الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الموفي ثلاثين
معرفة المشهور من الحديث
ومعنى الشهرة مفهوم وهو منقسم إلى صحيح كقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" وأمثاله وإلى غير صحيح كحديث "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وكما بلغنا عن "أحمد" أنه قال: "أربعة أحاديث تدور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق ليس لها أصل من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة ومن آذى ذميا أنا خصمه يوم القيامة ونحركم يوم صومكم وللسائل حق وإن جاء على فرس".
وينقسم من وجه آخر "إلى ما هو"1 مشهور بين أهل الحديث وغيرهم كقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وأشباهه. وإلى ما هو مشهور بين أهل الحديث خاصة دون غيرهم كالذي رويناه عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان".
فهذا مشهور بين أهل الحديث مخرج في الصحيح وله رواة عن أنس غير أبي مجلز "ورواة"2 عن "أبي مجلز" غير التيمي ورواة عن التيمي غير الأنصاري ولا يعلم ذلك إلا أهل "الصنعة"3 وأما غيرهم فقد يستغربونه من حيث أن التيمي يروي عن أنس وهو ها هنا يروي عن واحد عن أنس.
ومن المشهور المتواتر الذي يذكره أهل الفقه وأصوله وأهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص فإن كان "الحافظ الخطيب" قد ذكره
1 مكرر في خط.
2من خط، وفي ش وع:"ورواه" بالهاء.
3 من ش وع، وفي خط "للصنعة".
ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث ولعل ذلك لكونه لا تشمله صناعتهم ولا يكاد يوجد في رواياتهم فإنه عبارة عن الخبر الذي ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة ولا بد في إسناده من استمرار هذا الشرط في رواته من أوله إلى منتهاه ومن سئل عن إبراز مثال لذلك فيما يروي من الحديث أعياه تطلبه وحديث "إنما الأعمال بالنيات" ليس من ذلك بسبيل وإن نقله عدد التواتر وزيادة لأن ذلك طرأ عليه في وسط إسناده ولم يوجد في أوائله على ما سبق ذكره.
نعم حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" نراه مثالا لذلك فإنه نقله من الصحابة رضي الله عنهم العدد الجم وهو في الصحيحين مروي عن جماعة منهم وذكر أبو بكر البزاز في مسنده أنه رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو من أربعين رجلا من الصحابة.
وذكر بعض الحفاظ أنه رواه "عنه صلى الله عليه وسلم"1 اثنان وستون نفسا من الصحابة وفيهم العشرة المشهود لهم بالجنة قال: "وليس في"2 الدنيا حديث اجتمع على روايته العشرة غيره ولا يعرف حديث يروى عن أكثر من ستين نفسا من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد.
قلت: وبلغ بهم بعض أهل الحديث أكثر من هذا العدد وفي بعض ذلك عدد التواتر ثم لم يزل عدد رواته في ازدياد وهلم جرا على التوالي والاستمرار انتهى.
"قوله": وكما بلغنا عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال: "أربع"3 أحاديث تدور في الأسواق ليس لها أصل. ثم ذكرها. والظاهر أن هذا لا يصح عن أحمد فإنه أخرج منها حديثا في مسنده وهو حديث "للسائل حق وإن جاء على فرس".
وقد ورد من حديث الحسين بن علي وأبيه علي وابن عباس والهرماس بن زياد
أما حديث الحسين بن علي بن أبي طالب فأخرجه أبو داود من رواية يعلي بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين "عن"4 حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 هكذا في خط وع، وفي ش:"عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
2من خط وع، وفي ش:"وليس لهم في".
3 هكذا في خط، وفي ع:"أربعة" وسبق مثله في متن "المقدمة"
4 من ع و "سنن ابي داود" 1665 و "تحفة الأشراف" 3/65 وفي خط: "ابن".
"للسائل حق وإن جاء على فرس".
