هذا الشوق المثار؟ وهل أعفر وجناتي في تلك المشاهد الكريمة والآثار؟ قسماً يا ذا الخلق العظيم بمقامك الأعظم، إن حبك قد تخلل وسرى في الأعظم، فهو روح النفس وغذاؤها، ويوح (1)[88 ظ] الأنس يسطع ضياؤها، بلبانه الطيب فطنت، وبرمامه المستصحب فطمت.
اللهم يا رب فأنجد عبدك المسيء وأعنه على أداء الفريضة، وأشف من لواعج شوقها لبيتك الكريم ونبيك العظيم نفسه المريضة،
(1) يوح: اسم الشمس.
اللهم فطيب قلبه بانتشاق ريح طيبة، ولا تجعل أمله فيك ورجاءه في كرمك إلى إخفاق وخيبة.
إليك إلهي رغبتي وبكائي
…
اللهم يا رب فبلغه من ذلك سوله وأمنيته، قبل أن تقضي منيته، وشفع صالح قوله بعاجل عمله، قبل حلول أجله، اللهم أنفعه بما ينطوي عليه من حب نبيك الكريم، وخليلك الذي بوأته أسنى مراتب التقريب والتكريم، وحبوته بين جميع خلقك بمزية التفضيل عليهم والتقديم، وأختم لعبدك المسيء بخاتمة الخير والسعادة بفضلك يا ذا الفضل العظيم، وعلى سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وذريته أفضل الصلاة والتسليم، ما نقع العذب الزلال نفوس الهيم، وصدع البرق رداء الليل البهيم، بحوله وفضله.
وقرأتها عليه ونقلتها من خطه.
وأنشدت عليه لنفسه من قصائده الحجازيات:
كيف لا أندب عهداً بالحمى
…
عن جفوني طارق النوم حمى
نزعت شوقاً إليه مهجة
…
لم يدع منها الهوى غير ذما
يا ليالينا بذي الغور أما
…
يتسلى القلب عنكن دما
وعهوداً باللوى قد سلفت
…
لم أزل أبكي عليهن دما
يصدق البرق فؤادي حسرة
…
فأنا أبكي إذا ما ابتسما
ورياح الغور مهما نسمت
…
أوقدت نار الجوى فاضطرما
لا تلوموني على الوجد فما
…
يغفر المنصف باللوم فما
كيف لي بالخيف يدنو ومنىً
…
فهما هم فؤاد فهما
يا حداة العيس رفقاً إنها
…
شكت الجهد وبعد (1) المرتمى
فهي تستنشق هبات الصبا
…
كلما وافت بنجد علما
أنسوها بالتذاذ إنها
…
نعم تفهم تلك النغما
طاويات لم يدع منها السرى
…
ودخيل الشوق إلا الأعظما [89 و]
تقصد الحوم من أعينها
…
نطفاً ليست تروي من ظما
ويمد السير من أعناقها
…
خيزراناً حين تبدي السلما
حملت اشباهها فهي بهم
…
كقسي قد اقلت أسهما
أوهن الوخد قواهن فإن
…
لاح نجد خلت فيها لمما
مدت الأعناق لما رملت
…
بنقا الرمل وأمناف الحمى
هاديات بالهوادي كلما
…
ضل حاد جاذبته الخطما
جنبوها مورد الماء فقد
…
حرمته أو تزور الحرما
يا خليلي رويداً إنها
…
لتعاني الشوق مثلي فاعلما
أنشقاها نفحة نجدية
…
راحة المشتاق أن ينتسما
وعداها بعداها ظفراً
…
وسروراً يوم تأتي الموسما
فبه تمحق آثار السرى
…
وتباد البيد حتى تعدما
(1) م ط: وطول.
