المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع الثاني والأربعون - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح - جـ ٢

[برهان الدين الأبناسي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌النوع التاسع والعشرون

- ‌النوع الموفي ثلاثين

- ‌لنوع الحادي والثلاثون

- ‌النوع الثاني والثلاثون

- ‌النوع الثالث والثلاثون

- ‌النوع الرابع والثلاثون

- ‌النوع الخامس والثلاثون

- ‌النوع السادس والثلاثون

- ‌النوع السابع والثلاثون

- ‌النوع الثامن والثلاثون

- ‌النوع التاسع والثلاثون

- ‌النوع الموفي أربعين

- ‌النوع الحادي والأربعون

- ‌النوع الثاني والأربعون

- ‌النوع الثالث والأربعون

- ‌النوع الرابع والأربعون

- ‌النوع الخامس والأربعون

- ‌النوع السادس والأربعون

- ‌النوع السابع والأربعون

- ‌النوع الثامن والأربعون

- ‌النوع التاسع والأربعون

- ‌النوع الموفي خمسين

- ‌النوع الحادي والخمسون

- ‌النوع الثاني والخمسون

- ‌النوع الثالث والخمسون

- ‌النوع الرابع والخمسون

- ‌النوع الخامس والخمسون

- ‌النوع السادس والخمسون

- ‌النوع السابع والخمسون

- ‌النوع الثامن والخمسون

- ‌النوع التاسع والخمسون

- ‌النوع الموفي ستين

- ‌النوع الحادي والستون

- ‌النوع الثاني والستون

- ‌النوع الثالث والستون

- ‌النوع الرابع والستون

- ‌النوع الخامس والستون

الفصل: ‌النوع الثاني والأربعون

‌النوع الثاني والأربعون

معرفة المدبج وما عداه من رواية الأقران بعضهم عن بعض

وهم المتقاربون في السن والإسناد. وربما اكتفى الحاكم أبو عبد الله فيه بالتقارب في الإسناد وإن لم يوجد التقارب في السن.

اعلم أن رواية القرين عن القرين تنقسم:

فمنها المدبج وهو أن يروي القرينان كل واحد منهما عن الآخر. مثاله في الصحابة: عائشة وأبو هريرة روى كل واحد منهما عن الاخر.

وفي التابعين: رواية الزهري عن عمر بن عبد العزيز ورواية عمر عن الزهري

وفي أتباع التابعين: رواية مالك عن الأوزاعي ورواية الأوزاعي عن مالك.

وفي أتباع الأتباع: "رواية"1 أحمد بن حنبل عن علي ابن المديني ورواية علي عن أحمد.

وذكر الحاكم في هذا رواية أحمد عن عبد الرزاق ورواية عبد الرزاق عن أحمد وليس هذا بمرضي.

ومنها غير المدبج وهو: أن يروي أحد القرينين عن الآخر ولا يروي الآخر عنه فيما نعلم مثاله رواية سليمان التيمي عن مسعر وهما قرينان ولا نعلم لمسعر رواية عن التيمي ولذلك أمثال كثيرة انتهى.

المدبج2 بضم الميم وسمي مدبجا لحسنه والمدبج لغة: هو المزين.

1 من خط وع، وليس في ش.

2 ضبطه العراقي في "الشرح": "بضم الميم وفتح الدال وتشديد الباء الموحدة واخره جيم".

ص: 541

قال في المحكم: الدبج "النقش"1 والتزيين فارسي معرب. قال: وديباجة الوجه وديباجة حسن "بشرته"2 ومنه تسمية ابن مسعود الحواميم ديباج القرآن.

"وكأن"3 الإسناد الذي يجتمع فيه [قرينان أو أحدهما أكبر والآخر من رواية الأصاغر عن الأكابر] 4: إنما يقع غالبا فيما إذا كانا عالمين أو حافظين أو فيهما أو في أحدهما نوع من وجوه الترجيح حتى عدل "الرواي"5 عن العلو للمساواة أو النزول لأجل ذلك فحصل "للإسناد"6 بذلك تحسين وتزيين7

ويحتمل أن يقال: إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة فشبها بالخدين فإن الخدين يقال لهما الديباجتان كما في المحكم والصحاح.