رواه أحمد في "مسنده" عن وكيع وعبد الرحمن "ابن مهدي"1 كلاهما عن سفيان عن مصعب "بن"2 محمد عن يعلى بن أبي يحيى.
وهذا إسناد جيد وقد سكت عليه أبو داود فهو عنده صالح.
ويعلى هذا ذكره ابن حبان في الثقات وجهله أبو حاتم وباقي رجاله ثقات.
وأما حديث علي: فأخرجه أبو داود أيضا من رواية زهير عن شيخ قال رأيت سفيان عنده عن فاطمة بنت حسين عن "أبيها"3 عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن عدي في الكامل من رواية إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول عن طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
أورده في "ترجمة إبراهيم بن عبد السلام المكي المخزومي""راويه"4 عن إبراهيم بن يزيد وقال هذا معروف بغير إبراهيم هذا عن إبراهيم بن يزيد سرقه ممن هو معروف به.
قال وإبراهيم بن عبد السلام في جملة الضعفاء المجهولين.
وأما حديث الهرماس بن زياد فرواه الطبراني من رواية عثمان بن "فائدة"5 عن عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
وعثمان بن فائدة ضعفه ابن معين والبخاري وابن حبان وغيرهم.
وأما حديث: "من آذى ذميا" فإنه معروف أيضا.
رواه أبو داود من رواية صفوان بن سليم عن عدة من أبناء الصحابة عن آباءهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو
1 من ل، وفي خط وع:"ابن محمد"
2 من ع ول و "المستند"1/201، وفي خط:"عن" بالعين.
3 من ع ول و"السنن" 1666 و "التحفة" 3/65 وفي خط: "ابنها".
4 من ع، وفي خط:"رواية".
5 كذا في خط في الموضعين، وفي ع:"فائد" ومثله في التهذيب وغيره..
وراجع: "تحفة الأشراف" 3/65 و "الضعيفة" للعلامة الألباني حفظه الله 1378.
أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة".
سكت عليه أبو داود أيضا فهو عنده صالح وهو كذلك فإن إسناده جيد وهو وإن كان فيه من لم يسم فإنهم عدة من أبناء الصحابة يبلغون حد التواتر الذي لا يشترط فيه العدالة ورواه البيهقي في سننه الكبرى عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
-نعم الحديثان الآخران لا أصل لهما.
قال ابن الجوزي في الموضوعات وتذكر العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة".
قال أحمد لا أصل لهذا.
وروى الطبراني من رواية أبي شيبة القاضي عن آدم بن علي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هلك قوم إلا في آذار ولا تقوم الساعة إلا في آذار".
أبو شيبة قاضي واسط اسمه إبراهيم بن عثمان وهو جد أبي بكر ابن أبي شيبة كذبه شعبة وقال ابن معين ليس بثقة.
وبالجملة فهو متفق على ضعفه.
-وأما حديث: "يوم صومكم يوم نحركم" فرواه الإمام أبو بكر محمد بن رمضان ابن شاكر الزيات في كتاب له فيه: "أخبار عن مالك والشافعي وابن وهب وابن عبد الحكم" قال قال محمد بن عبد الله "هو"1 ابن عبد الحكم الحديث الذي روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم صومكم يوم نحركم" قال: هذا من حديث الكذابين.
واعترض على المصنف في قوله وأهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص أي المتواتر بأنه قد ذكره أبو عبد الله الحاكم وأبو محمد بن حزم وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم من أهل الحديث.
والجواب عن المصنف أنه2 إنما نفى عن أهل الحديث ذكره باسمه الخاص.
1 من ع، وفي خط:"فهو".
2من ع، وفي خط:"من اهل الحديث بأنه"
المشعر بمعناه الخاص "وهؤلاءلم"1 يقع في كلامهم التعبير عنه بما فسره به الأصوليون وإنما يقع في كلامهم أنه تواتر عنه صلى الله عليه وسلم كذا وكذا وأن الحديث الفلاني متواتر "كقول"2 ابن عبد البر في "حديث المسح على الخفين" إنه استفاض وتواتر.
