الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قسطلي الأصل، أبو الحسن القسطلي (1) ؛ روى عن صهره زوج عمته وأبي امراته أسماء - أبي القاسم بن حبيش - وأبي بكر بن أبي ليلى وآباء عبد الله: ابن حميد وابن فرس وابن يوسف بن سعادة، وأبي علي بن علي، وأجاز له أبو الحسن بن هذيل. روى عنه ابن أخته أبو عبد الله بن الحسن بن حازم وأبو القاسم بن نبيل، وحدثني عنه شيخنا أبو الحسن الرعيني.
وكان ذا حظ من العلم ليس بالوافر، واستقضي بمرسية مرتين وببلنسية وشاطبة، وكان جزلاً مهيباً أشبه بالرؤساء منه بالفقهاء والقضاة، وكف بصره بأخرة، وعلى ذلك كان يتولى الأعمال ويعتسف الطرق؛ مولده في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وأثار فتنة جرت هلاكه فقتل بمرسية ليلة الأربعاء، وقال ابن الآبار: ليلة الثلاثاء، سابعة جمادى الأولى عام ستة وعشرين وستمائة.
655 - علي بن محمد بن محمد بن شعيب:
أشوني نزل جزائر بني زغنا، أبو الحسن الأشوني؛ روى عنه أبو محمد عبد الواحد بن محمد ابن حبيب اللخمي الجزائري. وكان نحوياً لغوياً أديباً حافظاً تاريخياً، واستملى منه أبو محمد بن حبيب المذكور " أماليه الأدبية " المنسوبة إليه فأملاها من ذكره، وهي أمال نبيلة مفيدة شاهدة بفضل حفظ وجودة اختيار وحسن تصرف، وقد أودعها جملة وافرة من منشآته نثراً ونظماً، ومنها قوله يحض على طلب العلم والاجتهاد فيه:
(1) صلة الصلة: القسطالي.
ان العلوم لأشخاص معينة
…
فلا يراهن إلا لب من درسا
من شرد النوم والظلماء عاكفة
…
فكيف حتى يضاهيه الذي نعسا
فادرس تسد وتكن في الناس معتلياً
…
ورح - هديت - لنور العلم مقتبسا [142 و] وفي نحوه:
تعلم خليلي حين الشباب
…
تفق بالعلوم الرجال الكبارا
فمن واظب العلم صاح صغيرا
…
نفى عنه السؤال الصغارا وفي التنبيه على طلب الأدب واقتناء الكتب:
عليك بصحبة الأدباء يا من
…
يحاول أن يسود على الصحاب
فما في الناس ارفع من أديب
…
ولا في الأرض ارفع من كتاب وفي نظم المثل الجاري على ألسنة الناس: " الرأي للرأي مصقلة ":
إذا صدئت مرآة فهمك فاجلها
…
برأي أخي نصح مصيب يقرطس (1)
ولا تمض رأياً منك دون مشورة
…
(2) فأن اقتران الرأي بالرأي مدوس وفي الزهد:
يقيني بحول الإله
…
ولو كنت دهري عن الرشد لاه
وإحياء قلبي بذكر المليك
…
وكوني عن ذكره غير ساه
(1) يقرطس: يصيب.
(2)
المدوس: أداة الصقل.
فما الفوز إلا بصفو الضمير
…
ودين متين وترك المناهي
وتقوى القلوب ورفض الذنوب
…
ودفع العيوب حذار النواهي وفي القناعة:
لا تسأل الناس حب خردله
…
وسل إلاها براك من طيني
فرزقه للعباد ذو سعد
…
ليس بفان ولا بمنون وفي الاعتراف بالذنب، وقوة الرجاء في عفو الرب:
لا قوة لي يا رب فأنتصر
…
ولا براءة من ذنبي فأعتذر
فأن تعاقب فأني مذنب نطف
…
وان صفحت فمنك الصفح ينتظر (1)
أنت العظيم فأن لم تعف مقتدراً
…
عن العظيم فمن يعفو ويقتدر وفي وصف حاله حين دخل الجزائر:
يا ويح ناء شط عن أحبابه
…
وسقاه طول البعد مر شرابه
قذفت به أيدي النوى في معشر
…
لم يحلفوا طراً بعظم مصابه
يمسي ويصبح هائماً متحيراً
…
قد عضه صرف الزمان بنابه
[142 ظ] ما زال يجعله دريئة سهمه
…
حتى غزاه بشريه وبصابه
أم الجزائر كي يصادف ملطفاً
…
يكسو الذي يشكوه من أوصابه
فإذا الأنام غذوا بثدي واحد
…
في كل قطر آهل بسحابه
(1) نطف: مريب متلطخ بالعيب.