المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الموفي أربعين - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح - جـ ٢

[برهان الدين الأبناسي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌النوع التاسع والعشرون

- ‌النوع الموفي ثلاثين

- ‌لنوع الحادي والثلاثون

- ‌النوع الثاني والثلاثون

- ‌النوع الثالث والثلاثون

- ‌النوع الرابع والثلاثون

- ‌النوع الخامس والثلاثون

- ‌النوع السادس والثلاثون

- ‌النوع السابع والثلاثون

- ‌النوع الثامن والثلاثون

- ‌النوع التاسع والثلاثون

- ‌النوع الموفي أربعين

- ‌النوع الحادي والأربعون

- ‌النوع الثاني والأربعون

- ‌النوع الثالث والأربعون

- ‌النوع الرابع والأربعون

- ‌النوع الخامس والأربعون

- ‌النوع السادس والأربعون

- ‌النوع السابع والأربعون

- ‌النوع الثامن والأربعون

- ‌النوع التاسع والأربعون

- ‌النوع الموفي خمسين

- ‌النوع الحادي والخمسون

- ‌النوع الثاني والخمسون

- ‌النوع الثالث والخمسون

- ‌النوع الرابع والخمسون

- ‌النوع الخامس والخمسون

- ‌النوع السادس والخمسون

- ‌النوع السابع والخمسون

- ‌النوع الثامن والخمسون

- ‌النوع التاسع والخمسون

- ‌النوع الموفي ستين

- ‌النوع الحادي والستون

- ‌النوع الثاني والستون

- ‌النوع الثالث والستون

- ‌النوع الرابع والستون

- ‌النوع الخامس والستون

الفصل: ‌النوع الموفي أربعين

‌النوع الموفي أربعين

معرفة التابعين

هذا ومعرفة الصحابة أصل أصيل يرجع إليه في معرفة المرسل والمسند قال "الخطيب الحافظ": التابعي من صحب الصحابي.

قلت: ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان. ويقال للواحد منهم: تابع وتابعي. وكلام "الحاكم أبي عبد الله" وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه وإن لم توجد الصحبة العرفية والاكتفاء في هذا "بمجرد"1 اللقاء "والرؤية"2 أقرب منه في الصحابي نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما.

وهذا مهمات في هذا النوع:

إحداها: ذكر "الحافظ أبو عبد الله" أن التابعين على خمس عشرة طبقة الأولى: الذين لحقوا العشرة: سعيد بن المسيب وقيس بن أبي حازم وأبو عثمان النهدي وقيس بن "عباد"3 وأبو ساسان حضين"3" بن المنذر وأبو وائل وأبو رجاء العطاردي وغيرهم.

وعليه في بعض هؤلاء إنكار فإن "سعيد بن المسيب" ليس بهذه المثابة لأنه ولد في خلافة عمر ولم يسمع من أكثر العشرة وقد قال بعضهم: لا تصح له رواية عن أحد من العشرة إلا "عن"4 سعد بن أبي وقاص.

قلت: وكان سعد آخرهم موتا.

وذكر الحاكم قبل كلامه المذكور أن سعيدا أدرك عمر فمن بعده إلى آخر

1 من ش وع، وفي خط:"لمجرد".

2 من ش وع، وفي خط:"والرواية".

3 ضبط خط، و "حضين" بالضاد المعجمة كما في خط وش، وفي ع:"حصين". بالمهملة، وراجع: حاشية "المقدمة".

4 من خط، وليس في ش وع.

ص: 519

العشرة. وقال: "ليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع "منهم"1 غير سعيد وقيس بن أبي حازم".

وليس ذلك على ما قال كما ذكرناه نعم قيس بن أبي حازم سمع العشرة وروى عنهم وليس في التابعين أحد روى عن العشرة سواه ذكر ذلك عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الحافظ فيما2 روينا أو بلغنا عنه وعن أبي داود السجستاني أنه قال: روى عن التسعة ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف.

ويلي هؤلاء "التابعين"3 الذين ولدوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبناء الصحابة كعبد الله بن أبي طلحة وأبي أمامة "أسعد"4 بن سهل بن حنيف وأبي إدريس الخولاني وغيرهم انتهى.

الصحيح الذي عليه العمل: قول الحاكم "وغيره الاكتفاء"5 في المتابعة بمجرد الرؤية دون اشتراط الصحبة وعليه عمل أهل الحديث مسلم "وأبو حاتم"6 بن "حبان وعبد الغني"7 بن سعيد وغيرهم.

