الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع السادس والأربعون
معرفة من اشترك في الرواية عنه راويان متقدم ومتأخر تباين وقت وفاتيهما تباينا شديدا فحصل بينهما أمد بعيد وإن كان المتأخر منهما غير معدود من معاصري الأول وذوي طبقته
ومن فوائد ذلك تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب. وقد أفرده "الخطيب الحافظ" في كتاب "حسن سماه كتاب السابق واللاحق".
ومن أمثلته أن محمد بن إسحاق الثقفي السراج النيسابوري روى عنه البخاري في تاريخه وروى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر وذلك أن البخاري مات سنة ست وخمسين ومائتين ومات الخفاف سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة "وقيل: سنة"1 أربع أو خمس وتسعين وثلاثمائة.
وكذلك مالك بن أنس الإمام حدث عنه الزهري وزكريا بن "دويد"2 الكندي وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة ولقد حظي مالك بكثير من هذا النوع انتهى.
"اعترض" على المصنف تمثيله بالزهري وزكريا بن دويد بأن وفاة زكريا لا تعرف لكنه حدث عنه سنة نيف وستين ومائتين.
"ورد" بأن المصنف ما اقتصر على قوله: "وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة" بل قال أو أكثر3 فإن كان تأخر بعد ذلك فقد أشر إليه بقوله: "أو أكثر".
1 هكذا في خط، وفي ش وع:"وقيل: مات في سنة"، ولعله من اختصار الأبناسي رحمه الله.
2 ضبط خط بإسكان المثناة.
3 راجع: "التقييد".
نعم ما كان ينبغي له أن يمثل به1 لمعنى آخر وهو أنه لا يعرف سماعه من مالك لكونه كذابا وضاعا لكنه حدث عن مالك بل حدث عن بعض شيوخ مالك وهو: حميد الطويل بعد سنة ستين ومائتين وحميد توفي إما سنة أربعين ومائة أو سنة ثلاث وأربعين أو ما بينهما ولذلك لم ير الحفاظ روايته عن مالك شيئا2. وذكره ابن حبان في "الضعفاء" فقال: شيخ يضع الحديث على حميد الطويل وكان يدور بالشام ويحدثهم بها ويزعم "أن"3 له مائة وخمسة وثلاثين سنة لا "يحل"4 ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
وقال في "الميزان": كذاب ادعى السماع من مالك والثوري والكبار وزعم أن له "مائة وثلاثين"5 سنة وذلك بعد الستين والمائتين.
وإنما مثل به المصنف تبعا للخطيب فإنه مثل به في كتابه السابق واللاحق وذكره في كتاب "أسماء الرواة عن مالك" وروى له حديثا عنه وسكت عليه فتبعه المصنف.
والصواب التمثيل بآخر من مات من أصحاب مالك وهو: أحمد بن إسماعيل "أبو"6 حذافة السهمي كما قاله المزي توفي سنة تسع وخمسين ومائتين فيكون بينه وبين وفاة الزهري مائة وخمس وثلاثون سنة والسهمي وإن كان ضعيفا أيضا إلا أنه قد شهد له أبو مصعب بأنه كان معهم في العرض على مالك فقد صح سماعه من مالك بخلاف زكريا.
ومن أمثلة ذلك في زماننا: أن الفخر بن البخاري سمع منه الزكي عبد العظيم المنذري وروي عنه جماعة موجودون بدمشق بعد السبعين وسبعمائة منهم: شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن بن فريد بن أصيلة المزي ونجم الدين
1 يعني: زكرياء كما في "التقييد".
2 راجع: "التقييد".
3 من ع و "المجروحين"، وفي خط:"أنه".
4 من ع و "المجروحين"، ووقع في خط:"يحد" بالدال.
5 كذا في خط وع و "اللسان"، وسبق عند ابن حبان:"مائة وخمسة وثلاثين".
6 من ع، ومثله وفي "التهذيب"، وفي خط:"بن".
ابن النجم وصلاح الدين إمام مدرسة الشيخ أبي عمرو وقد توفي الزكي عبد العظيم سنة ست وخمسين وستمائة.