الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثامن والثلاثون
معرفة المراسيل الخفي إرسالها
هذا نوع مهم عظيم الفائدة يدرك بالاتساع في الرواية والجمع بطرق الأحاديث مع المعرفة التامة. "وللخطيب الحافظ" فيه "كتاب التفصيل لمبهم المراسيل".
والمذكور في هذا الباب منه: ما عرف فيه الإرسال بمعرفة عدم السماع من الراوي فيه أو عدم اللقاء كما في الحديث المروي عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال بلال: قد قامت الصلاة نهض وكبر".
روي فيه عن "أحمد بن حنبل" أنه قال: العوام لم يلق ابن أبي أوفى.
ومنه: ما كان "الحكم"1 بإرساله محالا على مجيئه من وجه آخر بزيادة "شخص أو أكثر"2 في الموضع المدعى فيه الإرسال كالحديث الذي سبق ذكره في النوع العاشر عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق فإنه حكم فيه بالانقطاع والإرسال بين عبد الرزاق والثوري لأنه روي عن عبد الرزاق قال: "حدثني النعمان ابن أبي شيبة "الجندي"3 عن الثوري عن أبي إسحاق". وحكم أيضا فيه بالإرسال بين الثوري وأبي إسحاق لأنه روي عن الثوري عن شريك عن "أبي إسحاق
وهذا"4 وما سبق في النوع الذي قبله يتعرضان لأن يعترض "بكل"5 واحد
1 من ش وع، وفي خط:"الحديث".
2 هكذا في خط، وفي ش وع،:"شخص واحد أو أكثر".
3 ضبط خط بفتح الجيم والنون.
4 هكذا في خط وع، وفي ش:"..أبي إسحاق. وما رواه بكر بن بكار وغيره عن المسعودي عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتصدق بلحوم البدن وجلالها وجلودها"، فهذا قد حكم فيه بالإرسال بين عبد الكريم الجزري وابن أبي ليلى، وبأن بينهما مجاهدا، ولأن ابن عيينة وإسرائيل بن يونس وغيرهما رووه عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى. وهذا". وقالت بنت الشاطىء جزاها الله خير: "هذه الفقرة من "غ" وعلى هامشها: من قوله: "وما رواه بكر بن بكار وغيره عن المسعودي" إلى قوله: عن مجاهد عن ابن أبي ليلى هذا كله لم يثبت في نسخة الشيخ شمس الدين أيده الله ساقط من أصله، وسقط أيضا من أصل شيخنا نجم الدين نفع الله به قلت: وسقط كذلك من "ص، ومطبوعة ع". انتهى.
5 من ش وع، وفي خط:"لكل" باللام.
منهما على الآخر على ما تقدمت الإشارة إليه والله أعلم انتهى.
هذان النوعان متقاربان وجعلهما المصنف نوعين تبعا للخطيب ولنقدم الكلام على النوع الثاني وليس المراد به هنا ما تقدم في حد المرسل "لهذا أفرد المصنف هذا بالذكر"1 إنما المراد به هنا مطلق الانقطاع. ثم الإرسال: ظاهر وخفي
فالظاهر هو: أن يروي الرجل عمن لم يعاصره بحيث لا يشتبه إرساله باتصاله على أهل الحديث كأن يروي مالك مثلا عن سعيد بن المسيب وكحديث رواه النسائي من رواية القاسم بن محمد عن ابن مسعود قال: "أصاب النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم نام حتى أصبح" فإن القاسم لم يدرك ابن مسعود.
والخفي: هو أن يروي "عن من"2 سمع منه ما لم يسمعه منه أو عن من"2" لقيه ولم يسمع منه أو عن من"2" عاصره ولم يلقه.
فهذا قد يخفي على كثير من أهل الحديث لكونهما قد جمعهما "عصر"3 واحد.
وهذا النوع أشبه بروايات المدلسين ويعرف خفي الإرسال بأمور أربعة:
أحدها: أن يعرف عدم اللقاء بينهما بنص بعض الأئمة على ذلك أو يعرف ذلك بوجه صحيح كحديث رواه ابن ماجه من رواية عمر بن عبد العزيز عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله حارس الحرس".