قال النووي: وهو الأظهر.

قال صلى الله عليه وسلم8: "طوبى لمن رآني وآمن بي طوبى لمن رأى من رآني" الحديث.

فاكتفى في الصحبة والمتابعة بمجرد الرؤية وقد ذكر مسلم في كتاب الطبقات الأعمش سليمان بن مهران في طبقة التابعين وكذلك ابن حبان وقال: إنما أخرجناه في هذا الطبقة لأن له لقيا وحفظا رأى أنس بن مالك وإن لم "يصح"9 له سماع

1 من ش وع، وفي خط:"منه".

2 من خط وع، وليس في ش.

3 من خط وع، وفي ش "التابعون".

4 ضبط خط.

5 هكذا في خط، وفي ع:"وغيره في الاكتفاء".

6 هكذا في خط، وفي ع "وأبي حاتم".

7 هكذا في خط، وفي ع "..حبان وأبي عبد الله الحاكم وعبد الغني..".

8 راجع: "الشرح" و "التدريب".

9 من ع ول، وفي خط:"يصلح".

ص: 520

المسند عن أنس.

وقال علي بن المديني: لم يسمع الأعمش من أنس إنما رآه رؤية بمكة يصلي خلف المقام.

فأما طرق الأعمش عن أنس فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي عن أنس وقال يحيى ابن معين "كل ما"1 رواه الأعمش عن أنس فهو مرسل وقد أنكر على أحمد بن عبد الجبار العطاردي حديثه عن ابن فضيل عن الأعمش قال رأيت أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا ثم توضأ ومسح على خفيه فصلى بنا وحدثنا في بيته.

وقال الترمذي: لم يسمع من أحد من الصحابة.

وأما رواية الأعمش عن عبد الله بن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الخوارج كلاب النار" فهو مرسل فقد قال أبو حاتم الرازي: إنه لم يسمع من ابن أبي أوفى.

وهذا الحديث وإن رواه إسحاق الأزرق عنه هكذا كما رواه ابن ماجة في سننه فقد رواه "عبد الله"2 بن نمير عن الأعمش عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس للأعمش رواية عن أحد من الصحابة في شيء من الكتب الستة إلا هذا الحديث الواحد عند ابن ماجة وكذلك عد عبد الغني بن سعيد الأزدي الأعمش في التابعين في "جزء له"3 جمع فيه من روى من التابعين عن عمرو بن شعيب.

وكذلك عد فيهم أيضا يحيى بن أبي كثير لكونه لقي أنسا وقد قال أبو حاتم الرازي: إنه لم يدرك أحدا من الصحابة إلا أنس بن مالك فإنه رآه رؤية ولم يسمع منه "و"4كذا قال البخاري وأبو زرعة قال أبو زرعة وحديثه مرسل مع أن في مسلم "رواية"5 عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة بحديث إسلامه لكن مسلم قرن رواية يحيى مع رواية شداد أبي عمار وكان اعتماده على رواية

1 من ع، وفي خط:"كلما".

2 هكذا في خط، وفي ع:"عبد الله" مصغرا.

3 من ع، وفي خط:"حرم مكة".

4 من خط، وليس في ع.

5 هكذا في خط، وفي ع:"روايته".

ص: 521

شداد فقط فإنه قال فيه: "قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة" فذكره وسكت عن رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة وهي بصيغة العنعنة.

وذكر عبد الغني بن سعيد أيضا جرير بن حازم في التابعين لكونه رأى أنسا

وقد روي عن جرير أنه قال: مات أنس ولي خمس سنين.

وذكر عبد الغني بن سعيد أيضا: موسى بن أبي عائشة في التابعين لكونه لقي عمرو بن حريث.

وقال الحاكم1:هم خمس عشرة طبقة آخرهم من لقي أنسا من أهل البصرة ومن لقي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة ومن لقي السائب بن يزيد من أهل المدينة.

ففي كلام هؤلاء الأئمة الاكتفاء في "التابعين"2 بمجرد رؤية "الصحابة"3 "ولقيه له"4 دون اشتراط الصحبة إلا أن ابن حبان "يشترط"5 في ذلك أن تكون "رؤيته"6 له في سن من يحفظ عنه فإن كان صغيرا لم يحفظ عنه فلا عبرة برؤيته كخلف بن خليفة فإنه عده في أتباع التابعين وإن كان رأى عمرو بن حريث لكونه كان صغيرا.

وروى الترمذي في الشمائل عن علي بن حجر عن خلف بن خليفة قال: رأيت عمرو بن حريث وأنا غلام صغير.

