الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفصل الثالث حقوق الصحابة وما يجب نحوهم]
[المبحث الأول من هم الصحابة ووجوب محبتهم وموالاتهم]
الفصل الثالث
حقوق الصحابة وما يجب نحوهم المبحث الأول: من هم الصحابة ووجوب محبتهم وموالاتهم.
المبحث الثاني: وجوب اعتقاد فضلهم وعدالتهم والكف عما شجر بينهم في ضوء الأدلة الشرعية.
المبحث الثالث: أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقهم وبيان أن زوجاته من أهل بيته.
المبحث الرابع: الخلفاء الراشدون، فضلهم وما يجب نحوهم وترتيبهم.
المبحث الخامس: العشرة المبشرون بالجنة.
المبحث الأول
من هم الصحابة ووجوب محبتهم وموالاتهم تعريف الصحابي: الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا ومات على ذلك.
وجوب محبتهم وموالاتهم: الصحابة هم خير القرون، وصفوة هذه الأمة وأفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، ويجب علينا أن نتولاهم ونحبهم ونترضى عنهم وننزلهم منازلهم، فإن محبتهم واجبة على كل مسلم، وحبهم دين وإيمان وقربى إلى الرحمن، وبغضهم كفر وطغيان. فهم حملة هذا الدين، فالطعن فيهم طعن في الدين كله لأنه وصلنا عن طريقهم بعد أن تلقوه غضًّا طريًّا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ونقلوه لنا بكل أمانة وإخلاص ونشروا الدين في كافة ربوع الأرض في أقل من ربع قرن وفتح الله على أيديهم بلاد الدنيا فدخل الناس في دين الله أفواجًا.
وقد دل الكتاب والسنة على وجوب موالاة الصحابة ومحبتهم وأنها دليل صدق إيمان الرجل. فمن الكتاب قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71](التوبة: 71) . وإذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مقطوعًا
بإيمانهم بل هم أفضل المؤمنين لتزكية الله ورسوله لهم فإن موالاتهم ومحبتهم دليل إيمان من قامت به هذه الصفة.
ومن السنة حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار» (1) .
والنصوص في هذا كثيرة جدًّا لا يسع المقام ذكرها على أنه يحسن التنبيه هنا على ما يترتب على موالاة الصحابة رضوان الله عليهم من الآثار الطيبة في الدنيا والآخرة مما يشحذ الهمم على تحقيق موالاتهم.
فمن آثار موالاتهم الطيبة في الدنيا الفلاح والغلبة والنصر كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56](المائدة: 56) . قال ابن كثير: (كل من رضي بولاية الله ورسوله والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة ومنصور في الدنيا والآخرة) .
ومن ثمار محبتهم في الآخرة ما يُرجى لمُحبّهم من الحشر معهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب) » (2) .
ولذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقربون إلى الله بمحبة أبي بكر وعمر ويعدون ذلك من أفضل أعمالهم وأرجاها عند الله. روى الإمام البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وماذا أعددت لها) . قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقَال النبي صلى الله عليه وسلم:(أنت مع من أحببت)، فقال أنس: فما
(1) صحيح البخاري برقم (17) .
(2)
صحيح مسلم برقم (6168) .
فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت. قال أنس: (فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم» (1) .
(1) صحيح البخاري برقم (3688) .