الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل: في رد قول الملحد: (لكن ندعو العامة إلى الأدب في التوسل
…
الخ
…
فصل
وأما قوله: "ولكن مع ذلك علينا أن نأمر العامة الأدب بالتوسل بأن يكون بالألفاظ التي ليس فيها إيهام، وذلك كأن يقول المتوسل: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه وبأحبابه أن تعطيني كذا وكذا وتدفع عني كذا وكذا إلى آخر مطلوبه، ولا يصح لنا أن نمنعه من التوسل مطلقا لما قدمنا من الآيات، ولما يأتي من الأحاديث، والإجماع فنعوذ بالله من طمس عين البصيرة {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: آية8] .
فالجواب أن نقول: إن قول القائل: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بالنبي وبأصحابه وبأحبابه أن تعطيني كذا وكذا قول مبتدع محرم منهي عنه في أصح القولين عند الحنابلة، وقد نص على المنع منه جمهور أهل العلم بل ذكر شيخ الإسلام في رده على ابن البكري أنه لا يعلم قائلا بجوازه إلا ابن عبد السلام في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يجزم بل علق
القول به على ثبوت حديث الأعمى وصحته، وفيه من لا يحتج به عند أهل الحديث1.
ونقل القدوري وغيره من الحنفية عن أبي يوسف أنه قال: قال أبو حنيفة رضي الله عنه: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. وذكر الملا في شرح التنوير على التتار خانية عن أبي حنيفة قال: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله سبحانه إلا به أي بالله سبحانه.
وفي جميع متونهم: أن قول الداعي المتوسل بحق الأنبياء والأولياء وبحق البيت والمشعر الحرام مكروه كراهة تحريم، وعللوا ذلك كلهم بقولهم: إنه لا حق للمخلوق على الخالق. انتهى.
ولكن هؤلاء الغلاة مع كونهم مبتدعين هم مع ذلك يدعون الأنبياء والأولياء والصالحين ويلجؤون2، وقد كان من المعلوم عند جميع أهل السنة والجماعة من جعل الأنبياء والأولياء والملائكة وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنوب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين والله الهادي إلى الصواب.
1 تقدم الكلام مفصلا على حديث الأعمى في رسالة "الرد على القبوريين" للعلامة حمد بن ناصر آل معمر ـ رحمه الله تعالى. وسيأتي الكلام على بعض طرق هذا الحديث ص163.
2 في طبعة الرياض " يلجأون" وفي الأصل "يلجئون".