إسناد صحيح.

وما اختاره ابن حبان له وجه تقدم مثله في الرؤية المقتضية للصحبة هل يشترط فيها التمييز أم لا؟.

1 راجع: "التقييد".

2 هكذا في خط، وفي ع:"التابعى".

3 هكذا في خط، وفي ع:"الصحابي".

4 كذا في خط وع بالإفراد، لكن لا إشكال في ع.

5 هكذا في خط، وفي ع:"اشترط".

6 هكذا في ع، وفي خط:"رؤية".

ص: 522

"واعترض" على قول الخطيب: التابعي من صحب الصحابي بأن منصور "بن"1 المعتمر له رؤية وليست له صحبة وهو قد عده من التابعين في "جزء له جمع فيه رواية الستة من التابعين بعضهم عن بعض" وذلك في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي من رواية منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن ربيع ابن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعا" {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن".

قال الخطيب: منصور بن المعتمر له ابن أبي أوفى.

"ورد": بأن له رؤية دون صحبه وسماع ولهذا ذكره مسلم وابن حبان وغيرهما في طبقة أتباع التابعين ولم يوجد في طبقة 2التابعين بل صرح النووي في شرح مسلم بأنه ليس بتابعي قال: ولكنه من أتباع التابعين

فيمكن حمل كلام الخطيب على اللقى.

"قوله": ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان إن قصد بالإحسان الكمال في الإسلام والعدالة فإن ذلك ليس بشرط في التابعي باتفاقهم بل كل من صنف في الطبقات أدخل فيهم الثقات وغيرهم وإن أراد أنه لا يرتكب شيئا يخرجه عن الإسلام فهذا أيضا عندهم بلا خلاف3 والإحسان قدر زائد على الإيمان والإسلام كما جاء في حديث "جبريل" وليس بشرط في التابعي.

"قوله" في سعيد بن المسيب وقال بعضهم لا "يصح"4 له رواية عن أحد من العشرة إلا سعد بن أبي وقاص الظاهر أنه أشار ببعضهم إلى قتادة ففي مقدمة مسلم من رواية همام قال دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالوا إن هذا يزعم أنه "لقي"5 ثمانية عشر بدريا فقال قتادة: هذا كان سائلا قبل "الجارف" لا يعرض في شيء في هذا ولا يتكلم فيه فوالله ما حدثنا الحسن

1 من ع، وليس في خط.

2 راجع: "التقييد".

3 راجع: "التقييد".

4 هكذا في خط، وفي ع:"تصح" بمثناة من فوق.

5 من ع و "صحيح مسلم""1/5"، وفي خط:"في".

ص: 523

عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك.

وقد اختلف الأئمة في سماعه من عمر فأنكره الجمهور كيحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن معين وأبي حاتم الرازي وأثبته أحمد فقال رآه وسمع منه وقال ابن معين رآه وهو صغير وقال أبو حاتم الرازي رآه على المنبر ينعى النعمان بن مقرن.

وأما سماعه من عثمان وعلي فإنه ممكن غير ممتنع قال الحافظ أبو الحجاج المزي روايته عنهما في "الصحيحين" كأنه يشير1 إلى قول سعيد إن عمر وعثمان كانا يفعلان ذلك أي الاستلقاء في المسجد.

وأما قول سعيد "1"اختلف علي وعثمان رضي الله عنهما وهما بعسفان في "المتعة"2 فقال علي: "ما تريد "إلا"3 أن "تنهى"4 عن أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم". الحديث فإنه حديث متفق عليه في "الصحيحين" والغريب أن المزي في الأطراف لم يعزه إلى واحد منهما وإنما عزاه "للنسائي"5 فقط.

وفي مسند أحمد والبزار من رواية موسى بن وردان قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت عثمان رضي الله عنه يقول على المنبر: "كنت أبتاع التمر فأكتال في أوعيتي ثم أهبط به إلى السوق فأقول فيه كذا وكذا فآخذ ربحي وأخلي بينهم وبينه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا ابتعت فاكتل وإذا بعت فكل"""1"

وابن وردان وثقه العجلى وأبو داود ولكنه من رواية ابن لهيعة عنه.

قال البزار: لا نعلمه يروي عن عثمان إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.

مع أن الحديث رواه ابن ماجه في "سننه" إلا أنه قال فيه: "عن عثمان" لم يصرح بسماع سعيد منه.