إنها قد حملت شعثاً إذا
…
ما بكوا قلت غمام سجما
ومتى أنوا اشتياقاً وشكوا
…
صدعوا الصخر وشاقوا الأعصما
شربوا الدمع حميماً وارتووا
…
ولذا عافوا الزلال الشبما
لم يزموا العيس حتى حرموا
…
كل ماء أو يحلوا زمزما
لا تلمهم في البكا معتديا
…
كل جفن شام أو هام همى
حسرتا إن لم أكن في (1) سلكهم
…
وبهم مشتملا منتظما
من عذيري من زمان قد مضى
…
أقرع السن عليه ندما
حسرتا إن لم أبلغ أملي
…
قبل أن يأتي الردى مخترما
يا جميل اللطف وأغفر زلتي
…
وأقلني عثراتي منعما
برح الفقر إلى رحماك بي
…
لا يداوي الفقر إلا الكرما
أن يكن ذنبي عظيماً قد غدا
…
عفوك الواسع منه أعظما
أثقلت ظهري ذنوب صحت من
…
تحتها واأسفا واألما
قرع الباب بها مسترحم
…
لا يكن بابك عنه مبهما
إن حسبي في غد إن أغتدي
…
لائذاً بالمصطفى محترما [89 ظ]
بشفيع المذنبين المرتجى
…
في غد يشفع فيهم كرما
النبي الأبطحي المجتبى
…
سيد الخلق الكريم المنتمى
الرسول الساطع النور الذي
…
قد جلا نور هداه الظلما
(1) هذه هي رواية ط؛ وفي ح م: سلككم.
المكين المعتلي السامي إلى
…
قاب قوسين أو أدنى مكرما
خير خلق الله طراً سادهم
…
بعلاء عرباً أو عجما
فعليه صلوات الله ما
…
شدت الورق فشاقت مغرما [غذيت بحب الهاشمي] :
غذيت بحب الهاشمي وليدا
…
فألفيت أمري في هواه حميدا
غذيت به طفلاً صغيراً وناشئاً
…
وكهلاً فما الفيت عنه محيدا
تطعمته في ثدي أمي ولم أطق
…
به صدراً حين أستطلت ورودا
وأقسمت أن القى الإله بحبه
…
يميناً عليها الله كان شهيدا
إذا غرد القمري فاضت مدامعي
…
فريداً كأني قد نثرت فريدا
ويهتاج أشجاني نسيم إذا هفا
…
بنيران شوقي زادهن وقودا
أباد الأسى صبري وأفنى تجلدي
…
وكنت على مر الخطوب جليدا وتحالف مع الشوق:
إني كتبت وفي فؤادي لوعة
…
حشيت بحر جحيمها الأحشاء
أبكي لفرط شقاوتي لو أنه
…
يدني الحبيب من المحب بكاء
دمعاً متى أجريت وادي فيضه
…
ذهبت به انفاسي الصعداء
يا حسرتا نائي الأحبة نازح
…
يرجو اللقاء وأين منه لقاء
هامي الجفون مع البنان تمازجت
…
في وجنتيه أدمع ودماء
أعشى نواظره البكاء وصدعت
…
أكباده الأشواق والبرحاء
يذري المدامع عابثاً بالترب لا
…
تشجيه لا هند ولا أسماء
شوقاً لقبر المصطفى ومحبة
…
في خير من طلعت عليه ذكاء
يا فوز قوم طيبوا وجناتهم
…
بتراب طيبة هم هم السعداء حسرة على تفريط:
أرى دعوى المحبة لا تصح
…
وخلب برق عزمك لا يسح
[90 و] ولو تطوى على عزم صحيح
…
لهاجك من نسيم الغور نفح
وكنت تطير من طرب متى ما
…
يلح لك من بروق الخيف لمح
ولم يرددك لفح من هجير
…
ولا من ليلة ليلاء جنح
أتشجيك الحمائم كل حين
…
وما في مقلتيك لهن رشح
أصخر قلبك المعمى عليه
…
صليب لا يؤثر فيه قدح
سكرت بكأس غيك أي سكر
…
ثقيل ما أظنك منه تصحو
تضيق خطاك عن خير البرايا
…
وفيها إن قصدت سواه فسح
لقد صرعتك حرب الغي صرعاً
…
بقلبك لا بجسمك منه جرح وإلا فعنان البطل الخوار:
هلا فليت إليه ناحية الفلا
…