وقد يريدون الاشتهار لا المعنى الذي فسره به الأصوليون.
واعترض عليه أيضا بأن حديث الأعمال بالنيات ذكر ابن مندة أن جماعة من الصحابة رووه فبلغوا العشرين.
"ورد" بأنه إنما بلغ بهم ثمانية عشر فقط فذكر مجرد أسمائهم من غير رواية لشيء منها ولا عزو لمن رواه وليس هو أبا عبد الله محمد بن إسحاق ابن مندة وإنما هو "أبو القاسم"3 عبد الرحمن ذكر ذلك في كتاب له سماه المستخرج من كتب الناس للتذكرة فقال وممن رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير عمر بن "الخطاب: على"4 بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبو هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعتبة بن عبد السلمي وهلال بن سويد وعبادة بن الصامت وجابر بن عبد الله وعقبة بن عامر وأبو ذر الغفاري "وعتبة بن المنذر"5 وعتبة بن مسلم فعد سبعة عشر غير عمر مع أن فيهم اثنين ليست لهما صحبة "وهما"6 هلال بن سويد وعتبة بن مسلم وقد ذكرهما ابن حبان في ثقات التابعين فبقي خمسة عشر غير عمر.
وسئل الحافظ أبو الحجاج المزي عن كلام ابن مندة هذا فأنكره واستبعده.
"وتتبعت"7 هذه الأحاديث فوجد أكثرها في مطلق النية لا بلفظ "إنما
1 من خط، وفي ع:"وهؤلاء المذكورين لم".
2 من خط، وفي ع:"وكقول".
3 هكذا في خط، وفي ع:"هو ابنه ابو القاسم"
4 من خط، وفي ع:"الخطاب وعلي".
5 من ع، وسقط من خط.
6 من ع، وليس في خط
7 ضبطها في خط- ضبط قلم-بضم التاء الثانية.
الأعمال بالنيات" وفيها ما هو بهذا اللفظ وقد خرجها الحافظ عبد الرحيم العراقي وزاد على ابن مندة فقال:
-حديث علي بن أبي طالب: رواه ابن الأشعث في سننه والحافظ أبو بكر محمد بن ياسر الجياني في الأربعين العلوي من طريق أهل البيت بلفظ "الأعمال بالنية" وفي إسناده من لا يعرف.
-وحديث سعد بن أبي وقاص كأنه أراد به قوله صلى الله عليه وسلم لسعد: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت فيها" الحديث.
رواه الأئمة الستة.
-وحديث أبي سعيد الخدري رواه الدارقطني في "غرائب حديث مالك" والخطابي في "معالم السنن" بلفظ حديث عمر.
-وحديث ابن مسعود: رواه الطبراني في المعجم الكبير في قصة مهاجر أم قيس وهو حديث غريب ورجاله ثقات.
ولأحمد من حديثه: "إن "أكثر"1 شهداء أمتي "لأصحاب الفرش"2 ورب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته"
-وحديث ابن عباس: اتفق عليه الشيخان بلفظ "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية".
-وحديث أنس بن مالك: رواه البيهقي في سننه بلفظ "لا عمل لمن لا نية له" وفي إسناده من لم يسم.
وقد رواه ابن عساكر في جزء من أماليه بلفظ حديث عمر من رواية يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن أنس "وقال"3: غريب جدا والمحفوظ حديث عمر
وروينا في مسند الشهاب للقضاعي من حديث أنس: "نية المؤمن خير من
1هكذا في المسند 1/397 وفي ع: "اكبر" بالموحدة، ولم تنقط في خط.
2 من ع، وفي "المسند":"أصحاب الفرش"، وفي خط: لأصحاب الفرس بالغين المعجمة والسين المهملة بدل الفاء والشين.