نعم في "مسند أحمد""1" التصريح بالسماع منه قال فيه: "رأيت عثمان قاعدا

1 راجع: "التقييد".

2 في "الحج".

3 من "صحيح البخاري""1569"، وفي خط وع:"إلى"، والحديث أيضا عند مسلم "1223/159" والنسائي "2732".

4 من ع، ومثله عند البخارى، وفي خط:"تنتهى".

5 من خط، وفي ع:"النسائي".

ص: 524

في المقاعد فدعا بطعام مما مسته النار فأكله ثم قام إلى الصلاة فصلى ثم قال عثمان قعدت مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلت طعامه وصليت صلاته". وإسناده جيد. قال فيه أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم حدثني شعيب أبو شيبة سمعت عطاء الخراساني يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: رأيت عثمان.

وهؤلاء كلهم محتج بهم في "الصحيح" إلا أبا شيبة وهو شعيب بن "رزيق"1 "المقدسي"2 وثقه دحيم وابن حبان والدارقطني "فثبت"3 سماعه من عثمان.

وقول الحاكم: إنه أدرك العشرة غلط صريح لأنه لا خلاف أنه ولد في خلافة عمر "فكيف"4 يدرك أبا بكر؟.

قال: الثانية: المخضرمون من التابعين هم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا ولا صحبة لهم واحدهم مخضرم بفتح الراء كأنه "خضرم"5 أي قطع عن نظرائه الذين أدركوا الصحبة وغيرها. وذكرهم "مسلم" فبلغ بهم عشرين نفسا منهم: "أبو عمرو الشيباني وسويد بن غفلة الكندي وعمرو بن ميمون الأودي وعبد خير بن يزيد6 الخيواني وأبو عثمان النهدي عبد الرحمن ابن مل7 وأبو الحلال8 العتكي ربيعة بن زرارة".

1 من "تاريخ البخاري""4/217"، و "ثقات ابن حبان""8/308" و "التهذيب"، وفي ع:"رزيق" بتقديم الزاي على الراء، ولم تنقض في خط.

2 من ع ومثله في "التهذيب"، وفي خط:"المقدمى" بالميم. قلت: ولم ترد هذه النسبه في "تاريخ البخاري"، و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم "4/346"، و "ثقات ابن حبان".

3 من خط، وفي ع:"وثبت".

4 من ل، وفي خط:"وكيف".

5 ضبط خط.

6 في حاشية خط: " بفتح الخاء المنقوطة من خير". ويظهر أنه سقط شيء من تصوير خط فقد ظهر جزء من حرف بعد قوله "خير". وراجع حاشية "المقدمة".

7 في حاشية خط: " مل: في الميم من الحركات الثلاث، واللام مشددة على ط.... أسكنها وهمز وكسر الميم وهو غريب" ورسم عليها: "صح". وفي حاشية "المقدمة": "قال المؤلف رحمه الله: في الميم هنا الحركات الثلاث، واللام المشددة، ومنهم من أسكنها وكسر الميم وهو غريب". قلت: وفي ع: "أبو عثمان النهدى وعبد الرحمن بن مل" بالعطف، صوابه:"أبو عثمان ألنهدي: عبدا لرحمن ابن مل" كما في خط وش، وراجع حاشية "المقدمة".

8 في حاشية خط: "هو بالحاء المهملة المفتوحة وتخفيف اللام"

ص: 525

وممن لم يذكره "مسلم" منهم: "أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب1 والأحنف بن قيس" انتهى.

قال العسكري في كتاب "الأوائل"2:

المخضرمة من الإبل: التي نتجت "بين"3 العراب واليمانية فقيل: رجل مخضرم إذا عاش في الجاهلية والإسلام قال4: وهذا أعجب القولين إلي.

وكأنه5 متردد بين أمرين هل هو من هذا أو من هذا؟

قال الجوهري: لحم مخضرم بفتح الراء لا يدرى من ذكر أم أنثى.

قال: والمخضرم أيضا الشاعر الذي أدرك الجاهلية والإسلام مثل: لبيد ورجل مخضرم النسب أي: دعي.

وقال صاحب "المحكم": رجل مخضرم إذا كان نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام "وشاعر مخضرم: أدرك الجاهلية والإسلام"6 ورجل مخضرم: أبوه أبيض وهو أسود ورجل مخضرم ناقص النسب وقيل هو الذي ليس بكريم النسب وقيل: هو الدعي وقيل المخضرم في نسبه المختلط من أطرافه وقيل: هو الذي لا يعرف أبواه وقيل هو الذي ولدته السراري"5".