فإن عمر لم يلق عقبه كما قال المزي في "الأطراف"
والثاني: بأن يعرف عدم سماعه منه مطلقا بنص إمام على ذلك أو نحوه كأحاديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهي في السنن الأربعة.
فقد روى الترمذي أن عمرو بن مرة قال لأبي عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا.
والثالث: بأن يعرف عدم سماعه منه لذلك الحديث فقط وإن سمع منه غيره إما بنص إمام أو بإخباره عن نفسه بذلك في بعض طرق الحديث أو نحو ذلك
والرابع: بأن يرد في بعض طرق الحديث زيادة اسم راو بينهما كالحديث الذي
1 كذا في خط وراجع: "الشرح".
2 هكذا في خط، ورسمت في ل:"عمن" بالوصل.
3 من ل، وليس في خط.
أشار إليه بقوله: "سبق ذكره في النوع العاشر"
رواه عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن "يثيع"1 عن حذيفة مرفوعا: "إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين". فهو منقطع في موضعين لأنه روي عن عبد الرزاق قال حدثني النعمان ابن أبي شيبة عن الثوري "وروي عن"2 الثوري عن شريك عن أبي إسحاق.
وهذا القسم الرابع محل نظر لا يدركه إلا الحفاظ النقاد ويشتبه ذلك على كثير من أهل الحديث لأنه ربما كان الحكم للزائد وربما كان الحكم للناقص والزائد وهم فيكون من نوع: "المزيد في متصل الأسانيد" ولهذا حسن3 الجمع بين: "خفى الإرسال ومتصل الأسانيد" في نوع واحد وإن كان الخطيب جعلهما نوعين وصنف في كل نوع كتابا لكن في كثير "من ما"4 قاله نظر والصواب ما ذكره المصنف من التفصيل وهو أن الإسناد "الخالي"5 عن الراوي.. إلى آخره.
والحديث الذي مثل به رواه مسلم والترمذي من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن ابن يزيد "بن"6 جابر عن "بسر"7 بن عبيد الله قال: سمعت أبا إدريس الخولاني قال: سمعت واثلة يقول: سمعت أبا مرثد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها"
فذكر أبي إدريس في هذا الحديث وهم من ابن المبارك فقد رواه جماعات من الثقات بالاتصال"3" بين بسر وواثلة من غير ذكر أبي إدريس. كذا رواه
1 ضبط خط، لكن وقعت هناك "يتيع" بمثناة من فوق بين ياءين والمثبت –بالمثلثة- من ل.
2 من خط، وفي ل:"وروى أيضا عن".
3 راجع: "الشرح".
4 من خط، ورسمت في ل:"مما".
5 من ل، وسبق مثله عند ابن الصلاح، وفي خط:"الخافي".
6 من ل وسبق مثله عند ابن الصلاح، وفي خط:"عن".
7 ضبط خط.
مسلم والترمذي والنسائي عن علي بن حجر "عن"1 الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن بسر قال: سمعت واثلة.
وكذا رواه أبو داود عن إبراهيم بن موسى2 وكذا حكاه الترمذي عن البخاري وقال وقال الدارقطني3: زاد ابن المبارك في هذا أبا إدريس ولا أحسبه إلا أدخل حديثا في حديث.
وقوله في الوجه الآخر وهو إدخال "سفيان"4 بين ابن المبارك وابن جابر رواه جماعة عن ابن المبارك عن ابن جابر من غير ذكر سفيان أي: كعبد الرحمن ابن مهدي وحسن بن الربيع وهناد بن السري وغيرهم.
1 من ل، وفي خط:"بن"
2 راجع: "الشرح".
3 هكذا في خط، وفي "الشرح": نقل حكاية الترمذي عن البخاري، ثم قول أبي حاتم الرازي، ثم قول الدارقطني، فلم يذكر هنا قول أبي حاتم لكونه سبق في كلام ابن الصلاح رحمه الله.
4 وقع في "خط" هنا: "سفينة"، وسبق –وسيأتي أيضا- على الصواب، وراجع:"الشرح".