3 وقع في ع: "فقال".
عمله"1
-وحديث أبي هريرة: رويناه في جزء من تخريج الرشيد العطار بلفظ حديث عمر.
ولابن ماجه من حديث أبي هريرة: "إنما يبعث الناس على نياتهم" وحديث معاوية رواه ابن ماجه بلفظ "إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه".
-وحديث عبادة بن الصامت رواه النسائي بلفظ: "من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي إلا عقالا فله ما نوى".
-وحديث جابر بن عبد الله رواه ابن ماجه بلفظ "يحشر الناس "على نياتهم"2".
-وحديث عقبة بن عامر: رواه أصحاب السنن بلفظ: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة" فذكره وفيه "وصانعه"3 يحتسب في صنعته الأجر4.
-وحديث "أبي ذر"5 رواه النسائي بلفظ: "من أتى فرشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى "يصبح"6 كتب له ما نوى" الحديث.
-قال7: وفي الباب أيضا مما لم يذكره ابن مندة عن أبي الدرداء وسهل بن سعد والنواس بن سمعان وأبي موسى الأشعري وصهيب بن سنان وأبي أمامة
1 ليس في ع، فيحتمل أن تكون من زيادات الأبناسي ولم ينبه –كعادته- أو تكون من كلام العراقي وسقطت من كتابه أو مما أخذه عنه الأبناسي مشافهة.
2 من ع و "سنن ابن ماجد""4230"، وسقط من خط.
3 من ع و "السنن"، وفي خط:"وصاحبه".
4 هكذا في خط وع، وفي "السنن":"الخير"مكان "الأجر"، وقد ذكر الحديث هنا بمعتاه، وراجع: سنن أبي داود "2513"، والنسائي "3146""3580"، والترمذي "1637"، وابن ماجه "2811".
5 من ع، وفي خط:"أبي داود"، وراجع: سنن النسائي "3/259""1786""1787".
6 هكذا في خط وع، وفي سنن "النسائي":"أصبح".
7 يعني: العراقي رحمه الله.
الباهلي وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وصفوان ابن أمية وغزية بن الحارث أو الحارث بن غزية وعائشة وأم سلمة وأم حبيبة وصفية بنت حيي.
-"فحديث أبي الدرداء"1 رواه النسائي وابن ماجة بلفظ حديث أبي ذر المتقدم.
-وحديث سهل بن سعد: رواه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ "نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته"
-وحديث أبي موسى رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بهذا اللفظ.
-وحديث صهيب: رواه الطبراني في "الكبير"2 بلفظ: "أيما رجل تزوج امرأة فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئا مات يوم يموت وهو زان وأيما رجل اشترى من رجل شيئا فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئا مات يوم يموت وهو خائن".
-وحديث أبي أمامة: رواه الطبراني في الكبير بلفظ: "من ادان دينا وهو ينوي أن يؤديه أداه الله عنه يوم القيامة ومن ادان دينا وهو ينوي أن لا يؤديه" الحديث.
-وحديث زيد بن ثابت ورافع بن خديج: رواه أحمد في مسنده في قصة لحديث أبي سعيد بحديث: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" وقول مروان له كذبت وعنده زيد بن ثابت ورافع بن خديج معه على السرير وأن أبا سعيد قال لو شاء هذان "لحدثاك"3 فقالا: صدق.
-وحديث غزية بن الحارث: رواه الطبراني في الكبير. بلفظ: "لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث الجهاد والنية والحشر".
-وحديث عائشة: رواه مسلم في قصة الجيش الذي يخسف بهم وفيه: "يبعثهم الله على نياتهم".
1 من ع، وفي خط:"وحديث أبي الزناد"، وراجع: سنن النسائي "1786""1787"، وسنن ابن ماجه "1344".
2 من خط، وفي ع:"المعجم الكبير".