فالمخضرم على هذا متردد بين الصحابة لإدراكه زمن الجاهلية والإسلام وبين التابعين لعدم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فهو متردد بين أمرين.

ويحتمل أنه من النقص لكونه ناقص الرتبة عن الصحابة لعدم الرؤية مع إمكانها.

1 في حاشية خط: "ثوب بضم الثاء المثلثة على وزن عمر". وراجع: حاشية "المقدمة".

2 من ع و "التدريب"، وفي خط:"الدلائل".

3 هكذا في خط، وفي ع و "التدريب":"من".

4 العسكرى.

5 راجع: "التقييد".

6 من خط، وليس في ع.

ص: 526

وفي "النهاية": الخضرمة أن يجعل الشيء "بين بين"1 فإذا قطع بعض الأذن فهي بين الوافرة والناقصة.

قال: وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم فلما جاء الإسلام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرموا من غير الموضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية.

قال: ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم لأنه أدرك الخضرمتين.

وروى أبو داود من حديث "زبيب"2 العنبري أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم "قد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم" الحديث.

وقد ضبط بعضهم "المخضرمين" بكسر الراء على الفاعلية فكأنهم إذا أسلموا خضرموا آذان نعمهم ليعرف بذلك إسلامهم فلا يتعرض لهم.

وأغرب ابن خلكان فقال: قد سمع "محضرم"3 بالحاء المهملة وبكسر الراء.

وهل يشترط إسلامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو يسمى مخضرما وإن أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم بعده صلى الله عليه وسلم؟

مقتضى عبارة المصنف الثاني4 ويدل عليه: أن مسلما رحمه الله عد في "المخضرمين"5 جبير بن نفير وإنما أسلم في خلافة أبي بكر كما قاله أبو حسان "الزيادي"6

ولا يشترط أن يعيش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام خلافا للحاكم، كحكيم بن حزام وحسان بن ثابت وغيرهم ممن عاش ستين في الجاهلية

1 رسم الناسخ علي كل منهما علامة "صح".

2 ضبطها في خط بضم الزاى، وحديثه في "تحفة المزي""3/176".

3 من ل، وفي خط:"مخضرم" بالمعجمة.

4 راجع: "التقييد".

5 من ع، وفي خط:"المهخضرميين" بياءين.

6 من خط ومثله في "الأنساب""3/185" وضبطها: بكسر الزى وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي اخرها الدال المهملة وفي ع: "الزنادي" بالنون بدل الياء.

ص: 527

وستين في الإسلام. مخضرمون في اصطلاح اللغة لا المحدثين1

ثم ما المراد بإدراك الجاهلية؟ فقيل: قبل البعثة قاله النووي في "شرح مسلم" عند قول مسلم: "وهذا أبو عثمان النهدي وأبو رافع الصايغ وهما "ممن"2 أدرك الجاهلية" أي: كانا رجلين قبل البعثة والجاهلية: ما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم سموا بذلك لكثرة جهالاتهم3.

وقيل: إدراك قومه أو "غيرهم"4 على الكفر قبل فتح مكة لزوال أمر الجاهلية حين خطب صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وأبطل الجاهلية من سقاية الحاج وسدانة الكعبة.

ويشهد لذلك: ما ذكره مسلم في "المخضرمين" فإنه عد منهم: "يسير"5 بن عمرو وإنما ولد بعد زمن الجاهلية في قومه.

"قوله": وذكرهم مسلم فبلغ بهم عشرين نفسا عد منهم ستة وزاد اثنين من عند نفسه"3" وأهمل أربعة عشر وهم شريح بن هانىء الحارثي والأسود بن يزيد النخعي والأسود بن هلال المحاربي والمعرور بن سويد ومسعود بن حراش أخو ربعي بن حراش ومالك بن عمير وشبيل بن عوف الأحمسي وأبو رجاء العطاردي واسمه: عمران بن ملحان وغنيم بن قيس ويكنى أبا العنبر وأبو رافع الصائغ واسمه: نفيع وخالد بن "عمير"6 العدوي وثمامة بن حزن

1 عند العراقي في "التقييد": "مخضرمون من حيث اصطلاح أهل الحديث"، وراجع:"التقييد".

2 من خط وع، وفي "صحيح مسلم" "1/34":"من".

3 راجع: "التقييد".

4 من خط، وفي ع:"غيره".

5 من ع ومثله في "التهذيب" مصغرا بمثناة من تحت في أوله بعدها سين مهملة، وفي خط:"بشير" بموحدة، ثم شين معجمة.