ويحتمل أنه سمي بذلك لنزول الإسناد فإنهما إن كانا قرينين: "نزل درجة"8 وإن كان من رواية الأكابر عن الأصاغر نزل درجتين.

وعن ابن معين: الإسناد النازل قرحة في الوجه وعن علي بن المديني وأبي عمرو المستملي أنهما قالا: النزول شؤم.

وحينئذ: فلا يكون المدبج مدحا له ويكون ذلك من قولهم: رجل مدبج قبيح الوجه والهامة حكاه صاحب المحكم وفيه بعد.

والظاهر: أنه مدح لهذا النوع.

"واعترض" على قوله: وهو أن يروي القرينان وتقييده بالقرينين تبع فيه الحاكم وعبارته: فإنما القرينان إذا تقارب سنهما وإسنادهما وهو على ثلاثة

1 من ع، وفي خط:"النقص" ورسم علامة الإهمال علي الصاد.

2 من ع، وفي خط:"بشريه".

3 ضبطها في خط بتشديد النون.

4 كذا النص في خط وع، وسيأتي فيهما قريبا: "

إن كانا قرينين

وإن كان من رواية الأكابر عن الأصاغر....".

5 من ع، وفي خط:"الرازي".

6 من ع، وفي خط:"الإسناد".

7 راجع: "التقييد".

8 هكذا في خط، وفي ع:"نزل كل منهما درجة".

ص: 542

أجناس فالجنس الأول منه الذي سماه بعض مشايخنا المدبج وهو: أن يروي قرين عن قرينه ثم يروي ذلك القرين عنه فهو المدبج انتهى.

والمراد ببعض مشايخه الدارقطني1 فإنه أول من سماه المدبج وأول من صنف فيه كتابا سماه المدبج في مجلد ولم "يقيد فيه"2 بالقرينين فإنه ذكر فيه: رواية: "أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم" ورواية: "النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر" ورواية عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروايته صلى الله عليه وسلم عن عمر ورواية سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروايته صلى الله عليه وسلم عن سعد.

وذكر فيه أيضا: رواية الصحابة عن التابعين الذين رووا عنهم كرواية عمر عن كعب الأحبار ورواية كعب عن عمر ورواية ابن مسعود عن زر بن حبيش ورواية زر عنه ورواية ابن عمر عن عطية العوفي وبكر بن عبد الله المزني ورواية كل منهما عن ابن عمر ورواية ابن عباس عن عمرو بن دينار وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة مولاه ورواية كل من الثلاثة عن ابن عباس [ورواية أبي سعيد الخدري عن] 3 أبي نضرة العبدي ورواية أبي نضرة عنه ورواية أنس بن مالك عن بكر بن عبد الله المزني ورواية بكر عنه.

وذكر فيه أيضا: رواية التابعين عن أتباع التابعين كرواية عبد الله بن عرن ويحيى بن سعيد الأنصاري عن مالك ورواية مالك عن كل منهما ورواية عمرو بن دينار وأبي إسحاق السبيعي وسليمان بن مهران الأعمش عن سفيان بن عيينة ورواية ابن عيينة عن كل من الثلاثة ورواية أبي إسحاق السبيعي عن ابنه يونس بن أبي إسحاق ورواية يونس عن أبيه.

وذكر فيه أيضا: رواية أتباع التابعين عن أتباع الأتباع كرواية: [معمر] 4 عن عبد الرزاق ورواية عبد الرزاق عن [معمر]"4".

1 راجع: "التقييد".

2 هكذا في خط، وفي ع:"يتقيد في ذلك"، وقد تكون:"يتقيد فيه"، أو:"يقيده فيه": ثم رأيته في "التدريب""إلا أنه لم يقيده بكونهما قرينين".

3 من ع، وليس في خط.

4 من ع، وفي خط:"يعمر".

ص: 543

وكذلك ذكر فيه: رواية: عبد الرزاق عن أحمد و"عن"1 علي بن المديني ويحيى بن معين وروايتهم عنه.

وكذلك ذكر فيه: رواية أحمد عن أبي داود السجستاني وعن ابنه عبد الله بن أحمد ورواية كل منهما عن أحمد وغير ذلك.

فهذا يدل على أن المدبج لا يختص بكون الراويين "الذين"2 روى كل منهما عن الآخر قرينين بل الحكم أعم من ذلك3

وحينئذ: فلا اعتراض على الحاكم في قوله: "كرواية أحمد عن عبد الرزاق وعكسه".