3 من ع، وفي خط "لمجدناك".
-وحديث أم سلمة: رواه مسلم وأبو داود بلفظ "يبعثون على نياتهم".
-وحديث أم حبيبة: رواه الطبراني في المعجم الأوسط بلفظ "ثم يبعث كل امرىء على نيته".
-وحديث صفية رواه ابن ماجه بلفظ: "يبعثهم الله على ما في أنفسهم".
قوله: وذكر بعض الحفاظ أي الحافظ أبو الفرج بن الجوزي فإنه ذكر ذلك في النسخة الأولى من الموضوعات أنه رواه أحد وستون أعني حديث "من كذب علي" وزاد في النسخة الأخيرة أشياء فقال فيها رواه من الصحابة ثمانية وتسعون نفسا.1
"وقد اعترض" على المصنف بأمور.
منها: قوله: ليس في الدنيا حديث اجتمع على روايته العشرة إلى هذا فإنه أقر ابن الجوزي على ذلك وابن الجوزي أقر أبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب النيسابوري على ذلك كذا حكاه عنه في الموضوعات وأقره مع أن حديث "رفع اليدين في الصلاة" وحديث: "المسح على الخفين" كذلك.
-فأما حديث: "رفع اليدين" فذكر الحافظ أبو عبد الله الحاكم فيما نقل البيهقي عنه أنه سمعه يقول: لا نعلم سنة اتفق على روايتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلفاء الأربعة ثم العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فمن بعدهم من أكابر الصحابة على تفرقهم في البلاد الشاسعة غير هذه السنة.
قال البيهقي: وهو كما قال أستاذنا أبو عبد الله رضي الله عنه "فقد روي هذه"2 السنة عن العشرة وغيرهم.
وكذلك ذكر أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة في كتاب: "المستخرج من كتب الناس للتذكرة".
-وأما حديث: "المسح على الخفين" فذكر أبو القاسم بن مندة المذكور وفي الكتاب المذكور أنه رواه العشرة أيضا.
1 راجع: "الشرح".
2 كذا في خط ول، وفي ع:"فقد روي عن هذه"، والأشبه:"فقد رويت هذه".
ومنها: أنه أقرهما أيضا أعني ابن الجوزي أقر النيسابوري والمصنف أقر ابن الجوزي على أنه لا يعرف حديث يروى عن أكثر من ستين من الصحابة إلا حديث: "من كذب علي"، مع أن حديث:"المسح على الخفين" رواه منهم أكثر من ذلك.
قال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد "في كتاب "الإمام" عن"1 ابن المنذر قال روينا عن الحسن أنه قال: حدثني سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم"مسح على الخفين".
وذكر أبو القاسم بن مندة في كتابه المستخرج عدة من رواه من الصحابة فزادوا على الستين.
"قوله": وبلغ بهم بعض أهل الحديث أكثر من هذا العدد أي: أكثر من اثنين "وستين وقد"2 جمع طرقه أبو القاسم الطبراني ومن المتأخرين الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل في جزأين فزاد فيه على هذا العدد.
وقد رأيت "عد من روي من حديثه"3 هكذا مرتبين على حروف المعجم وهم: أسامة بن زيد وأنس بن مالك وأوس بن أوس والبراء بن عازب وبريدة بن الحصيب وجابر بن حابس وجابر بن عبد الله وحذيفة بن أسيد وحذيفة بن اليمان وخالد بن عرفطة ورافع بن خديج والزبير بن العوام وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت والسائب بن يزيد وسعد بن "المدحاس"4 وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وسفينة وسلمان بن خالد الخزاعي وسلمان الفارسي وسلمة بن الأكوع وصهيب بن "سنان"5 وطلحة بن عبيد الله وعبد الله بن أبي أوفي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن زغب وقيل إنه لا صحبة له وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن
1 من ع، وفي خط "في كتابه الإلمام عن".