6 من خط ول ومثله في "التهذيب"، وفي ع:"عبير" بالموحدة بدل الميم.

ص: 528

القشيري وجبير بن "نفير الحضرمي"1 و"يسير ويقال: أسير بن عمرو وأهل البصرة يقولون ابن جابر"2.

وممن لم يذكره مسلم ولا المصنف: اسلم مولى عمر وأويس بن عامر "القرني"3 وأوسط البجلي وجبير بن الحويرث وحابس اليماني وحجر بن عنبس وشريح بن الحارث القاضي وأبو وائل شقيق بن سلمة وعبد الله بن عكيم وعبد الرحمن بن غنم وعبد الرحمن بن يربوع وعبيدة بن عمرو السلماني وعلقمة بن قيس وقيس بن أبي "حازم"4 وكعب الأحبار ومرة ابن شراحيل "الطيب"5 ومسروق بن "الأجدع"6 وأبو عنبة لخولاني وأبو فالج الأنماري ولا يعرف اسم واحد منهما كما قال أبو أحمد الحاكم7 وقيل اسم أبي عنبة عبد الله وقيل: اسمه عبارة وأبو عنبة: وأبو فالج كلاهما أكل الدم في الجاهلية وكلاهما مختلف في صحبته وكذلك اختلف في صحبة بعض من تقدمهما والصحيح أنه لا صحبة لمن ذكرناه.

وفي "سنن ابن ماجة": التصريح بسماع أبي عنبة من النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ممن صلى معه القبلتين لكن بإسناد فيه جهالة.

1 من "التدريب" ومثله في "التهذيب" بالنون والفاء مصغرا، والحضرمى: بالضاد المعجمة. وفي خط ول: "نغير" بالغين المعجمة بدل الفاء، وفييل:"الخضرمى" بالخاء والضاد المعجمتين، وفي ع: بالخاء والصاد المهملتين: "الحصر مي".

2 من ع، وراجع:"التهذيب" فيمن اسمه: "يسير بن عمرو بن جابر"، وفي ل:"بسير بن عمرو بن جابر"، بالموحدة والمهملة وحذف "يقال" ومثله في "التدريب" لكن بالشين المعجمة.

3 من ع، وفي خط:"التربي".

4 من ع، وفي خط "خازم" بالخاء المعجمة.

5 من "التهذيب" وفيه "لقب بذلك لعبادته"، وفي خط وع:"الطبيب".

6 من "التهذيب" ومثله في "الجرح، والثقات" وغيرهما. وفي خط وع: "الأجذع" بالذال المعجمة.

7 راجع "التقييد".

ص: 529

فهؤلاء عشرون لم يذكراهم1

قال: الثالثة: من أكابر التابعين الفقهاء السبعة من أهل المدينة وهم "سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وخارجة بن زيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار".

روينا عن "الحافظ أبي عبد الله" أنه قال: "هؤلاء الفقهاء السبعة "عند الأكثر من علماء"2 الحجاز" وروينا عن ابن المبارك قال: "كان فقهاء أهل المدينة الذين "يصدرون"3 عن رأيهم سبعة" فذكر هؤلاء إلا أنه لم يذكر أبا سلمة بن عبد الرحمن وذكر بدله سالم بن عبد الله بن عمر.

وروينا عن أبي الزناد تسميتهم في "كتابه" عنهم فذكر هؤلاء إلا أنه ذكر أبا بكر بن عبد الرحمن بدل" أبي سلمة "و"4سالم" انتهى.

هؤلاء أقل فقه وصلاح وفضل وقد بلغ بهم يحيى بن سعيد اثني عشر فنقص وزاد فروى علي بن المديني عنه قال فقهاء أهل المدينة اثنا عشر سعيد بن المسيب وأبو سلمة والقاسم بن محمد وسالم وحمزة وزيد وعبد الله وبلال بنو عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان بن عفان وقبيصة بن ذؤيب وخارجة وإسماعيل ابنا زيد بن ثابت.

قال: الرابعة: ورد عن أحمد بن حنبل أنه قال: "أفضل التابعين سعيد بن المسيب" فقيل: له فعلقمة والأسود؟ فقال: "سعيد بن المسيب وعلقمة والأسود" وعنه أنه قال: "لا أعلم في التابعين مثل أبي عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم" وعنه أيضا أنه قال: أفضل التابعين: قيس وأبو عثمان وعلقمة ومسروق هؤلاء كانوا فاضلين "ومن علية"5 التابعين".

