الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المبحث الثاني التحذير من البدع]
المبحث الثاني: التحذير من البدع تعريف البدعة: البدعة لغة: هي الاختراع على غير مثال سابق ومن ذلك قول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] أي مخترعهما.
وشرعًا: ما خالف الكتاب والسنة، أو إجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات المحدثة في الدين.
خطر البدع: إن البدع والمحدثات في الدين لها خطورة عظيمة، وآثار سيئة على الفرد والمجتمع بل وعلى الدين كله أصوله وفروعه. فالبدع: إحداث في الدين، وقول على الله بغير علم وشرع في الدين بما لم يأذن به الله، والبدعة سبب في عدم قبول العمل وتفريق الأمة، والمبتدع يحمل وزره ووزر من تبعه في بدعته، كما أن البدعة سبب في الحرمان من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فعن سهل بن سعد الأنصاري، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أنا فَرَطُكم على الحوض من مرّ علي شرب، ومن شرب لا يظمأ أبدًا. ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقوِل إنهم من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سحقاَ لمن غيّر بعدي» (1) . والفرط: الذي يسبق إلى الماء.
وسحقًا: أي بعدًا.
والبدعة تشويه للدين، وتغيير لمعالمه. والخلاصة أن البدعة خطر عظيم على المسلمين في أمر دينهم ودنياهم.
(1) صحيح البخاري برقم (6583) ، ورقم (6584) ، وصحيح مسلم برقم (2290) .
أسباب البدعة: للبدع أسباب كثيرة أعظمها البعد عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح، الأمر الذي يؤدي إلى الجهل بمصادر التشريع.
ومن أسباب انتشار البدع، التعلق بالشبهات والاعتماد على العقل المجرد وجلساء السوء، والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يستدل بها المبتدعة على بدعهم، والتشبه بالكفار، وتقليد أهل الضلال ونحو ذلك من الأسباب الخطيرة.
خطر البدع: من تأمل الكتاب والسنة وجد أن البدع في الدين محرمة ومردودة على أصحابها من غير فرق بين بدعة وأخرى، وإن كانت تتفاوت درجات التحريم بحسب نوعية البدعة.
ومن المعلوم أن النهي عن البدع قد ورد على وجه واحد في قول النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» (1) . وقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (2) . فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة، ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوع البدعة فمنها ما هو كفر صراح كالطواف بالقبور تقربا إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم، ومنها ما هو من وسائل الشرك كالبناء على القبور، والصلاة والدعاء عندها، ومنها ما هو فسق ومعصية كإقامة الأعياد التي لم ترد في الشرع، والأذكار المبتدعة والتبتل والصيام قائما في الشمس.
(1) رواه الإمام أحمد في المسند (1 / 435) ، والدارمي في السنن (1 / 78) ، والحاكم في المستدرك (2 / 318) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(2)
صحيح البخاري برقم (2697) ، وصحيح مسلم برقم (1718) .