2 هكذا في خط، وفي ع:"وستين نفسا قد".
3 من خط وفي ع: "عد من روي حديثه".
4 هكذا في خط و "تجريد أسماء الصحابة" للذهبي "2277"، وفي ع:"المدحاش" بالشين المعجمة.
5 من عن وفي خط: "بشار".
مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعتبة بن غزوان وعثمان بن عفان و"العرس"1 بن عميرة وعفان بن حبيب وعقبة بن عامر وعلي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وعمر بن الخطاب وعمران بن حصين وعمرو بن "حريث"2 وعمرو بن عنبسة و"عمرو"3 بن عوف وعمرو بن مرة الجهني وقيس بن سعد بن عبادة وكعب بن قطبة ومعاذ بن جبل ومعاوية بن حيدة ومعاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة والمنقع" "1 التميمي ونبيط"1" بن شريط وواثلة بن الأسقع ويزيد بن أسد ويعلى"4" بن مرة وأبو أمامة وأبو بكر الصديق وأبو الحمراء وأبو ذر وأبو رافع وأبو رمثة وأبو سعيد الخدري وأبو عبيدة بن الجراح وأبو قتادة وأبو قرصافة وأبو كبشة الأنماري وأبو موسى الأشعري وأبو موسى الغافقي وأبو ميمون الكردي وأبو هريرة وأبو العشراء"1" الدارمي عن أبيه وأبو مالك الأشجعي عن أبيه وعائشة وأم أيمن"
5" فهؤلاء خمسة وسبعون نفسا يصح من حديثهم نحو عشرين اتفق الشيخان على إخراج أحاديث أربعة منهم وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بواحد وإنما يصح من حديث خمسة من "العشرة" والباقي أسانيدها ضعيفة ولا يمكن التواتر في شيء من طرق هذا الحديث لأنه يتعذر وجود ذلك في الطرفين والوسط بل بعض طرقه الصحيحة إنما هي أفراد عن بعض رواتها وقد" 6"زاد بعضهم في هذا الحديث حتى جاوز المائة ولكنه ليس هذا المتن بعينه.
"واعترض" عليه أيضا في قوله إن من سئل عن إبراز مثال للمتواتر أعياه تطلبه ثم لم يذكر مثالا له إلا حديث "من كذب" علي وقد ذكر غيره من
1 ضبط خط.
2 من ع، وفي خط:"حرث".
3 من ع، وفي خط:"عمر" بدون واو
4 من ع، وفي خط:"وعلى".
5 من ع، وفي خط "أيبن".
6 من ع، وفي خط:"رواته أذ قد".
الأئمة عدة أحاديث متواترة فمن ذلك:
-أحاديث "حوض النبي صلى الله عليه وسلم" ورد ذلك عن أزيد من ثلاثين صحابيا وأوردها البيهقي في كتاب البعث والنشور وأفرده أيضا المقدسي بالجمع.
قال القاضي عياض: وحديثه متواتر بالنقل رواه خلائق من الصحابة. فذكر جماعة من رواته ثم قال: وفي بعض هذا ما يقتضي كون الحديث متواترا.
-ومن ذلك: أحاديث "الشفاعة" فذكر القاضي عياض أيضا أنه بلغ مجموعها التواتر.
ومن ذلك: أحاديث "المسح على الخفين" فقال ابن عبد البر: رواه نحو أربعين من الصحابة واستفاض وتواتر وكذا قال ابن حزم في المحلي أنه نقل تواتر يوجب العلم.
-ومن ذلك: أحاديث "النهي عن اتخاذ القبور مساجد" قال ابن حزم: إنها متواترة.
ومن ذلك: أحاديث "رفع اليدين في الصلاة للإحرام والركوع والرفع منه" قال ابن حزم إنها متواترة توجب يقين العلم.
-ومن ذلك: الأحاديث الواردة في قول المصلي: "ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد" قال ابن حزم: إنها أحاديث متواترة.