الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعتين كما يكون للروح منفردة عن البدن) .
[المطلب الثالث الإيمان بالملكين منكر ونكير]
المطلب الثالث: الإيمان بالملكين منكر ونكير: تقدم في مبحث الملائكة ذكر منكر ونكير وأنهما الملكان الموكلان بسؤال الميت في قبره في معرض الحديث عن وظائف الملائكة. والقصد هنا تقرير الإيمان بهما إيمانا مفصلا وما يحصل منهما من فتنة المقبورين إذ تقرير هذا هنا فرع عن الإيمان بنعيم القبر وعذابه في الجملة.
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على وصف هذين الملكين وسؤالهما أهل القبور بعد الدفن كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قبر الميت أو قال أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير، فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذرعا في سبعين. . وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري: فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك» (1) . وقد دل على سؤال الملكين أيضا حديث أنس المتقدم في المطلب السابق.
(1) سنن الترمذي 3 / 383، برقم (1071)، وقال حديث حسن غريب والإحسان في تقرير ب صحيح ابن حبان: 7 / 386، برقم (3117) .
فيجب الإيمان بما دلت عليه الأحاديث من اسم الملكين ووصفهما وسؤالهما المقبورين وكيفية ذلك وما يجيب به المؤمن وما يجيب به المنافق وما يعقب ذلك من النعيم أو العذاب على التفصيل الذي جاءت به الأحاديث.
وقد اختلف العلماء هل السؤال في القبر خاص بهذه الأمة كما ذهب لذلك البعض أم أنه عام في كل الأمم كما هو قول فريق آخر من أهل العلم، والذي يظهر من النصوص عدم اختصاص هذه الأمة به بل هو عام في كل الأمم وعلى هذا أكثر المحققين من أهل العلم والله تعالى أعلم.