وبقيت ما تضحى بها متخيلا
ومشيت والسعلاة لا متوحشاً
…
وصدمت حر الجمر لا متململا
وصحبت آل القفر منتجعاً له
…
وتركت آلك منهم مستبدلا
ووطئت من شوك القتاد أزاهراً
…
تندى وبالرمضاء روضاً مخضلا
شوقاً إلى قبر النبي محمد
…
حتى تحل بمنتداه وتنزلا
حتى تمرغ حر خدك في ثرى
…
عرصاته متضرعاً متذللا
هلا سعيت إليه أغبر حافياً
…
وكأن ركبت له أغر محجلا
متألفاً للوحش في فلواتها
…
متأنساً بظبائها متعللا
يجلو عليك الصبح وجهاً مشرقاً
…
ويريك جنح الليل طرفاً أكحلا
حتى تحط الرحل في قبر به
…
حفت ملائكة السماوات العلا
قبر النبي الهاشمي محمد
…
أكرم بمنزله المقدس منزلا فإن عزماً في الله لا يبعد معه أمل:
هلا زجرت العيس تنفخ في البرى
…
ووصلت في الفلوات سيرك بالسرى
حتى تعفر وجنتيك بتربة
…
من اجلها ولها ذممنا العنبرا
ورحلت نحو الهاشمي محمد
…
خير الأنام وخير من وطئ الثرى
وتحل أرضاً لست من شغف بها
…
أرضى بديلاً من حصاها الجوهرا
[90 ظ] هلا مشيت ولو على جمر الغضا
…
وكأنه نبت الرياض منورا
هلا هجرت له مهادك مؤثراً
…
حر الهجير عليه لا متأثرا
شوقاً إلى خير الأنام محمد
…
أكرم به ذاتاً واكرم عنصرا
هيهات أنت مقصر حتى ترى
…
يوماً هناك محلقاً ومقصرا
هلا قرعت السن من ندم على
…
زمن مضى متلهفاً متحسرا
هلا بكيت له وقل له البكا
…
حقاً ولو تذري النجيع الأحمرا
صدع الهوى اعشار قلبك والهوى
…
مذ كان اعيا صدعه أن يجبرا ورحل لبغية المكارم:
بين الحطيم وزمزم
…
أرسل جفونك بالدم
وأضرع إلى الرحمن في
…
تلك المعالم ترحم
لا ترض إلا عن دم
…
فيها كلون العندم
إن الدموع البيض لا
…
تمحو خطايا المجرم
بالله يا ريح الصبا
…
انهي سلام المغرم
بثي حديث أساه في
…
نادي الحجيج الأعظم واندي بمسراك البليل عليهم وتنسمي
…
وبعرف ريحك متعي
…
مهج المطايا الرزم
بثي حديث متيم
…
يهوى المطار إليهم
تصغي الحمام لشجوه
…
فيقول: ويك تعلمي
وتصيخ نحو نحيبه
…
فتمده بترنم أرأيت استلام الحجر حجرا:
إليك غلهي رغبتي وبكائي
…
وفيك غدا دون الأنام رجائي
ومنك سألت العفو عن عظم زلتي
…
وما خاب يوماً سائل الكرماء
إذا أنت في جنح الدجنة لم تجب
…
ندائي وإلا من يجيب ندائي
لفضلك أزمعت الرحيل فحسرتا
…
إذا أنا لم يحسن لديك ثوائي
أسير بلا زاد ولا متأهباً
…
كذلك يغشى منزل الفضلاء
شفيعي لك المختار أحمد إنه
…
عليك بحق أكرم الشفعاء
[91 ز] فيا رب يسر لي زيارة قبره
…
وماذا على فضل الإله بناء
فقد طال شوقي نحوه وتلهفي
…
عليه وأودى لاعج البرحاء
أعض بناني حسرة وتندماً
…
وأبكي اشتياقاً لو يفيد بكائي
يقولون لي: عز الفؤاد لعله
…
يفيق وأنى لات حين عزاء
إلى قبر خير العالمين محمد
…
نزوعي، ودائي منه هو دوائي
ألا بلغي بالله يا نفحة الصبا
…
نفائث أكباد إليه ظماء
وانهي تحياتي إليه وعطري
…
شذا مسك دارين بعرف ثنائي
تحية مقصوص الجناحين واقع
…
رهين فناء أو أسير بناء
غدا يعتب الأجفان في صفو دمعها
…
فلم ترضه حتى همت بدماء