قال المصنف: "وليس هذا بمرضي". فإن4 الحاكم تبع في ذلك شيخه: الدارقطني وهو "ممن"5 يرجع إليه في ذلك.

"واعترض" عليه بتمثيله لغير المدبج برواية "سليمان التيمي عن مسعر" ثم قال: "ولا نعلم لمسعر رواية عن التيمي ولذلك أمثال كثيرة".

فالمثال الذي مثل به لا يصح لأن مسعرا روى أيضا عن التيمي كما ذكره الدارقطني في كتابه المدبج ثم روى عن رواية "الحكم"6 بن مروان ثنا مسعر عن أبي المعتمر وهو سليمان التيمي عن امرأة يقال لها أم خداش قالت:

1 من خط وليس في ع.

2 من ع، وفي خط:"الذي".

3 وعليه فكتاب: "لطائف المعاف" لأبي موسى المديني رحمه الله نافع جدا في هذا الباب، وقد طالعت بعضه، ولايزال مخطوط، وقد انتهي "مركز مكتبة السنة للبحث العلمي" بالقاهرة – حرسهم الله – من تحقيقه على ثلاث نسخ خطية، يسر الله نشره.

4 راجع: "التقييد"، وقارن "بالشرح".

5 في خط: "مما" فصوبته.

6 من ع، وفي خط:"الحاكم".

ص: 544

رأيت علي بن أبي طالب "يضطبع بخل وخمر"1

وهذا المثال: أحد أمثلة أربعة مثل بها الحاكم لغير المدبج.

المثال الثاني: رواية زائدة بن قدامة عن زهير بن معاوية. قال الحاكم: زائدة بن قدامة وزهير بن معاوية قرينان إلا أني لا أحفظ لزهير عن زائدة رواية.

المثال الثالث: رواية يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عوف قال الحاكم: يزيد وإن كان أسند وأقدم من إبراهيم فإنهما في أكثر الأسانيد قرينان ولا أحفظ لإبراهيم عن يزيد رواية. انتهى.

وفيه نظر فقد روى عنه إبراهيم وروايته عنه في مسلم وفي النسائي.

المثال الرابع: رواية سليمان بن طرخان التيمي عن "رقبة"2 بن "مصقلة"3

قال الحاكم: سليمان ورقبة"2" قرينان ولا أحفظ لرقبة"4" 4عنه رواية انتهى.

وفيه نظر أيضا فقد روى رقبة"2" عن سليمان كما ذكره الدارقطني في كتاب المدبج ثم روى له من رواية أبي عوانة عن رقبة"2" عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا حبذا المتخللون من أمتي".

والحديث رواه الطبراني في المعجم الأوسط فجعله من رواية رقبة"2" عن أنس من غير ذكر "سليمان التيمي".

فلم يصح من هذه الأمثلة إلا الثاني فقط5 فأين الأمثال الكثيرة؟

خاتمة: قد يجتمع جماعة من الأقران في حديث واحد كحديث رواه أحمد ابن حنبل عن أبي خيثمة عن يحيى بن معين عن علي بن المديني عن عبيد الله

1 كذا في خط وضبط: "يضطبع" بفتح أوله وسكون الضاد المعجمه، وفي اخره عين مهمله، وفي ع:"يصطبغ بخل خمرة" بالصاد المهمله والغين المعجمة وزيادة الهاء في "خمرة" وهذا أصح والله أعلم.

2 من ع، وفي خط:"رقبة" بالياء اخر الحروف.

3 من ع، وفي خط:"مصطلقة".

4 من ع، وفي خط:"الرقية".

5 راجع: "التقييد".

ص: 545

بن معاذ عن أبيه عن "شعبة"1 عن أبي بكر بن "حفص"2 عن أبي سلمة عن عائشة قالت: "كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى "تكون"3 كالوفرة".

فأحمد والأربعة فوقه: خمستهم أقران كما قال الخطيب.

1 من ل، وفي خط:"سخبة".

2 من ل، وفي خط:"حوص".

3 من ل ومثله في "صحيح مسلم""320" بمثناة من فوق، وفي "التدريب" وغيره بمثناة من تحت، ولم تنقط في خط.

ص: 546