وأعجبني ما وجدته عن "الشيخ أبي عبد الله بن خفيف الزاهد الشيرازي" في

1 يعني: "مسلما، وابن الصلاح"، راجع:"التقييد".

2 من ش وع، وفي خط:"عند الأكثرين علماء".

3 من ش وع، وفي خط:"يعتدرون".

4هكذا في خط وش وع، وفي كلام العراقى في "الشرح":"أو".

5 ضبط خط.

ص: 530

كتاب له قال: "اختلف الناس في أفضل التابعين فأهل المدينة يقولون: سعيد بن المسيب وأهل الكوفة يقولون: أويس القرني وأهل البصرة يقولون: الحسن البصري".

وبلغنا عن "أحمد بن حنبل" قال: "ليس أحد أكثر في فتوى من الحسن وعطاء" يعني من التابعين.

وقال أيضا: "كان عطاء مفتي مكة والحسن مفتي البصرة فهذا أكثر "الناس عنهم رأيهم"1".

وبلغنا عن "أبي بكر بن أبي داود" قال: "سيدتا التابعين من النساء: حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن وثالثتهما - وليست كهما- أم الدرداء". انتهى.

قال ابن حبان: سعيد بن المسيب سيد التابعين وقال ابن المديني: هو عندي أجل التابعين وقال أبو حاتم الرازي ليس في التابعين أنبل منه.

والصواب2 ما ذهب إليه أهل الكوفة من تفضيل أويس لما في مسلم من حديث عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن خير التابعين رجل يقال له أويس" الحديث.

فهذا الحديث لا ينبغي مع صحته نزاع وأما تفضيل أحمد وغيره لسعيد فلعله لم يبلغه الحديث أو لم يصح عنده أو أراد بالأفضلية الأفضلية في العلم لا الخيرية.

ونقل الخطابي عن بعض شيوخه أنه كان يفرق بين الأفضلية والخيرية

وفي تقديم المصنف حفصة على عمرة إشعار بتفضيلها فقد روى أبو بكر بن أبي داود بإسناده إلى إياس بن معاوية قال ما أدركت أحدا أفضله على حفصة بنت سيرين فقيل له الحسن وابن سيرين؟ فقال أما أنا فلا أفضل عليها أحدا.

والمراد هنا بأم الدرداء: الصغرى واسمها هجيمة "وقيل"3 جهيمة فأما أم الدرداء الكبرى فإنها صحابية واسمها: خيرة.

1 من خط وع، وفي ش:"الناس فتيا عنهم، وكذا رأيهم"

2 راجع: "الشرح".

3 من خط، وفي ل:"ويقلل" محرفة عن: "ويقال".

ص: 531

قال: الخامسة: روينا عن "الحاكم أبي عبد الله" قال: "طبقة تعد في التابعين ولم يصح سماع أحد منهم من الصحابة منهم إبراهيم بن سويد النخعي وليس بإبراهيم بن يزيد النخعي "الفقيه"1 وبكير بن أبي "السميط"2 وبكير بن عبد الله بن الأشج" وذكر غيرهم قال: "وطبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد لقوا الصحابة منهم: "أبو الزناد عبد الله بن ذكوان" لقي عبد الله بن عمر وأنسا وهشام بن عروة وقد "أدخل"3 على عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وموسى بن عقبة وقد أدرك أنس بن مالك وأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي.

وفي بعض ما قاله مقال.

قلت: وقوم عدوا من التابعين وهم من الصحابة: ومن أعجب ذلك عد الحاكم أبي عبد الله النعمان وسويدا ابني مقرن المزني في التابعين عندما ذكر الإخوة من التابعين وهما صحابيان معروفان مذكوران في الصحابة. انتهى.

حكى المصنف كلام الحاكم وقال في آخره: وفي بعض مقاله مقال ولم يبين المقال وكأنه يشير به إلى بكير بن عبد الله بن الأشج وأبي الزناد.

وعبارة الحاكم: وبكير بن عبد الله بن الأشج لم يثبت سماعه من عبد الله بن الحارث بن جزء وإنما "رواياته"4 عن التابعين وثابت بن عجلان الأنصاري لم يصح سماعه من ابن عباس إنما يروي عن عطاء وسعيد بن جبير عن ابن عباس

1 من خط وع، وليس في ش.

2 في حاشية "المقدمة": "على هامش "ص": [قال المؤلف: السميط هو بفتح السين المهملة، وبعد الميم ياء] – وفي " التقريب" اهـ.

قلت: والمثبت من ش، وفي خط:"الشميط" بالشين المعجمة، وفي ع:"السمط" بالمهملة لكن سقطت الياء، وفي ل:"السميط" على الصواب وضبطه العراقى: "بفتح السين وكسر الميم" قال: "" كذا ضبطه: ابن ماكولا وغيره".

قلت: وقد ضبط في حاشية خط على الصواب، ففى حاشية خط:"السميط: بفتح السين وكسر الميم وبعدها ياء" ورسم علبها الناسخ علامة: "صح".

3 ضبط خط.

4 هكذا في خط، وفي ل: "روايتهط.

ص: 532

وسعيد بن عبد الرحمن الرقاشي وأخوه واصل أبو حرة لم يثبت سماع واحد منهما من أنس.انتهى.

فقوله في "بكير": إنما "رواياته"1 عن التابعي فيه نظر فقد روى عن جماعة من الصحابة منهم السائب بن يزيد وأبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ومحمود بن لبيد كما ذكره المزي وغيره وهم معدودون في "الصحابة"2 وفي "المعجم الكبير" للطبراني: روايته عن ربيعة بن "عباد"3 بإسناد جيد أنه حدث عنه قال "رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم" الحديث.

لكن ليس فيه تصريح بسماع.

نعم في "النسائي" بسند على شرط مسلم: أن بكير بن عبد الله قال: سمعت محمود بن لبيد يقول: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات الحديث.

ومحمود عده غير واحد من "الصحابة" كأحمد والبخاري وابن حبان4 وفي مسند أحمد بإسناد صحيح: "أنه عقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه" مع أن هذه القصة إنما هي لمحمود بن الربيع كما هو في "صحيح البخاري".

نعم عد مسلم محمود بن لبيد من التابعين وقال أبو حاتم الرازي والمزي ليست له صحبة وهو معارض بما تقدم

وأما أبو الزناد فقال أبو حاتم الرازي لم يدرك ابن عمر ومراده لم يدرك السماع منه فإن أبا الزناد عاش ستا وستين سنة وتوفي سنة ثلاثين ومائة أو اثنتين وثلاثين ومات ابن عمر سنة أربع وسبعين أو ثلاث فعلى هذا أدرك من حياة ابن عمر سبع سنين أو ثمان أو تسع.

وإنما عد في أتباع التابعين لكون الغالب عليه والشائع عنه: روايته عن

1 هكذا في خط ول في هذا الموضع.

2 راجع: "الشرح".

3 ضبط خط.

4 راجع: "التقييد".

ص: 533

التابعين وحمله عنهم. وقال العجلي تابعي ثقة سمع من أنس وذكره مسلم في الطبقة الثالثة من التابعين.

ووهم الحاكم في نسبة سعيد أنه الرقاشي وأنه أخو أبي "حرة"1 الرقاشي وليس واحد منهما رقاشيا وأبو حرة الرقاشي اسمه حنيفة وأما واصل فليس بأبي حرة الرقاشي.

وقد وهم فيه أيضا عبد الغني المقدسي في "الكمال" فنسب واصلا أبا حرة الرقاشي وغلطه المزي وقد ذكر ابن حبان في أتباع التابعين سعيد بن عبد الرحمن البصرى وأخاه واصلا أبا حرة البصري وقال أمهما "برة"2 مولاة لبني سليم.

"وقوله": وقوم عدوا من التابعين وهم من الصحابة كابني مقرن أي: وهما من المهاجرين إما3 لصغره وإما لكون روايته أو غالبها عن الصحابة كما عد مسلم في الطبقات يوسف بن عبد الله بن "سلام"4 ومحمود بن لبيد في التابعين.

وقد يعد بعض التابعين في الصحابة وكثيرا ما "يقع"5 ذلك فيمن يرسل من التابعين كما عد محمد بن الربيع الجيزي "عبد الرحمن بن غنم الأشعري" فيمن دخل مصر من الصحابة وهو وهم منه.

على أن الإمام أحمد "أخرج"6 حديثه في المسند وذكر ابن يونس أيضا أن له صحبة وكذا حكى ابن مندة عن يحيى بن بكير والليث وابن لهيعة.

1 ضبط خط.

2 من ل، و "الثقات""7/599"، وفي خط:"حرة".

3 راجع: "الشرح".

4 رسم عليها الناسخ علامة: "خف" إشارة إلى تخفيف اللام.

5 من خط، وفي ل:"يتبع".

6 من خط، وفي ل:"قد أخرج".

ص: 534